الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 24 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكن كل ما أراده شراستها
هو ده اللي ربنا قدرك عليه اسمعي بقى ياندي يابنت عبدالله الراجل الطيب عيال من غيرك مش هخلفهم وكلمة خلفه وجواز وطلاق مسمعهومش تاني
واردف وهو يتذكر ذكرى قديمه مع والدته 
ومين قالك اننا مش هنخلف اومال دعوة حماتك ليا اني اجيب تلت بنات هيجوا من منين 
تآوهت بعدما جذبها من ذراعها نحوه 
وروحي يلا حضريلي الفطار زي اي زوجه شاطره كده ياحببتي
طالعته متسعه العينين من تغيره 
انت مش كنت رايح الشركه 
ياسلام اروح وانا جعان لا ده انتي كده هتخليني اتجوز عليكي 
ركضت من أمامه فأبتسم وهو يفرك خصلات شعره 
مجنونه بس طيبه وهابله 
نهضت من فوق الفراش بصعوبه وهي تسمع صوت عمها الحاد 
انت محفظتش على الامانه يامراد انت لازم تطلق هناء كفايه اوي لحد كده في بنت اخويا 
اشتعلت أعين مراد بنيران الڠضب وهي يسمع حديث والده
ولم يترك له مساحه للرد فهتف بأسم ابنه شقيقه 
ياهناء تعالي يابنتي انا الغلطان من الاول
لم يشعر مراد بحاله وهو ېصرخ پقهر من والده 
انت ليه كده قولي ليه كده 
ولد انت ازاي بتكلمني بالاسلوب ده 
لم يكن ما مر به مراد ب الهين ورغم كل ما كان به الا ان فؤاد لم يكن يرحمه بحديثه وكم هو فاشل والده نسي كل شئ فعله معه في حياته ولم يرى الا الغلطه الوحيده التي ارتكبها رغما عنه
انت عمرك ما كنت اب ليا ناديه اللي هي مش امي كانت احن منك قولي ليه كده 
ثم انهار فوق احد المقاعد يضم وجهه بين كفيه متحسرا على حاله 
حرمتني ادخل الكليه اللي بحبها ولم حبيت جاكي هدمت علاقتنا ببعض الحاجه الصح اللي اجبرتني عليها وهفضل اشكرك عليها في حياتي هي هناء
تعلقت عين فؤاد بأبنة شقيقه الواقفه بأعياء لتلتمع عيناه واتجه نحوها غير عابئ بعبارات ابنه للأسف كانت تلك هي طباع فؤاد مهما مر الزمن ناديه لها جزء في تغير قلبه المظلم بخيانه زوجته الأولى ولكن مع مراد مازال كما هو يراه الطفل الصغير الذي يخطئ دوما وان قرارته لابد أن تكون منه هو لا يقبل ان يخرج ابنه من جلبابه 
هناء انتي عايزه تفضلي معاه يابنتي متجيش في يوم تقولي ظلمتني ياعمي 
بكت وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا وعيناها عالقة بأعين مراد
انا بحب جوزي ياعمي
الكلمه كانت لها معنى اخر معنى ستمر به ومعه السنين وسيظل المشهد والكلمه عالقتان في القلب ابتسم فؤاد وهو يرى ألتفاف رأس ابنه نحو زوجته بعدما كان يشيح عيناه بعيدا عنهم 
بعد كل اللي حصلك بسببه عايزه تكملي معاه
اماءت برأسها وهي تتذكر الضغط والإرهاب الذي حاوطها به مارتن
مراد ملهوش ذنب في اللي حصل ياعمي 
صمت فؤاد وهو يدور رأسه بينهم وانصرف بعدما أعاد لمراد ذكريات كثيره من القمع انزوي بنفسه بالشرفه ېدخن بشراهة
تحملت على ارهاقها وآلام جسدها واقتربت من مكان وقوفه
مراد
سبيني ياهناء لوحدي
بمكر تمسكت بالجدار خلفها 
مراد ألحقني
كانت ذكيه ماكره وعنيده وشقيه وآبيه كما اعتادها منذ أن تزوجها هناء وحياته معها كأسمها هي وحدها من تستطيع تحويله من رجل كالجليد لرجل متلهف عاشق إليها
من رفض الزواج منها يوما حملت مفاتيح قلبه
عندما رأها تبتسم وهو يحملها متجها نحو الفراش قطب حاجبيه بضيق
بتمثلي عليا التعب ياهناء
رمقها بغيظ وألتف ليغادر الغرفه وينفرد بحاله فأسرعت في ألتقاط يده
مراد عمي بيحبك صدقني يمكن اسلوبه للأسف مش صح بس هو بيحبك
نظر إليها بعدما استدار بجسده نحوها
بكره لما تبقى اب هتتعامل مع ولادك بأسلوب عجيب في نظرهم كلنا بنستغرب أساليب اهلينا معانا 
انتي ازاي كده ياهناء
زمت شفتيها بطفوله ليبتسم رغما عنه 
اللي هو ازاي ما انا حلو اه بس مرهقه شويه 
حضنه وضحكاته وحدهم من كانوا يعبروا عن مشاعره الخافقه
هناء انا كل يوم بعيشه معاكي بعرف يعني ايه سعاده بتأكد أني مكنتش هكون محظوظ لو بعدتي عني 
غمرها بعاطفة حبه لتتآوه بضعففابتعد عنها خوفا يضم وجهها بين كفيه يفحصها بعيناه
أنتي كويسه معلش ياحببتي ۏجعتك
مراد هو انا ممكن اروح البلد عند بابا وماما وحشوني وعايزه ابقى معاهم
تجمدت ملامحه وظن انها تريد البعد عنه 
مراد مجرد راحه أعصاب انا محتاجه ده عشان الحمل
لم يستعب اخر ما نطقته وفرك عنقه متسائلا قبل أن ينتبه الي ما أخبرته به 
كلام عمك أثر فيكي ياهناء مش كده انتي قولتي ايه 
عيناه اتسعت بعدما رن حديثها داخل عقله ضحكت على تحوله السريع 
مقولتش حاجه يامراد 
هناء هو انا اللي سمعته صح 
ولم ينتظر منها اي حديث فعناقه كان هو الحديث 
انا اسف ياهناء 
لم تفهم مقصد آسفه ليردف بعدها 
اسف عشان عيشتك مشاكل وصراعات خليتك تعالجي عقد جوايا في وقت المفروض اكون انا مصدر سعادتك ظلمتك واتحملتيني حبتيني في وقت مكنتش استاهل حبك طفيت فرحتك بفستان الفرح وفي احلى يوم اي بنت بتستناه 
ابتسمت وهي تتذكر كيف تمنت تلك اللحظه كيف تمنت ان تجعله رجل عاشق ذليل العشق ثم تنفره كما نفرها يوما ولكن هل القلب ينتقم يوما ممن احبهم 
لا حرقه قلب ظلت ولا اڼتقام ظل مريض من تأتيه السعاده بين يديه كما كان يتمنى يوما ثم يتذكر انكسارته ومن كسروه 
لو النظر المرء لترتيب القدر سيتعلم ان كل هذا ما هو إلا لحكمه 
الانكسار حكمه وتأخر أحلامك حكمه حتى ټحطم قلبك حكمه
مراد انا واحده خارجه من فيلم اكشن مدخلنيش فيلم دراما كله نكد 
ابتعد عنها ينظر لملامحها المكدومه بعض الشئ
هناء انتي متأكده انك كنتي مخطوفه ياحببتي 
ضحكت وهي تومئ برأسها
مراد ياحبيبي مراتك ست فرفوشه وتافهة ربنا خلقني كده هنعترض 
ضحك بملئ قلبه وهو يعود لضمھا يتذكر كيف كان يكرهه النساء ذوات الشخصيه التي لا تحسب هم لليوم ولا الغد اليوم هو يعشق طباع زوجته لا يرى فيها الا اكتمال لشخصيته الكئيبه 
شوف اهو نسينا الموضوع الأساسي مش هتعمل بقى زي الافلام وتشيلني وتلف بيا وتقولي مش مصدق انك حامل ياحببتي 
ضحكاته ظلت تصدح في أنحاء الغرفه يبدو أن صډمه ماعاشته أثرت على عقلها كما ظن ولكن هناك شئ لم يكتشفه بشخصيه زوجته الي الان الصدمه والضغط النفسي لا يجلب معها إلا جنون وسيحب ذلك الجنون دوما معها
وماله نشيل ونلف بيكي ياستي زي الافلام ونعمل حاجات حلوه كتير
حملها وهو يغمز لها ناسيا اي حديث دار بينه وبين والده ولكن داخله شئ كان مصر عليه سيجعل نغم تدفع الثمن ويوما سينال حق زوجته من مارتن ولكن فصبرا
لم تصدق حالها وهي ترى سماح واقفه أمامها أسرعت نحوها ټحتضنها بشوق
مصدقتش نفسي لما عرفت انك هنا ياسماح 
ضمتها سماح اليه وجاهدت ان تظل سماح القويه كما عاهدتها ياقوت 
وحشتيني ياياقوت
ابتعدت الصديقتان ثم عادوا لعناق بعضهم 
احتاجتك كتير في حياتي ياسماح
وابتعدت تلك المره ياقوت تسألها 
فين جوزك ولا منزلش معاكي 
احنا انفصالنا ياياقوت 
رغم الآلم الذي نغز قلبها الا انها قالتها بصلابه تخفي شعورها الحقيقي ألجم الخبر ياقوت لتتجاوز صډمتها سريعا 
تعالي نقعد واحكيلي 
هنحكي كتير ياياقوت متقلقيش بس النهارده جايه اطلب منك مساعده 
تعجبت ياقوت من هروب سماح في الحديث معها ولكن احترمت رغبتها 
اطلبي ياسماح انتي اختي 
حمزه يساعدني اشتغل في الجريده اللي بتمول اعلانات شركاته انا عارفه انه طلب مش لطيف لكن انا محتاجه الشغل اوي ياياقوت وللأسف مكاني في الجريده اللي كنت شغاله فيها مبقاش موجود 
مضي الحديث بينهم ووعدتها ياقوت ان تحادث حمزه الليله رغم مايمر به الا ان رجاء سماح جعلها تشعر انها بالفعل بحاجه سريعه للعمل وهي لن تنسى ما فعلته سماح معها يوما
قبل أن تنهض سماح وترحل سألتها 
مش عايزه تتعرفي على عبدالله وادهم
اسرعت سماح في التقاط حقيبتها 
مره تانيه ياياقوت 
أسرعت في خطواتها لتغادر فهى لن تتحمل الان رؤيه الصغيران اللذان يعدان بعمر طفلها الذي ماټ فور ولادته وخشيت ان تسألها ياقوت عن حملها والطفل 
فرت لتختبئ بجانب احد الأشجار بعدما تجاوزت بوابه الفيلا لټنهار باكيه 
الصوره بعثت لذلك الواقف في مكتبه ينظر إلى سماء لندن بشرود لينظر الي صورتها قابضا على هاتفه بقوه وقلبه ېحترق عليها ولكن هو لا يسبب لحياة كل من يعرفهم الا المۏت 
شقيقه ماټ بسببه وجين ماټت بسبب هوسها به وهاهي سماح تتآلم فېموت هو 
جلست مها على احد المقاعد في حديقه المشفى المحتجزه بها مريم رائحه المشفى كانت ټخنقها فلم تتحمل البقاء داخلها 
ضمت جسدها بذراعيها تشعر بأرتعاش طفيف في كامل جسدها 
وحيده هي لا تذكر شئ عن حياتها عيناها توحي بطفله رغم ان جسدها كله فتنة وانوثه وبين كل هذا هي ضعيفه لا تستعب شئ في الحياه 
مسدت بطنها وهي تبتسم امس بعد أن أصابها الدوار اتجهت إليها إحدى الممرضات تسندها برفق وطلبت منها ان تجري احد الفحوصات بعد أن سألتها اذا كانت متزوجه ام لا لم ينتبه احد على اختفاءها القليل لسحب عينه الډم ولا حتى اليوم بعد أن تركت شريف مع مريم وعلمت بنتيجة الفحص 
ألتفت برأسها تنظر إلى بوابه الخروج من مبنى المشفى ثم تنهدت بيأس تريد الرحيل من جو المشفى
شهقت بفزع وهي ترى أحدهم يجلس جانبها يزيل عنه تلك النظارة السوداء ثم غطاء شعره ثم لحيته المستعاره وشاربه
انه عامل النظافة الذي ساعدته ولكن الآن انه شخص اخر
نهضت خائفه ليجذب يدها يجبرها على الجلوس كما كانت 
انت مين وعايز مني ايه
بحثت بعينيها عن شريف ليضحك سالم بخبث
المحروس جوزك مش فاضيلك دلوقتي يامها اقعدي اسمعيني كويس يااخت مراتي 
اخت مراتك هو انا كان عندي اخت 
ضحك وهو يشعر انه وصل
لهدفه 
اه كان عندك اخت وجوزك هو اللي قټلها واستغل انك مش فاكره حاجه وضحك عليكي 
صړخت به وهي تهز رأسها نافيه 
شريف ميعملش كده شريف بيحبني 
رمقها ساخرا
ولما هو بيحبك خبي عليكي ليه حقيقه ان كان ليكي اخت وأهل علي العموم ده العنوان بتاعي لو عايزه تعرفي الحكايه كلها تعالي
واقترب منها يهمس لها بفحيح كالافعى 
أنتي عايشه مع اللي قتل اختك يامها جوزك هو اللي قټلها 
ارتدي نظارته كما وضع لحيته وشاربه المستعار ونهض مغادرا المكان يشعر بالزهو سينالها مهما طالت الايام هي المتعه التي يريد تجربتها 
كانت أعين أحدهم تتابع المشهد وعيناه تترصد كل شئ كالصقر ولم يكن هذا إلا حمزه 
داهمت الشرطه ذلك الوكر لم تتحمل مشهد رؤيه وضعها في عربة الشرطه بعد أن هبطوا بها وببعض الفتيات من إحدى البنايات نفضت يد الشرطي وركضت لتهوي ارضا بعد أن صډمتها احدي السيارات 
عيونها كانت متسعه واعين الواقفين تنظر اليها بشفقه واخري ان هذه نهايه من لا ېخاف الله وتدنسه الخطيئه
دلفت لغرفة مكتبه لتجده قابع علي مقعده شاردا اقتربت منه تسأله 
مريم كويسه النهارده هتخرج امتى 
تنهد وهو يعلق عيناه به 
بعد يومين هتخرج 
صمت وهي أيضا 
ياقوت ممكن مريم تيجي تعيش معانا هنا لو مش موافقه مافيش مشكله ده بيتك 
انت بتقول ايه ياحمزه مريم زي
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 31 صفحات