الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

انا لنفسي وبك بقلم منى احمد حافظ

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الأول.
المقدمة..
من منا لا يتمنى أن يعيش الحب أن ينعم بدفء كلماته أن يرافق دربه حبيب يهون عليه وحدة الحياة من منا لم يحلم بفارس الأحلام ذلك الشخص المثالي الذي يقتحم الصعاب والمخاطر من أجلك والذي يفتديك بروحه من منا ومن منا لم يباغته خيبة الأمل لتطيح بثباته وتذره الريح بعيدا عن أحلامه وأمانيه.

وأنا مثلك ومثل تلك وهذه تمنيت الحب وسعيت إليه ولم أكن أدري بأن سعيي كان كالسائر في الصحراء يبحث عن السراب لأقف في النهاية وأنا على مشارف مفترق الطريق أبحث عمن يكون لي رفيق!
لأجد أن كل ما كنت أبحث عنه أمامي..! دفعني لأكون أنا.. فكنت لنفسي بك.
أنا السمراء الأبية ابنة أبي الضعيفة القوية نسخة أخي والحنون كأمي أنا أنت وهي وهن نحن التحدي لنثبت للجميع أننا نستطيع أن نكون لأنفسنا السند ولسنا كطير کسير.
اسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي أنا دعاء القبيصي الصغيرة بعد شابين الأكبر عمر ويليه علي جئت اليوم لأتشاطر معكم قصتي
فأنا أعيش في بيت بسيط اشتراه والدي منذ عدة سنوات بعد مجيئه ليقيم بقاهرة المعز فهو صاحب شخصية قوية ليس بالرجعي ولا المتمدن يرفض النقاش طالما أمر يقبل بالطاعة فهي واجب كلمته كالسيف وهي قانونا بحد ذاته لا يرد.
وعلى نهج والدي شب أخوتي لهم الحقوق كلها التي حرمت عليا كفتاة فكنت هادئة صامتة استمع أكثر مما أتحدث أراقب كل ما يحيط بي واختزن بداخلي كل ما يقع عليه بصري ويصل همسه إلى أذني.
وبطبعي لم أكن متمردة وحتى وإن كنت فلم يكن أبي ليسمح لي أبدا أن أكون.
فهلموا معي لأخبركم كيف كنت أسعى لأكون لنفسي كل شيء وكيف اكتملت به
1..مراهقتي..
لم تك أبدا كأي فتاة آخرى رغم إتمامها عامها السابع عشر كانت مختلفة منزوية منغلقة على عالمها فلم يسترع إهتمامها نظرات الشباب نحوها في الطريق ولكن ما جذب اهتمامها كان تصرفات زميلاتها التي تغيرن تغير استفزها فبعضهن تبدلت تصرفاتهن كليا بتبرجهن السافر والسير بدلال بطريقة تثير الاشمئزاز في النفس وانتقائهن ثياب لا تناسب كونهن طالبات بسن المراهقة ولأنها اختلفت عنهم تزعمت بعضهن حركة التنمر عليها بسبب التزامها وعدم مجارتها للتغيير فهي وعلى الرغم من إجبار والدها لها بإرتداء الحجاب منذ حداثة سنها وقبل حتى بلوغها بكثير إلا أن تلك التصرفات العابثة لم تجد بداخلها صدى بل كان لها استهجانا كبيرا ورفض.
كانت دعاء فتاة وحيدة تخشى الحديث مع زميلاتها كي لا يعلم والدها وېعنفها فهو سن قانونه الخاص بشأنها ومن بنودة ألا تقيم صداقة مطلقا لإن حسب تفكيره واعتقاده أن الفتاة لا يفسدها إلا فتاة آخرى.
وبسبب إنعزالها وأرائها الخاصة لم تحبذ الفتيات مرافقتها لظنهن أنها معقدة إلى أن شاء القدر ووضع بطريقها زميلة كانت برفقتها بمدرستها الإبتدائية وبالمصادفة أكتشفت دعاء أن مايا تقطن بالحي نفسه الذي تعيش فيه وبسرية بدأت جذور الصداقة تنمو بينهم وبدأ صراع دعاء النفسي يزداد داخلها لإخفائها أمر مايا عن أسرتها فكانت تشعر دوما أنها داخل يم ثائر لا يأتي أبدا بما ترغبه السفن وكانت ترى أنها هي تلك السفينة التي يتقاذفها الموج.
ولم تدر دعاء أنها على موعد لكشف سرها ف بأحد الأيام تعرضت مايا لوعكة صحية وتغيبت عن المدرسة حينها أحست دعاء بالقلق عليها فصارحت والدتها بسمة بأمرها وهي تحمل فوق عاتقها ثقل ذنب إخفائها الأمر عنها وبعد عناء وتوسل ورجاء وافقت والدتها بأن تذهب سريعا إلى منزل مايا لأعطائها كل ما فاتها من دروس وأوصتها بأن تتكتم الأمر حتى 
لم تصدق دعاء أن الأمر مر بسلام فبدلت ثيابها وأسرعت بخطواتها قبل أن يعترض أحد أشقائها سبيلها واتجهت إلى منزل مايا ووقفت أسفل البناية تشعر بالحيرة فهي لا تعلم بأي طابق يقع مسكنها تلفتت دعاء حولها بتوتر ليأتيها صوتا هادئا من خلفها تسبب بإحساسها بقشعريرة وزاد من اضطرابها فالتفتت إليه باللحظة نفسها التي سألها بهدوء
.. حضرتك بتدوري على بيت معين تحبي أساعدك.
حدقت به لثوان لټخطفها عيناه لزمت دعاء الصمت لثوان وكتمت أنفاسها لتنتبه لنفسها فأخذت تزجر نفسها على تحديقها به وخفضت رأسها بحرج وأجابته باضطراب وهي تفرك كفيها معا
.. أنا كنت عاوزة أعرف قصدي أسأل عن شقة مايا الحسيني.
أومأ الشاب برأسه بهدوء وأجاب سؤالها
.. مايا ساكنة في الدور التالت بس هي تعبانة و.
تناست دعاء عتابها لنفسها ورفعت وجهها ونظرت إليه بقلق وسألته بلهفة
.. معقول لسه تعبانة طيب حضرتك عرفت منين هو أنت قريبها
هز الشاب رأسه بالإيجاب وابتسم لوجهها الذي احمر خجلا رغم سمار بشرتها لتبدو دعاء بصورة خطفت أنفاسه على نحو غريب ويقول
.. أنا أخوها مصطفى حضرتك عايزاها فحاجة.
ازداد ارتباكها بعدما عرف عنه نفسه فخفضت وجهها مرة أخرى وأخبرته بتوتر
.. أنا صاحبة مايا فالمدرسة جيت اديها الدروس اللي
فاتت منها علشان تذاكرها وكمان علشان أقولها إن في عندنا امتحان بعد أسبوع.
أشار مصطفى إليها لتتبعه فتبعت خطواته وصعدت خلفه وتعمدت وضع مسافة بينهما وحين توقف مصطفى أمام باب الشقة ابتعدت دعاء خطوة وانتظرت إلى أن قام بفتح الباب ليعلو صوت مصطفى مناديا
.. ماما يا ست الكل في ضيفة لمايا من مدرستها.
غادرت امرأة على تجاوزت عقدها الرابع وتقدمت من دعاء التي لزمت مكانها بالخارج وتفحصتها بنظرات فاترة زادت من حرج دعاء وخفضت عينيها وأردفت
.. أنا بعتذر لحضرتك إني جيت من غير ميعاد بس أصل النهاردة قالوا فالمدرسة إن في امتحانات الاسبوع الجاي وأنا مش معايا رقم التليفون فقلت أجي أدي لمايا الحاجات اللي فاتتها علشان تقدر تذاكرها و.
قاطعتها نادية والدة مايا بصوت فاتر وقالت بتملل
.. شكرا يا حبيبتي على تعبك بس أصل مايا أخدت علاجها ونايمة عموما لو تحبي تدخلي أتفضلي وأنا أصحيها و.
زاد كلمات نادية من إحساس دعاء بالحرج فسارعت بقطع حديثها مردفة
.. لا حرام متصحهياش يا طنط أنا أساسا كتبت لها كل اللي فاتها ولما تصحى براحتها تبقى تشوفهم وألف سلامة عليها وإن شاء الله تتحسن عن إذنك.
أومأت نادية وهي تأخذ من دعاء مجموعة الأوراق وشكرتها ببرود لتستدير دعاء وتفر من أمامها وهي تلوم نفسها لمجيئها بعد أن أحست بعدم قبول والدة مايا لها.
ومن مكانه راقب مصطفى ما يدور بضيق وما أن أغلقت والدته الباب واستدارت حتى عقب باستهجان
.. أول مرة تعاملي حد بالأسلوب دا يا ماما ولا البنت دي مش كويسة ولا حاجة علشان كده حضرتك كلمتيها ناشف.
رفعت نادية حاجبها وحدقت بوجه مصطفى للحظات دون أن تجيبه لتسأله بعد ثوان بعدم رضى
.. وأنت من أمته بتسأل عن حاجة يا سي مصطفى عموما أنا معرفهاش وهي مقالتش اسمها علشان اقوله لأختك لما تصحى وبعدين كويسة ولا مش كويسة لنفسها يا حبيبي مش لينا ودلوقتي روح شوف اللي وراك أنا مش فاضية للكلام الفاضي دا.
زم مصطفى شفتيه بضيق حين تركته والدته واتجهت صوب غرفة شقيقته واتجه إلى غرفته ليصل إليه صوت والدته تقول
.. قومي يا مايا في واحدة جت بتقول أنها معاك فالمدرسة وجيبالك الدروس اللي فاتت و...
فركت مايا عينيها واعتدلت وما أن وقع بصرها على الأوراق حتى صاحت
.. والله البت دعاء دي جدعة ومافيش زيها.
امتعضت ملامح نادية وأشاحت بوجهها وأردفت
.. إلا قوليلي يا مايا هو أنت من قلة البنات رايحة تصاحبي السود كمان.
زمت مايا شفتيها وأجابتها باستنكار
.. دعاء مش سودا يا ماما دي سمرا وعلى فكرة سمرها هو اللي محليها وبعدين دي مش غريبة دي زميلتي من ابتدائي لو تفتكري البنت اللي كنت حكيت لك عنها زمان اللي المحافظة كرمتها علشان أخدت إجازة فحفظ القرآن وتلاوته هي دي دعاء القبيصي.
لم تعبأ نادية بقول ابنتها وغادرت غرفتها في حين اتسعت ابتسامة مصطفى ما أن سمع قول شقيقته عن دعاء وجلس إلى مكتبه يفكر بسمرائه التي اختطفته من نفسه بتلك السرعة.
بينما لامت دعاء نفسها طوال طريق عودتها إلى منزلها لذهابها إلى مايا لتفاجأ بوالدها يعترض طريقها أمام باب منزلهم فتجمدت خطواتها وحدقت بملامحه الغاضبة پذعر وحين افسح والدها لها تجاوزته دعاء بقلب يرجف ولم تكد دعاء تخطو للأعلى حتى قبض والدها على ساعدها بقوة وأردف بحدة
.. ممكن أعرف كنت فين وإزاي أساسا تخرجي من البيت من غير إذني
حاولت دعاء تمالك خۏفها وهي تفكر بأن أقصر الطرق للنجاة هو الصدق فزفرت مستجمعة شجاعتها وأجابته
.. روحت لواحدة زميلتي فالمدرسة فبيتها أديها الدروس اللي فاتتها علشان هي تعبانة وفي أمتحان الأسبوع الجاي ويادوب سلمت الورق لوالدتها من على الباب من غير ما أدخل ورجعت على طول حتى اسأل ماما أنا ماخدتش خمس دقايق على بعض.
رفع قبيصي حاجبه وهو يمعن النظر إليها ليترك ساعدها وهو يشير بإصبعه نحوها ويردف بلهجة حادة
.. يعني عصيتي أمري وبتكلمي بنات من ورايا يا دعاء لأ والست والدتك بتسمح لك تخرجي من البيت من ورايا ومن غير إذني ولا كأن ليك كبير يتاخد رأيه عموما دي أخر مرة تروحي لحد ولا تكلمي حد علشان أنا منبه عليك وقايلك صحوبية وبنات وأروح وأجي مش عاوز وصدقيني يا دعاء لو شميت خبر بس أنك بتكلمي حد من زميلاتك ولا مصاحبة حد هقعدك من المدرسة ومش كده وبس لأ دا أنا هسفرك البلد وأجوزك لأي حد فاهمة.
شحب وجه دعاء ولمعت عيناها بالدموع خوفا من تنفيذ والدها لتهديده فأومأت برأسها پخوف وأجابته
.. آخر مرة يا بابا وصدقني مش هقف حتى جنب أي واحدة بس بالله عليك بلاش تقعدني من المدرسة ولا تسفرني البلد.
أشار قبيصي إليها لتكمل صعودها إلى مسكنهم وتبعها وما أن ولجت حتى هرولت باتجاه غرفتها ليوقفها صوت والدها الحاد بقوله
.. على فكرة عمك وهدان جاي النهاردة ومعاه
ولاده فابقي خدي بالك من لبسك وحجابك ومتخرجيش من أوضتك إلا للضرورة وبس وأعملي حسابك أنهم هيقعدوا معانا يومين علشان عمك جاي يعمل فحوصات في المستشفى.
هزت دعاء رأسها بتفهم وولجت غرفتها وهي تضع يدها فوق قلبها تحاول تهدئة ضرباته لتتذكر والدتها وڠضب والدها لسماحها لها بالخروج دون إذنه ف همت بمغادرة غرفتها مجددا ولكنها لزمت مكانها خوفا من أن ينهرها والدها إن رآها بالخارج مرة أخرى واتجهت إلى مكتبها ولكنها لم تتمكن من التركيز على متابعة دروسها بعدما طاردتها الأفكار ما بين ټهديد والدها ونظرات مصطفى شقيق مايا نحوها فألتقطت دون وعي إحدى الأوراق وأخذت تدون فوقها بعشوائية لتنتبه دعاء لتدوينها اسمه عدة مرات فزفرت بقوة وزجرت عقلها

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات