الأربعاء 27 نوفمبر 2024

صغيرة ولكن بقلم الهام رفعت

انت في الصفحة 46 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


فيها ثم نهض من علي الفراش
ليتطلع عليها كما يفعل في الفتره السالفه توجه زين لشرفه غرفتهم ناظرا بحذر منها عليها 
في الأسفل قابلتها عزيزه ممسكه بعلبه الطعام خاصتها قائله وهي تعطيها إياها 
السندوتشات بتاعتك يا بنتي لسه عملاهم دلوقتي 
أخذتهم نور من يدها وتسائلت 
عم ابراهيم صحي
ردت مؤكده صحي من بدري ومستنيكي تحت 

حركت رأسها ودلفت للخارج وجدته بالفعل منتظرها وأقتربت منه وحدثته غامزا بعينيها 
صباح الخير يا هيما ايه الحلاوه دي
رد ابراهيم بنبره مضحكه 
كول يا بيبي كول
ضحكت نور بصوت عالي قائله 
تعجبني انا كده أخاف علي نفسي منك 
ابراهيم بضحك 
حرام عليكي خليتيني أهطل علي آخر العمر
تابعها زين من شرفه غرفتهم مبتسما علي طريقتها العفويه وضحكاتها وطريقه حديثها التي أشتاق إليها ومزاحها المتواصل معه ولام نفسه علي فكره بعده عنها مقنعا نفسه انه أختار لها الأفضل 
أتسعت أبتسامتها فور رؤيه المعدات الحديثه تدخل المركز وحدقت فيها بإعجاب شديد ووقفت متتبعه دخولها متحفزه للمستوي المرموق الذي ستعلو به وهتفت محدثه العمال بفرحه 
براحه شويه

وانتوا بتنزلوها ليحصلها حاجه 
عامل ما حاضر يا ست هانم بنزلها براحه أطمني انتي بس 
عبست بوجهها قائله 
أطمن ايه بس شيل كويس الأول انت عارف الجهاز دا ب لم تكمل جملتها حتي أختل توازن العامل بالفعل وكاد ان يسقط الجهاز عليها وشهقت بصوت عالي وتجمدت مكانها تلقائيا 
رآها أمير من بعيد وتعمد ألا يعيرها أهتمام ولكنه لاحظ ثياب هذا العامل عالقه بالسياره وسوف تعيق نزوله من عليها فركض نحوهم وصاح محذرا 
حاسب
ونجح أمير
في الوصول اليها وسحبها من الخلف من كلتا ذراعيها وبعدها سريعا ولم تبالي هي بما كان سيحدث لها فشاغلها الأكبر رؤيه الجهاز محطما أمامها وصاحت پذعر
الجهاز
ولكن أستطاع العامل الآخر من التقاف الجهاز وانقاذه من الإرتطام بالأرضيه وتنفست هي الصعداء غير واعيه للواقف خلفها ومازالا ممسكا بها وتنفست بارتياج وسرعان ما عبست بملامحها متذكره ما حدث واستدارت لا اراديا للخلف فوجدته أمامها وأردفت 
أنت 
أجابها بابتسامه هادئه 
ايوه انا آسف بس كان لازم ألحقك قبل الجهاز ما يقع عليكي 
تنحنحت بخجل واسرعت في الابتعاد عنه وهندمت ملابسها قائله بإمتنان 
متشكره قوي مش عارفه كان ممكن يحصلي ايه لو ملحقتنيش 
انتهزها امير فرصه له وحاول أيضا الإعتذار منها قائلا 
انا اللي متشكر قوي علي تنازلك عن القضيه وبعتذرلك عن قله ادبي معاكي أرجوكي سامحيني
أعجبت سلمي بأسلوبه المهذب معها والذي لم تسنح لها الفرصه من قبل لرؤيته جيدا وأردفت بمعني 
انا اللي آسفه انا اللي زودتها معاك شويه 
امير بابتسامه عادي محصلش حاجه المهم دلوقتي انك كويسه وبخير
رد ممتنه البركه فيك 
تنحنحا قائلا بتوتر طيب أستأذن أنا 
أومأت برأسها وأشارت بيدها قائله 
آه طبعا أتفضل 
ذهب هو وتتبعته بعينيها حتي ابتعد واردفت في نفسها 
قد ايه انا متسرعه دا طلع ذوق قوي 
مرت علي صديقتها لتصطحبها معها وسط تذمر الأخيره من التبكير في الذهاب للمدرسه وأردفت وهي تتثائب 
أنا مش عارفه ايه موضوع بدري ده دا الباص مكنش بيجي بدري كده 
نور بتهكم هنرجع للكلام بتاع كل يوم ده
ساره بتأفف انتي تزعلي معاه وانا اللي اتبهدل كده 
نور بضيق شديد أوووف عليكي وعلي دمك التقيل ده مش الصديق وقت الضيق برضه ولا هو كلام وخلاص 
أحست ساره بمدي ضيق صديقتها واردفت مازحا وهي تدغدغها
عندي أغلي منك يا نانو يا جميل 
نور بسخط ناس مبتجيش غير بالسك 
في شركه فاضل 
وصل زين مكتبه وأرتمي علي المقعد بملامح حزينه فقد نبتت لحيته قليلا وأصبح مهملا بعض الشئ مستنكرا توتر العلاقه بينهم لهذا الحد 
ثم أستند برأسه علي مقعده ناظرا أمامه بأعين مجفله في علاقته القادمه معها واردف معترضا 
انا بحبها وهي كمان بتحبني دايما تقولي بحبك وأكيد هتختار تبقي معايا علي طول
صمتت قليلا ثم تابع بحسره 
ما يمكن علشان دايما بتلاقيني جمبها 
تنهد بقوه وفرك رأسه من كثره التفكير المتربص بها وقطع خلوته طرق الباب وولوج السكرتيره 
فاضل بيه طالب يشوف حضرتك يا فندم 
رد بتساؤل مقالش عاوزني في ايه 
السكرتيره نافيه 
مقالش يا فندم طلب مني ابلغ حضرتك بكده بس 
زين بتنهيده اوكيه يا سمر روحي انتي علي شغلك وانا هروحله دلوقتي 
وضعت أمام ابنتها بعض الملابس الجديده والمناسبه لزواجها الوشيك واردفت بنبره فرحه 
تعالي يا ميرا أتفرجي المصممه جيبالك حاجات حلوه قوي 
أقتربت منها ميرا وعلي وجهها ابتسامه زائفه موهمه إياها بانها تختار وأخذت تقلب فبي الملابس غير مكترثه بهيئتها فقالت ثريا 
خدي دا يا ميرا هيبقي حلو عليكي قوي 
أمسكته ميرا واردفت باعجاب زائف 
آه يا ماما فعلا حلو قوي 
ثريا غامزه بعينيها عيزاكي تلبس كده وتغريه 
أدعت ميرا الخجل قائله 
خلاص يا ماما متكسفينيش 
ثم اختارت لها والدتها العديد من الملابس وسعاده جليه علي هيئتها وهو ما يهون عليها الأمر الذي ستقترفه في حق نفسها 
ولج زين مكتب والده وأشار له الأخير بأن يجلس وأطاعه زين وجلس بهدوء ونظر اليه والده متعجبا من هيئته التي تغيرت عن ذي قبل وهم قائلا 
زين انت الفتره اللي فاتت دي حالك مش عاجبني وتسهر وترجع متأخر حتي نور مبقتش توصلها زي الأول ممكن أعرف ايه اللي غيركوا مره واحده كده 
برر زين ما يحدث مختلقا عذرا مقنعا 
عادي يا بابا هي بس بتذاكر علشان أمتحاناتها قربت وبتخرج بدري 
حرك فاضل راسه بعدم تصديق قائلا 
حتي لو ده السبب مش كافي علي اللي بشوفه بعنيا تابع بمعني 
معاملتك ليها وكلامها معاك فين انا بقالي شهرين ملاحظ انكوا حتي مبتقولوش لبعض صباح الخير حتي
توتر زين ولم يجد سببا يجيبه به وادرك فاضل حدوث شيئا ما قائلا بنبره متفهمه 
زين نور لسه صغيره وفيك تأثر عليها وهي لو زعلتك في حاجه فهي لسه صغيره ومتعرفش ايه اللي يزعل الراجل قربها منك يا زين أحسن ما تبعد عنك وده اللي مش هسمح انه يحصل أبدا 
رد بجمود حاضر يا بابا 
استأنف فاضل بمعني 
انا عارف انها عنيده أستحملها شويه وهي حنينه وبكلمه واحده منك ليها مش هتشوف غيرك قدامها 
زين بثبات 
حاضر يا بابا
فاضل بسخط 
حاضر يا بابا يعني هتعمل اللي قولتلك عليه
زين بنفاذ صبر 
خلاص يا بابا قولت هشوف الموضوع ده 
فاضل بجديه زين أعمل اللي بقولك عليه مش هسمح لنور تروح لحد غيرك
فاض به الكيل ونهض من مقعده قائلا 
أنا عندي شغل يا بابا تسمحلي امشي
نظر فاضل اليه واردف بقله حيله 
روح يا زين وأعمل اللي انت عاوزه 
تركه زين متجهم الهيئه وقابل صديقه في الخارج الذي تعجب من تغيره هو الآخر وحدثه 
صباح الخير يا
زين 
رد بهدوء زائف صباح النور
حسام بحذر انت كويس شكلك مش عاجبني استأنف بتساؤل 
وليه نور بتيجي لساره بدري ويروحوا المدرسه انتوا مټخانقين
زين بجمود حاجه زي كده 
نظر اليه حسام بتعجب وأردف ساخرا ومستنكرا ما يراه 
حته عيله مش عارف تأثر عليها تابع مستهزءا 
فين زين اللي مجريهم وراه
زين بضيق 
ايه يا حسام انت هتشبه نور بالمقرفين دول
حسام مبررا لا يا زين مش قصدي انا اقصد انها صغيره و 
قاطعه زين بعصبيه 
يوووه صغيره صغيره انا زهقت من الكلمه دي وحفظتها
ثم تركه وذهب من امامه قبل ان ينفعل أكثر وتتبعه حسام بتعجب قائلا 
شكلك وقعت يا زين
هاتف أمير أخيه بضروره حضوره للنادي للترفيه قليلا والتنفيس عن حالته ووافق الاخير وانه سينتظره بالكافتيريا الخاصه بالنادي 
ولجت سلمي النادي لتطلب مشروبا لها فوجدته جالس وابتسم لها ثم أشار بيده لها وتفهمت مقصده وتقدمت نحوه بخطوات رزينه وأقتربت قائله 
شوفتك مرتين النهارده
أمير بابتسامه ذات مغزي دا من حسن حظي
ابتسمت بخجل وتابع هو مشيرا بيده 
هبقي مبسوط قوي لو قعدتي معايا
اومات رأسها بموافقه وجلست معه وتابع هو 
مكنتش اعرف انك مؤدبه كده انا بعتذرلك مره تانيه علي قله ادبي 
ردت بخجل خلاص بقي ننسي الموضوع ده انا مبقتش افكر فيه 
بعد وقت وصل معتز لكافتيريا النادي وجاب المكان ببصره باحثا عن أخيه وسقطت عيناه عليه فوجده يتحدث مع فتاه ما وحين تمعن النظر أعتلت الدهشه ملامحه فما حدث بينهم ليس بالهين وتعجب من الأحاديث بأنسيابيه بينهم 
عاد من عمله منهكا ولم يستطع أكمال يومه ولج زين المرحاض ليغتسل عله يفيق مما هو فيه ويقوم بتهذيب لحيته التي نبتت الي حد ما معلنه مدي أكتئابه 
وجه بصره للمرآه ناظرا لنفسه وكاد ان يهذب لحيته ولكنه أقصي الفكره جانبا غير راغبا في ذلك بل وبالأخص محبطا 
وتفاجا بها تدخل المرحاض وشهقت بخفه غير متوقعه وصوله في وقت مبكر علي غير العاده 
وجه زين بصره نحوها وقرر ترك المرحاض لها ولكنها وقفت قبالته فاصبح صدره يعلو ويهبط من قربها المباغت له ورفعت يده مملسه علي ذقنه بكف يدها قائله 
شيلها مش عجباني
ازدرد ريقه وازاح يدها بهدوء وقرر تركها قبل ان ينهار امامها وأكمل طريقه للخارج ولكنها اوقفت بجمله غير متوقعه 
مهما بعدت عني هترجعلي
تجمد زين مكانه غير مستوعبا ما تفوهت به وزادت صډمته حين أكملت 
فاكرني صغيره ومش عارفه انت عاوز مني ايه 
وجدته مازال موليها ظهره ولكنها أقتربت منه من الخلف وعلي ثغرها ابتسامه خبيثه وهمست في أذنه 
بس انا هجننك يا زين 
ثم دفعت بقوه من ظهره واغلقت الباب سريعا خلفها وتسارعت انفاسها وكتمت ابتسامتها لحديثها معه بتلك الجراءه الغير معهوده منها وانتوت له لتخليه عنها وتفضيل هؤلاء الفتيات الحمقي عليها وهتفت بمغزي 
فاكرني هسمحلك تقربلي وانت بتعرف غيري تابعت بخبث 
بس الفتره اللي فاتت ظبطك
وقف زين بهيئته المصدومه ولم يحرك ساكنا مدهوشا مما هتفت به ومن لعبها به ثم استدار ناظرا للباب من خلفه وتوعد لها وقرر ان يأخذ حقه منها 
أشار له أمير بيده قائلا 
معتز
تقدم منهم معتز بهدوء يعكس ما بداخله ووجه بصره اليها ونهضت سلمي ومدت يدها لتصافحه واردفت بابتسامه هادئه 
اهلا يا معتز
رد بابتسامه باهته اهلا يا سلمي أخبارك ايه
امير بمغزي ايه رأيك في المفاجئه دي تلاقيك
مش مصدق ان أحنا أتصالحنا 
معتز بابتسامه مصطنعه طيب الحمد لله تابع مستفهما 
وأتصالحتوا ازاي بقا
اجابه امير وهو يتطلع علي سلمي بنظراته التي ازعجت معتز واردف 
الحقيقه مكنتش أعرف ان الأنسه سلمي بالأدب ده ابتسمت سلمي بخجل فاستطرد حديثه 
وهي تقبلت أعتذاري منها
ابتلع معتز ريقه وأشتعلت الغيره بداخله وكادت ان ټنفجر ولكنه تماسك مجرد مدح اخيه في شخصها امامه ثم وجه بصره اليها وجدها تبتسم له كمن بينهم شيئا ما ثم تنهد بضيق وانتبه لحديث أخيه 
تشرب ايه يا معتز
مرت الأيام الماضيه بهدوء حيث جاءت أمتحانات منتصف العام وأصبحن الفتيات في غايه الإستعداد لها وانهمكت نور في دراستها طامحه في النجاح ولم تترك المجال بأن ينشغل تفكيرها بغيره ومرت أيام الإمتحانات بسلام وفي أخر يوم في أختبارتهن هتفت ساره بسعاده 
الحمد لله يا رب الإمتحان مافيش أسهل منه
جلست نور بجانبها وتنهدت بارتياح قائله 
الحمد لله انا كنت خاېفه قوي بس عدا علي خير
انضمت لهن الفتيات وجلسن هن الأخريات واستانفت نور بفرحه
كده بقي نحضر الحفله وأحنا مرتاحين انكل فاضل ربنا يخليه ليا خلي
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 72 صفحات