الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حلم ولا علم بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 43 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


واللذين لحقوا بها لركوب السيارة للذهاب الى المنزل 
كان باقي أفراد العائلة في استقبال العروسين وبعد تبادل السلامات والقبلات ذهبا العروسين لنيل قسطا من الراحه قبل تناول طعام الغداء 
وصلت هبة الى الطابق الذي جهزه أمجد بالكامل ليكون عش الزوجية فانبهرت من الديكورات والأثاث جاء أمجد من خلفها وقال بحب 

ها ايه رأي قلب أمجد في عشنا الصغير
دارت حول نفسها لتنظر اليه وقالت وصوتها يقطر حنانا بالغ
جمييل أوي يا حبيبي واحلى مما كنت اتصور كمان بس احلى حاجه فيه عارف ايه 
نظر اليها متسائلا لتتابع بهمس وهي تتابع كلامها برقة وأنوثة
انت أنت حبيبي أحلى حاجة فيه وجودنا احنا الاتنين مع بعض فيه هيخليه أحلى مكان في الدنيا كلها! 
أغلق عينيه متنفسا بعمق ثم نظر اليها وعشقه القوي يلمع بين رماد عينيه وقال
انت ناوية تعملى فيا ايه بيتهيألي الغدا هيستنى شوية وشوية كتير كمان! 
و رفعها بين ذراعيه وهى تضحك قائلة 
امجد بتعمل ايه نزلنى ما ينفعش بجد 
أجابها وهو يتجه بها يحملها حيث غرفة نومهما
انا بعمل ايه بشيل عروستي! مش عروسة ولازم اشيلك المفروض كنت اشيلك وانت داخله البيت بس انا عارف انك هتتكسفي من الموجودين فإستنيت لما بئينا لوحدنا
تناولا طعام الغداء مع العائلة وكانت هبة قد عانت الأمرين مع أمجد والذي كان مصرا على أن يطلب من والدته ارسال الطعام اليهما متحججا بالتعب من الرحلة ولكن هبة أصرت على موافاة الباقيين ولم يستطع أقناعها بغير ذلك 
نظرت اليه وأجابت ساخرة
وأنا بقه هبلة وهصدقك! قوم يا أمجد ياللا يا حبيبي مش عاوزين ماما سعاد تبعت لنا سميرة عشلان ننزل للغدا 
نظر اليها بطرف عينه بسخط وكانت قد سحبت الغطاء من عليه واقفة أمامه وقد ارتدت كامل ثيابها تخبره أنها قد جهزت الحمام له ليغتسل نهض من الفراش هاتفا بكلمة سخط وهو يتجه ليغتسل في
الحمام الملحق بغرفتهما
مستبدة!! 
تناول يوسف الغداء برفقتهم وكان الجد قد صمم على ذلك منذ أن
انفصل يوسف في طابق بمفرده مشيرا الى والد هبة انه أصبح فردا من العائلة وأنه لن يذهب الى جناحه الا وقت النوم فقط فاصبح يتناول وجباته معهم بعد ان رفع عنه الجد الحرج 
توجه أمجد و هبة الى الخارج حيث الحديقة حيث سارا بين الأشجار الخضراء القة مستنشقين عطر الورود الذي يفوح في الهواء وفيما هما يسيران اخبرها أمجد ان هناك من يريد رؤيتها لتقطب مستفهما ولكنه ابتسم ممتنعا عن الاجابة مشيرا عليها بالتمهل ليتوجه معها الى الاصطبلات حيث حصانه عنتر و شمس والتى ما أن رأتها هبة حتى قفزت بسعادة وصيحة فرح تنطلق منها ثم اتجهت اليها ووقفت بجانبها تمسد شعرها وهى تهتف بسعادة كبيرة 
شمس !! وحشتيني اووى اووى شوفت يا امجد شمس لسه فاكرانى إزاي! 
لم تسمع أى تعليق منه فالتفتت اليه متسائلة لتجده يقف متسمرا كالتمثال يطالعها بجمود بينما يتساءل بحيرة وغرابة
هبة انت قلت اسم شمس صح!! 
قطبت جبينها وأجابت وقد شحب وجهها قليلا
انا انا معرفش! انا فجأة لاقيتنى بنادي لها من غير ما أحس
نظرت اليه وشبح ابتسامة على وجهها وهي تتابع 
معناه ايه دا يا امجد انا بخف مش كدا هفتكر صح 
هز براسه موافقا وقد شحب وجهه ولا يعلم أيفرح لظهور أولى بوادر الاء أم يقلق لخوفه من ردة فعلها عندما تعود اليها ذاكرتها 
انتبه على انتظارها اجابته فقال 
ان شاء الله حبيبتي هتخفي وتفتكرى كل حاجه بس عاوز اطلب منك طلب!! 
أجابته وهى تبتسم 
اؤمر
تقدم منها ووقف أمامها ناظرا الى عينيها وقال 
اوعى تنسي ابدا انى بحبك وانك اغلى حاجه في حياتي ومهما حصل اوعديني أنك مش ممكن تبعدي عني وتسيبيني
حدقت اليه مندهشة وتساءلت
غريبة يا امجد ايه اللي يخليك تقول كدا انا واثقة ومتأكده انك بتحبني وانا كمان بحبك ومش بس كدا انا بيتهيالي لما فقدت الذاكرة إن كل حاجه نسيتها إلا حبك! اول ما فتحت عينيا وشوفتك حسيت بقلبي بيدق بفرحه غريبة زى التايه اللي وصل بر الأمان!! انت بر الأمان بالنسبة لي يا
أمجد 
رفعت عيناها تنظران اليه بحب جعلته يتيه في بحورهما وتابعت بحب
علشان كدا كنت بستنى معاد زيارتك ليا في المستى بفروغ صبر عشان اشوفك واتكلم معاك انت عارف انا عاوزة الذاكرة ترجع لى علشان مش عاوزة اى يوم من ايامنا سوا يروح من بالي 
ضمھا اليه بشده وهو يقول 
وانا كمان بحبك اكتررر يا قلب أمجد 
قالت وهى تبتعد قليلا عن ذراعيه متطلعة إليه
بس عارف دى مش اول مرة اشوف الحصان بتاعك
نظر اليها بغرابة وقال 
مش فاهم 
أجابت وهى تحرك كتفيها علامة الجهل
مش عارفة بس دى اول مرة توريني الاحصنه بعد اللي حصلي صح هز برأسه موافقا فاكملت قائلة 
بس دي مش اول مرة اشوف عنتر ! فاكر الحلم اللي حكيتلك عليه آخر يوم لينا واحنا في الجزيرة 
أومأ براسه ايجابا فتابعت
أهو الحصان والزرع اللي حلمت بيهم يبقوا عنتر والجنينة هنا إنما السؤال بأه مين البنت اللى خوفتني في الحلم 
ابتلع امجد ريقه بصعوبة وهو يتجنب النظر اليها وفجأة اذ بها تمسك
برأسها بيد يديها وهي تئن پألم فهتف امجد پخوف 
هبة حبيبتي مالك حاسة بايه 
نطقت بصعوبة 
مش عارفة يا امجد صداع فظيع جالي مرة واحده 
قال وقلبه يتآكله من القلق عليها
انت ارهقت نفسك بكتر التفكير ممكن بأه ماتفكريش
وتسيبي نفسك براحتك ودلوقتى تعالى معايا هتطلعى ترتاحى خاالص وهقولهم يطلعولنا العشا فوق باقي اليوم راااحة إجباري 
هزت راسها مبتسمة 
مش اووي كدا يا حبيبي هما شوية صداع هاخد اي قرص مسكن وانام شوية وهبقى كويسة ان شاء الله 
حرك راسه نافيا من قبل أن تنهي كلامها وقال 
مش هنتناقش دلوقتى اهم شئ نروح نديكي قرص مسكن وتحاولى تنامى شوية 
عادا الى طابقهما حيث ابدلت هبة ملابسها ودخلت الى السرير وقد شدت الغطاء عليها فظهر شحوب وجهها الذي رآه امجد عند دخوله عليها يحمل كوب ماء وقرصي مسكن فلفت نظره شحوبها وشعرها المتناثر على االوسادة حولها مدت يدها وتناولت الدواء وبعد ان شربته رتب امجد الغطاء جيدا حولها وظل بجانبها يربت على شعرها حتى ڠرقت في سبات عميق 
استيقظت هبة على صوت قرقعة صحون ففتحت عينيها وحمدت الله ان الصداع قد زال ثم نظرت الى باب الغرفة فرأت سميرة وهى تصف أطباق الطعام بهدوء على المائدة المستديرة الصغيرة التى تقع بجانب الاريكة الجلدية فالت وقالت بصوت خفيف 
سميرة !! انت بتعملى ايه 
رفعت سميرة راسها متفاجئة وهتفت 
ست هبة ينى صحيتك انا آسفة معلهش مع انى والله كنت بتحرك بشويش سي امجد منبه عليا ومشدد انى معملش قلق واسيبك نايمه براحتك
قالت هبة وهى تجلس في مكانها وتستند بظهرها الى السرير 
لا يا سميرة انا كدا كدا كنت هقوم دلوقتى بس انت بتعملى ايه وايه الاكل دا كله 
أجابتها بابتسامة
دا العشا سي امجد طلب منى اطلعه لحضرتك علشان لما تقومى وتفوقى كدا تتتعشي بالهنا
قالت هبة وهى عاقدة جبينها 
وال أ امجد فيين 
اتجهت سميرة حتى وقفت بجانب الفراش وأجابت 
سي الاستاذ امجد تحت في اودة المكتب وقالى اجيب العشا هنا علشان حضرتك تعبانه شوية من السفر ومش هتعرفوا تنزلو تتعشو معهم تحت مع ان
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 66 صفحات