للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع
بهدوء
اتبعت مها حمزه بصمت الي ان صعدت معه سيارته انكسر ذلك الصمت مع رنين هاتفه لينظر الي هوية المتصل
ردي علي شريف
صړاخ شريف بها كان يصل إليه ليمد كفه إليها فأعطته الهاتف وهي تبكي
لما ترجع من مهمتك لينا كلام يابيه ومها جايه معايا الفيلا
اغلق الهاتف بوجهه يزفر أنفاسه مطالعا الطريق أمامه
صمتت من البكاء تهز رأسها وصوره سالم بعنقه ټقتحم عقلها
خرج من غرفة اولاد شقيقته يلتقط أنفاسه يداه قبضة على مقبض الباب بقوة يتذكر مشاهد تلك الليله وصړاخ فاديه وضحكة عزيز الشامته قبل أن تفارق روحه جسده
ابتعد عن الغرفه مقتربا من غرفه صفا ولكن قبل أن تأخذه قدماه إليها نهر نفسه ف لقد أعطاها حريتها منه
مر بجانبها لتقف تنظر اليه ولأول مره تشفق عليه فرغم ما يظهره للناس الا ان عيناه لا تخفي انكساره
اكملت حوريه صعود الدرجات لتدلف لغرفة صفا
وبعدهالك ياصفا هتفضلي في الحال ده لامتى
عيناها وحدها من كانت تنظر إليها ولكن عقلها كان في عالم آخر اقتربت منها حوريه تربت فوق جسدها
تعلقت عيناها بأعين حوريه لتسقط دموعها بضعف
روحتله وهو مسامحنيش ياحوريه
استغفري ربنا ياصفا اوعاكي تقولي كده مش يمكن ده اخر امتحان ليكي وربنا عايز يشوف صبرك وحسن ظنك
اغمضت عيناها بعد سماعها لكلمات حوريه لتندفع الي احضانها
انا تعبانه اوي ياحوريه
روحي لربنا وهو هيدلك ياصفا
هوت مها بجسدها فوق الفراش وتفاصيل ما أخبرها به حمزه تصدمها تحرش سالم ومحاوله اڠتصابها ضړب ماجده شقيقتها له وهروبها بها وتفاصيل كثيره عشتها ذلك اليوم وأخرى عن حياتها
اغمضت عيناها بضعف لتفتحهما وهي تنتبه لطرقات خافته على باب الغرفه ثم دلوف ياسمين بالطعام خلف ياقوت
ياقوت ممكن تقفي جانبي انتي ديما كنتي أطيب حد في العيله احكيلي عن اختي وريني صورتها
تقابلت عين ياقوت بشقيقتها التي كانت على وشك البكاء من حاله مها
اقعدي يامها وانا هجاوبك على كل حاجه
فين صوره اختي
تعلقت عين ياقوت ب ياسمين لتضع ياسمين صنية الطعام مخرجة الهاتف من جيب منامتها
سعاده شريف كانت لا توصف فملامح وجهه كانت تعبر عنه اما هي لم تكن الا تائهه
بكت وهي تدقق في ملامح شقيقتها
يبقى هي اللي بتنديني في أحلامي عايزانى اروحلها
ضمتها ياقوت إليها وياسمين تقف ترمقها بحزن
اكيد انا كنت وحشه فيها ياياقوت انا نستها لما اتجوزت شريف مش كده
الصمت احتل ألسنتهم لتبتعد عنها مها راجيه
انا كنت وحشه فيها ياياقوت ارجوكي قوليلي
لا يامها محدش كان طيب غيرك انتي اختك كانت سلبيه مع جوزها وكنتي ممكن تضيعي بسببها
فاضت لها ياقوت ببعض من الحقيقه التي كانت تعرفها من حديث مها معها عن خصام ماجده إليها رغم أنها لم تكن تفعل شئ
وقف ينظر إلى الظلام بعقل شارد ينفث دخان سيجارته اقټحمت غرفة مكتبه تطالع الغرفه المظلمه والدخان الذي يحيطه
هتوفي بوعدك ليا امتى
كان يظنها انها تطلب تحريرها فأغمض عيناه بقوه
شوفي انتي عايزه ايه ياصفا وانا هعملهولك لو عايزه المزرعه تعيشي فيها هسيبها ليكي
اقتربت بضعة خطوات منه تنظر إلى وقفته
مش هخرج من حياتك غير ب ابني مش هصدق التمثليه اللي انت عملها عليا هستني ايه من واحد مافيش في قلبه رحمه
طعنه انغرزت بقلبه كالطعنات الأخرى ألتف إليها بملامح جامده ويده تعتصر عقب السېجاره المشتعله
لدرجادي ياصفا كرهك ليا مخليكي معميه
ولم يشعر الا وهو يطيح بكل شئ من فوق مكتبه
قوليلي هترتاحي امتى قوليلي هتبطلي تحمليني الذنب امتى
تراجعت للخلف وهي تراه بتلك الحاله الهائجه
هترتاحي لما اموت مش كده
وفي لحظه كان يخرج من درج مكتبه يعطيه لها
موتيني ياصفا موتيني عشان ارتاح
سقطت دموعها وهي تنظر اليه رفعت نحوه ودموعها ټغرق ملامح وجهها وفي لحظه كانت تقذفه بعيدا تركض هاربه من أمامه
سقط مستسلما للظلام الذي أحاط عقله أمام أعين عنتر الذي دلف لغرفة مكتبه للتو
فرات بيه!
صړاخ عنتر كان يملئ البيت وبعد وقت كانت سياره الإسعاف تغادر المزرعه بفرات والخدم يقفون يضربون كفوفهم ببعضها متمتمين
من ساعه ما البيه اتجوز وكل المصاېب محاوطاه
ديه جوازه شؤم
كان حديثهم ينصب فوق مسامع صفا التي لم يلاحظ وقوفها احد وسؤال واحد يدور داخلها لو رحل فرات ماذا ستفعل هي
وكأن اليوم أدركت ان حياتها أصبحت مرتبطه بذلك الرجل
جلس شريف يستمع من حمزه كل أطراف القضيه التي لم تحل بعد ومازالت زوجته في حيز الاتهام مع حارس البنايه فرك جبهته بقوه وهو يرفع عيناه نحو حمزه الجالس امامه
يعنى بعد ما ماټ برضوه مش عارف اخلص منه
تنهد حمزه ومد كفه يربت فوق فخذه
ديه غلطتك من الاول ياشريف لو كنت اتعاملت مع مها انها انسانه ناضجه وفاهمه مكنتوش وصلتوا لكده
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض هاتفا پقهر
عايزني اقولها ايه اقولها على العڈاب اللي كانت بتشوفه منهم علي رميها فوق السطوح على تحررش جوز اختها بيها واستغلال اختها عايزني اقولها ايه ياحمزه انا ماصدقت الماضي خلص من حياتنا ومبقاش ليه أثر
واردف وهو يلتقط أنفاسه ببطئ ويعود لموضع جلوسه
واه ادي النتيجه الماضي رجع من تاني ومراتى بقت مشوها اكتر من الاول
شريف مها مش مشوها نفسيا مها بتدور على الأمان مراتك عامله زي الأطفال حبهم للناس بيكون نابع من ثقتهم فيهم
تنهد وهو يعقل حديث حمزه داخل عقله فهو صادق بالفعل يعلم أن مها لا تفهم خبث البشر ومكائدهم عيناها مازالت تتفتح على الحياه واوجه البشر
سؤال واحد كان هو الفيصل في دوامه مشاعره المتخبطه سؤال لم يستطع شريف ان يسأل حاله به ولكن حمزه أراد أن يحصل منه علي الاجابه
شريف انت بقيت شايف مها زوجه ناقصه مش هتقدر تكملك ولا تناسب حياتك مش كده
تجمدت ملامح وجهه كحال عقله لتتعلق عيناه بأعين حمزه المرتكزه عليه
يمكن انا مش فاهم نفسي ياحمزه
انسابت دموع مها المتوارية بجسدها بجانب احد الأركان عند علمها بقدومه ركضت اليه بالأسفل كطفله صغيره تنتظر والدها
انسحبت بتخاذل من مكان وقوفها تكتم صوت بكائها حتى لا يسمعها احدا ولكن قدميها توقفت وهي تستمع تصريحه الذي جعل بكائها يزداد
انا بحب مها ياحمزه انا اللي لازم اتغير عشانها لازم اتغير عشان اعرف احتوي اختي ومراتى
ابتسم حمزه وهو يلتقط بعينيه تلك التي اقتربت منهما بخطوات متعثره فألتف شريف نحو نظرات حمزه ليجدها واقفه غارقه بدموعها
لتركض إليه تلقي بجسدها بين ذراعيه
ياقوت وياسمين قالولي كل حاجه كنت بتعملها عشاني انا مش عايزه افتكر حاجه ياشريف متسبناش
ضمھا اليه بكل بقوته ليشعر بقبضتها الضعيفه المتشبثه بقميصه
ينهر عقله على كل لحظه أصبح يصور له بأن زوجته لا تصلح
فعلي اي مقارنه يضعها بها بين النساء وهي التي عاشت سنوات طويله لا يرحمها احد حتى شقيقتها التي تخلت عنها فور ان وقعت بحب رجلا
ليعود له مشهد لقائهم عندما نهرها وهي تعبر الطريق مخاطب لها بأنها عمياء
تآوهت بخفوت من قسوه احتضانه ليبتعد عنها ينظر إليها بحب وقد غادر حمزه غرفة مكتبه ليتركهم
هو هيعيش حياه احسن مني مش كده ياشريف
تقطيبه خفيفه ارتسمت فوق جبهته ليتسأل
هو مين ده يامها
وعند وضعها ليدها فوق بطنها كانت الصوره تتضح
وقف يترقبها بأعين عاشقه وهي منحنيه بجزعها تبدل لاحد صغارهم ثيابه وتخاطب الاخر اقترب منها ببطئ هاتفا اسمها بحنان
ياقوت
الټفت اليه بأنهاك تسأله
خلصت كلام مع شريف
اماء لها برأسه فعادت تكمل
مهمتها مع صغارها
انا عارف ان وجود شريف بيزعجك وبيفكرك بس صدقيني هو ندمان
هنسي مع الزمن ياحمزه ارجوك متضغطش عليا
سامحي في الوقت اللي انتي شايفه نفسك ان عندك قدره تسامحي
دفئه وحنانه كانوا يغمروها لتنظر نحو صغارها الهادئين
حمزه لبس انت عبدالله لأحسن انا تعبت
وابتعدت عنه تنظر إلى ملامحه لينظر لها مشيرا نحو حاله
اغير متوقعش اني هعرف ياياقوت بكره اجبلك ليهم داده
لم تترك له مجال للاعتراض فحملت الصغير واعطاته له مع متعلقاته
هنزل اعمل ليهم الرضعه لحد ما تخلص
هتفت عبارتها لتنصرف على الفور مغادره الغرفه لتتعلق عيناه بطفله وحفاضته فكشر بملامحه بعبوث
وانا اغيرلك ازاي ياعبدالله باشا هي امك بدبسني صح
وهتف بأسمها
ياقوت خدي هنا تعالي
وعندما بدء الصغير يتلوي بين ذراعيه والآخر يبكي تعالا صوته بأسمها ثانيه
يااقوت
عادت برضعة صغارها لتقف على اعتاب الحجره دون أن ينتبه لقدومها تنظر له وهو يحملهم بين ذراعيه يضمهم لحضنه يشتم رائحتهم كانت تلك هي الصوره التي تمنتها صوره تمنت ان تحيا هي بها وعندما لم تجد املا بهذا تمنتها لاولادها
أتسعت اعين ياسمين وهي ترى هاشم أمام الشركه يقف بجانب سيارته عندما رأها تقدم منها يهتف بأسمها لتنظر زميلتها التي تسير جوارها له متمتمه بأنبهار
أنتي تعرفي رجاله حلوه من ورانا ياياسمين
توترت ياسمين ونظرت لها
ده استاذ هاشم
ضحكت زميلتها لتوكظها بخفه
يابخت من كان ليه قرايب مهمين
كانت ياسمين تعلم بمقصدها ورغم انها لا تتحدث عن صلتها بحمزه الا انه دائما ينظرون إليها انها من الطبقه العليا انصرفت زميلتها غامزة لها
اكمل خطواته نحوها ليبتسم إليها
عامله ايه ياياسمين
اطرقت عيناها خجلا متمتمه
الحمدلله حضرتك عامل ايه
كانت تتسأل داخلها لما ظهر بحياتها بعد تلك المده المتباعده لقد قررت نسيانه وطرد أحلامها به معلله لقلبها انها خائڼه ونسيت وفاه خطيبها
شعر هاشم بتوتر الوضع وهم واقفين هكذا فهتف قبل أن يفقد شجاعته فرغم انه يجيد التعامل مع النساء الا انه لا يفهم لما حالته تصبح هكذا عند رؤياها
ممكن ياياسمين نقعد في اي مطعم نتكلم شويه
ارتبكت ياسمين وهي تستمع لطلبه لتتعلق عيناه بها وبخلجات وجهها
حمزه علي علم ياياسمين فمتقلقيش
هو حمزه عارف انك هنا
ابتسم وهو يجلس أمامها على احد المقاعد متنهدا
كل ده عشان تيجي معايا المطعم
ثم اردف مازحا وهو يراها تفرك يداها بتوتر
مخطفتكيش ياستي
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تخفضهم خجلا تتذكر اصرارها على أن تسمع موافقه حمزه بنفسه
مش خوف بس ميصحش اخرج مع راجل غريب
شاكسها حتى يزيل الحرج بينهما
بقى انا راجل غريب ياياسمين لا انا كده زعلت
توترها في حضوره الطاغي كان يجعلها لا تعرف كيف تتحدث
مش قصدي انا قصدي انه ميصحش
وكمان ميصحش لا انا زعلت اكتر
كان سعيد بمشاكستها وتوترها وعندما أدرك انه زاد الأمر عليها وقد تخضبت وجنتاها بحمره الخجل
ياسمين انا بحبك وانا راجل دوغري تقبلي تتجوزيني
لم ترحم عبارته الأولى قلبها ليكمل بالأخرى التي جعلتها تنهض من فوق المقعد تلتقط حقيبتها تخرج من باب المطعم
ليقف مذهولا من فعلتها
وقفت تستمع عن اخباره من ثرثرة الخدم تضم قبضتي يداها پخوف لا تصدق انها أصبحت تخاف من عدم وجوده