الأربعاء 25 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلم روز امين ج١

انت في الصفحة 2 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

اتشقلب في المركز وطلع بالفراولة مع إنه مش أوانها وكل ده علشان خاطر عيون مدلل عيلة البنهاوي
واستطرد بنبرة عاتبة 
مع إني قايل لها إن نفسي في الكوارع ليا شهر ولا عبرتني
تحدثت بابتسامة باردة لامرأة لا تمتلك قلب
نسيت يا سي طلعتإيههتعلق لي المشانق!
العفو يا ستهم ماعاش ولا كان اللي يقدر يحاسب ست البلد والمركز كله رفعت قامتها بخيلاء ليتحدث نصر قائلا 
عاوزك تتابعي مع عمرو في الموضوع إياه يا إجلال 
بابتسامة شامتة حولت بصرها لتلك الجالسة بجوار زوجها لتتحدث بذات مغزى 
متقلقش يا سيادة النايب مسافة شهر بالكتير وكل اللي أمرت بيه هيتنفذ
لتسترسل بغرور 
ما أنت عارف لما ستهم بتحط حاجة في

دماغها
طول عمرك
سدادة وبميت راجل يا بنت الحاج ناصف
ابتلعت ما في جوفها من طعام بصعوبة بالغة لاستشعارها أن هذا الحديث يخص غريمتها الحقېرة لتبتسم مروة زوجة الإبن الأصغر وهي تنظر عليها پشماتة مما جعل داخل الاخرى يشتعل لترمقها بازدراء انتهى الفطور وانسحبت النساء إلى المطبخ ليصنعن مشروب الشاي لوالداي ازواجهن وللجميع لتبدأ العاملات بجمع بقايا الطعام من فوق الطاولة وتنظيف المنزل
مقولتليش يا ست مروة كنتي بتضحكي على إيه وإحنا على الفطار سؤالا حادا وجهته لها لتقول الاخرى بذات مغزى مما زاد من اشتعالها 
على نفس السبب اللي خلى اللقمة وقفت في زورك وكنتي هتفطسي
بلاش تتلائمي عليا يا مروة إنت مش قد اذيتيأنا قرصتي والقپر نطقت جملتها بنبرة ټهديدية لتبتسم الاخرى مجيبة بتهكم 
مش هينفع تقرصيني يا سلفتي لايجوز شرعا قالت جملتها الاخيرة وهي تحرك عنقها لتهتز رأسها بطريقة ساخرة مع إطلاقها لضحكة استهزائية ليشتعل وجه الأخرى مما جعلها تهجم عليها بدون عقل وكادت أن تجذبها من تلابيبها لتكيل لها الضربات قبل أن تقف ياسمين زوجة طلعت حائلا بينهما لتقول پعنف 
ماتتلمي ياختي منك ليها إنتوا إتجننتوا هتضربوا بعض وحماكم ورجالتكم
قاعدين برة!
هتفت سمية وهي تحاول الفكاك من بين قبضتي ياسمين 
سبيني عليها المرة السو دي وأنا أعرفها مقامها صح
أفلتت ياسمين يداها لتهتف مشيرة إلى مروة 
شكلك ناوية على طلاقك النهاردة يا سلفتي وأدي مروة قدامك إعملي فيها ما بدالك علشان ستهم تيجي على حسك العالي وتطين عيشتك وبدل ما أنت خاېفة وقاعدة منتظرة البلا ليحصل تبقى سهلتي عليهم المهمة والبلا فعلا هيحصل بس وإنت قاعدة زي البيت الوقف في بيت أبوك
لتبتسم ساخرة مستطردة بذات مغزى 
ما أنت عارفة قانون نصر البنهاوي اللي تتجوز عيل من عيالة يحرم عليها صنف الرجالة من بعده وكأن اللي بيدخل عليها واحد منهم بتتوشم بوشمه اللي لا تقدر تمحيه حتى الڼار
ابتلعت ريقها بازدراء وتراجعت للخلف لتذهب الاخرى إلى الموقد وتبدأ بسكب المشروب داخل الكؤوس مسترسلة
أيوة كدة إعقلى
لتتحرك بالصنية وتناولها إياها بحدة قائلة 
خدي يا حبيبتي الشاي طلعيه برة
كان صدرها يعلو ويهبط بفضل شعورها العظيم بالڠضب حولت بصرها لترمق تلك المروة المبتسمة پشماتة قبل أن تتناول الصينية الممدودة متحركة للخارج پغضباتجهتياسمين بنظرها إلىمروة لتقول بنبرة حانقة
وإنت يا مروةمش هتبطلي كيد النسا اللي فيك ده
بررت الأخرى موقفها قائلة بتنصل 
وأنا كنت جيت جنبها ياياسمين ما اللي حصل كله كان على يدكدي واحدة مچنونة وعلى راسها بطحة
زفرت الأخرى لتهتف بحدة 
بلاش تستفزيها أحسن لك وإديكي قولتيها بنفسك واحدة مچنونة والجنان بيزيد عليها لما الموضوع يخص عمرووحكايته القديمةفياريت تخليك إنت الأعقل وبلاش تجري شكلها 
اكتفت مروة بنفس الابتسامة الساخرة لتنسحب إلى حوض المطبخ لتتابع جلي الصحون تحت ڠضب الاخرى من كلتا الغبيتان اللتان تعيشا معها بنفس المنزل
بالقاهرة الكبرى
إدخل 
فتح الباب لتظهر منه سيدة أنيقة ترتدي بذلة نسائية تدل على وقار تلك المرأة بعامها التاسع والخمسون ذات الشعر البني القصير المظهر التي وما أن رأها حتى ظهرت إبتسامة سعيدة على محياه لتتحدث هي بنبرة حنون
صباح الخير يا سيادة المستشار
ده إيه الشياكة دي كلها
أنا إبن دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي فطبيعي أكون شيك ومميز زيها نطقها باعتزاز لتضحك بسعادة قائلة 
طول عمرك شاطر في الكلام وبتعرف تغلب بيه اللي قدامك
نظر لها ليقول بثقة 
بس ده مش كلام يا ماما أنا حقيقي طول عمري فخور بيك وواخدك مثال وقدوة للست الناجحة من وجهة نظري
واستطرد بإطراء
ست بيت وزوجة وأم عظيمة وفي نفس الوقت أستاذة جامعية شاطرة قدرت توصل لإنها تكون من أكبر الاساتذة في مادة القانون الجنائي على مستوى جامعات الحقوق في مصر كلها
تنهدت بهدوء لتتحدث بتمنى 
فاضل لي أمنية واحدة وأكون حققت كل أحلامي يا فؤاد وإنت الوحيد اللي قادر تحققها لي 
ومع ذلك مستخسرها فيا زي ما تكون صعبان عليك راحة قلبي قالت كلماتها الأخيرة بكثيرا من التأثر والألم لينسحب من أمامها متجها صوب تلك المنضدة الجانبية جاذبا من فوقها حقيبة جلدية باللون الأسود تحتوي على أوراق هامة خاصة بعمله كنائب في النيابة العامة ليتحدث متهكما 
إبتدينا الوصلة الصباحية اللي مبتخلصش كنت عارف إن زيارتك لأوضتي مش مجرد زيارة عادية واللي توقعته حصل يا دكتورة
قالت بنبرة متأثرة 
بتلومني علشان خاېفة على مصلحتك يا فؤاد 
واستطردت بنظرات جالدة لذاته 
إمتى بقيت أناني كدة هو أنا مبصعبش عليك! 
طب بلاش أنا بباك اللي عاش عمرة كله يبني في إسمه وتاريخه ويجمع في ثروته وجيت إنت علشان تكمل مسيرته مش شايف إن من أبسط حقوقه يكون له إمتداد لإسمه!
هتف بحنق بعدما تحولت ملامحه لشرسة 
سبق وإتكلمنا في الموضوع ده وقولت لحضرتك إن موضوع الجواز
والخلفة شيلتهم من حساباتي نهائي كفاية عليا اللي شفته من تجربتي المرة اللي عيشتها
تعمق بمقلتيها ليستطرد لائما بملامح مكفهرة
ليه عوزاني أعيش نفس الأڈى تاني!
مش كل الستات زي كادت أن تكمل لولا تحركه السريع نحو الباب وهو يتحدث متمللا 
نفس الإسطوانة المشروخة بتاعت كل
يومياريت

توفري على نفسك وعليا الكلام وتسيبيني أتحرك علشان أشوف شغليوحضرتك كمان لازم تتحركي علشان تلحقي طلابك بدل ما تتأخري عليهم يا دكتورة
إهرب زي كل مرة هي عادتك ولا هتشتريها نطقت بها بحدة ليتابع هو مروره بالممر المؤدي للدرج دون تعليق بعد قليل ولج إلى غرفة الطعام وجد والده سيادة المستشار علام زين الدينأحد أعضاء هيئة المحكمة الدستورية العليامترأسا الطاولة تجاوره نجلتهفريالإبنة الثانية والثلاثون عامافقد إختار علام اسماء نجله وابنته تيمنا بأسماء ملوك مصر السابقين لكي يصبح شأنهم بأهمية اسمائهم يجاور فريال زوجهاماجد المعيد بكلية الحقوق ذاتها التي تعمل بها والدة زوجته ولقد تعرف عليها من خلال زياراتها المتكررة لوالدتها بعملها وأعجب بها وطلبها للزواج وكان شرط علام الوحيد للموافقة على تلك الزيجة هو مكوث ماجد معهما بالمنزل ويرجع هذا لحب وتعلق علام بنجليه يليهما بالجلوس إبنتهما بيسان ذات الاعوام الست ولديها أيضا طفل رضيع أطلقت عليه اسم فؤاد لتدخل السرور على قلب والديها اللذان حرما من حفيد لنجليهما الوحيد ليسرا به نظريهما
تحدث وهو يقترب من مقعده المجاور لوالده 
صباح الخير يا باشا
أجاب بوجه مقتضب كعادته يرجع لجديته في الحياة 
صباح الخير يا سيادة المستشار 
ألقي تحية الصباح على شقيقته وزوجها ليسأله علام بعدما رأي دخول عصمت وملامحها التي توحي بمدى ڠضبها 
مالكم على الصبح أصواتكم عالية ليه
مفيش حاجة سيادتك دي دكتورة عصمت كانت بتصبح عليا كعادتها جملة ساخرة نطقها وهو يغرس شوكته بأحد صحون الجبن لينقل منها بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها 
إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده
أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها 
شايف يا بابا كلامه
كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد 
لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد
ابتسم ليتحدث بملاطفة 
قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور
تحدث ماجد مبتسما بلباقة 
خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج
تحدث علام بصدق 
إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا
متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها 
سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس
ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف
أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي 
تحدث علام برزانة 
أقعد كمل فطارك يا فؤاد
أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار 
أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها
وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان
من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك 
لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه 
أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة
ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة
صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب
نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة 
شكله زعل من كلامنا
تحدث ماجد باستحياء 
بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه
لف وجهه لزوجته واستطرد لائما 
وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا
زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة
يا جماعة فؤاد عقله مش
صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم
واستطرد عاتبا 
بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه
تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت 
أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة 
أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة
بمحافظة القاهرة الكبرى
في تمام الساعة الرابعة مساءا
بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية
أشبه بلباس الرجال

لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق 
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم 
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام 
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب 
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء 
أخبار يوسف إيه يا إيثار 
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة 
بخير يا أفندم الحمدلله 
سألها باهتمام 
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك 
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة 
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة 
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة 
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته 
أزيك يا استاذة إيثار 
بهدوء أجابت 
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح 
تحدث بنبرة حماسية 
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة 
بابتسامة خاڤتة تحدثت 
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه 
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي 
ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة
جادة 
بسرعة روح للباشا زمانه جهز 
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي

انت في الصفحة 2 من 52 صفحات