حلم ولا علم بقلم منى لطفي
تزال تترنح من أثار الدوار الذي داهمها قبلا
انت مين اللي سمح لك انت تدخل اوضتى وبعدين دا تزوير ! ازاى اتجوزك وانا معرفش وما مضيتش على اي قسيمة وبابا ازاى وافق انت كداب !! انا ههقول لبابا اكيد هو ما يعرفش آآه
وسرعان ما وضعت يدها على عينيها مطلقة تأوه ألم من شدة الصداع الذي فاجئها زفر أمجد بضيق وقال وهو يهرع اليها ليسندها حيث تقف مترنحة تكاد تقع للمرة الثانية
أجابت حانقة فيما تحاول ان تدفع يده بعيدا عنها
نعم لعلمك بقه لو مافيش غيرك يسندنى انا مش عاوزاك!!
تركها ونظر اليها بهدوء مستفز
نظرت اليه وهى تقول بعصبية
انت هتستعبط يعملوها ويخيلو ! انت عارف انت قلت ايه دى مش مفاجأه حضرتك! دى کاړثة مصېبة نكسة لكن بالتأكيد افظع من اي مفاجأه
تمالك أمجد نفسه بصعوبة واخذ نفس عميق وهتف من بين اسنانه
اضطربت قليلا من تهديده الواضح ولكنها أجابته وهى تحاول ألا تظهر ما شعرت به من تحذيره لها مذكرة نفسها أنه لا يملك أي حق عليها
ليه ان شاء الله هتني
أجاب تخفاف واضح وهو يميل ما عليها بينما اضطرت للابتعاد بوجهها قليلا بعيدا عن نظرة عينيه الثاقبتين
تسمرت هبة في مكانها من دون أن تنبس ببنت ة بينما لاحت علامات الصدمة على ملامحها وقالت وهي تحاول بث الثقة الى نفسها أولا
قال بخبث
اللي خلاه يوافق قبل كدا على كتب الكتاب يخليه يوافق دلوقتي على الفرح صح ولا ايه
شعرت بالذعر من مجرد التفكير في امكانية موافقة والدها على هذه المهزلة التي يدعيها امجد ولكنه صادق فلو صح أمر عقد القران ذلك فمن السهل أن يوافق وتلدها على الزفاف فقد سبق له وأن عقد قرانها من دون علمها حتى وان كان متأكدا تماما من موافقتها ولكنها ليست جارية أو سبية يتحكمون فيها من دون علمها ولكنها تكاد تقسم أنه لا بد وأن في الأمر شيء ليس والدها أبدا الذي رباها على الكرامة وعزة النفس من يكون هو أول من يفرك في كرامة ابنته هناك حلقة مفقودة ولا بد لها
جذبت نفسا عميقا ثم نظرت اليه بتمالك أدهشه ونال اعجابه في ذات الوقت وقالت بهدوء وهى تنظر اليه ولكنها لم تستطع منع الدموع التي قفزت الى عينيها ولكنها تحكمت فيها بصعوبة وهي ترفض بإباء أن يظهر عليها أي بادرة من بوادر الضعف امامه
ليه انت بتعمل فيا كدا ليه كل دا علشان ايه علشان رفضتك كرامتك غالية اووى كدا عندك
قال بهمس أجش وهو يقترب بوجهه منها حتى أنها شعرت بأنفاسه الساخنة وهي ټ صحيفة وجهها المرمري
هتصدقيني لو قلت لك ان كرامتى مالهاش اي دخل باللي عملته!!
هزت راسها بالنفي بينما ارتسم تعبير الاستنكار وعدم التصديق وجهها وهي تنظر اليه رافضة لما تسمعه فيما تابع قائلا وعيناه تنظران اليها برجاء غريب عليه لم يسبق لها وأن لمحته في عيناه قبلا
لا صدقي
!! الحاجه الوحيده اللى خلتني عملت كدا هى انت!!
نظرت اليه مصډومة فتابع وهو يقبض على ذراعها بحرص خوفا من رفضها لملامسته
اه صدقي انت يا هبة انت السبب !! رفضك ليا وقرارك انك تبعدي عني هو اللي جنني وشتت عقلي و خلاني اعمل كدا باباكى لو مش متأكد انى فعلا عاوزك وهصونك ما كانش وافق !! عنادك الفظيع كان هيخسرنا بعض وانا مش عاوز اخسرك
أجابت بهمس حزين وعينيها تمتلآن بالأسف
انت ما كسبتنيش علشان تخسرني !! انت مش ملاحظ طريقتك معايا
! كلها اوامر !! حتى في طلبك الجواز مني كان بالأمر !! انا بنت لها مشاعرها يا أمجد من حقي
الانسان اللى ارتبط به يحس ناحيتي باحساس معين وانا كمان لكن انت عقلك بس اللي
بيحسبها والعقل جميل لو الموضوع شغل وبس لكن الجواز والات الانسانية لهم حسابات تانية خاالص وانا قلتلك كدا قبل كدا ليه تحرمنى من حقي في الاختيار انت اتقدمت لى وانا اخترت انى ما وافقش يبقى المفروض تحترم دا وتسيبني اشوف طريقي واقابل انسان عادى زيي انا مش عاوزاه رجل اعمال ومر و و و لا لا لا كل دا مايهمنيش انا عاوزاه انسان بسيط ېخاف عليا يحترمنى ويحترم رأيي يحسسني انى اغلى حاجه في حياته وانه لو خسر الدنيا كلها مش مهم المهم انه ما يخسرنيش أنا مش يفرض نفسه عليا لمجرد انه عاو ! انا مش شئ يعجبك فتقوم تقرر انك تاخده وتمتلكه انا انسانه وليا مشاعر واحاسيس
نظر اليها عميقا بينما اشتدت قبضته من غير وعي على مرفقها وقال بحدة مكبوتة
على چثتي يا هبة انك تكوني لحد غيري الحب والكلام دا في الافلام والروايات وبس لكن في الواقع العقل هو اللي حسبته بتكون صح انت بالنسبة لي عروسة مناسبة سنك وشكلك وثقافتك وتربيتك واظن ان نفس الشئ بالنسبة لي يعني فرق 12 سنة مش كبير اوي انت 24 وانا 36دا غير إني رجل اعمال ناجح غني من عيلة وشكلا أكتر بكتير من مقبول اعتقد يعني يبقى بحسبة بسيطة كدا جوازنا هيكون ارتباط ناجح
أجابته وقد أغاظها كلامه بمثل هذه الثقة المفرطة بالنفس وهو يعدد مزاياه كس منتظر بينما اكتلأت نفسها بالقة تجاهه وهي تتيقن في رداخلها أن أمجد ينقصه أهم شيء ألا وهو الاحساس! فهو وإن كان يمتلك مقومات الزوج الناجح شكلا ومظهرا ولكنه يظل فاقدا لأهم عنصر لا بد من توافره في مواصفاتها لزوج المستقبل ألا وهو المشاعر الانسانية لذا أجابته ونبرة صوتها تلون بهدوء حزين وهى تشير الى قلبها
لكن دا لازم يكون له رأي في الحسبة دى انا مش هحور الكلام ولا هدوره ومش هنكر انى كنت منجذبة ليك لا ومبهورة كمان! مبهورة بكل اللى انت