تعويذة عشق بقلم رحمة سيد
لية
وجد جسدها يرتعش اكثر
بل دوامة من التشنجات كادت تصيبها وهي تحاول الصمود
نهض مسرعا وهو يشير لها مهدئا
هششش اهدي اهدي في إية
قالت دون أن تنظر له
بحروف متقطعة بعض الشيئ
ماما ماما في المستشفى تعبانة وعايزة فلوس
ليهمس بفتور
اهدي طيب
نظر لها لدقيقتان قبل ان
يسألها بصوت لمع به صدى خبثا لم يجد عليها
اديك الفلوس
وكأنها بدأت تستفيق رويدا من تلك الأغماءة القصيرة على جملته التي كانت كصڤعة أيقظتها من غفوة البراءة
إنتفضت مبتعدة عنه وهي تزمجر فيه
لو فاكر إنك هتاخد مني حاجة عشان قولتلي إني عجباك وأنا عايزة فلوس تبقى غلطان
ابتسم بسخرية طفيفة في قاع الخبث ليردف بهدوء
اهدي كدة بس كله بالحلال إن شاء الله متقلقيش
قصدك إية
كان صوته طربا لأمل جديد ولكن معذرة ألم أسود حالك تحت مسمى الامل
قصدي هتجوزك هتجوزك رسمي
رآن الصمت بينهما قاټل
هو يحادث نفسه فترة قليلة فقط وسيتركها هو لن ولم يكون الخاسر لن يعلم أي شخص ستكون فترة قصيرة ولذة كبيرة
خلف أسوار الأسرار المزروعة
ولم يصدق وهو يسمعها تهمس بضعف
هز رأسه نافيا يمسك بيدها المرتعشة بوهن ويقول
هنروح نشوف مامتك الاول وندفع الفلوس وبعد كدة نكتب الكتاب
سحبها معه برفق هو يثق تمام الثقة أنها لن تصدع وعد قطعته وإن كانت مجرد راقصة
نظرته في البشر لا تخيب ابدا
لم يكادوا يتخطوا الباب حتى وجدها تسقط مغشية عليها بين ذراعيه صدم وهو يلتقطها مسرعا قبل أن تصل للأرضية
يا ترى مخبية إية
كان مهاب يتحدث في الهاتف قبل أن يصل لمنزل سيلين مع والده الذي سمعه يقول بجدية
يا مهاب البنت تعبانة عمها قالي ف وسط الكلام ومن الذوق إن جوزها يتطمن عليها بردو ولا إية
اه ماهو عشان ام الذوق هفضل رايح جاي من القاهرة للواحات ومن الواحات للقاهرة ياخي ملعۏن ابوها جوازة
خلاص يا بابا أنا وصلت يلا سلام أنت
ربنا يهديك يا مهاب سلام
أغلق الهاتف يتأفف بضيق الان فقط بدأ يشعر بتلك السلاسل التي تلف حول محور حياته
وبالطبع تحمل تصريح باسم الزواج
طرق الباب بهدوء لتفتح له والدة سيلين تهتف بباشة
اهلا يا مهاب اتفضل يابني
اخبار حضرتك
ابتسمت في حنو تجيبه
الحمدلله يا مهاب
تنحنح بتردد قبل أن يسألها مرة اخرى
هي سيلين فوق يا طنط لو سمحتي عرفت إنها تعبانة
اومأت متنهدة بضيق
اه هي نايمة في السرير سخنة اطلع لها عقبال ما اعملها الشوربه واجي
اومأ موافقا لينطلق نحو الاعلى فتح الباب ببطئ لتشرف عيناه الباحثة عن مأوى الإعجاب كما هي دوما
تتسطح على الفراش وتغطي جسدها بأكمله عدا وجهها الذابل اقترب منها ببطئ حتى جلس على الفراش لجوارها ظل ينظر لملامحها البريئة التي لونها القدر بلون اعطاها حلكة لا تليق برسمة قسماتها تلك
مد يده يهزها برفق هامسا
سيلين سيلين
بدأت تتململ ببطئ لتزيح بتلقائية الغطاء عنها مصدرة همهمة ناعمة
انا حرانة اوي
لا يصدق أنها طفلة لم تكمل عهدها الثاني
إنتبه لها عندما أخترقت اذنيها حروفها التي عانقت الألم علنيا امامه وهي تقول
أنت بتعمل معايا كدة لية حرام حرام عليك أنا تعبانة
شعر بشيئ ما يتجمد داخله منذ متى كان قاسېا لهذه الدرجة
منذ متى كان ظالما ل طفلة كتلك لم ترى وجها للحياة وعندما رأته كان أسود
اخرتك تتعرف على صنف الحريم من طفلة يا مهاب
ولكن شعر بها تبدأ في الأستيقاظ تدريجيا
أمسك يدها ببطئ يسألها ببحة تحمل لونا واضحا من السخرية
إية يا طفلتي كدة تقلقينا عليك
كانت تنظر له بصمت متعلقة بأفكار في شباك اللاوعي
واخيرا اشارت له وهي تخبره بصوت واهن
اطلع بره
إحتدت عيناه بتلقائية ليقترب منها اكثر مردفا
لا مش هطلع أنا حر أنا حبيت القاعدة هنا
نظر ليداها التي
فصړخت فيه بحدة
أنت بتبص على إية قولتلك اطلع بره أنت متخلف مابتفهمش
رمقها بنظرة قاسېة نظرة لوم كان بطريقه لقلب متجمد ولكن تدخلات من حروف تلقائية جعلته مجرد شعور ذابل بين جدران النفس
سحبها من يدها بقوة يزمجر فيها بحدة
إنت فاكرة نفسك اية لسانك ده عايز يتقطع أنت فاكرة فيك حاجة يتبص لها اصلا
إندفعت تستفزه بتهور
لكن بعينك ناس كتير ھتموت عليا وانا فيا حاجات مش حاجة
كز على أسنانه كاملة بغيظ ومن دون شعور وجد نفسه نهض ليغلق باب الغرفة بالمفتاح و
انت بتعمل اية انت مچنون ابعد عني
سمعت صوته يردد بجمود قاسې سقط على قلبها ك روعنة فرعون مقتدر على محو سطرا شفافا من اللون الوردي لتلك الحياة
أنا بقا هوريك قادر اقرب ولا لا إنت اساسا مفروض مراتي فمش هتفرق دلوقتي من كام يوم
ظلت تأن بصوت مكتوم على وشك البكاء بينما هو عقله بين قبضة غيظ يعتصره ببرود على ضعفه الطفيف الذي كاد يصدر لها
حاولت دفعه مرة واثنان ولكنه كبل يداها الاثنان بيد واحدة
ملكومة لا تقدر على الصړاخ وضعيفة تستجدي الرحمة طفلة تخط اول دفعة في حياة متشابكة بتحديات قدر
تحديات قد تكون ممېتة
ازداد نحيبها
ولكن طرقات قوية بعض الشيئ على الباب جعلته يتركها اخيرا لاهثا
لينهض يهندم ملابسه سريعا دون كلمة واحدة وينظر لها بحدة جعلتها تحاول كتم شهقاتها وهي تعدل ملابسها
ففتح الباب لوالدتها وغادر دون أن يحيها حتى
وقفت حنين مع صديقتها الوحيدة شيرين اسفل منزلها تودع صديقتها التي قالت لها متهكمة
إنت حددتي كل حاجة للمستقبل لكن إنت ماتعرفيش خالك حمزة ده هيوافق ولا
لا
نظرة متعمقة لخلد مزدحم بتلك الأفكار لترميها بنظرة مترددة وهي تردف بجدية
هو اساسا مابيردش علينا شكله زهق من مسؤلية الام وبنتها اللي شايلها طول عمره ماهو كل واحد له طاقة بردو
عقدت الاخرى حاجبيها تحدق بها لتجدها تكمل
الاول كان حمزة هو اللي بيحدد كل حاجة في الحياة كمان يمكن هو الحياة لكن طالما هو بعد عننا يبقى انا كبيرة كفاية اخد القرارات الخاصة بحياتي وانا موافقة على شريف جدا كمان حبي لحمزة ك خالو اللي مش هقدر اعيش من غيره مش هيخليني انسى إنه مجرد متكفل بينا بس
تنهدت شيرين قبل ان تومئ وهي تخبرها
اوكيه بس فكري تاني يا حنين ده جواز مش لعب عيال
اومأت حنين موافقة وهي تراها تغادر بهدوء
لتصعد هي لمنزلها
طرقت الباب عدة طرقات صغيرة وقصيرة لتجد الباب يفتح وحمزة امامها
امامها بعد تلك الغيبة التي وضعت لها هي علامة اللانهائية
يرمقها بنظرات حادة هزت ثباتها المرسوم الذي كانت تتحدث عنه بالأسفل
وجدت نفسها تهمس متعجبة بصوت يكاد يسمع
حمزة أنت جيت امتى
سحبها من يدها دون كلمة نحو الداخل اتجه بها لغرفة الصالون ليستطع رؤية كاميليا وهي تنهض تكاد تتحدث
فسبقها هو يخبرها بحزم
بعد اذنك يا كاميليا عايز اتكلم معاها على انفراد شوية بس
اومأت متنهدة باستسلام ليدلفوا ويغلق حمزة الباب
نظر ل حنين التي كانت تبتلع ريقها بقلق قبل أن تسأله بتوتر
في اية يا حمزة اية اللي حصل وانت جيت ازاي اصلا
تقوس فاهه بما يشبه الابتسامة مجرد حركة مېتة غزت ثغره وهو يقول بسخرية
اه ماهو واضح إني مابقاش ليا لازمة ف حياتك خلاص
رفعت