الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

ما استهزءناه يوما
هوني على نفسك ياصفا
وصمتت حوريه للحظات وهي لا تعرف كيف تجيبها ودون شعور منها كانت تنطق الاجابه 
لو بقيتي حامل منه ياصفا كملي حياتك معاه لأن فرات قدرك ياصفا قدرك اللي ربنا كتبهولك
لا تعرف كيف نطقت تلك العبارات ولكن قالت ما اباح به عقلها نظرات صفا الباهته تحولت لسكون وسؤال كان يتردد داخلها هل ستحمل من فرات من ليله اختارتها هي دون شعور هي ندمت على فعلتها امس ولكن حدث ما حدث 
وقفت سماح أمام موظف الاستقبال بالفندق الذي تقيم فيه الي ان تنتهي مده المؤتمر التي لن تتجاوز الثلاث ايام ثم تعود 
سكنت آلام ذكرياتها واقنعت قلبها بأنها أقوى مما مرت وستظل صامده كما فعلت في تجربتها السابقه ولكن في الحقيقه كانت تعلم انها كاذبه
ألتقطت مفتاح غرفتها من الموظف ولم تكن بحاجه لاحد يحمل حقيبتها الصغيره فسارت وحدها للمصعد وقلبها يشعر بشعور عجيب 
فتحت غرفتها ودلفت 
اغمضت عيناها ثم فتحتهما وهي تشم رائحة عطر لن تنساه في حياتها 
اكملت بخطواتها لداخل الغرفه لتقف متجمده وهي ترى الغرفه والفراش الان انتبهت لنظرات الموظف الغامضه 
رائحة عطره تخنق رئتيها بالحنين وعيناها ظلت عالقه بالفراش المزين بالورود وكلمه احبك المرسومه
خطوات كانت خلفها ولكنها لم تلتف
سماح 
صوته تغلل في اعمقها سقطت دموعها وهي تتذكر كيف انتهت حياتهم معا كيف تركها ببساطه وسمح لها بالرحيل عندما لم يجد منها استجابه كرر اسمها 
سماح ارجوكي انظري لي 
دقائق مرت وهي على هذا السكون سمحت لأنفاسها بأن تلتقطها ببطئ ثم بدأت بأقناع عقلها بأنها قويه دون الحب وقد جنت مايكفي من الرجال 
وببطئ ألتفت نحوه ببتسامه ساخره فوق شفتيها حرصت على اظهارها 
نهيت كلامك سيد سهيل ممكن تتفضل بره اوضتي 
تجمدت ملامحه من برودة حديثها ليلغي المسافات بينهم قابضا على كتفيها 
لم أنهى حديثي بعد سماح وستسمعيني 
مش عايزه اسمعك كفايه بقى مبررات كل واحد عنده عقده وكلاكيع في حياته يجي يختبرهم معايا انت وماهر طلعتوا واحد هو دمرنا زمان وانت جيت كملت خلتوني مصلحش ابقى ست
واردفت وهي تتحاشا النظر اليه 
اللعبه كان مسيرها في يوم تخلص واهي خلصت 
واتجهت نحو باب غرفتها لتفتحه
معدش بينا حاجه تجمعنا احنا اتطلقنا ياسهيل 
لم اطلقك سماح
جحظت عيناها مما تسمعه من عدم طلاقه لها كما اتفقوا تذكرت انها بالفعل لم تحصل على أوراق طلاقها الي الان وكلما تواصلت مع المحامي المسئول كان الرد يأتيها انه في رحله عمل ومع دوامة مشاكلها نست انها مازالت زوجته 
سأعيدك لي سماح لن ارحل من هنا الا بك 
وقف يتأملها وهي تتحرك هنا وهناك تلتقط ملابسها المعده بعنايه لتلك المناسبه صغارهم كانوا يتوسطون الفراش بملابسهم المتشابها يضمون أصابعهم ببعضها يلاعبون حالهم وهو جالس جوارهم يلاعبهم غير عابئ بأناقته ولكن عندما خرجت هي من المرحاض بتلك المنشفه الملتفه حول جسدها وانتقالها بين ارجاء الغرفه أصبحت انظاره لا تلتقط الا هي ابتسم وهو يسمعها تتذمر فكل شئ تبحث عنه لا تجده الا بعد بحث يزيد حنقها وكأن اشيائها اليوم اجتمعت ضدها مع ضيق الوقت 
ياحببتي كل حاجه قدامك بس انتي من توترك مش عارفه تركزي 
هتف بها حمزه وهو يأسرها بذراعيه يمرمغ أنفه بعنقها الرطب 
حمزه انا حامل 
حبست أنفاسها قبل أن تحرر كلماتها منذ أن تأكدت من الأمر وهي تكاد تبكي صغيريها لم يتموا بعد العام الاول وهي حامل في مولود اخر بل وتوأمين وفي شهرها الثاني 
طرقات ياسمين علي باب غرفتهما وندائها 
حمزه هاشم تحت مستنيك هو وبابا 
تلاشي هتاف ياسمين من حوله وكأنه لم يسمعه وتأمل تخبطها بأبتسامه واسعة وقد ألتمعت عيناه 
قولتي ايه 
حمزه بابا بيقولك انزل 
وفرت من أمامه تكمل ارتداء ملابسها بعجلة فضاع جمال تلك اللحظه 
انتهى عقد قران ياسمين وهاشم هاشم الذي لم يكن يظن يوما ان امرأة ستجعله راغب بالزواج بل واللهفة تغمره
سناء لأول مره لم تكن تطالع ياقوت پحقد فكانت عيناها على ابنتها وزوجها رغم ان لم تحصد سناء الا القليل من صنيع نفسها 
ولكن لله حسابات لا يعلمها المرء
اقولهم على الخبر
همس بها حمزه بوجه يغمره السعاده وهو يطالع أفراد عائلته وعائلتها
عضت شفتيها بحرج وهي تطالع ناديه التي تنظر إليها من حينا الي اخر غامزة لها عن تلاصق حمزه بها الذي أصبحوا معتادين عليه 
حمزه بلاش تحرجني هيقولوا عليا ايه 
صوت ضحكاته تجلجلت بالمكان ليرمق شهاب شقيقه رافعا حاجبه أما ناديه فأقتربت منهم وقد قادها فضولها إليهم 
ما تقولنا ياياقوت على سر ابتسامه حمزه النهارده 
واردفت وهي تنظر لشقيقها بمشاكسه 
ده انا قربت احس ان ده مش حمزه اخويا عملتي في ايه
رمق حمزه ياقوت التي توردت وجنتاها خجلا ليبتسم بأبتسامه واسعه محيطا خصرها 
اقولها ياياقوت على سر ابتسامتي 
وضعها في موضع حرج لتطالعه بمقت ولكن زوجة ابيها التي كانت تتابع الحوار من علي بعد تسألت بعد أن فحصت ياقوت بعينيها 
هو انتي حامل ولا ايه ياياقوت 
تصريح سعادته لما يخرج من فاهه ولكن زوجة ابيها قامت بالواجب ليشهق البعض غير مصدقين فسوف ينضم فرد جديد لعائلتهم 
الخبر ده صح ياحمزه 
ومن ملامح ياقوت الحرجه ونظرات حمزه السعيده لم يكن الخبر يحتاج لتأكيد 
الكل كان يبارك بسعاده ولكن سناء بلسانها الذي يصب النيران كما اعتادت هتفت 
طلعتي شاطره ياياقوت ايوه كده اربطيه بالعيال
ونظرت الي ياسمين التي احمر وجهها خجلا من حديث والدتها 
اتعلمي من اختك 
ابدلت ياسمين ثوبها تحت نظرات ياقوت وهي تستمر بالضحك متذكره ما حدث من ساعات
كفايه ضحك وتعالى احكيلي عملتي ايه لما خرجتي مع هاشم 
هوت ياسمين بجسدها فوق الفراش تتذكر الساعات التي قضتها بصحبة هاشم لتلمع عيناها مع تنهيده حاره 
ياسمين 
انتفضت ياسمين من
هيمانها ولكي لا تلح ياقوت في استجوابها المخجل قلبت الأدوار لتصبح ياقوت هي صاحبة تلك الليله 
وعادت تضحك ثانيه وتطرق كفوفها ببعضهم
مش قادره ابطل ضحك ياياقوت 
لم تتحمل ياقوت غلاظه ياسمين فنهضت حانقه
انا ماشيه لأحسن انتوا من ساعه ما عرفتوا الخبر وماسكني تريقه
ولم تنتظر حديث اخر من شقيقتها فاليوم كان احتفالا عليها بما يكفي والكل يتلامز ويتغامز لتلك السرعه التي جعلتها تحمل ثانية وعمر صغارها مجرد شهور
دلفت لغرفتها لتجده جالس فوق فراشه يقرء فى أحد الكتب بتركيز صفعت الباب خلفها وجلست فوق الفراش تزفر انفاسها تعلم أن الجميع يمازحها في ردود أفعالهم ولكن الأمر كان بالنسبه لها مفاجئ دون تخطيط
رمقها متعجبا بعد أن أغلق الكتاب 
مش قولتي هتقضي الليله مع ياسمين تتكلموا سوا عن اللي هتحتاجه في جهازها 
حمزه هو انا المفروض اتكسف اني حامل
استغرب من عبارتها ولكنه تفهم الأمر 
مالكيش دعوه بكلام حد ولا تلميحتهم 
تذكر زوجة ابيها وشقيقته في مزحاتهم النسائيه
ده انا لو عليا نفسي تجبيلي كل مره توأم ونعمل فريق كره
شاكسها بمراوغه وهو يضحك على تعبيرات وجهها المصدومه
فريق كره نام ياحمزه 
انام ايه ده انا مبسوط بشكل ما تيجي نحتفل 
ولم تفهم معنى احتفاله الا بعد وقت لا بأس ثم قبله حانيه لثم بها جبينها 
وفي اليوم التالي بعد الظهيره ترك عمله ليصطحبها للطبيبه ويدلف معها لغرفة الكشف 
لم تعش تلك المشاعر مع أول فرحتهما ولكن اليوم كانت اسعد مخلوقه وهي ترى حماسه وتكراره لنصائح الطبيبه عليها
منذ ليله امس وهو يشعر بحزنها لم يرحمها احد من سؤالهم متى ستصبح هي الأخرى حاملا بطفل 
نظر الي جسدها المسطح جواره 
ندي انتي نمتي 
لم يسمع صوتها ولكن حركت جسدها كانت تخبره بالاجابه لتتسع عيناه وهو يعتدل من رقدته بعد أن مال عليها 
أنتي ايه اللي عملاه في نفسك ده
كانت تكتم صوت أنفاسها حتي لا تجعله يستمع لشهقاتها الباكيه 
انا تعبانه اوي ياشهاب ومش عايزاك تزعل مني لما تشوفني بعيط انا عارفه انك بدأت تزهق مني وبقيت زوجه نكديه بس ڠصب عني 
مش عايز عيال انا مكتفي بيكي 
ولم يترك لها لحظه للحديث فكان يجذبها اليه يضمها بقوه بين اضلعه 
مش عايز اشوفك بټعيطي تاني مش هنوقف حياتنا ياندي على أمر بأراده الله 
بس انا نفسي ابقي ام 
شعر بسخونه دموعها فوق صدره ليتنهد وهو يغمض عيناه متذكرا عرض حمزه على مراد بالسفر لبريطانيا من أجل فرعهم الجديد هناك لم يعجب الامر مراد وترك قراره الي ان يفكر بالعرض
ايه رأيك نسافر نعيش بره فتره هندخل شړاكه مع عميل بريطاني ولازم حد يمسك الاداره هناك منها نشوف دكاتره كويسه ومنها نفسيتك تتحسن 
والفكره كانت لها ك حبل نجاه رغم تعلقها بمشروع الملجأ الذي اقامته 
تابعت خطوات المحامي الخاص بفرات وهو يغادر غرفة مكتبها بالمصنع لم تشعر بقدوم حوريه وأغلاق الباب خلفها الا عندما كررت سؤالها 
كان عايزك في ايه المحامي ياصفا
تعلقت أعين صفا بها فأقتربت حوريه من احد المقعد لتجلس عليه وقد خمنت الأمر وتمنت الا يكون قد حدث
هو فرات 
براءتي ظهرت ياحوريه اتبرءت بعد سنين عمري اللي قضتها في السچن
وسقطت دموعها وهي تتذكر كل ما مرت به لم تكن ذكريات آلمها تخص جدران السچن وحدها إنما قسوه الناس 
تهللت اسارير حوريه سعيده بالأمر
يعنى الحق ظهر وهترفعي راسك وسط الناس
ومفاجأه أخرى كانت تحصل عليها حوريه 
فرات هو اللي ظهر براءتي 
تعلقت عيناه بها وهي تطهو الطعام وتدندن بألحان طفوليه 
سعادته أصبحت متعلقه بها متعلقه بتفاصيلها بحنانها وطفولتها ومشاغبتها معه حتى عنادها كوكتيل عجيب كانت تختص به هي وحدها وهو سعيد بكل هذا 
انتفضت مفزوعه من ضمھا نحوه مستنشقا رائحتها 
خضتني يامراد وكمان انت بتشم ف ايه ده انا ريحتي بصل 
ضحك من قلبه وهو يشاكسها 
عشان تعرفوا احنا مستحملين ازاي 
الټفت بجسدها اليه ومازال يأسرها بين ذراعيه 
بقى كده طب شوف مين بقى هيطبخلك 
التمعت عيناه ب مشاكسه ومع حركة عيناه كانت تسقط غارقه في حبه اكثر
هناء مراتي مش بهون عليها 
وكظته بقبضتها فوق صدره 
عودتك على الدلع انا 
يده تحركت فوق بطنها المنتفخه يتحسس موضع طفلتهما 
قولي لماما ياهنا أن بابا محتاج دلع زياده 
شاكسها فشكاسته بضرباتها الخفيفه فوق صدره الي ان انتهى عقابه بأن يكمل طهو الطعام هو 
انتهى عشائهم وكالمعتاد منذ شهران يجلس معها يوميا ليعلمها إحدى اللغات التي يتقنها ف الفكره في البدايه لم تكن ممتعه له كرجلا ولكن عندما اصبح يجد مكافئته أصبح هو من يصر على تلك الدروس الممتعه 
رنين هاتفه قطع لحظتهم المحببه لقلبه فضحك على سوء حظه 
مش هتهربي ياهناء وبدل ماكانت العقوبه هنا هتبقى هنا
احنا متفقين على تمن العقوبه ياأستاذ
ضحك على طفولتها التي تأسره ليبتعد بهاتفه
طالت مكالمته الخاصه بالعمل فتنهدت بضجر وهي تبحث عن هاتفها لتتصفحه 
لتسقط عيناها على خبر ڤضيحة نغم مع رجل الأعمال اسم ذلك الرجل لم يظهر حتى ملامحه في مقاطع الفيديو فقد كان رجلا ذو وضع قوي بالبلد ولكن الڤضيحه كانت تسقط على نغم 
مستعده لعقابك 
هتف بها مراد بعد أنهى مكالمته 
مراد انت اللي عملت كده
اعطته الهاتف بعتاب لينظر نحو احد العناوين ثم إليها
تعالي نكمل اللي بدأناه 
مراد رد عليا انت اخدت حقي كده 
نظر
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات