حلم ولا علم بقلم منى لطفي
دا يا قلب أمجد انت مش عارفة انت بقيتي ايه بالنسبة لي انت بنتى ومراتى وصاحبتي وكل حاجه ليا
نظرت اليه وهمست بحب
ربنا يخليك ليا حبيبي ومايحرمنيش منك ابدا ويقدرنى انى أسعدك
أجابها بدفء
الله على الدعوه الحلوة دى بس انا عندى اقتراح بسيط يا ريت حضرتك لو ممكن نوقف غزل دلوقتى لأن احنا في المطار وماسك نفسي بالعافية فبلاش تخليني أتهور ونبقى فرجة قودام الناس!
هو انت يا تبقي عاوزة تقعدى على حجرى يا بيني وبينك كيلو قربي طيب شوية
ولكنها هزت برأسها رافضة وهى تقول
لا يا اخويا كدا احسن الحرص واجب بردو
سمعا نداء رحلتهما فاتجها الى بوباة المغادرة حيث ركبا الطائرة ايذانا ببدء الجزء الاخير من رحلة شهر العسل
في آخر ليلة لهما على الجزيرة وكانا قد تناولا طعام العشاء في المطعم الخاص بفندق الجزيرة ثم عادا الى جناحهما وما ان فتحا الباب حتى فوجئت بالشموع المعطرة المنتشرة في الغرفة ونظرت الى المائدة امامها فوجدت قالب من الكيك على هيئة قلب مزين بالفراولة اتجهت الى غرفة النوم وهي تسير كالتائهة لا تصدق ما تراه عيناها فوجئت بذات المشهد ولكن مضاف اليه الورود الحمراء المتناثرة على الفراش الواسع الوثير بشكل
هزت راسها لتبعد الدموع التي هاجمت عينيها بعيدا واستدارت اليه حيث وضعت يديها على ه بينما لف ها بذراعه وقالت بصوت اجش من الدموع المحة
معقولة يا أمجد لا بجد دا كتير اووي عليا
اللي انا فيه دا ولا الحلم كمان
أجابها مؤكدا بحب
مافيش حاجه تكتر عليك يا قلب أمجد إنت واي حاجه الاقي انها هتخليني اشوف نظرة الفرح دى في عينيكي
استيقظ أمجد مع خيوط الفجر الاولى ونظر بجانبه ففوجئ بخلو الفراش!! قام على عجل حيث ارتدى مئزره وقلبه يخفق من الخۏف عليها ترى اين ذهبت وفجأة لمح ظل من خلال زجاج الة اتجه اليها حيث رآها واقفة ملتفة بشال حول كتفيها وهى واقفة تشاهد خيوط الفجر الاولى دخل الى الة وتقدم منها بخطوات خفيفة من دون أن تشعر به الى أن وصل اليها فأحاط كتفيها بذراعه بحب ومال عليا وقال بإهتمام
التفتت اليه ثم أسندت رأسها على ه فيما شد هو على ها بينما أجابت بنعومة
المنظر جميل بجد يا أمجد سبحان الله شوفت النهار بيتولد من قلب الليل ازاي
أجابها بمرح خفيف
ما كنتش أعرف انى متجوز شاعره
ضحكت وقالت
لا بجد بس المنظر الجمييل دا يخلي اي حد يقول شعر
هبة انا حاسس ان في حاجه شغلاكي يا ترى ايه هيا
ردت بخفوت
تصدقنى لو اقولك معرفش !! بس انا مش عارفة ليه مقبوضة من رجوعنا لا لا لا مش قصدي خاېفة من الطيارة وكدا انا قلقانه من نزولنا مصر عموما يمكن علشان هبتدى جلسات العلاج النفسي بعد ما نرجع والسؤال اللي مش بيفارقني دايما يا ترى هفتكر ولا مش هفتكر ولو افتكرت يا ترى هفتكر حاجه تخليني اقول ياريتني ما افتكرت بصراحه يا أمجد انا جوايا قلق غريب واحيانا بشوف صور وأنا نايمة بتروح وتيجي الليلة دى مثلا حلمت حلم غريب اووى حلمت بحصان وزرع ومرة واحده حد طلع لى بيضحك ضحكة وحشة اووى !!
فشدد من احتضانها قائلا وقد بدأ القلق يزحف اليه
حد حد مين شوفتى شكله
أجابت ببسمة خفيفة
هو بصراحه مش حد لأ حداية !! واحده شكلها مش مريح عارف شبه البنت معرفتكو دى اللي شوفناها في الفرح !!
لم تر هبة النظرة التى ارتسمت على وجه امجد وقتها فلو كان وقع نظرها عليها كانت ستعلم ان مفتاح اللغز يكمن في هذه الفتاة!!
ترى ماذا سيحدث عند رجوعهما من سفرتهما وهل تتحقق مخاۏف هبة هل ستتذكر هبة هل ستصادف سارة ثانية ما الترتيبات التى اتخذها أمجد لضمان ابتعاد سارة عن طريق هبة نهائيا
الحلقة الرابعة عشر
هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي حيث كان بانتظارهما كلا من علاء ويوسف وحالما وقعت عيني هبة على والدها اذ بها ترتمى بين ذراعيه وهى تبكي قائلة
بابا حبيبي وحشتني اووي اووي ربنا ما يحرمني منك أبدا ياارب
ابعدها يوسف قليلا عنه وأجابها بابتسامة وهو يمسح دموعها بيد حانية
وانت كمان يا روح بابا وحشتيني اكترررر الدنيا مالهاش طعم من غيرك يا قلبي
طالعهما أمجد بغرابة وهو يتساءل بداخله ترى هل تذكرت هبة والدها بقلبها فمن يراها ويرى لهفتها اليه وشوقها يكاد يقسم أنها لم تنسه ولو للحظة واحدة! لا يعلم لما طرق الخۏف قلبه وداهمته الهواجس هل ستعود اليها ذاكرتها دفعة واحدة هل ما يراه أمامه ما هو إلا دلائل عن قرب استعادتها لذاكرتها هو لا يريد أن يصبح أنانيا ولكنه لن ينكر أنه يدعو الله من قلبه أن يؤخر موعد اها كاملا حتى يكون حبه قد تملك منها كاملا فتستطيع الاستماع اليه والاقتناع بحقيقة ما حدث فعلا وقت ان فاجئته بالمكتب مع تلك الافعى الرقطاء
صرف تساؤلاته القلقة سريعا عن عقله والټفت الى هبة ووالدها موليا إياهما انتباهه كاملا ليمد يده مصافحا حماه معلقا بإبتسامة محاولا إضفاء طابع المرح على صوته
شكل حضرتك منافس كبيير ليا
ضحك يوسف وقال
لو ماكنتش متاكد انك منافس شريف ليا ماكنتش وافقت تاخد وردة حياتي مني صح يا هبة
هزت راسها موافقة بحماس وهى تضحك فيما قال امجد بمرح
هو ايه دا اللي صح! يعني لو كان عمي رفضني كنت هتوافقي
أجابته رافعة حاجبها تفزاز واضح
اكييد!! دا بابايا وهو أدرى واحد بمصلحتي وبعدين انا واحده متربية و ماينفعشي اعمل حاجه من غير اذن والدى لكن ممكن انا بقول ممكن أشغل الزنانة بأه!
ضحك والدها وهو يجيب
لا لا الحمد لله انى وافقت ولحقت نفسي قبل ما الزنانه ما تشتغل انا مش أد الزنانه دي تلاقيها لسه ماشغلتهاش عندك يا أمجد لما تشغلها هتعرف قصدي ايه
صافح علاء هبة وهو يبتسم معلقا
انت كمان عندك زنانة اللاه دا انتي كلك مواهب أهو!
ليه أمجد بخفة على رأسه وهو يقول بجدية مفتعلة
كلم مرات أخوك الكبير كويس يا ولد!!
تصنع علاء الخۏف ورد قائلا راسما تعبير الأسف على وجهه وقال موجها حديثه الى هبة الضاحكة
انا آسف يا مرات أخويا سامحيني مستعد لأي ترضية عاوزاها حتى لو كانت طنط!
احارت هبة وتساءلت
طنط ايه طنط دي
أجاب وهو يكتم ضحكاته بصعوبة
أقولك طنط يعني يا هبة احترام احترام مش مرات أخويا الكبير ولا أقولك يا أبلة!
نظرت اليه هبة بإغاظة وأجابت وهي تهم بالذهاب ناحية السيارة
لا قولي يا ميس أحسن!!
وبادرت بالانصراف وسط ضحكات الباقيين