انا لها شمس بقلم روز امين ج٢
راجل في أوضة مراته يا فريال!
آسفة يا بابا خاني التعبير ...قالتها بصوت محبط وهي تنظر للأسفل أما سميحة فحالها أصبح حال فقد أتت متحمسة بعد إستدعاء فريال لها وإعطائها أملا لتكتشف اليوم أنه كان زائفا وتحول من جديد لسراب
استمع الجميع لصوت بكاء الصغير الاتي من الخارج وأيضا صوت عزة وهي تهدهده وتحاول إلهائه استدعاها علام لتلج إليهم ليسألها عن سبب بكائه وهو ينظر للصغير بحنان فهو منذ أن حضر للقصر قد ملأه مرحا وسعادة ترجع لقبول قد وضعه الله في قلب كل من يراه أجابته بهدوء
ومستنية إيه ما طلعيه عندها...جملة حادة نطقت بها فريال لتجيبها تلك الثرثارة التي انفتحت بالحديث كعادتها
مينفعش يا هانم سيادة المستشار منبه عليا محدش يطلع يصحيهم وقالي إحنا هنصحى بمزاجنا أصل سعادته أخد أجازة النهاردة ويمكن ياخد باقي الأسبوع كمان
لتسترسل بسعادة ظهرت جليا بصوتها وفوق ملامحها
هتفت متذكرة وهي تنظر إلى عصمت
إلا بالحق يا دكتورة هو أحنا مش هنعمل فطار يليق بالعرسان
ابسمت عصمت لتتابع الاخرى بثرثرة ليست بجديدة عليها
اصل سألت الست سعاد وقالت لي هبقى أسأل الدكتورة ولحد الوقت مردتش عليا
تنفست براحة لتجيبها بحبور ظهر بصوتها
إدخلي المطبخ وإعملي كل اللي تشوفيه مناسب والبنات معاك هيساعدوكي ولو محتاجة حاجة من برة خلي سعاد تطلبها لك
خدي لي أجازة عارضة من الشؤون يا ماجد
واستطردت وهي تنظر لزوجها الضاحك
ميصحش أسيب العرسان في يوم زي ده
أجابها باحترام
تحت أمرك يا دكتورة
وتابع هامسا بعدما مال على أذن زوجته
أهو أخوك بنفسه حسم لك الأمر إهدي بقى وتقبلي الوضع وبلاش تنكشي في مواضيع ممكن تفسد علاقتك باخوك
تحدث علام وهو يشير للصغير الذي توقف عن البكاء إثر هدهدت عزة له
تعالى يا يوسف إقعد على حجري علشان تفطر معايا
نطق بصوت خاڤت
ميرسي أنا أكلت مع عزة
أنا أكلته يا باشا هخرجه يلعب شوية في الجنينة على ما مامته تصحى...قالتها عزة لتنسحب الصغيرة من المقعد المجاور لأبيها وهي تستأذن من والدتها
أوك يا بيسان...نطقتها بهدوء لتلتفت إلى عزة وهي تقول بتوصية
خلي بالك منها يا
عزة وإوعوا يروحوا ناحية البيسين
حاضر يا مدام...تحركت عزة بالصغار لتهب سميحة من مقعدها وهي تقول باقتضاب
بعد إذنكم
سألها علام بحنو
رايحة فين يا سميحة إنت ما أكلتيش حاجة لسه
مليش نفس يا عمو...قالتها وانسحبت للخارج لتتطلع عصمت لإبنتها بنظرات لائمة لما فعلته بإبنة عمها ليهمس زوجها بنبرة لائمة
شعرت بالخزي لتقف بهدوء وهي تقول
هروح أشوف سو
صعدت لغرفة الضيوف وجدت إبنة عمها تبكي بغزارة جلست بجوارها لتهتف الاخرى بنبرة حانقة ودموعها تنهمر بغزارة
أنا عاوزة أعرف أنا فيا إيه مش عاجبه علشان يسيبني مرتين أول مرة فضل عليا نجلا وإتجوزها وفي الاخر طلعت ڼصابة وكانت هتوديه في ستين داهية والمرة دي فضل عليا واحدة مطلقة وعندها ولد ومستواها المادي لا يشرف عيلتنا ولا يناسبه
تحدثت الأخرى بهدوء
ممكن تهدي
أهدى إزاي يا فيري وفؤاد كل مرة بيتعمد يهيني...قالتها بصړيخ لتتابع بمرارة
فؤاد مش غبي علشان مياخدش باله من إني بحبه
ردت فريال على حديثها باستسلام
مشكلة فؤاد إن طول عمره شايفك أخته الصغيرة
هتفت الاخرى بعيناي لائمة
ولما أنت شايفة كده وعارفة إنه بيحبها كلمتيني وأدتيني أمل ليه يا فيري! ما أنا كنت بعيدة وبحاول أنساه وأشغل نفسي بالماجستير وشغلي
ابتلعت لعابها لتنطق بكلمات تعلم من داخلها عدم صحتها لكنها مصرة على إبعادها عنه من شدة ارتيابها على شقيقها الغالي
صدقيني فؤاد مش بيحبها
واسترسلت بحديث هرائي
تلاقيه كان رايح يتكلم معاها في موضوع ونعس ونام عندها
إنت مصدقة نفسك يا فريال!...سؤالا وجهته لها سميحة باستياء لتتابع باستسلام وهي تنهض
أنا لازم أمشي قبل ما فؤاد يصحي مش لازم يشوفني وأنا بالضعف ده
جذبت يدها للاسفل لتحثها على الجلوس وهي تقول
هتمشي تروحي فين إنت لازم تبقي أقوى من كدة عاوزة تنسحبي من أول جولة صدقيني هتلاقيها هي اللي رامية نفسها عليه علشان تكمل خطتها
هتفت باعتراض غاضب كي لا تدع حالها تتعلق بأمل ومن جديد يتحول إلى سراب
أخوك اللي رايح لها اوضتها يا فريال لو العكس كنت قولت لك جايز لكن فؤاد هو اللي بايت عندها وكمان أخد لها أجازة وده ملوش غير معنى واحد وهو إن فؤاد عاوزها بإرادته
طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم شوية...نظرت لها لتهتف متذكرة بنبرة عاتبة
تعالي هنا يا ست فيري إنت إزاي تخلي بيسان تختلط بالولد إبن السكرتيرة!
قطبت فريال جبينها لتتحدث باستغراب
وإيه المشكلة لما بنتي تلعب معاه على فكرة الولد متربي كويس جدا وطبعه هادي
رفعت حاجبها لتهتف باستنكار
يا سلام وهو علشان هادي تسيبي بنتك معاه الولد من بيئة غير بيئتنا يا فريال
أخذت فريال نفسا مطولا ثم تحدثت بقناعة وصدق
بصي يا سو موضوع الطبقات ده أنا مبعترفش بيه خالص بابا وماما ربونا على كده وأنا شايفة إن طالما الإنسان اللي قدامي متربي كويس معنديش مانع يبقى صديق مقرب مني
هزت الاخرى رأسها متعجبة لتنطق بسؤال منطقي
إنت غريبة قوي طب لما هو ده تفكيرك إيه وجه إعتراضك على إيثار!
وكأنها تحولت لقطة شرسة تخربش بأظافرها الحادة كل من يقترب من صغارها لتنطق بحدة ظهرت بعينيها قبل صوتها
الموضوع هنا مختلف يا سو الموضوع هنا يعني أمان اخويا وسعادته وأنا لا يمكن هسمح لأي حد يقرب منه على سبيل التجربة يعني يا طلعت بنت حلال وكويسة يا طلعت نسخة مكررة من الحقېرة نجلا وتكرر مأساة أخويا تاني
واستطردت
بعقدة داخلية تكونت نتيجة حبها الشديد لشقيقها وهلعها من تكرار تجربته المريرة التي عاشتها معه بكل جوارحها وأثرت بداخلها
علشان كده فؤاد لازم يتجوز حد نعرفه كويس والحد ده هو إنت بالذات يا سو علشان إنت اكتر حد مناسب لفؤاد بنت عمنا وعارفين أصلك وفصلك وعندك الفلوس اللي تخليكي ما تطمعيش ولا تفكري تخوني فؤاد وفوق كل ده إنت بتحبيه وأكيد هتسعديه بكل الطرق
باتت تحاول إقناعها لتبقى ويكملا تخطيتهما المفيد لكلتاهما
أما بالاسفل فكان علام يتناول القهوة بصحبة زوجته التي لم تسعها الفرحة تنهدت وهي تقول بانتشاء
يا يا علام متتصورش فرحتي قد إيه النهاردة
أبتسم وربت على كفها بحنان لينطق بحب
ربنا يكمل فرحتك على خير يا حبيبتي ونسمع خبر يفرح قلوبنا قريب
هتفت بقلب يتراقص من شدة سعادته
يارب يا علام يارب البنت كويسة جدا وهادية وماشاء الله على تربيتها لإبنها يعني إن شاءلله هتكون أم هايلة وتليق بإنها تربي أولاد فؤاد علام
وإنت بردوا هتسبيها تربي حفيدك يا دكتورة!... نطقها ليطلق ضحكة مدوية توحي لمدى سعادته لتبتسم وهي تجيبه بملاطفة
مش هضحك عليك وأقول لك إني هسيب لها حرية تربيته بالكامل
واسترسلت بمشاكسة
بس ممكن أخليها تشاركني فيها
إطلقا ضحكاتهم السعيدة واكملا الحديث
لتغفو ويصحو على أجمل إبتسامة وضع أنامله يزيح بها خصلات شعرها ليرى كامل ملامحها ويسعد قلبه شعرت بحركة فوق وجنتها فحركت أهدابها تحاول فتحهما لتغمضهم من جديد وعلى