انا لنفسي وبك بقلم منى احمد حافظ
محدش يقدر يقول كفايه عليها الثانوية العامة وخلاص فمتزعليش وأدعي إن ربنا يشفيها أما موضوع عمك فأنا عايزك متفكريش فيه نهائي حتى لو الدنيا أتهدت من حواليك ما دام بابا رفض وقال لأ يبقى خلاص محدش هيقدر يغصبه يجوزك من غير رضاه وصدقيني سالم وصالح دول أنا لو كنت موجود وهما هنا كنت عرفت أزاي أرد عليهم وعلى كلامهم وتصرفاتهم فمټخافيش ودلوقتي روحي اغسلي وشك وحضري حالك أحنا نازلين نتغدا برا كلنا وهنعدي ناخد ماما معانا وخالتو.
.. وشك نور لما حبيب القلب جه عموما ماشي يعني هتروحي مني فين مسيره يزهق ويقول هسافر أشوف شغل زي كل مرة ووقتها مش هتلاقي غيري يا جميل.
ازداد إحساسها بالراحة كون شقيقها عمر تغير معها وأحاطها بحمايته ولكن من داخلها تشعر پخوف يغلف قلبها فأخفته عن الجميع وبعد نصف الساعة وصلوا جميعا إلى المطعم الذي أختاره علي شقيقها وبعد مرور بعض الوقت سمعت دعاء صوت مايا تقول
وقفت دعاء سريعا واحتضنت مايا لتصطدم عينيها بعينا مصطفى فشهقت پخوف وشحب وجهها والتفتت سريعا نحو والدها وشقيقيها لتجد والدها يحدق بها بريبة فجذبت جسدها بعيدا عن ذراعي مايا وأردفت
.. بابا أحب أعرف حضرتك بصاحبتي مايا اللي معايا فالمدرسة وبنروح سوا.
ابتسمت مايا بحرج حين طالعتها عينا عمر بتفرس وتعجبت حين تجاوزها ببصره وحدق بشقيقها الذي وقف على بعد بضع خطوات منها ورفع حاجبه بتساؤل ليتقدم مصطفى منهم ومد يده معرفا عن نفسه فمد عمر يده وصافحه بحفاوة بينما ابتسم علي من مكانه ليولي والدته اهتمامه وبعد برهة سمع والده يقول
استشعر مصطفى الحرج وعقب بقوله
.. مرة تانية يا عمي أصل ماما وبابا فالطريق وبشكر حضرتك على اهتمامك ومتقلقش أحنا بردوا بنعمل حساب الحاجات دي يعني والدي مربينا نفس تربية حضرتك وبشكرك جدا مرة تانية عن اذنكم.
ودعت مايا دعاء وجلست بجوار شقيقها ليأتي مقعدها مواجها لمقعد عمر الذي أخذ يتطلع إليها بين الحين والآخر في حين ركزت دعاء كل اهتمامها بوالدتها كي تتهرب من الالتفات للخلف وهي تدعو الله ألا يشعر شقيقها بشيء من توترها الواضح ولكن بدون أن تدري لاحق علي خلسة نظرات مصطفى الموجهة لظهر شقيقته فاخفى انزعاجه وقلقه الذي ثار بداخله ومضى الوقت وبعد حضور والدي مايا وتعارف أفراد الأسرة لم يختلف موقف نادية نحو دعاء بل ازداد ما أن رأت أهتمام اسرتها المبالغ به وتعجبت دعاء من نظرات
بعد ساعات عادوا إلى المنزل وأصرت دعاء على مساعدة والدتها بتبديل ثوبها وأسرعت تعد لها مشروبا دافئا وجلست برفقتها بعض الوقت وحين اطمأنت لنوم والدتها غادرت متسلله ليعترض علي طريقها ويرافقها إلى غرفتها وتفاجأت دعاء بجلوسه إلى جوارها بوجه متجهم فاقتربت منه بتردد وسألته بريبة
رفع علي حاجبه وهو يتابع ملامحها وزاد من تقطيبة وجهه وأردف
.. اتمنى متكونيش عملتي حاجة غلط يا دعاء تخليني أشوفك بصورة تانية ودلوقتي أقعدي أنا عايز أعرف منك كل حاجة عن صاحبتك مايا وعلى وجه الأخص أخوها
ازدردت دعاء لعابها پخوف فها هو ما تخشاه يحدث أمامها فرأت أن عليها تشتيت انتباهه ولو قليلا كي لا تخسر احترامه لها وأجابته رغما عنها بقولها
ضيق علي ما بين حاجبيه وسألها بصوت خاڤت
.. أومال ليه أخوها عينيه منزلتش من عليك طول ما احنا قاعدين وكمان والدتهم نظراتها ليك معجبتنيش زي ما تكون مش حابة أنك تعرفي بنتها عموما نصيحة مني حاولي تقللي معرفتك بصاحبتك علشان متتوجعيش بعد كده ودا لمصلحتك علشان حتى لو مش هتتجوزي حد من ولاد عمك فأظن كمان بابا مش هيوافق أبدا على أخوها.
صډمتها كلمات علي الصريحة والتي لم تدر بما تجيبه عليها فخفضت رأسها أرضا بخزي وأردفت
.. أنا مش حاطة أي حد فدماغي يا علي غير مستقبلي وبس وصدقني موضوع الارتباط والجواز مش بفكر فيه نهائي علشان أنا عارفة إن أمري مش فإيدي وإني مش هرتبط غير باللي بابا يقول عليه فمريحة قلبي ونفسي وباصة لدراستي وبس فاطمن.
أحس بكلماتها بعيدة تماما عن الصدق فنبرات الحزن التي رافقت حروفها أحس منها بالتحسر على شيء تتمناه ولن تناله فجذبها إليه وأردف
.. أهو دا اللي أنا خاېف منه عليك يا دعاء الۏجع اللي بتحاولي تخبيه جواك وپتتعذبي بيه ليه تعملي فنفسك كده وتتعلقي بحد وأنت متأكدة أنه مستحيل يبقى من نصيبك
حاولت دعاء نكران الحقيقة ولكن أمام نظرات شقيقها انهمرت دموعها وأجابته بصوت متقطع
.. أنا والله متكلمتش معاه ولا مرة ولا شوفته غير لما روحت لمايا وعمري ما سألتها عليه بس ڠصب عني يا علي قلبي سهاني واتعلق بيه ويمكن هو ميعرفش كمان باللي أنا حساه ووالله أنا مړعوپة من الموضوع دا علشان بابا ولا عمر حسوا بيه مش بعيد يوافقوا على سالم ولا صالح وتبقى حياتي ضاعت مني.
.. المشكلة مش فدول وبس يا دعاء المشكلة أنك مشوفتيش والدته بتبص لك أزاي يا دعاء أنا لو حتى بابا وافق أنا هخاف عليك من الست دي لأنها مش بتحبك وعلشان أنا عايز أحافظ عليك وأحميك من الكسر بقولك أرجوك شيلي الموضوع دا من تفكيرك وقلبك نهائي قبل ما ټندمي..
3..وئدتني بقسۏة..
ومع مرور الايام شحذت دعاء قواها تستذكر بجدية لاقتراب موعد اختباراتها وقبيل بدئها بأقل من ثلاث اسابيع تفاجأت بسمة والدة دعاء بمايا وولدتها أمامها فرحبت بهم بحفاوة فجلست نادية وجالت بعينيها في المكان فوكزتها ابنتها سرا فابتسمت وأردفت
.. أنا جيت النهاردة وعشمي توافقي على طلبي منك يا ست بسمة يعني بكرة عيد ميلاد مايا وبصراحة كمان بنت عمتها لسه واصلة من بلاد برا ليها كام يوم وقولنا تبقى الحفلة حفلتين لكل الحبايب والاصحاب ولو ممكن توافقي إن دعاء تحضر الحفلة وعلى فكرة هي فالبيت عندنا ومتقلقيش دعاء هنشيلها جوا عينيا زيها زي مايا بنتي قولتي إيه
تلون وجه بسمة حرجا وفركت كفيها قائلة
.. والله يا أم مايا أنا مقدرش أديلك كلمتي فالموضوع دا إلا لما اسأل قبيصي فمعلش سامحيني هأخر ردي لحد ما يرجع من الشغل وأول ما أبلغه واشوف رأيه هبلغك على طول إن شاء الله.
أومأت نادية بتفهم وأشارت إلى ابنتها بالرحيل ليوقفهما وصول عمر برفقة والده فازدردت مايا لعابها وخفضت عيناها سريعا حين حدق بها عمر بدهشة لتفاجأهم نادية بإعادة طلبها بإصرار فنظر قبيصي إلى زوجته فأعلمته نظراتها موقفها فأومأ بخفة وأردفت
.. كل سنة وأنت طيبة يا بنتي ولو على حضور دعاء عيد ميلادك فأنا هوافق بس هي ساعة وترجع لإننا مسافرين البلد بعد بكرة ومش هينفع تتأخر علشان تحضر حاجتها.
ابتسمت نادية وأردفت
.. متقلقش يا حج أحنا هنطفي الشمع بدري ومش هنأخر دعاء.
دهشت مايا من تصرف والدتها وتصميمها على إقامة حفل عيد ميلاد لها فهو يقام كل عام
بهدوء ودون ضحة بل والأغرب أصرارها العجيب على دعوة دعاء وحضورها حفل عيد الميلاد ولم تك الدهشة والحيرة من نصيب مايا فقط بل أيضا من نصيب مصطفى الذي تفاجأ بوالدته وبخلاف العادة تقيم احتفالا فتبادل مع مايا النظرات لتشير إليه بسرية لينسحبا بهدوء من أمام والدتهم المشغولة بأعداد الطاولة ووقفا بالشرفة فهمست مايا بصوت خاڤت وأخبرته عما فعلته والدتها ليحدق بها مصطفى بريبة ويقول
.. أنت عاوزة تفهميني إن ماما راحت بنفسها لحد بيت دعاء وعزمتها على حفلة عيد ميلادك مش غريبة دي يا مايا دي ماما مش طايقاها ومش حباها دي حتى متخانقة معايا من يومين بسببها لما سمعتني بكلم بابا أني عاوز أرتبط بيها وبابا قالي بعد امتحاناتكم هنروح نطلب إيدها وعرفت امبارح من بابا إن ماما مش موافقة عليها ورافضة الموضوع فمنين رافضة ومنين راحت تعزمها وعاملة لك حفلة كبيرة بالشكل دا.
زمت مايا شفتيها بحيرة وعقبت على قوله الذي زاد من تخوفها
.. مش عارفة يا مصطفى بس بصراحة من طريقة ماما وإصرارها على إن دعاء تيجي حسيت بالخۏف وإن ماما ناوية على حاجة بكرة فارجوك خلي بالك من تصرفاتك وبلاش أبدا تقف مع دعاء فأي مكان لوحدك لتكون ماما ناوية تصوركم وتبعت الصور لوالدها وتبقى مصېبة أنت مش عارف هما مقفلين عليها أزاي وأديك شوفت بنفسك لما اتقابلنا صدفة أخوها اللي اسمه علي كان بيبص لنا أزاي أرجوك يا مصطفى خلي بالك وحاول تمسك نفسك وتبعد عنها حتى لو أنت مكلم بابا عليها هي متعرفش أصلا بالكلام دا ماشي.
يتبع
أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثاني.
شرد لبرهة وهو يفكر باستحالة قيام والدته بفعل شيئ كهذا ولكن كلمات مايا زرعت القلق والريبة بقلبه وعاد إلى غرفته وتلاشى حديثه مع والدته باقي اليوم حتى لا تتشاحن معه كما فعلت بالأمس.
في حين صدمت دعاء حين ابلغها عمر بنفسه بأنه سيقوم بتوصيلها إلى منزل صديقتها وسيعود ليأتي بها بعد ساعة بل وطلب منها أن ترتدي ثيابها كي يذهب برفقتها لتبتاع هدية مناسبة لمايا وتابعهما علي بعدم رضا لما يحدث مؤخرا بالمنزل ككل بعدما تفاجئوا بإتصال أحد أعمام والدهم يطالبهم بالمجيء إلى البلدة جميعا ليقرر والدهم تحديد الموعد قبيل امتحانات شقيقته التي نقاشه في تأجيل موعد السفر بعد انتهائها من أداء الامتحانات فرفض طلبه والأن هذه الحفل الذي وافق أن تحضره شقيقته جعله يشعر بالخۏف ولكنه لزم الصمت حين لمح السعادة في عينا شقيقته التي تأبى الدنيا إسعادها.
وفي اليوم التالي تأنقت دعاء على خلاف العادة ليعترض علي طريقها ويردف وعيناه تحدق بها
.. دعاء مش عايز اوصيك تلزمي مكانك مع البنات وجنب باب الشقة ومتدخليش أي أوض مهما كان اللي طلب منك وخلي الساعة تعدي من غير مشاكل ممكن.
أومأت له بالموافقة لتسرع بالمغادرة حين ناداها عمر وتبعته إلى الخارج وقبيل