انا لها شمس بقلم روز امين ج٣
واقفة بعدما وضعت الاكياس المحملة بهداياها جانبا لتقول وهي تحث نوارة على النهوض
قومي معايا يا نوارة علشان نغرف الأكل
نطق عزيز وهو يحث صغيرتيه إحداهما البالغة من العمر عشرة أعواما والأخرى ثمانية أعوام على مساعدة جدتهما وزوجة عمهما
قومي يا چودي إنت وسما هاتوا الطبلية وإملوا شفاشق الماية وهاتوها
أغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا باستمتاع بتلك الروائح العطرة حيث اختلطت روائح الزهور والنباتات العطرية التي يهتم علام برعايتها لتنطق بعدما فتحت عينيها وهي تسير بجانبه تتفقد الزهور
نطق سريعا بنبرة حماسية
شوفتيمكنش عاجب البيه جوزك
نطقت باستهجان
معقولةدي ريحته تهوس
أسرعت بيسان لتهتف إلى إيثار بصوت
مترجي
أنطي إيثارخلي يوسف يرد عليا
تطلعت لذاك الجالس فوق الأرجوحة مربعا ذراعيه ويهز ساقيه بحدة تنم عن مدى غضبه لتسألها باهتمام
رفعت الصغيرة كتفيها لتنطق
علشان إتكلمت مع شادي اللي معانا في تمرين السباحة
ابتسمت ليشير لها علام قائلا
روحي حلى مشكلة الشرق الأوسط بعيد عني علشان مصدعوربنا معاك
ضحكت لتمسك كف الصغيرة وتتجه صوب نجلها وهي تقول
مزعل بيسان منك ليه يا چو
نطق الصغير متذمرا بملامح وجه مستاءة
مطت الصغيرة شفتيها ببؤس لتسأله إيثار
ليه كل الزعل ده
نطق بقوة وهو يرمقها بنظرات عاتبة
علشان قولت لها قبل كده مش تتكلمي مع السخيف اللي إسمه شادي وهي مش سمعت كلامي
خلاص يا چومش هكلمه تاني نطقتها متأثرة بعينين واعدة ليسألها بتوجس
وعد يا بيسان
تعالي نلعب عند حوض الورد بتاعي
ضحكت إيثار لتنظر باتجاه علام فوجدته يتحدث مع فؤاد الذي خرج للتو
حضرتك عامل إنجاز في الجنينة يا باشا
تطلع على نجله ليرفع حاجبه وينطق متباهيا
الإنجاز الحقيقي إنت اللي عملته يا سيادة المستشار
واسترسل قاصدا توأمه
أما من أول جولة بتجيب جونين أومال هتعمل إيه في باقي الجولات يا باشا
رفع قامته ليعدل من ياقة قميصه قبل أن ينطق بتفاخر مصطنع
هو أنا مش قولت لجنابك إني هبهرك
وقد كان معاليك نطق بها علام سريعا لتنطلق ضحكاتهما التي وصلت حد القهقهة لتسأل تلك التي أقبلت عليهما
ممكن تضحكوني معاكم
جوزك عندك إبقي إسأليه
ألقى من يده رشاش المياه لتسأله بعدما رأته يستعد للإنسحاب
رايح فين يا بابا
هطلع أغير هدومي علشان تراب الزرع وهنزل تاني قالها وانسحب لتتطلع على حبيبها الذي بدأ يسير بجانبها
مش هتقول لي كنتوا بتضحكوا على إيه!
نطق بما أثار فضولها
تؤكلام رجالة عيب تسمعيه
مطت شفتيها ببؤس مطصنع لتنطق بإلحاح
وحياتي تقول لي نفسي أعرف حوارات الرجالة
اتسعت عينيه ليقول بذهول
أخلاقك إتغيرت خالص يا إيثاربقيتي بجحة يا بابا
لكزته في صدره ليهمس بجانب أذنها
ما هو ده المكان المناسب للكلام في المواضيع دي
قطبت جبينها تسأله
قصدك إيه!
قال كلماته وهو يسحبها لتفلت يدها من يده وهي تقول بنبرة خجولة
فؤادأنا عاوزة أكل حاجة
توقف لينطق سريعا
عيوني يا باباشوفي عاوزة تاكلي إيه وأنا أخليهم يجهزوها لك في المطبخ حالا
تحدثت وهي تبتلع لعابها بتلبك
الحاجة اللي نفسي فيها مينفعش يجهزوها في المطبخ
ضيق بين عينيه لتنطق بتردد
أنا نفسي في الفسيخ والملوحة قوي
نعم! قالها بذهول لينطق سريعا
على چثتي عيالي ياكلوا القرف ده
نطقت وهي ترمقه بازدراء
قرفبقى الفسيخ قرف!
نطق بجدية ترجع أسبابها لخوفه الشديد على صحة جنينيه
إيثار متهزريشالحاجات دي مش صحية وأنا مستحيل أخاطر بصحة ولادي وبقائهم شوفي أي حاجة غيره إن شالله يكون لبن العصفور
سألته بعينين تطلق سهاما ڼارية
ده اخر كلام عندك
أجابها بجدية
ومعنديش غيره
طيب يا فؤاد قالتها وهي تكز على أسنانها لتنطلق مهرولة باتجاه باب المنزل الداخلي لينطق مناديا عليها
إيثارطب إرجعي نتفاهم
رأها تدخل من البوابة لتختفي خلفها وينتهى الأمل لينطق وهو يشير لغرفة الچاكوزي
طب والچاكوزي يا حبيبي
وضع كفيه داخل جيباي بنطاله لينطق وهو يهز رأسه باحباط
كدة السهرة اتضربت وبسبب سمكة معفنة
داخل الحجز الخاص بقسم الشرطة المتواجد داخل المركز
كان يدور حول حاله كالثور الهائج بعدما علم بما حدث لأنجاله الثلاث على يد عائلة ناصففغدا سيترحل على القاهرة لبدأ التحقيق معه في النيابة العامة استعدادا لمحاكمته عن طريق القضاء العاليلم يستوعب الخبر بعد أيعقل ما حدث لأبنائه وثروته الطائلة التي عاش حياته يسعى ويلهث لجمعها من أي جهة كانت حلالا أو حرامكلما تخيل مشهد طرد انجاله من البلدة بمنتهى الإهانة يفور دمه داخل عروقه لتنفر بشدة جعلت من يراه يتيقن أنه على وشك إصابته بجلطة دماغية اتية لا محال هو من كان يجبر البشر على الرحيل وكم من أسر تشردت على يده هو ونجله طلعت واليوم عليه تسديد ديونه لكنه لم يقبل بحكم الله وقدره فقد ثار وهاج وصاح بكامل صوته يسب ويلعن عائلة ناصف وبالكاد كظم غيظه بعدما تعرض للإهانة اللفظية على يد العسكري الذي كان يعظم له بالماضي كلما حضر إلى القسم ليعطي له عدة ورقات مالية كهبة منه ليسددوا له الخدمات ويقدموا الإحترام والتعظيم والولاء كي يرضي غروره وكبرياءهالأن اصبح مجردا من المال الذي كان يجعل له قيمة بين البشر ليتحول بدونه إلى نكرة إمعة يهينه كل من هب ودب من رواد الحجزإقترب من أحد الرجال الذي يملك هاتفا يؤجره للمساجين وتحدث بجدية
عاوز أعمل تليفون
رد الرجل وهو يتطلع عليه باشمئزاز
مكنش ينعزإنت راجل مفلس والشحن ده بيجيني بالشئ الفلاني
نطق بثقة بعدما قرر أن يهاتف مهرب الأثار كي يبعث له بقوة ټقتحم سيارة الشرطة التي ستقله غدا إلى القاهرة وتساعده على الهرب ومقابل هذا سيهبه مقپرة فرعونية يلهث حولها كل من يعمل بهذا المجال وهو الوحيد
الذي عثر على مقرها ويحتفظ به لحاله
هتصل بناس مهمة علشان يساعدوني أخرج وساعتها هغرقك فلوس
سال لعاب الرجل ليخرج الهاتف سريعا ويناوله إياه متأملا في الحصول على رزمة من أموال ذاك الثري الطائلة أخذ الهاتف وخبأه داخل ملابسه وانتظر حتى تأخر الليل وغفى الجميعتحرك إلى الحمام ليتحرك خلفه رجلا ضخم البنية الجسدية كان يراقبه عن كثب وقبل أن يضغط على زر الهاتف كان الرجل مكمما فمه
بقوة ليقوم بالتخلص منه ثم مال على أذنه ليهمس پشماتة
الست أزهار مرات المرحوم هارون بيه بعتالك التحية ديوبتقول لك السلام أمانة لهارون بيه
جحظت عينيه لتنزل دموعه وهو ينظر أمامه بعدم استيعاب لما جرى ليرتمي فوق الأرض ويلفظ أنفاسه الأخيرة لتكون نهايته من داخل أحد مراحيض السجون المليئة بالحشرات والقا ذورات