بين خۏفها وهوسه بقلم سارة مجدي
عليها كيف عملها والأطفال وسعادتها وهى بينهم وأغلقت معها وتمددت على السرير وأغلقت عينيها لټغرق في النوم سريعا و كأنها تهرب من نفسها و من افكارها ... تتمنى حين تستيقظ ان يكون كل ما تعيشه مجرد كابوس مزعج و انتهى و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
بعد اكثر من ساعه استيقظت من نومها تشعر بارهاق شديد وكأنها لم تكن نائمه بل كانت فى حرب غادرت السرير و وضعت حجابها فوق خصلاتها لتقف في نافذه غرفتها تنظر الى بحر وهى تفكر في ما حدث وهى عائده من المدرسه حين مرت من امام البحر و وجدته يجلس هناك في نفس المكان كانت قدميها تأخذانها اليه ولكنها رفضت ذلك بشده وهى تتذكر سعيد واحساسها بانها ټخونه وتغضبه فتحركت سريعا في اتجاه البيت وها هي من اول وقوفها فى النافذه تنظر الى المكان الذى كان يجلس فيه بعد ان تأكدت من عودته للورشه
هتفضلى كده كتير يا ضى
نظرت اليها بتشتت لتقول نودى بهدوء
كانت الدموع ټغرق وجه ضى التى كانت تشعر بكل كلمه قالتها نودى الان وقالت من وسط دموعها
انا بجد خاېفه خاېفه اووووى
لتبتسم نودى بحنان وقالت بصدق
ظلت ضى صامته والدموع ټغرق وجهها لا تستطيع ان تعبر عن ما بداخلها تريد ان تصرخ ان تقول انها تتألم ... ان قلبها منقسم الى نصفين ... نصف يبكى و ېصرخ .. والنصف الاخر يتمنى ان يركض الى ذلك الشخص ويطلب حنانه و عطفه ودون تفكير ارتمت بين احضان نودى وظلت تبكى بصوت عالى و نودى تربت على ظهرها بحنان وهى تفكر ماذا عليها ان تفعل معها فهى حقا مشفقه عليها
ظل يتحدث معه ويشاهده وهو يعمل وكان يعطيه الأدوات و يتناقش معه فى بعض الامور العامه و الخاصه ... وشعر الاثنان بالارتياح لبعضهما واصبحى صديقان
حين دلفتا الى الورشه فاتن ولين وهم يضحكون وقالت لين من بين ضحكاتها
انت مش ممكن يا فاتن انا تعبت من كتر الضحك
والله يا انسه لين هى الى مهونه عليا الدنيا مش عارف لما تتجوز هعمل ايه
ليقترب إياد و هو يقول سريعا و كأنه وجد الفرصه
وانا هخليك تعرف الإحساس ده بسرعه ... رواد انا طالب ايد اختك
ظهر الاندهاش على ملامح الكل ولكن رواد كان ينظر اليه بضيق شديد وقال بجديه
الكلام ده مفيهوش هزار يا إياد .. هو انت فاكر اختى ايه
وانا مش بهزر يا رواد .... انا طالب ايد اختك ... مش بهزر ولا بلعب ... انا جاد جدا فى كلامى ... و مش اختك الى اتعامل معاها كده
كانت لين تبتسم بسعاده فأخيرا سوف تفرح بأحدهم ... و اكمل إياد حديثه قائلا
وأيهم بس يرجع ونحدد معاك دلوقتى معاد علشان اجيب عمى ونطلبها رسمي
في تلك اللحظه دلف أيهم مقطب الجبين ولكن لين قالت بصوت عالى مبهج
شفت يا آبيه إياد عمل ايه ... طلب ايد فاتن
رفع أيهم نظره الى إياد باندهاش وقال
ده بجد يا اياد
ليكتف إياد يديه امام صدره وبعيون واثقه نظر لايهم و قال
ايوه
ظل ينظر الى إياد بتمعن لعده ثواني ثم عاد بنظره الى رواد وقال
و انا ضمنه وفى اقرب وقت نجيب بابا ونجيلك نخطبها رسمي
ليقترب اياد من رواد وهو يقول بتوسل
ممكن تسمحلنا في اليومين الى قاعدهم هنا اننا نتكلم انا وهى شويه نتعرف على بعض
قطب رواد حاجبيه وقال پغضب
والله على أساس ايه و لا انت شايفنى ايه
ليتدخل أيهم قائلا بهدوء
يا ابنى هيتعرفوا قدامنا هنا يعنى يمكن هي لما تعرفه على حقيقته ترفضه من الأساس و نخلص
لتضحك فاتن بخجل لينظر اليها اخيها وقال بغيره وڠضب
بتضحكى يا فاتن مبسوطه ان البيه ده متقدملك عايزه تسيبيني ... خلاص انا مش مهم
لتركض اليه تضمه بقوه وقالت
ربنا يخليك ليا يا رواد انا مقدرش استغنى عنك ... هو انا ليا غيرك
كان يربت على ظهرها وهو من داخله حقا سعيد اياد شاب رائع فهو يشبه ابن عمه كثيرا وشعر بصدقه و فى نفس الوقت كانت عيونه ثابته على ملكه قلبه التي تبتسم بسعاده و كأنها تود ان تصفق فكم هى بريئه و بروح طفله صغيره
وكان أيهم رغم كل تلك السعاده التى تحيط به عقله سارح و ينظر الى الخارج بتفكير لماذا لم تحضر اليوم وهل هى بخير ام لا
ظل رواد يفكر فيما فعله إياد حين شعر بالاعجاب تجاه فاتن تحدث سريعا ولكن الموقف مختلف إياد ابن الاكابر حين يتزوج من فقيره او متوسطه الحال كفاتن رغم انهم لا يصح ان يقول عليهم فقراء شىء مقبول ولكن هل من السهل تقبل زواج ميكانيكى حتى لو كان يحمل شهاده الهندسه من ابنه الاكابر
كانت تتابع اخيها بصمت تشعر ان به شىء غريب من وقت حضرت لين وهو فى حاله غريبه يبتسم كلما وقعت عينيه عليها ويشرد كثيرا وهو بفرده انها اعراض الحب اقتربت منه وجلست بجانبه وقالت مباشره
أيهم بيحبك وبيثق فيك جرب مش هتخسر حاجه على الاقل هترتاح .
نظر اليها پصدمه من معرفتها بالموضوع .... هل يظهر عليه اعجابه و ظل ينظر اليها لتبتسم وهى تقول
متخافش محدش اخد بالو غيرى ... يمكن لانى حفظاك كويس .... وفاهمه نظراتك ... جرب يا ابيه يمكن ربنا ينولك الى بتتمناه ويمكن لا بس على الاقل هتكون عرفت و ارتحت من كتر التفكير و الحيره
وقف وهو ينظر اليها بسعاده ... و ابتسم ابتسامه صغيره وقبل جبينها ثم قال
و الله و كبرتى يا توته .... سيبك منى انا عايزك تفكرى كويس فى موضوع إياد خدى وقتك وانا معاكى فى اى قرار ... ماشى
لتبتسم ابتسامه خجوله و اراحت راسها على كتفه وهى تقول
ربنا يخليك ليا ....... بس انا يهمنى رايك انت شايف ايه
ليقبل راسها بحنان ثم ابتعد عنها قليلا ونظر الى عينيها و قال
اياد راجل بجد وحقيقى و فيه كتر من أيهم وكفايه انه ضامنه و انا بثق فى أيهم جدا
اخفضت راسها و ابتسمت بخجل وهى تقول
هفكر كويس متقلقش... وهستخير ربنا كمان
ربت على وجنتها بحنان لتذهب الى غرفتها لياخذ نفس عميق وهو يفكر كيف يفاتح صديقه فى الامر و يحاول تخيل ماذا سيكون رأيه و موقف
حين عادو الى المنزل وقف أيهم امام أياد وقال بأندهاش
ايه يا ابنى الى انت عملته ده ... انت لسه شايف البنت امبارح النهارده تقرر تخطبها
ظل اياد ينظر اليه بصمد ثم اخذ نفس عميق و وضع يديه موضع خافقه وقال بحب
اول ما عينى شافتها حسيت ان قلبى خرج من مكانه و جرى عليها ... عنيها خطفتنى
كانت لين تستمع الى كلماته وهى تبتسم ببلاهه و كادت عيونها تخرج قلوب ليكمل اياد بصدق
انا عمرى ما حسيت كده يا أيهم و لا عمر بنت لفتت نظرى .. لكن فاتن عايز افضل جمبها عايز اكون انا سبب ضحكتها .. وانا بأيدى امسح دموعها ... عايزها وقت ما تخاف يكون حضنى هو امانها ... عايز ولادى تكون هى امهم
كان يستمع اليه وهو يفكر انه يود ان يكون كل ذلك لضى .. اذا هل هو يحب الان
اقتربت لين من اياد وهى تقول بسعاده
مبروك يا ايدو فاتن فعلا طيبه وعسوله خالص .. وانت ما شاء الله كئيب وهى هتفكك على الاخر
ليضرب اياد جانب راسها وهو يقول
انا كئيب يا شبر ونص .. بكره نشوف صاحب النصيب .. انا لازم احذره اول ما اشوفه
ليضحكا بصوت عالى ... وكان أيهم بعيد تماما عنهم وعن مزاحهم فهو كان ېقتله الفضول خاصه بعد كلمات إياد و ايضا جهله بسبب عدم قدومها الى البحر اليوم او محاوله اكتشاف حقيقته فهو شخصيه جذابه بطبعه واحاط نفسه بهاله مميزه تجعل اى فتاه لديها فضول الاقتراب إلا إذا كانت من النوع الذى يبحث عن شخص غنى ولم تجد عنده ما تريد فلن تحضر مجددا دلف الى غرفته وهو يفكر فى شعوره الذى وصفه اياد بالتفصيل دون ان يشعر وايضا فضوله تجاه ذلك الغموض الذى حولها وايضا عدم تذكره اين رأها من قبل .. وايضا قلقه من ان تكون من تلك النوعيه التى يكرهها عاشقى المال والنفوز
ضړب الحائط بقبضته بغيظ وجلس على اقرب كرسى يفكر عليه اذا ان يغير خطته هل عليه الان المواجهه بشخصيته الحقيقه ظل لوقت طويل يفكر فى الامر دون حتى ان ينتبه لإياد الذى دلف الى الغرفه و الان هو غارق فى النوم غادر الغرفه حتى لا يقلق إياد ... ووقف امام النافذه التي تطل على البحر يتذكر جلستهم سويا نظره عينيها دموعها وجهها الخالى من مساحيق التجميل وملابسها المحتشمه وخجلها الفطرى نفخ الهواء بضيق وهو يريدها قريبه منه لا يحتمل بعدها عنه بعد الان ... انه يحبها
الفصل السادس من بين خۏفها و هوسه
فى صباح اليوم التالى كان يقف بسيارته عند اول الطريق ينتظر ان يراها لقد قرر المواجهه صحيح ليس لديه خطه واضحه لتلك المواجهه الا انه لن يحتمل الصمت اكثر من ذلك وحين لمحها تسير بجانب الاستاذ عبد الحميد سار خلفهم بسيارته حتى وقف امام المدرسه التى