الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 23 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

مين هيخرجك من مصيبتك خلاص انا زهقت من غبائك
تركها في دهشتها واقفه وهي لا تستعب انها نجت منه وان فرات لم يفسر شئ من مكالمتها الا خبر حملها
مسحت دموعها تلتقط أنفاسها تنظر حولها لتهوي فوق الفراش متمتمه
انا لازم اخلي عزيز يرجع الولد فرات مش هيرحمنا
وقفت صفا أمام حجرتها تضم اولاد فاديه إليها الخائفين من صوت فرات الصاخب لم تسمع سبب صړاخ فرات ولكن ماسمعته جعلها تخشي بطشه الذي نالته يوما مهما فعل فرات معها سيظل دوما الرجل الذي حطم الجزء النابض داخلها أملا بالحياه
التقت عيناهم بعدما غادر غرفة شقيقته نظرتها اليه دوما تقتله وهو ليس بحاجه لأكثر مما يعيشه 
اقترب منها ببطئ يتأمل اولاد شقيقته المتشبثين بها لينحني نحوهم يداعب خصلاتهم الناعمه 
حبايبي متخافوش روحوا للداده بتاعتكم 
عاملهم بلطف حقيقي نابع من قلبه فأرتمي الصغيران بين ذراعيه 
متعملش حاجه لماما ياخالو 
نبض قلبه بقوه وهو يرى ردت فعلهم اهتز جسده فكيف لم يشعر يوما بلذه ذلك الدفئ قسوته والقانون الذي وضعه بقلبه جعله دوما يحيا حياه ظنها يوما هي الحياه 
ولكن كل شئ تبدل فرات القاسې لم يعد هكذا 
فرات الذي ظنا انه سيحيا حياته جميعها لا يهزه شئ أصبح أضعف مما يكون يحتاج فقط للمسه حانيه من يد أحدهم 
واه من أحدهم أحدهم تقف أمامه تطالعه بنظره تقتله تحمله ذنب طفلهم 
انصرف الصغيران لمربيتهم فلم يعد الا سواهم وصوت انفاسهم
هتجبلي ابني امتى هتجبهولي امتى انت السبب 
اڼهارت أمامه وكأنها أصبحت تعلم أن نقطه ضعفه باتت وهو يراها هكذا لم يتحمل الوقوف اكثر من ذلك وغادر من أمامها يجر خطاه لتتحول ملامحه للجمود حتى وصل لغرفه مكتبه يدور بها كالثور الهائج 
هدفعك تمن خطڤ ابني ياعزيز فكرني غبي 
وأسرع بأخراج هاتفه ليضغط على رقم احد رجاله 
ألتمعت عيناه بالدموع وهو يرى الأطباء ملتفين حول فراش صغيرته الراقده 
طب حاسه برجلك كده 
نفت برأسها عن سؤال الطبيب لينظر أحدهم لصديقه ثم ألتقت عيناهم بحمزه الواقف 
وقفت ياقوت على اعتاب الحجره تنظر بآلم ودموع لمريم 
غادروا جميعا حتى يتناقشوا في حالتها لتظل هي واقفه دون حركه 
تعلقت أعين مريم بها فبكت بكت كالاطفال مما جعل قلب ياقوت يرتجف فهرولت نحوها 
مريم انتي كويسه ياحببتي 
آلمها لم يكن الآن جسديا فآلام جسدها قد طابت ولكن الآن هي تتآلم وهي تتذكر كل ماعاشته ذلك اليوم اقتراب وليد منها ونظراته الراغبه وصوته وهو يخبرها انها الليله ستكون ملكا له جذبه له ثم فرارها نحو الشرفه صاړخه بأنها ستلقي حالها اما يبتعد ويتركها صوت ضحكاته عادت تخترق اذنيها وهو يستهين بحديثها ولكن مع اقترابه منها بخطواته جعل القرار حاسما ونست عمرها وحياتها فلم تختار الا المۏت فهى تستحق ذلك 
ازداد نحيبها ومع مد ياقوت ذراعيها إليها كانت مريم تتوسد صدرها متشبثه بها 
خليكي معايا ياياقوت متسبنيش 
رجاء كان عجيب أتسعت أعين ندي التي كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه من أثر ركضها فور سماع خبر افاقة ابنة شقيقتها كما كان هذا حال شريف وحمزه الذي كان ينظر لصغيرته بحزن 
نظرت ياقوت الي مقعده الفارغ حول مائده الطعام وتركت بعدها معلقتها تزفر أنفاسها بثقل لترمقها ياسمين بحزن وتترك هي الأخرى طعامها
هتخف وتبقى كويسه ياياقوت 
قلبي وجعني اوي عليها ياياسمين 
سقطت دموعها وهي تتذكر ذلك الخبر الذي اخبرهم به الطبيب مريم لن تسير علي قدميها الا بعد مراحل عده من العلاج الفيزيائي 
طب وهي تقبلت الخبر 
تسألت ياسمين وهي تنظر لاعين شقيقتها الباكيه لتتنهد ياقوت وهي تنظر نحو مقاعد المائده الفارغه 
فضلت تسألنا زي الطفل الصغير هتمشي تاني ولا لاء مهديتش غير لما حمزه اتكلم وطمنها
وتعلقت عيناها بأعين ياسمين التي تسمعها بأنصات 
انا النهارده عرفت وفهمت كويس ليه مريم كانت پتكرهني اووي كده يا ياسمين حمزه بالنسبه لمريم اكبر من كلمه اب كانت فكراني هاخد حبه ليها وهسرقه منها انا مكنتش مستوعبه ان في تعلق بأنسان كده
ربتت ياسمين فوق كتفها زافره أنفاسها
في تعلق وحب زي المړض ياياقوت احيانا الإنسان ممكن ېقتل من كتر هوسه وحبه 
حركت ياقوت رأسها صامته ومازالت صوره مريم أمامها كل شئ داخلها قد محي اتجاه مريم فطرتها أزالت كل ضغينه حملتها رغما عنها يوما ولم تعد تتمنى الا ان تعود مريم كما كانت
ياقوت هو لمسها 
سؤال كان يلح في ذهن ياسمين بفضول لا تقصده ولكنه طبيعه بشريه 
لا ياياسمين لما جيه يقرب منها رمت نفسها 
تمتمت ياقوت بتلك العباره وهي شارده لتنهض بعدها 
انا طالعه اشوف حمزه من ساعه ما رجعنا وهو قافل على نفسه
اخذتها قدماها اليه مهما عانت معه وواجهت الا انها تدرك ان زوجها رجلا بحق رجلا يستحق العيش معه ومنحه الأعذار حتى لو ثارت قليلا او تمردت 
طرقات خافته حطت على باب غرفته لم يعبئ لها تنهدت وهي لا تسمع اجابه منه ثم دلفت تنظر إلى مكان جلوسه 
حزنت عليه وهي تراه بذلك الانكسار تعلم انه يلوم حاله على ماحدث لمريم مريم الابنه التي لم ينجبها والامانه التي تركتها له سوسن 
حمزه 
هتفت اسمه فرفع عيناه نحوها عيناه اخبرتها بالكثير ولكنه لم يتحدث بشئ 
اغلقت باب الغرفه واتجهت اليه تربت فوق كتفه 
هتبقى كويسه ياحمزه الموضوع مسأله وقت 
ظلت تتحدث وتتحدث وهو في عالم آخر ولكنه يسمعها
انت مصدر قوتنا كلنا ياحمزه وخصوصا مريم 
وعند تلك العباره انهار كليا
انا تعبت ياياقوت 
ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير ولاول مره تراه بهذا الضعف 
ضيعت الامانه هقول لسوسن ايه لما اقابلها 
وابتعد عنها ينظر في عينيها يسألها 
تفتكري انا اناني ياياقوت 
نفت برأسها واسرعت في ضمھ إليها
انت عمرك ماكنت اناني ياحمزه اللي حصل لمريم ده قدرها قدر محدش بيهرب منه الاقدار بتعلمنا الحكم وتفوقنا هنقف جنب مريم وهندعمها 
ابتعد عنها يمسح وجهه بكفيه حتى يزيل عنه أثر ضعفه فأردفت 
مش الدكتور قالك كل ما اتحسنت نفسيتها هتخف اسرع 
اماء برأسه وقد دب الأمل داخل قلبه لتضم كفيه بين كفيها بحنان 
خلينا نكون سندها ودعمها خلينا نكون نقطه الدعم مش الانكسار 
منذ أن تقاربت الأحاديث بينهم والازمات كان شئ واحد يدركه ان بين يديه كنز كنز لم يعلم قيمته الا حينا فقدها واڼهارت الجدران من حوله ضمھا اليه بعشق
انا ازاي مكنتش مقدر انك النعمه اللي ربنا كان شايلها ليا عشان يعوضني كنت فاكر نجاحي والفلوس الكتير هي العوض لكن طلعتي انتي العوض الحقيقي ياياقوت 
ولم تشعر بعدها الا وهي تستيقظ على طرقات خجله من شقيقتها تهتف اسمها بهمس من أجل الصغيران اللذان لم يكفوا عن البكاء لحاجتهم لوالدتهم 
ابتعدت عن ذراعيه تنهض من فوق الفراش 
أسرعت لفتح الباب حتى لا يستيقظ على أثر طرقات ياسمين 
وفور ان فتحته خجلت ياسمين بشده وهي ترى شقيقتها ترتب ثيابها وتغلق ازرار منامتها 
وقف في شرفه مكتبه ينظر إلى شقيقته وابناءها وهم يدلفون للسياره عائدين للعاصمه مصېبه أخرى وضعته بها وهو حملها بطفل منه وهي تعلم أن زوجها في سجلات الحكومه مېت
ضړب بقبضته فوق سور الشرفه زافرا أنفاسه 
هفضل طول حياتي احاول انسي انهم ولاده 
واردف متوعدا
نهايتك قربت ياعزيز الكلب ولادك وانا اللي هربيهم وفاديه كفيل اني اخليها تنساك هموتك زي محرمتني من ابني 
لمعت عيناه بالاڼتقام بعدما تأكد أن عزيز هو من خطڤ ابنه واعطاه لأحدهم 
فتح قبضه يده لينظر الي تلك المصاصه المطاطيه الخاصه بطفله التي وجدها رجاله في منزل ذلك الرجل الذي أعطاه عزيز طفله رفعها نحو أنفه لعله يشم رائحه ابنه
طرقات عنتر فوق باب غرفته افاقته ليلتف بجسده اليه 
فكرت ياعنتر 
طأطأ عنتر عيناه أرضا يهز رأسه 
ايوه يا بيه 
انتظر فرات ان يسمع رده وعندما طال صمت عنتر 
انسى خلاص ياعنتر انا هتصرف انت رجلي المخلص وعمري ماخسرك 
انا موافق يابيه اتجوز الست فاديه 
تنهد فرات براحه فقد خلصه عنتر من تلك المصېبه التي اوقعته بها شقيقته وحملها من رجل في نظر الدوله والناس مېت لو كان فرات القديم لكان حل أمرها بأبسط الطرق وهو اجهاضها
ولكن كل شئ به تغير
مش هنسالك خدمتك ديه طول عمري ياعنتر 
وكل شئ كان مرتب لتلك الزيجه بالشرع والقانون 
دلفت خلفه لغرفتهما بأرهاق بعد ليله طويله قضوها بالمشفى بجانب مريم 
رمت بثقل جسدها فوق الفراش وخلعت حذائها ولكن عندما تذكرت هيئه ابنه شقيقتها بعدما علمت عدم مقدرتها على المشي لمده لا يعلمها إلا الله اڼهارت وبكت 
ترك ثيابه النظيفه التي اخرجها من الخزانه يسألها بلهفه
ندي مالك فيكي ايه تاني مش قولنا هنبطل بكى عشان مريم 
مش قادره ياشهاب مش قادره
ضمھا اليه وهو حزين على ما أصاب صغيرتهم رغم غضبه من أفعالها الا انه يضع كل شئ جانبا ويكون خير سند لها 
اهدي وكفايه عياط عايزك قويه ياحببتي مريم محتاجانا 
ابتعدت عنه تمسح دموعها ليصدح رنين هاتفه تلك اللحظه أجاب بعدما نظر إلى الرقم المجهول الذي يرن عليه بألحاح منذ الأمس 
ايوه مين معايا اه فاكرك كويس انتي عامله ايه دلوقتي 
نهض من جانبها يتحدث مع الطرف الآخر بأريحيه لتجحظ عيناها 
اكيد فاكر وعدي ليكي تعاليلي على عنوان الشركه وهاتي اوراقك معاكي 
أنهى مكالمته وقبل ان تتسأل عما سمعته وتعود لبكائها 
ديه واحده خپطها بعربيتي لما كنت راجع من سفرية اسكندريه وحضرتك سمعتي الممرضه بتقولي أن الجنين ماټ طبعا شكيتي فيا كعادتك 
أرادت الحديث وتوضيح له سبب ظنها وقلقها الدائم من فكره الزواج عليها 
خليني اكمل ياندي الست جوزها رماها هي واللي في بطنها لانه قرف منها ومن شكلها بعد مبقاش ليها نفع في حياته عرضت عليها اساعدها بعد ما برأتني قدام الظابط وأنها كانت الغلطانه
وعقد ساعديه أمام صدره ينظر إلى ارتباكها وخجلها من سوء ظنها 
محتاجه تبرير تاني ياندي 
انا اسفه ياشهاب
ارتبكت وهي تطرق رأسها ارضا وتهرب من نظراته إليها 
ڠصب عني صدقني بقيت خاېفه تتجوز عليا عشان تخلف طفل شهاب انا ممكن اموت فيها مقدرش اتحمل اشوفك مع واحده غيري 
بكت بحړقة وهي تتخيل لو
يوما تركها وعاقبها بزواجه من أخرى 
تألم من أجلها يعلم أن ندي شخصيه هشه ضعيفه ولكن تحبه تفعل المستحيل لأجله 
ضمھا اليه وهي تفيض له بثقتها رغما عنها ب سمر وأنها اعدتها شقيقه لها وأنها لا تفهم شئ من خبث البشر لم تكذب عليه هي بالفعل هكذا ندي لا ټؤذي احد ولكن في بعض الأحيان تكون غشيمة في ردود أفعالها
عقدتي من جواز حمزه وياقوت مسيطره عليا ناديه كانت عايزه تجوز حمزه حتى لو سوسن عايشه ربنا كان رحيم ب سوسن ومعشتش لحظه زي ديه لأنها مكنتش هتتحملها وانا مش هقدر والله ما هقدر ياشهاب
ندي انا عمري ما هتجوز عليكي ولو عملتها هخليكي تختاريلي العروسه 
اردف عبارته الاخيره مازحا حتى يرى شراستها ولكنها ابتعدت عنه تشيح عيناها الباكيه بعيدا 
حاضر بس يوم ما تتجوز طلقني ساعتها وانا هتمنالك السعاده 
لم يكن مقصده من عبارته ان يرى ضعفها وانكسارها
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 31 صفحات