حلم ولا علم بقلم منى لطفي
لالا انا هفضل موجود
فقالت والدته
طيب على الاقل غير هدومك
ولكنه اصر على الرفض فهزت برأسها يأسا من عناده الشديد ثم طلبت من علاء ان يوصلها هى والجد و علا الى المنزل وذهبت لتحاول ثانية مع والد هبة حيث أقنعته بعد جهد طويل انه من الافضل له ان يذهب معهم كى يأخذ قسطا من الراحه كي يكون بحاله جيده لدى استيقاظ هبة
خد يا أمجد غير هدومك
نظر اليه أمجد مستفهما وهو يرى علاء يمد اليه حقيبة بلاستيكية في حين تابع علاء
آه انت عارف والدتك صممت أجيبلك هدوم نضيفة معايا واتفضل شوف بأه هتعرف تقعد هنا ازاي بس انت مش هتغلب دي اكبر مستى استثمارى وانت من المساهمين الرئيسيين فيها تعتبر المالك يعني من الآخر فلو قولتلهم يفضولك
تناول أمجد الحقيبة وكان قد حجز جناح له حيث اغتسل وبدل ملابسه ثم خرج لاخيه الذي ناوله علبة عصير وشطيرة ولكنه رفض تناول أي شيء فكل ما يشغله الآن كيف يرى هبة الى ان اهتدى لطريقة معينة!!
اقنع أمجد علاء بالانصراف قائلا له انه سيخلد الى النوم وانه لو علم شيئا عن هبة سيخبرهم ثم ذهب الى غرفة العناية وحاول ان ينظر عبر زجاج الغرفة فلم يرى سوى جسدا ملقى على سرير واجهزة كثيرة موصولة به نظر حوله قليلا ثم رأى الممرضة المسؤولة عن العناية المركزة فذهب اليها ليقنعها ان تدعه يدخل اليها فرفضت وبشده ولكن بعد الحاح شديد منه اقت عليه وعلى حالته وهيئته المزرية فهو كما قال لها زوجها وكان اليوم هو الزفاف فوافقت شريطة الا يمكث اكثر من خمس دقائق كي لا يتسبب لها في مشاكل مع الطبيب المعالج انفرجت اسارير أمجد ووافق وضع أمجد كمامة على انفه لضمان عدم حدوث تلوث في الهواء للمريضة فتحت الممرضة له الغرفة وقالت بترجى
قال بلهفة وهو يلج الى الغرفة
ما تخافيش يا سيستر زى ما اتفقنا
فتركته وذهبت وقد اغلقت الباب خلفه
اقترب أمجد بخفه من السرير الابيض وراعه ما شاهده فقد كانت هبة نائمة وجهها شاحب وبشده يحاكى بياضه بياض الوساده التى ترقد عليها وشعرها الفتان ي بوجهها الصغير واجهزة كثيرة لا حصر لها ولا عدد موصولة بجسدها الصغير تناول أمجد كرسيا ووضعه بجانب سريرها وجلس عليه ثم مد يده وأمسك بيدها الموصوله بالمحاليل وبجهاز تتبع نبضات القلب في سبابتها مال على يدها فا وهو يستنشق راحتها وقال بصعوبة وهو يغالب دموعه
ثم ضحك ضحكة صغيرة كلها حزن وتابع
انت عارفة انا اتعودت على عصبيتك وزعلك معايا!! حتى عصبيتك وزعلك وحشونى
رفع نظره اليها وأكمل بحزن
انا كنت محضرلك مفاجأه لشهر العسل كنا هنروح جزيرة في البحر الكاريبي جزيرة كلها نخل ومايه زى اللي بتشوفيها في الافلام الاجنبية الرومانسية فاكرة لما قولتيلي يا ترى الجزر دى
ولا في زيك ابدا علشان خاطرى اصحى وانا اوعدك مش هزعلك تانى ابداااااا ارجووكى يا هبة ارجوووكى
دخلت عليه الممرضة تستعجله ليذهب
فقد اقترب موعد مرور الطبيب على حالات العناية المركزة وقف أمجد ونظر الى هبة وتركها وذهب وهو يلتفت كل خطوة لينظر اليها الى ان غادر العناية المركزة
صالة الانتظار ينتظرون الطبيب المسؤول عن حالة هبة كي يطمئنهم على الحال اتى الطبيب ووقف يدير نظره بينهم ثم قال
الحمد لله يا ه المؤشرات الحيوية بتاعت الآنسه هبة كويسة نقدر نقول انننا اجتزنا مرحلة الخطړ ففرح الجميع وصاروا يهنئون بعضهم البعض على نجاة هبة ولكن الطبيب قال فجأة
بس في حاجه !!
تساءل يوسف بقلق واضح
حاجة ايه يا دكتور انت لسه حضرتك قايل انها الحمد لله العملية نجحت
أجاب الطبيب وهو يوزع نظراته بينهم مقا عليهم مما سيقوله
هى المفروض كل المؤشرات الحيوية عندها سليمة لكن هى للاسف رافضة تصحى !!
فقال أمجد وهو مقطب جبينه
يعني ايه رافضة تصحى هو بأرادتها
فقال الطبيب بهدوء
للاسف يا استاذ أمجد الانسة هبة رافضة الرجوع لعالم الاحياء عقلها الباطن مدي اوامر لمخها بكدا علشان كدا هى في كوما غيبوبة يعني لكن للاسف هتفوق منها امتى منقدرش نحدد لانها مش غيبوبة مرضية هى الوحيدة اللى تقدر تحدد امتى عاوزة ترجع لنا تانى
وكان وقع الخبر كالصاعقة تماما عليهم جميعا وفجأه اذ بيوسف ي على أمجد ماسكا بياقته قابضا على ه وهو ېصرخ غاضبا
انت السبب انت السبب منك لله ذنب بنتي في تك حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل يااااااااااااااارب و وقع مغشيا عليه!!
سريعا امر الطبيب باحضار السرير النقال وحضر الممرضون وادخلوه سريعا الى حجرة الطوارئ وبعد قليل خرج الطبيب ليطمئنهم على حالة يوسف قائلا
بسيطة ان شاء الله الضغط علي عليه فجأه من الزعل واحنا علقناله محاليل وشوية وتقدروا تاخدوه معكم وانتم مروحين بس لازم يبعد عن اي انفعالات والدوا والاكل بمواعيد ونظام لو عاوزين ممكن ارتب لكم ممرضة تكون معاه
فقال الجد
شكرا يا دكتور بس احنا هنعتنى بيه وتأكد اننا لو احتاجنا ممرضة اكيد هنبلغك
ثم الټفت الى سعاد و علا وتابع بصرامة
أ يوسف مسؤوليتكم انتو الاتنين مش عاوزين نضيع البنت وابوها كفاية البنت ربنا يقومها بالسلامة وهو ينظر الى أمجد نظرة مليئة بالحنق والغيظ
تركهم أمجد وذهب الى الطبيب فهو الى الآن لا يستطيع ان يصدق ما قاله الطبيب دخل الى مكتب الطبيب حيث اشار عليه بالجلوس وبعد ان جلس استفهم منه اكثر عن الحالة فأعاد عليه نفس الكلام مرة اخرى فسأله أمجد ان كان هناك ما يستطيع عمله ليساعد على استيقاظها من غيبوبتها فقال الطبيب
على حد علمى انتو مكتوب كتابكم صح
هز امجد برأسه موافقا فقال الطبيب
في الغيبوبة بيكون فيه جزء صغير في المخ واعي للى حواليه علشان كدا في بعض الحالات بننصح اهل المړيض انهم يتكلموا معاه في زيارتهم ليه ويحاولوا يفكروه بأحداث وذكريات جميلة دى ممكن تنشط المخ وتخلى المړيض عاوز يفوق من غيبوبته اللى فرضها على نفسه بس ممكن أسال حضرتك سؤال
خمن امجد ماهية سؤال الطبيب واشار بالموافقة فتابع الطبيب
واضح جدا انه في عامل نفسي غير الوقعه وأثرها وعلشان نقدر نحط ايدينا على السبب لازم لو فيه اي شئ حضرتك شاكك انه ممكن يكون السبب النفسي دا تقولى عليه يعني مثلا سبب وقوعها اييه
سكت أمجد قليلا ثم روى للطبيب منذ دخول هبة فجأة الى غرفة المكتب حتى لحظة سقوطها غارقة في