للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع
بحياتها
بيقولوا البيه لسا في المستشفى وحالته صعبه
مصمصت الأخرى شفتيها تنظر إلى ما تقشره بالسکين ثم نهضت متجها نحو الموقد
مين يصدق فرات بيه يقع الواقعه ديه
واردفت تتسأل
صحيح يامنصوره هي ست فاديه جايه امتى
محدش يعرف عنها حاجه وياحبة عيني الولاد هرين نفسهم عياط عشان امهم
استمعت إليهم صفا بذهن شارد وأخذتها بعدها قدميها لغرفة اولاد فاديه رغما عنها كرهتهم بعد أن علمت ان من اختطف ابنها وحرمها منه هو عزيز
طنط صفا هي فين ماما
ثم تسأل الآخر وهو يهزها من عبائتها
فين خالو هو اللي هيجبلنا ماما
صمتها جعل الصغيران يدركان انهم لن يجدوا الاجابه منها تراجعوا للخلف يمسحان دموعهم بكفوفهم لتغلب عاطفتها على كرهها
لما خالكم يرجع هيبجلكم ماما
اطرقت الباب المفتوح وهي تبتسم لرؤياها لسماح تعود إلى طبيعتها قويه ابيه ولكنها كانت عكس ما يروها
ممكن ناخد من حضرت الصحفيه ذو الاسم العريق خمس دقايق
نهضت سماح على الفور متجها الي ياقوت ټحتضنها
وكمان جيبالي ورد
قولت اجي اباركلك ياسوسو
شكرا ياياقوت على وقوفك جانبي انتي وحمزه
واردفت وهي تنظر لمكتبها الجديد
وحمزه ليه عندي اسف كبير على كل شتيمه شټمتها عليه
ضحكت ياقوت وهي تتذكر بعض سباب سماح عليه
ياا انتي لسا فاكره
جوزك راجل حقيقي ياياقوت رغم عيوبه السلبيه الا انه راجل بجد وديه لوحدها كفايه
عندما شعرت ياقوت بتبدل ملامحها نهضت تسحب حقيبتها وتسحبها
ايه رأيك اعزمك على فنجان قهوه
تعثرت سماح في خطواتها وهي تضحك على هيئتها المسحوبه خلف ياقوت
هو انتي كده بتاخدي رأي
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
مالك يامريم
انا وحشه اوي ياياسمين بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها
فهمت ياسمين مقصدها لتقترب منها تضمها بحنان
انا فهماكي يامريم ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني
وضحكت لتمازحها
ما احنا كمان بنحسدك ده انتي المدلله بتاعت البيت وكفايه ان الكبير وكان مقصدها حمزه معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دموعها من مزاح ياسمين تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم
حلو اوي الورد ده
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانبا فلمعت عين ياسمين ب هيام
ده من هاشم جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه
وكأن اليوم هو يوم خسارتها هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تقاربها بالعمر
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
ربنا يسعدك ياياسمين
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
اشتقت اليكي سماح
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته
افندم مستر سهيل
كاد ان يخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حزن جديد إليها
اربعة أشهر مروا ولم تعد تراه الا يوما واحدا كل أسبوع يأتي ليطمئن على أوضاع المزرعه ثم يرحل
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمرا
اختفاء فاديه لم يصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تشرف عليهم تتذكر حديثها معها تلك الليله التي جمعت بها بعض متعلقاتها وارادت الرحيل ولكن حوريه تلك الليله اخذت يدها نحو المصنع تشير لها
فين حلمك انك تساعدي كل ست وبنت اتظلموا داخل السجون كل ست اقهرها الظلم فوقي بقى ياصفا هتفضلي طول عمرك ليه شايفه نفسك الضحيه بترددي لنفسك انك مظلومه
فاقت من شرودها وقد استوقفها حديث احداهن
مافيش حاجه مخلياني مستحمله غير ضحكت ولادي ولمتهم حواليا
والأخرى ترد عليها
عندك حق دول ضحكتهم بالدنيا أمتي الواحد يشوفهم وهما كبار حواليه
سقطت دموعها وهي تتذكر فقدها لطفلها الذي لم تراه وقد انغرز الحديث بقلبها جرت قدميها خارج المصنع الذي بناه فرات لأجلها وسجله بأسمها
يارب انا ماصدقت اقوم من تاني ساعدني يارب
وقفت خلف السور الحديدي تنتظر رؤيه زوجها لآخر مره
كده ياسيد كده تودي روحك في داهيه هعمل ايه في البلد ديه من غيرك
اطرق الآخر رأسه حزينا عليها وعلى نفسه ولكن تلك كانت نهايته المۏت في السچن
كنت ناوي اتوب ياورده
كل مره كنت بتقول كده
رفع عيناه نحوها ينظر إلى انتفاخ بطنها الصغير
خلاص ياورده متعذبنيش انا كنت عارف ان ديه نهايتي
ليه قټلته وضيعت حالك ياسيد
دمعت عيناه وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله
ساعه شيطان محستش بنفسي
وألتمعت عيناه وهو ينظر لفارس الصغير الذي اختار له هذا الاسم هو وزوجته
رجعي الواد لأهله
مسحت دموعها بكم عبائتها السوداء
هو انت عارف طريق لأهله ما الراجل اللي ادهولك لحس ولا خبر وخلانا نسيب بلدنا ونيجي اخر الصعيد
اسمعيني ياورده لان معدش في وقت وديه اخر زياره خلاص
نهضت سماح پغضب من أمام رئيس الجريده التي تعمل بها
شوف حد غيري يافندم مش هسافر الاقصر انا
نهض رئيس الجريده والذي يدعي بالسيد نشأت
هو ايه اللي اشوف غيرك ياسماح انتي هتغطي الملتقي الثقافي المعمول في الاقصر والتذكره اتحجزت خلاص
ضاقت أنفاس سماح وقد عادت إليها الذكريات
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها تلك المدينه كانت سبب في لقاءها ب سهيل وسبب عڈابها
رغم أنها تقضي اغلب وقتها بالمصنع الا ان الوحده ليلا ټقتلها
تقلبت في فراشها الي ان غفت لتنهض قبل أذان الفجر تلتقط أنفاسها وهي تدور بعينيها تبحث عن الطفل الذي كان يحمله فرات بين ذراعيه
انت روحت فين
بكت وهي تضم
جسدها بذراعيها تهتف بأسم فرات
ذلك اليوم كان أصعب ما مرت به من مشاعر وهي ترى إحدى العاملات ترضع طفلها
غصه ابتلعتها بصعوبه وهي تتخيل حالها مكان تلك السيده وطفلها بين ذراعيها تطعمه
مضى اليوم عليها بصعوبه الي ان اتي الليل الذي تتواري فيه داخل قوقعة احزانها ولكنها الليله حسمت امرها
نورت المزرعه ياباشا
تمتم بها عنتر الذي يسير بجانب فرات
شكرا ياعنتر اخبار المزرعه ايه سلمت المحاصيل
ايوه يابيه كل حاجه مشيت زي ما امرت
اضاءه نور غرفتها جعله يرفع عيناه نحو شرفتها بشوق ېقتله عاد الي فرات القديم ولكن بقلب يخشى الرحمن
أصبح يتعمد يأتي ليلا ولا يراها حتى لا يضعف
أنهى حديثه مع عنتر واتجه بعدها للمسجد القريب كي يصلي صلاة الفجر ثم اتجه نحو المنزل ليصعد لغرفته كي يرتاح قليلا
القى بثقل جسده فوق الفراش بعد أن ازال حذائه وفك ازرار قميصه العلويه اغمض عيناه حتى يغفو ولكن دلوفها لغرفته جعله يعتدل من رقدته متعجبا من قدومها
صفا
عايزه اجيب طفل يافرات زي ما كنت السبب في حرماني من ابني خليني اجيب طفل تاني
لم يستعب حديثها كما لم يستعب قدومها ولكن مع اقترابها منه وازاله مئزرها عن جسدها كان يتلقى الرساله بوضوح
الفصل الأخير 2
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
نطقت عبارتها بمشاعر مضطربه مشاعر يملئها الضياع والوحده
كل شئ كان داخلها غير مترابط ولكنها كانت مصره تلك الليله ان تنال ما ترغبه فالنظره التي أصبحت تراها في أعين الأمهات لاولادهم وهرموناتها المتغيره جعلتها ضائعه لا تفكر الا ان تصير ام ثانية ولكن تلك المره لن تكره وجوده فيضيع منها كالاخر
نيران كالصعيق كانت تسري بجسده وهو في النهايه رجلا عاشق لها يحارب عشقه
صفا كتله فاتنه رغم انطفاء بريقها الا انها كانت تمتلك جمالا يبهر العين وكان احد حظوظها من الدنيا هذا الجمال
صفا اخرجي من هنا انتي مش في وعيك
طالعته بذهن ضائع ولكنها كانت مسلوبة الاراده فهى تريد تلك المشاعر تريد طفلا اخر وثبت من فوق الفراش بهيئتها العابثه التي لم تكن تعلمها واقتربت منه مجددا
استيقظت صباحا تنظر إلى سقف الغرفه بشرود ويداها تقبض فوق شرشف الفراش
برودة الفراش جانبها أكدت لها انه رحل منذ وقت طويل اغمضت عيناها بقوه تتذكر تفاصيل الليله تتذكر اخر عباره سمعتها منه قبل أن تسقط غافيه بين ذراعيه
حبك بقى لعڼة في حياتي ياصفا
كان يدلف مكتبه بخطوات جامده خطوات وملامح اعتاد عليها كل من حوله فرات النويري الرجل الذي لا يهزه شئ مهما كانت ضخامته ولكن في الحقيقه هو كان في عالم آخر مشتت في كل ما يعيشه
ليله امس رغم انه يعلم انها كانت تحت تأثير ضعف منها وانه لم يشئ استغلالها لكنه لم يستطع ان يقاوم
تنهد وهو يرخي رأسه نحو الملفات الموضوعه فوق سطح مكتبه
وبعدهالك ياصفا اعمل ايه عشان اريحك وارتاح
تذكر إجراءات الطلاق التي يقوم بها مع تنازله عن المزرعه التي تعيش فيها ولكن بعد ما حدث بينهم أعطاه الأمل حتى لو كان ضعيفا
طرقات سكرتيرته الخافته ثم دلوف احد رجاله جعله ينهض مستبشرا
عرفته حاجه عن مكانه يا شوقي
ابتسم رجله واماء برأسه فجعل قلب فرات ينبض بلهفه
ايوه يافندم ورجالتنا راحه المكان
لم يتمهل فرات في سماع المزيد منه غادر مكتبه مشيرا لرجله بالتحرك معه
اتسعت أعين حوريه ذهولا وهي تستمع لما تقصه صفا عليها نظرات حوريه جعلتها تطرق عيناها نحو سطح مكتبها تفرك يداها ببعضها
انا مش عارفه عملت كده ازاي ياحوريه
بكت عاجزه علي فهم حالها لتربت حوريه فوق يديها
اللي عملتيه مش حرام ولا عيب ياصفا انتي كنتي محتاجه لجوزك محتاجه لعيله تبقى منها وليها
كانت بالفعل ما تقوله حوريه هي تلك الحقيقه هي تحتاج لعائله تحتاج ان تشعر ان حياتها تمضي وسط أناس وليست وحيده بين جدران غرفتها خرجت من جدران زنزانه لتدخل لزنزانه اخري
رفعت عيناها نحو نظرات حوريه التي تسبرها
حوريه ان حبيت لمسات فرات ليا منفرتش منه
هتفت عبارتها الاخيره پضياع پضياع لا تعرف سببه
عندما ابتعد فرات عنها كما كانت ترغب أصبحت تشعر بأحتياجها إليه بالأمان الذي يشعرها به بالحب الذي قديما اضاعته من ايديها
فرات المڠتصب ذو القلب الحجر أصبح أمامها اليوم امان
يالها من سخريه كم مره كرهنا اشياء وأشخاص لنجد بعدها حياتنا بهم ومعهم لنجدنا نفعل