السبت 28 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلم روز امين ج٣

انت في الصفحة 9 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

يمر بلا شئ ملموسأما ليلي فحدث ولا حرجكم كنت أبغض قدومه حين يسدل ستائره السوداء لأغرق في ظلامه الدامس وسط ذكرياتي المؤلمة أجلس وحيد غرفتي أتطلع على جدرانها المرتفعة لتدور عيناي متمعنا بكل محتوياتها حتى أصل ببصري إلى فراشي وأتلمسه بكف يديكم كان باردا لا نفس فيه ولا حياةإلى أن التقيت بسندريلانعم فهي سندريلا حياتي التي ظهرت من العدم لتقلبها رأسا على عقب وبعد أن كنت كارها لكل صنف حواء أصبحت عاشقا لأنفاس إحداهن بل وصلت بعشقها لأعلى درجات الغرامأصبحت أيضا من محبي الليل ومغرما بسكونه حيث يجمعني برفقة حبيبتيدفأت فرشتي وتلونت جدراني كحديقة بفصل الربيع بعدما عثرت على نصفي الأخروالأن فقط أقر وأعلنها بأن فؤاد علام قد إكتمل 
فؤاد علام زين الدين 
بقلمي روز أمين
داخل ڤيلا عمرو المتواجدة بأحد الأماكن الجديدةيجلس بصحبة شقيقاه بعدما تم طردهم على يد عائلة والدتهمحالهم يقطع نياط القلوب ومظهرهم يدل على ما تعانيه أنفسهمشعر رؤسهم مشعثا وذقون متروكة حتى انتشر الشعر بها بكثرة وعشوائيةيجلسون ببهو المنزل يشعلون سجائرهم الذي انتشر دخانها بشكل كثيف كاد أن يخنقهمتحدث طلعت پانكسار وقد بدا الحزن والذل على ملامحه
أخرتها إترمينا في بيت في أخر الدنيا يا ولاد سيادة النائبحتى ډفنة أبونا مجرأناش نحضرها
ليكمل حسين على حديثه المؤلم
أنا مش قاطع فيا ومدمرني قد الموضوع دهتلات رجالة يسدوا عين الشمس وفي الأخر اللي يحل على أبويا واحد غريب
هتف
طلعت بحدة ظهرت فوق ملامحه الغاضبة 
في أي شريعة وأي دين يمنعوا ولاد المېت إنهم يمشوا في جنازته!
بنبرة تملؤها الحسړة تحدث حسين 
في شريعة نصر البنهاوي كل شئ كان متاح يا طلعت ولا نسيت إن أبوك الله يسامحه ياما ظلم ناس وأجبرهم على ترك البلد
واسترسل مستشهدا 
وأخرهم أهل سمية اللي خلاهم يمشوا ويسيبوا بيتهم من غير حتى ما يبيعوه ويستفادوا بتمنه 
نكس طلعت رأسه لتيقنه من صحة حديث شقيقه ليعم الصمت المكاننظر حسين لذاك الذي ينفث دخان سيجارته بشراهة وقبل أن تنتهي يشعل غيرها لينطق متسائلا 
إنت ساكت ليه يا عمرو!
أجابه بخفوت وانكسار 
وعاوزني أقول إيه يا حسينأنا حاسس إني في كابوس وكل يوم أقوم من النوم أقول أكيد الکابوس إنتهى وهصحى ألاقي نفسي في بيتي
وتابع وهو ينظر أمامه بحنين وحالمية 
وأبص على فرشتي ألاقي إيثار ويوسف نايم ما بينا زي زمان
تطلع عليه طلعت وابتسم ساخرا لينطق وهو يحدث حسين 
عمرو أخوك بيفكرني بالمثل اللي بيقول خړاب يا دنيا عمار يا دماغي
واسترسل بحدة وهو يرمقه بسخط 
بيتنا خرب وأمك وعيالنا وحريمنا اتشردوا في البيوت وده كل اللي في دماغه بنت غانم اللي ادته على قفاه وراحت اتجوزت
طلعت قالها عمرو بحدة ليسترسل وهو يرمقه بنظرات لائمة ممزوجة بالإزدراء
بلاش تستغل الكلام وزي عادتك تقوم الكل عليا وتطلعني أنا الأهبل والمغيب وإنت العاقل الحكيم اللي مفيش منك إتنين
لينطق بكبرياء وهو يشمله باشمئزاز
والحقيقة هي إن مفيش حد في بيت نصر كله طلع عاقل وحكيم
وحاسب حساباته للزمن غيري
واشار بكفيه يستعرض ما حوله 
والدليل البيت اللي لاممنا ده والفلوس اللي بناكل ونشرب وعايشين منها
واستطرد ساخرا 
لولا عقلي كان زمانا مرميين على أرصفة الشوارع زي كلاب السكك
كان داخله يغلي كالبركانفلم يتوقع ويمر بمخيلته أن هذا المدلل يمتلك كل تلك الأموال الطائلةأما هو فكان منشغلا بالحقد الذي يملؤ قلبه باتجاه الجميع وكرس كل إهتمامه على تنمية ثروة أبيه ممنيا حاله بالفوز بها بأية طريقة بعد رحيل والده وإزاحة شقيقيه من طريقه أو على الأقل الإستحواذ على معظمها وترك القليل لهمالكن إرادة الله أتت عكس ما خطط له ذاك الشريرهتف بشراسة وغل أظهرا كم الحقد الذي يكنه داخل قلبه المړيض لشقيقه الأصغر 
إنت هتزلنا باللقمة اللي بتأكلهانا يا عمرو بيه
لينتفض واقفا وهو يقول بصرامة 
طب أنا ماشي وسايبها لك مخضرة
هب حسين وتحرك ليتمسك بذراع شقيقه قائلا وهو يحثه على الوقوف 
أقعد يا طلعت واستهدي بالله أخوك ميقصدش
اكفهرت ملامحه ليصيح بحدة 
يعني إنت مش سامع كلامه اللي ېحرق الډم يا حسين ده بيذلنا بفلوسنا
فلوسكم! قالها عمرو وهو يرمقه مستنكرا ليرد الأخر بقوة وتشكيك 
أه فلوسنا يا عمروفلوسنا اللي جزء منها كنت بتسرقها من ورا أبوك والباقي كنت بتقلب أمك فيه يا ننوس عين ستهم
بقى هي دي أخرتهابدل ما تشكرني على اللي عملته معاك تطلعني حرامي! نطقها عمرو پجنون ليسترسل مستشهدا بشقيقه 
سامع كلام أخوك يا حسين
نطقها وكأنها كانت الكلمة الفاصلة لينفجر ذاك الهادئ ويخرج براكينه الكامنة بداخل روحه المعذبة 
كفاية بقى إنت وهو إنتوا إيه مبتحسوش معندكوش ډممش حاسين بالحال اللي وصلنا لهسايبين كل المصاېب اللي حطت على دماغنا وواقفين لبعض زي الديوك
واسترسل وهو يرمقهما باشمئزاز 
قاعدين تقطعوا في بعض بدل ما نحط إدينا في إدين بعض ونفكر هنعمل إيه علشان نرجع حياتنا تاني مش لازم ترجع زي الأول بس على الأقل يكون عندنا مكان كويس ونشتغل علشان نعرف نجيب أمكم وستاتنا وعيالنا ونعيش مع بعض زي الأول
زفر عمرو بقوة ليتخلص من شحنة الڠضب التي إجتاحت جسده لينطق بهدوء 
البيت أهو موجود ويساع الكلوإن كان على الشغل أنا معايا فلوس هفتح لكم مشروع صغير تشغلوه وتبعتوا تجيبوا ولادكم 
واسترسل بإبانة 
بس أنا متعملوش حسابي معاكم لأني مسافر وسايب البلد كلها
قطب حسين جبينه ليسأله بتشكيك 
جبت الفلوس دي كلها منين يا عمرو! 
أما طلعت فتبسم ساخرا ليجيب الأخر بقوة 
من شغلي الخاص يا حسين 
سأله بقوة 
اللي هو إيه شغلك الخاص ده يا عمرو!
ليسترسل مشككا 
وإيه الشغل اللي يجيب فلوس كتير بالشكل ده
نظر لشقيقه لينطق بقوة 
جمعت رجالة وبنفحر على الأثار يا حسينإرتحت!
نطق الأخر من باب الخۏف على شقيقه
بس ده حرام يا عمرو
ضحك بقوة حتى ادمعت عينيه لينضم إليه طلعت وباتا يضحكان بشدة تحت خجل الأخر من حاله لينطق عمرو بعدما تحكم بتوقف ضحكاته 
ده على أساس إنك كنت بتروح الجبل كل ليلة تبيع سبح للنهيبة يا شيخ حسين! 
نكس رأسه بخزي لتعريته من قبل شقيقه الأصغر ليتابع الأخر ساخرا 
بلاش تتكلم على الفضيلة والحلال والحرام وإحنا عيشنا عمرنا كله مغروسين في الطين يا حسين 
نطق حسين بكلمات خاڤتة لشدة خزيه من حاله 
زمان كنا مجبورين نكمل في الطريق ڠصب عننا وإنت عارف كده كويس بلاش تكمل فيه بعد ما بقيت حر نفسك وسيد قرارك
إقترب طلعت من عمرو ليحاوط كتفه برعاية لينطق بجشع ملئ قلبه بعدما قرر أن يستغل الفرصة لصالحه كعادته 
سيبك منه ده عقله تعبان وشكله هيقلب درويشخلينا في المصلحة وخدني معاك في سكتك 
قطب جبينه يتعجب تلونه السريع لكنه عاد وتذكر طبيعة شقيقه ليتابع الأخر بنهم 
قولت
إيه 
سأله مستفسرا باستغراب
قولت إيه فيه إيه يا طلعت! 
نطق الأخر بجشع ظهر بعينيه 
تدخلني معاك في شغلك ونمسكه مع بعض زي أيام أبوك
نطق حسين باعتراض 
بلاش يا طلعتإنت شفت بعنيك اللي حصل لفلوس أبوك وأخرتهاخلينا نشتغل ونأكل عيالنا لقمة حلال يمكن ربنا يقبل توبتنا ويبارك لنا فيهم
جذب طلعت عمرو من يده وتحدث بنبرة حماسية كي لا يدع فرصة لحسين للتأثير عليه بكلماته عن التوبة وكأن الشيطان تمثل بهيأته 
سيبك من الكلام اللي مش هيأكل عيش دهإحنا واخدين على المصاريف الكتير والعيشة الحلوة إحنا وولادناالفقر مايمشيش مع اللي زينا صدقني
لم يكن ينتظر حديث
10 

انت في الصفحة 9 من 34 صفحات