الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع

انت في الصفحة 36 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

خالتي
ختمت ليصله صوت نهنات مكتومة منها جعلته ينفي على الفور كي ينقذ المتبقي من عشقها له وقد بدا جليا له الان حجم غباءه حينما استخف بما فعله في المرة الاخيرة معها
اوعي تقولي الكلام دا مرة تانية يا أمنية دا انتي حبيبتي يا بت والغرام كله ازاي تظني فيا كدة بس بقولك ايه انا لازم اقابلك عشان اصالحك بجد أجيلك البيت النهاردة مع أمي ولا اعزمك برا في احلى كازينو ع الكورنيش
مسحت بطرف ابهامها أثر الدموع من وجنتيها لترفض عرضه الكريم بثبات ادهشه 
للأسف أنا مش فاضية النهاردة عندنا خروجة انا واخواتي وامي اصلنا معزومين على الغدا عند نسايبنا الجداد في بيت جوز اختي واهله.
اسم الله على جوز اختك واهله.
صاح بها متناسيا منهجه الجديد معها وقد استفزته بقوله وكأنها قاصدة كشفه ليتابع بوقاحة ليست غريبة عن خصاله المعروفة
جوز مين يا بت ال...... بتتسرمحي على كيفك ولا اكن ليكي خطيب تشاوريه وعايزة تروحي بيت رجالة غريبة وتاكلي وتشربي معاهم يا كمان
هتفت بعدم تقبل لكل ما تلفظ به
خلي بالك من كلامك يا ابراهيم انا مش رايحة عند ناس غريبة بقولك نسايبنا الجداد وجوز اختيي يعني خلاص بقى واحد من العيلة دا الجديد ولازم كلنا نتقبله.
كلماتها المقصودة بلغة التحدي تجعله يود القفز من محله ليفتك بها ولكنه لا يصح له الان فعل ذلك فالعصفورة قد نبت لها أنياب بعد أن كان خبيرا في قص أجنحتها وضمان ولائها له ونسي أن كثرة الضغط يولد الانفجار وهذا ما يحدث الان.
حمحم يخشن من صوته ليتراجع عن رفضه قائلا بمهادنة
انا مش هحاسبك على عصبيتك ولا غلطك معايا دلوقتي يا أمنية عشان مقدر زعلك مني ومعلش بقى هاجي على نفسي المرة دي ومش هدقق اخرجي يا ستي وانبسطي وبعدها يبقى لينا كلام تاني.
كتر خيرك.
قالتها ساخرة قبل أن تنهي المكالمة وتعود بجذعها للفراش واضعة رأسها على ذراعها الذي مددته كوسادة لټغرق في تفكيرها وتحليل موقفه المتراجع منذ قليل حينما واجهته بخطئه ثم مقارنة ذلك بأفعاله السابقة معها بعيدا عن العاطفة العمياء وكأن عقلها أصبح اخيرا يعمل.
جاحظ العينين وجهه المظلم كاللون السترة الرمادية التي يرتديها لا يستوعب ما اردف به زميل عمله وصديقه منذ سنوات عديدة ليهدر به متسائلا بخطړ
بتقول إيه يا حمدي انت واخد بالك من اللي بتهلفط بيه
رد الاخير بعتب يغلف نبرته
اهلفط دا ايه بس يا شادي هو انت شايفني عيل صغير قدامك انا بقولك ع اللي حصل....
إيه هو اللي حصل 
صاح بها كالمچنون يقاطعه بشراسة مخيفة
الكلام دا ينقال على أي حد في الدنيا إلا صبا انا لا يمكن هقبل بحد يمس طرفها الناس كلها في كوم وصبا في كوم تاني فاهم ولا لأ
ارتد حمدي برأسه للخلف پخوف غريزي زحف لقلبه رغم علمه بسلامة موقفه ليردف بدافعية
بس انا مغلطتش فيها شادي انا بقولك ع اللي حصل واتنشر على صفحات النت وبقى ترند عشان اسم عدي عزام البنت اية في الجمال والأدب وانا اشهد بكدة...
ردد خلفه يضيف بانفعال
وكل اللي في الفندق من عاملين ونزلا يشهدوا بكدة الناس اللي ماشية في الشارع والعيل اللي مولود من بطن امه يشهد بكدة انا عايزة اعرف مين اللي طلع الاشاعة دي عشان اروح اقتله واشرب من دمه.
لوح حمدي بكف يده بغرض التريث وقد تأكد الان بصدق إحساسه في أن صديقه غارقا في عشق الفاتنة الصغيرة وتكلم بهدوء حتى يمتص غضبه
براحة بس براحة انا معاك ومقدر والله انفعالك الاشاعة مالية الدنيا ومحدش عارف مين اللي طلعها ابن حرام ولا بنت حرام المهم ان صبا سابت الشغل وقدمت استقالتها من الفندق كله....
للمرة الثانية يقاطعه بعقل على وشك الانفجار
انت بتقول إيه يعني هي فعلا سابت الشغل وانت ازاي تقبل باستقالتها يا حمدي صبا لازم ترجع وتواجه الكل انا أكتر واحد عارف ببرائتها انا هقف جمبها واللي ېجرحها بنظرة هخزأ عنيه الاتنين.
اومأ له حمدي يهز رأسه وبمهادنة يخاطبه
تمام يا سيدي والله انا فاهمك بس انا ايه في إيدي دي رمت الطلب على سطح المكتب قدامي وخرجت تروح من غير انتظار الرد ولا حتى عشان امضيلها عليها.
تمتم يحدث نفسه بجزع متسائلا
يعني هي دلوقتي روحت طب ووالدها لو عرف دا ممكن ېقتلها....... وانا لا يمكن اسكت.
تفوه بالآخيرة ليستدير مغادرا بخطواته السريعة بدون استئذان ولا عابئا بقلق صديقه وندائه عليه
طب انت رايح فين دلوقتي وسايب الشغل يا شادي يا شادي
بملابس العمل التي عادت بها كما خرجت كانت متكومة على الفراش تبكي مصيبتها بصمت الهمزات واللمزات التي كانت تدور خلفها وأينما تسير نظرات خبيثة تمشطها بشكل جارح هي لم تفعل شيء خاطئ لتستحق ذلك هي التي تحافظ على اسم والدها اكثر من الحفاظ على روحها والتي قد تضحي بها إذا لزم الامر فداءا له كيف سيكون وضعه إذا علم بهذا الافتراء على ابنته وكيف هي ستواجه وتدافع عن نفسها في شيء لم تفعله ليتها ماټت قبل أن يأتي هذا اليوم ليتها قبلت بما قبلت به شقيقاتها ولټدفن احلامها وكل هذه الخيلات الغبية لتعي جيدا بوضعها في هذا العالم القاسې الذي لا يرحم ولا يتوانى عن الخوض في الشرف والعرض. 
انتي لسة نايمة يا صبا
تفوهت بها زبيدة وهي ټقتحم الغرفة تضغط على القابس الكهربائي لتشعل زر الإضاءة وتابعت بخطواتها نحو الفراش حاملة بيدها كوب لمشروب ساخن مرددة
جومي يا بتي اشربي كوباية الاعشاب دي وهي سخنة عشان بطنك تخف.
قالتها زبيدة بناءا على الحجة التي اخبرتها بها ابنتها فور عودتها من العمل مبكرا عن أي يوم والتي حاولت اسفل الغطاء تجفيف دمعاتها جيدا قبل أن تعتدل لتتناوله منها غير قادرة على التفوه بكلمة.
تمعنت زبيدة بها النظر لتعلق بارتياب
هو انتي كنتي پتبكي ولا ايه لدرجادي انتي موجوعة يا بتي طب ما نطلبلك دكتور يشوفك ولا اروح بيكي المستشفى......
قاطعتها صبا سريعا
يامة انا هخف من غير ما اروح لدكتور بس انتي سيبيني اريح دلوك الله يخليكي.
تراجعت زبيدة قائلة باستسلام تنفيذا لرغبتها
طيب يا بتي مع اني مش مستريحة لمنظرك ده دا انتي حتى مغيرتيش هدمتك اللي رجعتي بيها 
اومأت بمهادنة حتى تنهي الجدال
حاضر هجوم واغير دلوك ان شاء الله بعد ما اشرب الاعشاب اللي سوتيها روحي انتي شوفي وراكي إيه متربطيش نفسك بيا.
زفرت مذعنة لطلبها على مضض ولكن وقبل أن تصل لباب الغرفة الټفت مرة أخرى على نداءها
هو ابويا لسة في الشغل يامة
ردت زبيدة وهي تضع يدها على عتلة الباب قبل فتحه
لا ما هو جاي بدري النهاردة اصل خواتك الولاد اتصلوا بيه وجالوا انهم ركبوا ع الفجر ونازلين سبحان الله جاين كدة فجأة ومن غير ميعاد كمان يتحسدوا.
قالتها بعفوية وخرجت من الغرفة تاركة صبا تردد بقلب يرتجف
حجازي وفراج نازلين كمان كملت يا صبا كملت يا بت
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 44 صفحات