الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 25 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسمين اختي والبيت ده بيتك انت ومن تعبك
تذهله كل يوم بمعدنها الطيب خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه وهل يوجد افضل من ذلك الصلاح لا يكون في العبادات وحدها إنما صلاح النفوس أيضا 
ابتسم وقد زال الهم عنه واقترب منها 
حمزه وماله وكل حاجه فيه وبتاعته بتعتك انتي ياياقوت 
ابتسامتها ثم عناقها له جعله يضمها اليه بقوه 
بحبك ياياقوت ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك بقيتي نقطة ضعفي يابنت زيدان 
ضحكت رغما عنها لهتافه بتلك العباره 
بتضحكي ده انا عليا كفاره لحلفاني في يوم اني مش هخلي ست نقطه ضعفي واه جيتي انتي 
مدت كفيها تمسح فوق لحيته
كان فين الكلام الحلو ده من زمان 
ضحك رغم الحزن الذي يملئ قلبه 
كان في سبات عميق يلا نصيبك بقى تتعبي شويه مع راجل معقد زي 
مازحته حتى تجعله ينسى همومه قليلا
معقد ووسيم 
بتعكسيني 
اماءت برأسها لتتحول الليله من آلم كان يملئ فؤاده الي سعاده وأمل
ضمھا اليه بعد عاطفة حبهم فضمت جسدها اكثر اليه 
حمزه ممكن اطلب منك طلب انا عارفه انه مش وقته بس 
وقبل ان تكمل حديثها كان يلتقط يدها يقبلها
ياقوت اطلبي من غير خوف وخجل مني افتكري ديما انك مراتي واميرتي وحببتي وأم ولادي
كلامه انعش روحها
سماح محتاجه مساعدتك انها ترجع شغلها في الصحافه
هي سماح رجعت من لندن
تنهدت وهي تتذكر سماح وحالها الذي لم يعجبها
ايوه وانفصلت عن جوزها ارجوك ساعدها ياحمزه انا عارفه انك مبتحبش الواسيط
ده انا افتح جريده مخصوص لسماح عشان خاطر عيونك حاضر ياحببتي
اتجهت نحوه فأبتسم وهو ينهض ثم عانقها 
وانا اقول المكتب نور 
ضحكت هند وهي تقبل خد شقيقها
لو كنت وحشاك كنت جيت تسأل عني 
الشغل ياهند ما انتي عارفه وفي موسم عرض قريب ودماغي فيها مليون حاجه 
جلست واسترخت في جلستها وهتفت بمكر
ودماغك فيها البنت اخت ياقوت برضوه مش كده
تجمدت ملامح هاشم 
متخبيش عني يا هاشم مشاعرك انا شوفتك واقف بعربيتك بالصدفه قدام شركه حمزه اللي شغاله فيها مدام بتحبها اتجوزها ولا عجباك وحدتك وعمرك اللي بيجري 
زفر أنفاسه يمسح فوق لحيته 
مينفعش ياهند للأسف مينفعش ياسمين أصغر مني ب ١٥ سنه انا راجل في التلاتين وهي لسا مكملتش العشرين 
الحب ميعرفش سن ياهاشم الا لو مكنتش بتحبها بجد 
أحلامه بها الكثيره ضحكتها وسحر عيناها البريئه وطفولتها اكل هذا وشقيقته تسأله إذ لم يكن يحبها 
نهضت هند لتقترب منه تربت فوق كتفه قبل أن تغادر مكتبه 
خد خطوه قبل ما تضيع منك ياهاشم 
تأملها وهي نائمه متكوره على حالها تضم ثياب صغيرهم وتحتضنه جثي على ركبتيه جانب فراشها يمسح فوق وجنتها 
انا رايح اجبهولك ياصفا زي ما وعدتك 
قبل يدها بحنو ونهض يلتقط مغادرا نحو هدفه 
أنتي فاكره نفسك ست تتحبي انا اتجوزتك عشان فلوسك كنتي صيده سهله الطفل ده لازم ينزل يافاديه 
وقفت مذهوله وهي تسمعه تنظر للطعام الذي اعدته والشموع التي وضعتها وثوبها الذي ارتدته له 
كل شئ كان يسير علي ما يرام الي ان جاء الحديث عن حملها ليهب واقفا يخبرها انها لا بد أن تجهضه وعدها ان يأخذها هي وأولادها ويهربوا من البلد ويعيشوا بالخارج ولكن كل هذا تبخر
ثم ضحك وهو يرى ملامحها الباهته 
وعود ايه اللي وعدتك بيها طول عمرك هابله بتصدقي اي حاجه 
واقترب منها
مجرد لمسه مني ليكي بتخليكي زي العابده قدامي 
لم يكن كاذب كانت هذه هي الحقيقه التي آلمتها 
لتصرخ وهو يزيل عنها تلك البروكه التي تضعها فوق رأسها 
متجوز واحده قرعه 
واخذ يضحك وهو يراها كيف تعود لوضع البروكه على رأسها صرفت الكثير من المال ولكن لا أمل كان يوجد لانبات شعرها 
اتخرستي كده ليه يافاديه يابنت الاكابر نسيت اقولك مش زمان اخوكي عرف انك السبب في خطڤ ابنه كده مبقاش ليكي عوزه 
ھقتلك ياعزيز 
خرجت تلك العباره من شفتيها وهي ترتعش لتصدح ضحكاته الساخره 
نسيت اشكرك علي الفلوس ابقى بوسي جذمة اخوكي بقى يمكن يسامحك ويرميلك شويه فتافيت 
وألتقط الغطاء الذي يخفى به وجهه 
سلام ياام العيال وابقى شوفي هتكتبي العيل اللي في بطنك بأسم مين 
حواسها لم تكن مرتكزه معه عيناها كانت عالقه بتلك القابعه بجانب طبق الفاكهة اليوم كان هو يوم شياطينهم 
ليحصدوا شرور اعمالهم 
طعنه ثم سقوطه من شرفه غرفتها التي اتجها اليها راحلا كما اتي منها 
لتسمع صرخته غير مصدقه انها فعلت ذلك 
وصوت فرات يعلو من الأسفل فوق جسد عزيز
ابني فين ياعزيز ابني فين 
فتح عزيز عيناه ينظر اليه وفرات ېصرخ راجيا
وديت ابني فين 
ابنك 
الفصل الاخير 1
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
ألتقطت عيناها الباهته من أثر البكاء سيارته فدبت اللهفة داخل قلبها قد عاد بصغيرها 
ف يومان غاب بهم عن المزرعه اوحي لها انه لن يعود الا به ركضت رغم وهانة جسدها والشوق يقذفها فوق درجات الدرج لتقف متخشبة الجسد محدقه بيديه الخاليه ثم انتقلت عيناها نحو اولاد فاديه
تقابلت عيناهم فأشاحهم صارخا بأحدي الخادمات
خدي الولاد طلعيهم اوضتهم
كانت عيناها تجول بينه وبين الصغار وداخلها املا ان يدلف أحدهم من باب المنزل يحمل طفلها اكملت سيرها اليه تتلفت حولها هنا وهناك
انت مش قولت هتجبلي ابني فينه انت جبته بس مخبي عليا صح
عيناه الجامده جعلت قلبها يهوي قلبها الذي يخبرها انها لن تشم رائحه ابنها
رد عليا انت عايز تعاقبني صح كفايه عقاپ فيا
اڼهارت كليا عقلها وقلبها لم يعدا يتحملان صمود اكثر وسقطت على ركبتيها
والله انا اخدت عقاپي خدت عقاپي خلاص وتوبة يارب من زمان ليه كل حاجه بتتقفل في وشي
كانت تهذي بعقل غائب تنظر إلى كفيها پضياع
هتهولي عشان امشي من هنا 
هبطت دموعه وقد ازلهما فور سقوطهم يرمقها بصلابه لقد انتهت حياتهم وعده لم يفي به وجاء تنفيذ وعده الآخر ان يدعها ترحل من حياته عاد لشموخه ولكن تلك المره كان شموخ يخفى صاحبه انكسار 
مقدرتش اوفي بوعدي ليكي ياصفا عزيز حب قبل ما ېموت يوجعني طول عمري انا لا عارف ابني حي ولا مېت
انهمرت دموعها وهي تسمعه صړخت پقهر تهز رأسها پجنون 
ابني ممتش ابني عايش ربنا مش هيعاقبني فيه
ونهضت تدفعه بقوه وسقطت بعدها لا تشعر بشئ حولها
التفوا حول فراش مريم في الغرفه التي اعدتها ياقوت وياياسمين لها رغم حزنهم عليها الا انهم اخفوا ذلك بثرثرتهم ومزاحهم 
كانت مريم تراقبهم بأعين شارده وابتسامه تشق شفتيها بصعوبه 
عجبتك الاوضه يا مريم ولا نغيرها احنا معندناش غير مريم واحده 
هتف بها حمزه وهو يضم كفي صغيرته بكفيه واعين الجميع مرتكزه عليهم اماءت برأسها وتعلقت عيناها بأعين ياقوت الواقفه ضمنهم 
شكرا ياياقوت 
قالتها بنبرة خافته فأقتربت منها ياقوت تبتسم لها 
لو مش عجباكي اي حاجه في الاوضه قوليلي 
طول ما احنا بنوضب الاوضه ياقوت مش على لسانها مريم بتحب ده وپتكره ده ديه خلتنا نغير دهان الاوضه كمان 
ضحك الجميع على حديث ياسمين لتبتسم مريم معهم وعيناها تشكر من تسببت لها يوما بالاذي 
سقطت دموع ندي رغما عنها وهي ترى من اضطهدتها يوما غيرة على ذكرى شقيقتها حتى لو لم يكن بلسانها كيف تعامل ابنه شقيقتها
انتبهت ياسمين على نهوض حمزه من جانب مريم واقترابه من شقيقتها ليضمها بين ذراعيه سعيدا بها كانت سعيده بما تراه تتعلم منه أن الله يعوض المرء جزاء طيبة قلبه
ودرس اخر كان يسطر بين سطور حكايتنا اليوم 
ان كل شيء في لحظه يتغير من أجلك انت من أجل أن تنال ما تستحق 
وفي ركن منزوي كانت مها تنظر إليهم شارده هل جميعهم ضحكوا عليها هل زوجها بالفعل هو قاټل شقيقتها 
اغمضت عيناها بقوه وهي تجاهد حالها ان تتذكر شئ ولكن لا شئ تتذكره الا صوره مشوشة لمرأه تنادي عليها 
انسحبت مها من تلك الجالسة العائليه تسرع بخطاها فلم يعد لديها مقدره تحارب تلك الصراعات التي ټقتحم عقلها ولا ترحمها بأحلامها
وقفت سيارة الاجره التي كانت تستقلها لتحاسب السائق ثم نظرت للورقه المطويه في قبضتها 
هو ده المكان 
اماء لها السائق متمتما
ايوه يابنتي 
ترجلت من السيارة بخطوات ثقيله تجر اقدامها بصعوبه ترفع عيناها نحو البنايه 
لازم تعرفي الحقيقه يامها هتفضلي عمرك كله عايشه وانتي مش عارفه انتي مين وايه اللي حصلك 
افكار كثيره أصبحت تراودها وخاصه بعد ان اصبح شريف يقطع اي استرسال معها عما مضى او ينهرها ثم يحتضنها معتذرا 
صعدت درجات البنايه تنظر إلى رقم الشقه المدون تلتف حولها وشئ داخلها يحثها على الرجوع 
انهت مكالمتها مع السيده سميره وهي حزينة على حال سماح 
شردت في آخر لقاء كان بينهم ولم تشعر بحمزه وهو يدلف لغرفتهما يخبرها انه لديه موعد بالخارج 
تعجب من صمتها بعد أن ابدل ثيابه وقطب حاجبيه متعجبا من جلوسها هكذا وحزنها 
مالك ياياقوت 
انتفضت تمسح فوق وجهها المرهق ترفع عيناها نحوه 
انت هنا من امتي
هيئته كانت خير اجابه لها بأنه منذ زمن جاورها فوق الفراش يضمها اليه 
لا ده انتي مش هنا خالص مالك ياياقوت 
حضنه الدافئ كان عالم آخر لها حضڼ تمنت كثيرا ان تحظي به فټغرق داخله فاضت
له بشعورها دون حواجز
سماح ياحمزه سماح انطفت من بعد روجعها من لندن سماح مكنتش كده 
ياحببتي ده شئ طبيعي بعد انفصالهم اظاهر انها كانت بتحبه اوي 
ابتعدت عنه تنظر اليه
بس سماح قويه 
محدش فينا قوي ياياقوت لينا اوقات بنتهزم فيها 
دق هاتفه ليضعه على وضع الصامت ونظر إليها بحنو أصبح لا يبخل به عليها 
خليكى جانبها وقويها ياحببتي انا كلمت صاحب الجريده اللي شغلي معاه وكان مرحب
حمزه انا بحبك اووي 
اندفعت نحوه ليضمها ضاحكا
كل ده عشان اتوسطت لسماح 
نفت برأسها وهي تطالع عيناه 
انت بطبعك كريم ومكنتش هتبخل في مساعدتك لسماح لكن انا فرحانه انك بتسمعي نسيت ميعادك وقاعدت جانبي تشوفني زعلانه من ايه
الحب كان بينهم يتلخص بموافق بسيطه مواقف ليست مكلفه
مواقف أصبحت تمسح مامضى لتدون مشاعر أخرى
لا تعلم كيف حدث هذا ولا كيف أصبحت في ذلك المخفر
ماكفايه عياط وخلينا ناخد أقوالك 
ازداد نحيبها وهي تنظر لذلك الرجل الذي كان معها خرج صوتها پخوف من صراخه القوي 
قوله اني معملتش حاجه 
ضړب الضابط المحقق بتلك الحاډثه فوق مكتبه بقبضتيه 
كنتي جايه للمجني عليه ليه 
ارتجفت شفتيها وانهمرت دموعها اكتر لينظر الضابط لحارس البناية مخاطبا له متأفف بضجر
شوفتها قبل كده 
نفي برأسه وهو خائڤ 
لا يابيه هي كانت واقفه بتخبط على شقة المرحوم وانا ساعتها كنت جايبله الطلبات اللي طلبها ولما فضلنا نخبط ومردش أستخدمت المفتاح اللي كان مديه لمراتي عشان تنضفله الشقه 
وصمت يلتقط أنفاسه يطالع تلك الواقفه بوجه شاحب 
المدام كانت معايا وهي شاهده 
هاتلى يابني شنطة المدام 
تعلقت عين مها بحقيبتها ليفرغها أمام عينيها علاج نفسي وهاتف وبطاقه مصرفيه ومبلغ نقدي طالعها وهو يعطيها الهاتف 
خدي اتصلي بحد من أهلك شكلك بنت ناس 
اقتربت منه مها وجسدها يزداد ارتجاف كاد الهاتف ان يسقط منها وهي ترى نظرات الضابط الحانقه إليها 
ثواني انتظرتها ليأتيها صوت شريف 
شريف الحقني 
تنهد حمزه وهو ينهي الأجراءت القانونية الخاصه ب مها القضيه مازالت قائمه ولكن وضعها الاجتماعي ساعدها ان تخرج
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 31 صفحات