الخميس 12 ديسمبر 2024

ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 8 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي تحثهم على الذهاب معها
اتفضلوا يا طنط تعالي شذى ماتخفيش من حاجه يا حبيبتي
اتبعتهم للخارج ولكنها توقفت تنظر إلى تلك التي مازالت جالسه ولم تتحرك من مكانها 
هي الدكتورة سمر مش هتيجي معانا ولا ايه يا ابيه
ابتسمت لها ابتسامة صفراء
روحي انتي يا حبيبتي دكتورة رانيا هاتكشف عليكي الأول وبعدما تخلص معاكي هابدأ انا كشفي
رفعت جانب شفاها پغضب ساخر ورمقتها من اخمص رأسها الي أطراف حذائها ذوالكعب العالي
وهتفت له
عيشنا وشوفنا ايوووه عليكم يا بنات مصر
ثم ذهبت خلفهم دافعه الباب خلفها
لزم هو الاستغفار كعادته وغض بصره عنها ملتزما النظر في بعض الأوراق على مكتبه
خير يا دكتوره عايزه حاجه
كان صوتها هامس كاصوت كامنجه ساحرة
اه في الحقيقة انا كنت عايزة اقول لحضرتك انك لما غبت عننا اليومين دول وحشتني
ققصدي يعني وحشتنا كلنا كمواظفين وأصحاب وكده يعني يا مالك
دكتور مالك من فضلك
ثم ايه حكاية وحشتنا دي يا دكتوره احنا هنا في مستشفى مش قاعدين في كافيه
خجلت من نبرة صوته العالية وقررت ان تتحدث جدية
في اي يا دكتور انا بس كنت حابه اننا نبقي أصحاب زي ما الدكتور حسام والدكتورة رانيا اصحابك كده
أولا انا وحسام ورانيا أصحاب من ايام الدراسه وخصوصا حسام صاحبي من قبل الدراسه في الكليه كمان فايريت ماتقرنيش نفسك بيهم لاني مش بصاحب انسات واتفضلي بقى على شغلك
من غير تردد أسرعت للخارج بوجه بدا عليه الشحوب أثر احراجه لها
عادو الي المنزل وحدهم بعد أن تم عمل كل الفحوصات اللازمه لها وتركوه ليكمل يومه العملي
وفي المساء جلست هي في ردهة المنزل وتركتهم يجلسون سويا بالأعلى وكانت هي وحدها بحجابها ووجهها المكفهر تحاكي صديقتها الوحيده وابنة عمها
عبر الهاتف ولم تلاحظ مجيئه ووقوفه يستمع الي ما تقوله
خلاص بقى يا بسمه ماتعيطيش اكيد هنشوف بعض تاني مانا اكيد هاجي عشان الامتحانات ومش هضيع السن
ومين قالك اني خاېفه منه هو فاكر اني عشان ابويا ماټ خلاص انا مبقاش ليا حد
لاء يا حبيبتي قوليله
يفوق لنفسه دانا ورايا راجل على حق واذا كان ناسي البوكس اللي اخده من ايده يفكره
انسى بقى يابسمه اشرف مين ده اللي اخاڤ منه او اعمله حساب ربنا يخليلي ابيه مالك ياختي مش عايزه اقولك بېخاف عليا قد ايه دا ممكن لو لمح اشرف دا هنا بس يخليه يحصل ابويا بقي
الله يرحمه اهم حاجه ان الدنيا هديت عندكم و العركه خلصت
طيب مع السلامه
اغلقت هاتفها وظلت جالسه كما هي ليقترب هو منها ويلقى عليها السلام ثم يجلس على الاريكه مقابلها
السلام عليكم
فرحت عندما رأته ولكنها عوادت نظرتها العابثه مره اخري
وعليكم السلام حمدلله على السلامه
لاحظ هو عبوث وجهها ولكنه لم يبالي مغيرا وجهة الحديث
اومال فين الناس اللي في البيت
ماما وخالتو قاعدين فوق بيتكلمو مع بعض وبيعيدو الذكريات القديمة و عمو حسان راح الضريح
وانتي قاعدة لوحدك ليه و كنتي بتكلمي مين في الموبايل
اخذت ما يكفيها من الوقت وهي صامته فقط تنظر اليه
ليحثها على التحدث وهو يلوح لها بيديه
هيييي روحتي فين هو سؤالي صعب للدرجه دي
بحركه لا اراديه تحركت أهدابها لتواري عيناها عنه بخجل
لاء أبدا مش صعب و لا حاجه ااانا كنت بكلم بسمه بنت عمي و صاحبتي الوحيده
اه و يا ترى بقى قالتلك على اخر التطورات هناك
ايوه قالتلي ان بعد ماحنا مشينا الشرطه قبضو علي عمي وأشرف وكل رجالة العيلتين بس
خرجو على زمة التحقيق
وقالت كمان ان الحكاية هديت في الشارع
أيوااا الحكاية ماتعرفيني ايه الحكاية يا شذي
الان تملكت الرهبه منها ولا تعلم لماذا
حكاية اي بس يا أبيه ماهي ماما قالتلكم ان كان في واحد من جيرانا عايز يخطبني وابويا 
مارديش بيه
والزفت اشرف ابن عمتي اترازل عليه منه لله بقي
هو اللي قومها في دماغ ابويا واتسبب في العركه من الاول
واتسبب فيها ازاي بقى
للحظه تمكنت من أن تستعيد قوة نبرة صوتها الهاويه متذكره بذلك انها تستطيع الهروب من براثنه
الله هو تحقيق ولا ايه يا ابيه ولا تكون مش مصدقني بص لو عايز تعرف حاجه عندك ماما فوق تقدر تتكلم معاها لكن انا مش بحب اتكلم في الموضوع ده.
اقعدي مكانك تاني لو سمحتي
هو في اي هو حضرتك بتزعقلي يا ابيه
اه بزعقلك عشان انتي هنا في بيتي وبنت خالتي يعني اختي الصغيره
وطلما طلعتيلي فجأه كده ومطلوب مني أوافق على قعدتك في بيتي واحميكي من اي خطړ زي ماكنتي بتقولي لبنت عمك او صاحبتك دي دلوقتي
يبقى من حقي اني اعرف كل حاجه تخصك ومنك انتي مش من مامتك يا شذي
وقفت من مجلسها وعبراتها تهدد بالانهزام والهطول على وجنتيها أمامه ولكنها تمسكت و واجهته
بس انا مش اختك يا ابيه
ترجلت على الدرج لتتجه الي غرفة الطهي تاركة شقيقتها متجهه الي غرفتها بعد أن لمحت ابنتها تدلف لداخلها
الله انت هنا يا مالك حمدلله على السلامه جيت امتى
الله يسلمك يا ست الكل لسه داخل حالا انتي بقى مش عاويدك يعني اجي وملاقيش ريحة الاكل بتفحفح من المطبخ
معلش اصلي كنت قاعده مع خالتك شوية والكلام اخدنا بس اديني دقايق وهتلاقي احلى طاجن بامية باللحمه يستاهل بؤك ومعاه طبق الرز اللي بتحبه.
أعطته ظهرها متجهه الي وجهتها لكنه اوقفها برزانته المعهوده
نتيجة التحاليل ظهرت يا امي
شعرت من طريقته بالسوء بل هي تأكدت انه سيلقي على مسامعها خبر اسوء مما تظن حين التفتت اليه ورأته منحني الرأس
خير يا مالك مالها شذى هي بنت خالتك عندها حاجه وحشه لا سمح الله
اطمني يا أمي مافيش حاجه تخوف
بجد طب الحمد لله بس انت ليه زعلان كده لاما هي كويسه
مش زعلان ولا حاجه هي فعلا معندهاش مرض عضوي واكيد الڼزيف المستمر عندها ده واللي مسبب ليها الأنيميا سببه مرض نفسي
مش فاهمه يابني هو المړض النفسي يعمل كده
اه طبعا
طب وهتعالجها ازاي من الحكايه دي
أولا لازم تطمن ليكي وتتكلم معاكي يا أمي أنا حاولت اتكلم معاها دلوقتي بس هي هجمتني بطريقه شرسه ودا خلاني اتأكد أن في حاجه هي مخبياها علينا
ثانيا بقى لازم اعرضها على دكتور نفسي
طب عشان خاطري انا يابني عارفه ان
ده صعب عليك وانك مش بتحب تتعامل كتير مع البنات بس دي زي اختك يا مالك واكيد مش هتتخلي عنها
وضع قدم فوق الأخرى متكأ بظهره على المقعد واضعا عضده على فخذه و ناظرا للأعلى حيث مصدر صوتها العالي
اختي الصغيرة مش عاجبها كلامي يا أمي واضح اوي اني هتعب معاها جدا
انت قولتلها حاجه
لاء طبعا ومن فضلك انتي كمان اوعي تجيبي سيرة ليها وابقي اديها الشنطه دي
فيها ايه الشنطه دي
ده إسدال بيتي جيبته ليها عشان تقعد براحتها بيه في البيت بدل العبايه والحجاب الأسود وكمان الأدويه دي خليها تاخدها بانتظام هتحسن من حالتها شويه
يابنتي قوليلي بس بتعملي كده ليه ودموعك مغرقه وشك ليه كده وبتلمي الهدوم تاني في الشنطه ورايحه على فين
صړخت في وجهها بكل انفعال وهي تغلق حقيبتها وتجرها خلفها وتزج والدتها من امامها
ماتحوليش يا ماما انا ماشيه ومش هاقعد هنا لحظه واحده تاني واذا كنتي انتي عايزه تفضلي هنا خليكي
لكن انا

انت في الصفحة 8 من 82 صفحات