ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
ماعنديش استعداد اسمعلي كل شويه كلمتين يسمو بدني واحس بالذل ده
كادت والدتها تسقط عدة مرات وهي تحاول الإمساك بها
لتقف في مقابلتها خالتها وهي تبتسم لها بحب وتضمها بين يديها
الله مين اللي زعل القمر بتاعنا ورايحه على فين كده وواخده شنتطك معاكي
لو سمحتي يا خالتو سيبيني انا هامشي يعني هامشي
تمشي تروحي على فين انتي مش هاتخرجي من البيت ده الا على بيت عدلك انشاء الله
رمقته بنظره غاضبه لتجده مازال كما هو علي وضعه متكأ على الاريكه بكل رزانه
لتجد والدتها تجلس بجانبه دامعة العينين فشعرت انه ربما يفتح معها هذا الحوار فتخبره عن ما لا تريد هي البوح به
وارادت العوده لها حتى تحثها بعدم التحدث لكنها كانت متباطئة ذراع خالتها التي سارت للداخل بدون اي مقاومه منها
زعلانه مني انا
التفتت له غير مصدقة ما تلفظ به اذا هو بالفعل لا يطيق قربهم منه كما تشعر فجلست بجواره وبدئت حديثها بنبرة لائمه
بص يا مالك انا عارفه كويس انك مش مرحب بينا هنا بس انا مش طالبة منك غير انك تصبر علينا شوية
لحد ما أدبر نفسي انا وبنتي ونشوف شقه نسكن فيها حتى بالأيجار وادور على شغل اصرف من مرتبه عليا انا وهي
شقة اي وشغل اي بس اللي بتتكلمي عليهم انتي مش هتخرجي من هنا لانتي ولا بنتك دا بيتك يا خالتي زي ماهو بيت اختك بالظبط
انت مش مرحب بينا فيه
مين قال كده بس كل الحكاية اني كنت مستغرب الوضع شوية يعني زي ماتقولي كده واحد قافل على نفسه طول عمره
ماهو عشان كده لازم نشوف مكان تاني نقعد فيه غير هنا عشان انت متبقاش مقيد وتبقى حر في بيتك
لاء اطمني انا خلاص عرفت أأقلم نفسي على الوضع ده هو بس شوية ترتيبات هقولها عليها وتسمع كلامي
بعدها كلنا هنرتاح
يعني هي زعلت من الكلام ده
لاء هي زعلت لما سألتها اي السبب الحقيقي لمۏت ابوها
انت مش مصدق الكلام اللي قولته ليك
انا ماقولتش كده كل الحكاية انك شرحتي الموضوع بأيجاز وانا كنت حابب اسمع التفاصيل ومنها هي مش منك انتي بمعنى أصح.
بنتك في حاجه مخبياها ومش عايزه تحكيها ودا اللي مقصر على نفسيتها والسبب الرئيسي في مرضها
تقصد انها معندهاش حاجه عضوية والتعب اللي عندها ده تعب نفسي
طب انا ممكن احكيلك على كل حاجه
لاء انا عايزها هي اللي تحكي وتخرج كل اللي جوها وكنت حابب أعرض عليكي يعني نوديها لدكتور نفسي دا هيساعدها كتير بس تتكلم الاول معايا او مع أي حد
خرج صوتها كالأعصار من خلفهم
وانا ماعنديش حاجه اقولها ومش هاروح لدكاترة انا مش مجنونه عشان توديني لدكتور نفساني
وقف كالمارد بعين جامدة وبصوت رزين أصدر اوامره
صوتك مايعلاش في البيت ده تاني ولازم تفهمي اني مش بتأثر من البكى وحركات البنات ال.....دي
مش عايزة تتعالجي اوك براحتك بس كلامي هايتسمع و اتفضلي شيلي شنطتك اللي سيبتيها دي واطلعي على اوضتك يلاااا
بعين منكسرة نظرت الي والدتها وهمست
ماما تعالي نمشي من هنا
خذلتها والدتها واحنت رأسها
مالناش مكان تاني غير هنا يا شذي
اندلعت نيران القهر في قلب تلك الصغيرة وكأن والدتها تريد كسرها امامه
هذا الذي كانت منذ القليل تفتخر به وكأنه سندها في الحياة هو بنفسه من يحاول اذلالها بكل حسره
لكن لا يا ذو القلب الحجري انت لا تعرف عقلية شقيتك حتى الآن
لم تهزم بنت بحري من قبل لكي تظن انك منتصر عليها
تلك الفاتنة ذو العشرون عاما تقاتل من أجلها الرجال
فقط لينالو نظرة من عيناها او يحوزو على إعجابها
فبماذا تداوي نفسك يا طبيب الجراح حين يصيبك سهم رمشها الكحيل في صميم قلبك
صعدت الدرج سريعا بعد أن ألقت اول نظرة دامعه لتشق بها بحر قلبه
وولت الي غرفتها مغلقه عليها بابها مطلقة شهقاتها المنحبسة بداخلها العنان
شذى لنفسها طيب يا دكتور مالك اما نشوف مين فينا اللي كلامه هيمشي على التاني
اما وريتك شذي البنوته الصغيرة هتجننك ازاي يا ابيه.
انه اليوم الثالث لها مازالت حبيسة تلك الغرفة بأراداتها لم يرى احد وجهها الجميل منذ اللقاء الاخير والذي انتهى بتلك المشاجرة
ولم يريد أحدا منهم ان يزيد حنقها اكثر فتركوها تفعل ما تشاء
كما انشغل هو بعمله داخل المشفى ولم يعود إليهم الا اليوم
جميعهم مجتمعين على مائدة الإفطار الا هي وهو
بعد أن آفاق من نومه القصير وصلي فرضه بدء ينشغل بتمرين الضغط الرياضي البسيط حتى ينشط جسده قليلا
وحين كان ممددا على الأرض استمع الي نقرات خفيفة على الجدار الفاصل بين غرفته وغرفتها فوقف منتبه لهذا الصوت واقترب ليستمع اكثر
لكنه لم يستمع الي شئ فقط بعض النقرات تزيد
فتح بابه واتجه الي غرفتها ودق على الباب بقلق
خالتي انتي جوه في حاجه عندك
اتاه الرد سريعا وأجبره على فتح الباب دون أن ينتظر الاذن
كانت ملقية بجانب الجدار مرتدية منامة شتوية قصيرة وشعرها مفرود على ظهرها
تأن بصوت مكتوم متكورة على نفسها
جري عليها وانحني بجزعه
شذى انتي تعبانه ولا فيكي ايه
انا هنادي لمامتك وامي
شذى بصوت ضعيف استنى يا ابيه ماتسبنيش
مالك بتوتر طب حاولي تمسكي نفسك لحد السرير بس
مش قادره اتحرك ساعدني لو سمحت
مش هاقدر اساعدك وانتي بالمنظر ده
هو دا وقته بطني بتتقطع يا ابيه ومش عايزة ماما تقلق عليا
لزم الاستغفار كعادته ومد يده لها
طب هاتي ايدك وحاولي تقومي
شذى پبكاء طب قرب شوية
توقف به الزمن وتيبست قدماه ارضا أصبح كالجبل صامد وشلالات العرق تقطر من جبينه وټغرق وجهه كله
وهي تتحامل على نفسها وتتشبث به اكثر واكثر
شذى بدموع بصلي يا ابيه واسندني بس لحد السرير
مالك بتوتر اتفضلي نامي في سريرك واتغطى ولفي الطرحه دي على شعرك ده
شذي بوهن وقد ألقت بجسدها على الفراش مش قادره اتحرك خلاص سيبني وروح انت متشكره ليك على تعبك معايا
مالك پعنف وقد سحب الغطاء عليها وامسك حجابها وحاول لفه حول شعرها
متشكره على تعبي! انتي مش حاسه انك تاعبه الكل بعنادك ده واهو جيه على دماغك في الاخر
شوفتي اضرابك عن الأكل اتسبب ليكي في اي اتعدلي كده
كانت هزته لكتفيها بمثابة القشه التي قسمت ظهر البعير
نظرت اليه بماستيها لتلقيه في دوامة بحرهم وجهها المائل لصفار قرص الشمس المتوهج
ارقدها على الفراش وامسك معصمها ليحسب الوقت بين دقات قلبها ليشهق من طول المسافه بين كل دقه والاخري
جري على غرفته وحمل حقيبته وبعض الأدوية المنشطه للدوره الدمويه وعاد سريعا إليها وبدء يحقن وريدها بالدواء
وجلس قليلا يراقب لون وجهها الي ان شعر بأنه بدء يميل للحمره فجري مره اخرى ممسكا بمعطفه وهبط للأسفل
رؤه الجميع وهو يسرع في خطاه
للخارج فا نداه والده
الله رايح على فين يا مالك بتجري كده ليه وهتخرج بلبس البيت
انتو قاعدين هنا ومش حاسين بحاجه والبنت تعبانه