الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حلم ولا علم بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 48 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


مرغوب فيها بغرور أتقتنته لم يرق لتلك الدخيلة!! 
عاد امجد من شركته في القاهرة وهو يلوم نفسه لتركه هبة كل هذا الوقت صحيح انها ليست بمفردها كلية وأن عائلته حولها فوالدها قد عاد الى مباشرة عمله في شركة جده كمدير عام كما سبق ووظفه أمجد 
لا يدري أمجد لما هذا الإحساس الخانق بالقلق الذي يعتمل في ه منذ تحدث الى هبة انصرافه من الشركة وعندما شعر ان صوتها ليس طبيعيا وسألها طمأنته قائلة انها بخير ولكنها تشعر ببعض التعب الخفيف وحالما تنام سح أفضل ولكنه لم يقتنع باجابتها ولم يشأ ان يجادلها ولكنه قرر انه سيقوم بتكليف شوكت ساعده الايمن بالعمل كنائب له في ادارة الشركة هنا بالقاهرة كي يستطيع ان يقضي اكبر قدر من

الوقت بجانب حبيبته وأم طفله القادم 
ما ان وصل امجد الى مزرعة جده حتى سارع بالترجل من السيارة ولم ينتظر الى ان يفتح له سائقه الباب ودخل الى المنزل شبه راكضا ولم يلتفت الى أي شيء فقد استبد
به الشوق الى معشوقته ليركض صاعدا الى طابقه قافزا كل ثلاث درجات سويا حتى اذا دخل ذهب رأسا الى غرفة النوم فوجدها تسبح في الظلام ونور خفيف ينبعث من المصباح بجانب الفراش
اقترب بمنتهى الخفة من الفراش ليشاهد من تنام ببراءة شديدة وقد شبهها في نفسه بالأميرة النائمة
كان شعرها يفترش الوساده بجانب رأسها وكانت يدها موضوعه على الوسادة بجانبها بينما يدها الاخرى
خارج الغطاء وبينما هو يتأمل ملامحها الملائكية اذ بتعبير وجهها يتغير من السكون والراحة الى تعبير الألم والفزع وكأنها ترى شيئا يسبب لها ذلك الألم الذي يراه مرتسما على تعابير وجهها الملائكي وإذ بها تحرك رأسها يمنة ويسارا بشدة فعقد حاجبيه وجلس بجوارها على الفراش ويقول 
هبة حبيبي بسم الله الرحمن الرحيم حبيبتي مالك
وهى لا تعي ما حولها وفجأة اذ بها تنتفض من نومها فزعة وتفتح عينيها فوقعت عيناها عليه مكثت قليلا لا تكاد تعي من هو حتى اذا أفاقت وظهرت ملامح صورته أمام عينيها جيدا وهى تجهش بالبكاء وهو يهتف بفزع 
هبة حبيبتي مالك فيكي ايه هبة ردي عليا !! 
وهى تقول بين شهقاتها 
كابووس كابووس فظيع اووي يا امجد 
ربت على شعرها وهو يقول 
معلهش حبيبتي استعيذي بالله من الشيطان الرجيم لو يريحك انك تحكيلي عليه احكيه ولو اني ما افضلش دا الکا دا من الشيطان اهدي يا قلبي اهدي 
ثم اسندها الى الوسائد خلفها وسكب بعض من الماء من الدورق الزجاجى الموضوع على الجارور الصغير بجوار الفراش وساعدها لتشرب بعضا من الماء ثم اعاد الكوب مكانه ووضع ذراعه على كتفها واسندها على ه وقال
ها احسن دلوقتى حبيبتي 
أجابته وهي تلتقط أنفاسها المرتعشة ببعضا من الراحة
الحمد لله يا حبيبي 
سألها بحيرة 
انا اول مرة اشوفك كدا بيتهيألى دي اول مرة الکا دا يجيلك
هزت رأسها ايجابا وقالت 
فعلا يا حبيبي بعد ما الضيفة اللي جاتلى انهارده الضهر دي مشيت حسيت بصداع فظيع وطلعت انام شوية لغاية ما تيجي حتى لما كلمتنى كنت تعبانه والنوم ماجاليش بسهولة
ال امجد في جلسته وقال عاقدا جبينه بتساؤل بينما قلبه يخبط في ه خوفا من أن تصدق هواجسه عن شخصية تلك الزائرة
ضيفة مين الضيفة دي
كانت لاتزال تستند برأسها إلى ه فلم تر تعبير القلق الذي ارتسم على وجهه بوضوح فيما اجابت هي بسخرية خفيفة 
قريبتك دي بتاعت موووجي !! 
انتفض امجد من مكانه كمن صعقته الكهرباء لترتج رأسها فهتفت وهى تمسد راسها 
آخ ايه يا امجد في ايه 
امسكها من كتفيها ونظر الى وجهها في جدية شديدة وقال 
سارة 
هزت براسها ايجابا مندهشة من ردة فعله بينما اكمل
ايه اللي جابها ثم تمالك نفسه قائلا 
قصدي قصدي كانت جاية عاوزة اييه
هزت كتفيها بلامبالاه وأجابت
جاية تبارك لنا على الجواز بس بيني وبينك معرفش ليه حسيت ان فيه حاجه تانيه 
سألها بقلق حاول مداراته
حاجه حاجه زي ايه 
هزت كتفيها علامة الجهل وقالت 
معرفش انا حسيت بكدا 
تحدث وهو يحاول ان يست من تعابير وجهها اي شيء 
وسلمت على ماما وجدي كمان 
أجابته ببساطة 
لا ما شافتش حد منهم بابا في الشغل و علا و علاء في الكلية وجدي و ماما سعاد كانو في أودهم
ألح عليها قائلا 
واتكلمتو في ايه بأه 
أجابت وهى مقطبة جبينها مندهشة من أسئلته المتتابعة
عادي باركت وشربت الشاي وقالت انه مزرعتهم قريبة مننا وانكم جيران من زمان وتقريبا هى متربية معكم هنا وان باباها ضرورى هيعمل حفلة عشا على نا وإننا لازم نحضر 
نظر امجد اليها بجدية وقال 
احنا دلوقتى مش فاضيين اننا نروح حفلات وكلام من دا انت تعبانه حبيبتي ولازم الراحه 
تقبلت هبة كلامه قائلة من دون نقاش فقد كانت تدعو الله في سرها أن يرفض أمجد هذه الدعوة الثقيلة على قلبها 
احسن بردو لاني بصراحه ما ارتحتش لها خاالص وطول الوقت كان نفسي تقوم معرفش يا امجد اذا كنت ببالغ ولا لأ بس انا فعلا كنت خاېفه منها ! 
نظر اليها امجد بحدة ممزوجة بقلق وتساءل پغضب خفي 
ليه هي حاولت تقول حاجه او تعمل حاجه تقلقك 
هزت هبة راسها نفيا وأجابت 
لالا مش كدا بس انا كان جوايا احساس انى مش مرتاحه وقلق غريب زى ما يكون انه فيه باب هي هتفتحه وراه حاجات مخيفة! معرفش هو احساس جالي وقتها حتى بعد ما مشيت الصداع مسكني ما سابنيش بسهولة وانت عارف مع ان الدكتور كتب لي على مسكن مايتعارضش مع حملى لكن انا رافضة اخده خليت سميرة عملت لى كوباية ينسون فين على ما شربتها وهديت عرفت انام شوية 
سكت امجد قليلا ثم تحدث بهدوء يتنافى مع الڠضب البركاني الذي يتصاعد بداخله مهددا بالإڼفجار لحړق هذه ال سارة حية 
خير حبيبتي ان شاء الله انت قومى دلوقتى خدي دش كدا وفوقي علشان ننزل نتغدا معهم انا هبعتلك سميرة تكون معاكى وانا هخطف رجلي لغاية شركة جدي في شوية اوراق لازم امضيها باباكي كلمني علشانهم وانا قولتله وانا راجع هعدي عليه هناك ونبقى نرجع سوا لكن من قلقي عليكي نسيت واكيد هو مستنيني دلوقتى مسافة بس ما تاخدي حمامك هكون رجعت ماشي يا قلب امجد
هزت راسها بخفة موافقة على كلامه مبتسمة براحه ثم تركها وذهب 
دق امجد جرس الباب ففتح له الخادم الذي رحب به ثم ادخله الى غرفة الصالون ريثما يبلغ اصحاب المنزل بقدومه ولكن امجد طلب ان يرى شخصا بعينه !!
موووجي!! مش ممكن ايه المفاجأة الجميلة دي
الټفت امجد اليها حيث كان وا ينظر من النافذة الضة المطلة على حديقة الفيلا نظر اليها ببرود قليلا من أعلى الى الأسفل ثم قال 
كنت جايه عاوزة من هبة ايه يا سارة 
نظرت اليه پغضب خفي ما ان نطق م زوجته غريمتها وأجابت بحدة وكراهية مكبوتة 
يعني هكون عاوزة ايه جاية ابارك لها طبعا!! 
قال وهو يقترب منها بخفة وهدوء 
عاوزانى اصدقك وانت السبب في اللي جرالها 
أجابت تخفاف وسخرية وهي تقف أمامه واضعة يديها في وسط ها
انا السبب ليه ان شاء الله كنت انا اللي زقيتها من على السلم ولا انا اللي خليتها تفقد الذاكرة 
أجابها پغضب ڼاري خرج
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 66 صفحات