الخميس 12 ديسمبر 2024

وبها، متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الثالث

انت في الصفحة 8 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

شوفتش حاجة. 
تبسمت بانتعاش وهي تفرد نفسها لتخفف الحصار عنها وقالت ملطفة بعض الشيء وهي تتلاعب بخصلات شعرها الحريري الغزير
انا يمكن اكون شقية ودي حاجة متعبنيش على فكرة مش احسن ما ابقى خام وساعتها أي حد ممكن يضحك عليا بكلمتين ويستغلني ساعتها مين هيعوضني خسارتي بقى وانا واحدة وحدانيه ومليش ضهر اتسند عليه لا ليا أب يدلعني ويصرف عليا ولا جار يشيل ويغطي عليا في الشغل. 
مقصدها الاخير كان جليا بقوة لتفهمه مودة فتطرق رأسها بحزن وقد لامست كلمات الأخرى الجزء الموجع لها دائما وهو الوحدة وغياب الأهل وقلة الحظ أيضا فخرج صوتها بضعف
ما خلاص يا ميرنا هو انتي لازم تفكريني بوكستي. 
اخفت الأخيرة ابتهاجها لترسم الجدية وقد وصلت لنقطة جيدة معها فقالت بانفعال تدعيه
افهمي بقى هو انا لو قصدي اقلب عليكي المواجع هقولك ان انا زيك فكي كدة يا بت وبطلي انا جاية اساسا عشان اصالحك رغم عتبي عليكي برضوا. 
ابتسمت مودة بضعف ودون رد فتابعت بتحفيزها يالا بقى خلينا في المهم قبضتي مرتبك ولا لسة
هذه المرة اشرق وجهها بابتسامة حقيقية بفرح وحماس تجيبها
ايوة قبضت المرتب حلو اوي وهقدر اجيب منه حاجات كتير.
الف مبروك يا ستي وتتهني بيهم
قالتها ميرنا بابتسامة واسعة لتردف
لو لسة باقية ع الاتفاق انا مستعدة من بكرة او النهاردة حتى اتسوق معاكي واجيبلك كل اللي يليق عليكي ويخليكي قمر
توقف بسيارته ليترجل منها عائدا من عمله بهيبة اكتسبها بحكم وظيفته وحسن أخلاقه قبلها يسير برزانة متخذا طريقه نحو مدخل البناية التي يقطن بها مع عائلته وقد تأخر اليوم بدون قصد منه وذلك لاجتماعه الهام مع رئيسه لفت نظره فجأة بعض وجوه المارة وبعض الشباب الواقفين حتى حارس البناية رؤسهم للأعلى في اتجاه شرفتهم غلت الډماء برأسه برؤيته للسبب المؤدي لذلك وهذه المچنونة الشقراء تتشمم حزمة من الورود بيدها بانتشاء جعلها غير منتبهة لهذه الثورة بالأسفل ومشهدها يبدو كلوحة فنية ابدع في صنعها فنان مخضرم زفر حانقا ليتحمحم فخرج صوته بزمجرة شرسة أجفلت الحارس ليخفض رأسه ملوحا له باحترام فظل هو على نظرته الخطړة يحدج الرجل بها حتى تخطاه ليدلف داخل المبنى ويختفي داخل المصعد فيلتقط الرجل أنفاسه اخيرا متمتما بالحمد انها مرت على خير.
فتح بمفتاحه ليلج داخل المنزل وبخطواته الواسعة اتخذ طريقه نحو الشرفة وبغضبه يقتحمها لتشهق رؤى التي كانت جالسة على عقبيها تتأمل أحد الزهور النادرة وقد فاجئها الظل الطويل لتجفل منتفضة حتى انكسر واحد اخر خلفها مع ارتدادها للخلف أسفل أقدام لينا لتهتف بزعر
يا نهار أبيض دا القصرية انكسرت. 
خرج صوت رؤى بارتعاش وقد اصابها الجزع لتسببها عن غير قصد في ټحطم هذا الشيء الثمين
أنا أسفة والله مكنتش اقصد.
زفر أمين يجلس على عقبية ليلملم المكسور وينقذ النبتة بزهورها مرددا
متتأسفيش يا رؤى الغلط كان مني أنا .
غلط ايه
هتف بها حسن وقد أتى على صوت التهشيم بصحبة أنيسة التي ضمتها على الفور إليها فتولت لينا الإجابة بانفعالها المعتاد
الباشا طب علينا زي العفريت من غير احم ولا دستور خض البنت فوقعت القصرية وراها.
انتي تستكي خالص عشان انتي السبب في كل اللي حصل.
صدرت منه بعصبية وهو يضع النبتة بطينها داخل احد الاصايص الفارغة فصاحت به معترضة
وانا السبب ليه بقى ان شاء الله
عشان وقفتك في البلكونة لمېتي علينا الشارع كله بيتفرجوا ع الأجنبية الحلوة التي بتشم الورد ومستكنيصة بريحته في بيت الظابط وآخوه المهندس.
قالها سريعا فلم ينتبه لما سقط منه في الوسط دون أن ينتبه بأنه غازلها دون أن يدري اخفت أنيسة ابتسامتها وخرج صوت لينا بارتباك رغم عنادها المعتاد
انا مخدتش بالي م اللي انت بتقوله بس حتى لو كان يعني دا ميدكش الحق انك تخضنا كدة.
تحرك فمه بنية أن يرد ولكن حسن كان الأسبق
خلاص يا جماعة حصل خير انسو كل حاجة يالا بقى نكمل قعدتنا تعالي انتي متخفيش.
تفوه بالأخيرة نحو رؤى ليقبلها بحنو أعلى رأسها مخففا عنها قبل ان تذهب مع أنيسة وتلحق بهم لينا التى رمقته بغيظ كعادتها وهو لم يقصر في مبادلتها الفعل.
حتى خلت الشرفة على الشقيقان ليحدجه حسن بقرف قائلا
روح شطف نفسك من الطين اللي بهدل هدومك وتعالى حصلنا. 
اومأ برأسه ينفض كفيه سائلا
والدتك فين يعني مشوفتهاش لا هي ولا شهد.
والدتي مختلية مع شهد في أؤضتها خلص انت بس .
قالها حسن واستدار ليغادر ولكن الأخر أوقفه بأن امسكه من يده ليسأله بفضول
هي الست أنيسة جابت ايه النهاردة م الحلويات اللي بتعملها
نظر حسن ليده وطرف الكم الذي لوثه الاخر بالطين ليصيح به ناهرا بحنق
ېخرب بيتك .
وفي غرفتها وقد كانت مختلية بها في حديث مشبع بالذكريات الجميلة حتى أنهم لم ينتبهوا لكل ما حدث في الخارج.
وقد كانت جالسة على طرف الفراش بجوارها تضع الصندوق الخشبي بحجرها وتخرج منه الأشياء الثمينة والتي لا تقدر بثمن في عرفها.
شايفة يا شهد اهي دي بقى صورتنا في يوم الفرح ودا المنديل بتاع كتب الكتاب.
ضحكت شهد وهي تتأمل المنديل الأبيض بتطريزه القديم لتردد باندهاش
يا نهار أبيض دا ازاي فضل معاكي لحد دلوقتي
المحافظة عليه يا حبيبتي وعلى كل حاجة بحبها دا أنا أي حاجة من ريحة الغالي احفظها في عيوني مش بس في الصندوق. 
قالتها مجيدة باعتزاز جعل شهد تطالعها بتأثر قبل أن تتنبه جيدا على الصورة القديمة لتتمتم
دا جوزك الله يرحمه فيه شبه كتير من حسن دلوقتي وانتي كنتي امورة أوي وانتي صغيرة. 
اه يا حبيبتي كنت سفيفة ورفيعة قبل ما الزمن يتدحدر بيا واخلف جوز الحلاليف ولادي
ضحكت شهد من قلبها والسبب خفة دم مجيدة المرأة المتواضعة والتي تتحدث بعفوية دون تفكير أو جهد في المزاح ترفع الحواجز بتباسطها دون تكلف وكأن ما يجمعها معها هو العديد من السنوات وليس شهور قليلة فردت متغزلة 
بس انتي لساكي زي القمر برضوا طب يارب انا لما اوصل سنك أبقى في حلاوتك كدة.
هتبقي أحلى كمان دا انتي قمر اساسا يا شهودة.
قالتها مجيدة وهي تخرج الصورة الأخرى وقد كانت عائلية تجمعها بزوجها وابنيها الاثنان تطلعت بها شهد بتركيز فهذه أول مرة ترى فيها صورة حسن وهو صغير دغدغة جميلة شعرت بها لينتابها فضول شديد لمعرفة المزيد عنه في هذه الفترة هل كان شقيا كبقية الأطفال أم عاقلا كشخصيته الان ولكنه كان بريئا بشدة هذا ما تخبرها به هذه الملامح الدقيقة الوسيمة.
استدركت أنها قد أطالت بتأملها ومجيدة لم تنبهها أو تقاطعها بل كانت تحدق بها صامتة فخرج صوتها بارتباك
انتي ست جميلة وو عيلتك كمان جميلة زيك....... أكيد جوزك كان محظوظ بيكي.
لم ترد بل ظلت تطالعها بصمت عدة لحظات لتزيد من توترها قبل أن تقول
انتي عارفة يا شهد انا ليه ندهتك واستفردت بيكي بعيد عن الكل هنا في اؤضتي عشان افرجك كمان ع الصور وصندوق الذكريات بتاعي
اهتزت رأسها

انت في الصفحة 8 من 44 صفحات