هل فات الأوان بقلم ناهد خالد
ياسليم أنا من زمان متبسطش كده
لمعت الفرحه بعيناه لفرحتها هكذا وقال
_أولا مفيش شكر ما بينا أنا جوزك ثانيا بعد كده متعارضنيش لما أخدك مكان مش علي مزاجك عشان كل مره بتتذمري وفي الآخر بتتبسطي
ابتسمت بصفاء تقول
_حاضر
_مادام
رافض الشكر يبقي عالأقل تاخد مكافأه
ابتسم بغبطه وهو يقول بسعاده ومكر
_اعملي حسابك كل يوم هتلاقي مفاجأه أو خروجه حلوه المهم اي حاجه آخرها مكافأه
أنهي حديثه بغمزه عابثه جعلتها تتورد خجلا وهي تشيح ببصرها عنه
_______ناهد خالد _______
في اليوم التالى
_أنا طبخت حمام
اتسعت عيناه بدهشه طفوليه وهو يقول
_بجد!
صفقت بحماس وهي تؤكد
_ايوه وطلع شكله يجنن
اتجه للمطبخ سريعا وهي خلفه رآه يتوسط طاولة المطبخ فهتف بانبهار
_ايه ده! شكله جااامد لا وكمان متفتحش منك في التحمير
_لا محصلوش حاجه وشكله حلو زي الي بيبقي في المطاعم أو ال tv
ابتسم بغبطه يقول بفخر
مطاعم ايه بس ده أحلي منه ألف مره دي الحمامه بترقص بالصلاه على النبي
ضحكت بشده ضحكه مرحه يتخللها الكثير من السعاده لإطراءه علي ما فعلت هكذا
عندما تنجح بشئ ما مهما كاتت تفاهته يقف ويصفق لها مبديا إنبهاره وفخره بما فعلت وهي تبدو كطفل صغير رسم رسمه أشادت بها والدته فجعلته يحلق سعيدا بأن رسمته نالت إعجابها بهذا الشكل
ناهد خالد
باليوم التالي
_يعني ايه يا داليا علاقتكوا دلوقت شكلها ايه
أن يعطي لعلاقتهما فرصه للإستمراريه وهذا فقط مايعلمه وبالطبع يري حب ابنه لها في عينيه ولكن أثارت استغرابه حين سألها منذ قليل بمرح عن إذا كان هناك حفيد آتي قريبا توترت وتغيرت معالم وجهها فأثارت ريبته وما زاد الأمر سوء حين قالت أنا وسليم علاقتنا زي ما هيا
ردت بلجلجه
_عمي احنا آه بقينا عارفين أننا مستمرين في علاقتنا بس الي أقصده إن علاقتنا كزوجين لسه زي ما هيا
رد بتقطيبة حاجب
_قصدك لسه متممتوش جوازكم
_طب لي
توترت وهي تجيبه
_سليم قالي أنه هيسبني براحتي لحد ما أنا الي أقوله أني جاهزه نبدأ شكل جديد لعلاقتنا هو مش عاوز يضغط عليا بأي شكل كان
تسائل بعدم فهم أكبر
_ايوه وأنت مستنيه ايه
فركت كفيها بتوتر تقول
_مش قادره مش قادره أكون معاه بالشكل ده
أصابه تخبط كبير وهو لا يفهم حديثها وقال
_يابنتي أنا مش فاهم حاجة شكل ايه ومش قادره لي
تنهدت بعمق قبل أن تبدأ بالحديث
_عمي الموضوع ده بالزات بعده مفيش رجوع إني أقرر علاقتنا تاخد الشكل ده يبقي احنا ارتبطنا ببعض ومفيش مفر للهروب أني أقوله أني جاهزه أن علاقتنا تاخد الشكل الجدي وتبقي طبيعيه زي اي زوجين أنا كده ببني حياه حياه جديده هتتبني من اليوم الي هنقرب من بعض فيه أنا مش قادره أخد الخطوه دي وابني معاه حياه جديده علي كدب عشان ابدأ معاه صح وحياتنا تنجح لازم تتبني علي الصدق لازم قواعد قويه تشيل البيت ياعمي وأنا أنا مش قادره أواجهه وفي نفس الوقت كل يوم بېقتلني الخۏف أني أصح الصبح الاقيه عارف كل حاجه أنت مش متخيل الي أنا عيشاه
_يابنتي لي كل ده! سليم مش هيعرف حاجه متخفيش
_الكدب مهما طال حباله قصيره وهييجي يوم ويعرف وعلي ما ييجي اليوم ده هكون مۏت كل يوم من الړعب كل يوم وفكرة انفصالنا لما يعرف الحقيقه مبتفارقنيش أنا فرحتي ناقصه بسبب الموضوع ده بضحك وبفرح معاه وأنا جوايا خوف مبيقلش بالعكس بيزيد أنا اتعلقت بسليم أكتر وحبيته أكتر ومش هقدر يبعد عني
أنهت حديثها وأجهشت بالبكاء بكاء مصدره الخۏف الړعب من لحظه مجهول وقتها يعلم فيها كل ما حدث فيقصيها عن حياته بلا رجعه
ناهد خالد
بعد أسبوع
تأفف پغضب وهو يري هاتفه قد نفذت بطاريته لقد نسي أن يضعه بالشاحن أمس قبل النوم خرج من غرفته ليتجه لغرفة داليا دق الباب ظنا منه أنها تبدل ثيابها بعد أن أنتهوا من الإفطار وذهب كلا منهما لتبديل ثيابه للذهاب للعمل لم يجد رد ففتح الباب ببطئ استمع لصوت هدير المياه بالحمام فاستنتج وجودها بالداخل اتجه لهاتفها الموضوع فوق الفراش وجلبه ليجده مغلق بكلمة مرور اتجه لباب الحمام يدق فوقه قبل أن يستمع لصوتها يجيب فقال
_معلش يادودي فوني فصل شحن وعاوز أكلم بابا ضروري أسأله علي ورق مش لاقيه عندي افتحي فونك أكلمه من عليه
خرجت من أسفل المياه ولفت نفسها بمنشفه سريعا وفتحت جزء من الباب تمد يدها ليعطيها الهاتف وفعل فتحته وجلبت رقم هاتف والده وطلبته وأعطته إياه تقول
_اهو طلبطهولك
أخذه منها وأغلقت هي الباب لترتدي ثيابها
خرج من الغرفه وهو ينتظر رد والده ولكن لم يجيب حاول أكثر من مره وما من مجيب أراد مهاتفة معتصم ذهب لمكتبه ليأتي برقمه من الدفتر الخاص بالأرقام لعدم استطاعته فتح هاتفه ضغط أول خمسة أرقام ليظهر أمامه الرقم مسجل بالفعل!
معتصم
دلف لسجل المكالمات الخاص بالرقم ليجد الكثير من الإتصالات حسنا آخر إتصال منذ شهر ونصف ولكن فيما قبل هذا كانت الإتصالات كثيره لدرجة الشك!
دلف لتطبيق الواتس آب وبحث عنه ووجد محادثته بها صور حسن وريهام التي آراه إياها! وأسفلها عباره
أنا مش هقدر أوريها لسليم دلوقتي لحد ما أعرف هما عاوزين ايه واي علاقتهم ببعض بس حبيت أطمنك أننا قربنا أوي
كانت هذه آخر رساله منه منذ ثلاثة أشهر !
اشتعلت النيران بعيناه وهو يشعره نفسه غبيا بينهما لا يعلم ما يدري من حوله ما علاقتها بمعتصم وما معني رسالته والصور ولما بعثها لها! خرج من مكتبه كالثور الهائج واتجه لغرفتها وجدها تخرج من الحمام ملتفه بثوب الإستحمام البورنس شهقت بخضه تقول
_اي ياسليم ده مش تخبط!
صمتت حين نظرت لوجهه المشتعل وخطواته الغاصبه التي تقترب منها وفي اللحظه التاليه كان يقبض علي يدها پعنف وهو يسألها بفحيح كالأفعي
_اي علاقتك بمعتصم
هزها پعنف بين يده وهو ېصرخ بها
كانت كعصفور كسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي أستقر علي الأرض أخيرا معلنا سقوطه كسقوطها بين يده في اللحظه التاليه!
كانت كعصفور كسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي أستقر علي الأرض أخيرا معلنا سقوطه كسقوطها بين
يده في اللحظه التاليه!
أسرع بإسنادها وقد أنتابه القلق حيالها رغم غضبه العاصف منها حملها يضعها برفق فوق الفراش يحاول السيطره علي أعصابه وكبت غضبه حتي يطمئن
تذكرت علي الفور ما حدث فنهضت سريعا تعتدل بنومتها ابتعلت ريقها بتوتر جلل وهي تنظر له بصمت
وقف مبتعدا يضع زجاجة العطر محلها وقال وهو يعطيها ظهره
_لو ال show العرض بتاعك خلص مستني إجابة أسئلتي
يظنها أدعت الإغماء يظنها تخدعه ولكن لا يعرف أنها فقدت الوعي حقا حين رأت كل ما فعلته ينهار أمامها حين أيقنت أن اللحظه التي تخشاها قد أتت حين شعرت أنه اليوم الأخير لوجودها بحياته
لما لا تستطيع الحديث! لما لا ترد علي أسئلته وكأن لسانها أنعقد ولا تجد ما ترد به من الأساس
انتفضت علي صوت إنكسار زجاجة عطره التي كان يمسكها بيده بعد أطاح بها لتصتدم بالحائط التف لها بأعين حمراء من الڠضب وهو ېصرخ بها بنفاذ صبر
_ورحمة أمي أنا ماسك نفسي بالعافيه فردي عشان متندميش أنك مردتيش من اللي هعمله فيك
لو تعلم كم الأفكار التي تتأجج بعقله أثر صمتها هذا لما صمتت دقيقه واحده لو تعلم إلما وصلت أفكاره لنطقت لتنجد نفسها منها
استمع لدقات فوق باب الجناح زجره بنظره حاده قبل أن يتجه للخارج وقف أمام الباب يلتقط أنفاسه الثائره يحاول تهدئة أعصابه التي أشبهت بنزين يقترب منه عود من الكبريت فأوشك أن ېحرق المكان بأكمله فتح الباب ليجد أبيه أمامه هتف باستغراب
_حضرتك لسه هنا! أنا فكرتك نزلت الشركه!
_لا أصل صحيت متأخر النهارده علي غير العاده مش عارف لي! معتصم كلمني كان بيسأل علينا عشان اتأخرنا احنا الاتنين وبيرن عليك تليفونك مقفول
_فاصل شحن
_طيب أنا هنزل أخد الورق بتاع الاجتماع وهروح أنا أحضره مفضلش غير ساعه وأنت ابقي أنزل علي اجتماع آخر النهار
_تمام أنا كنت لسه هكلم حضرتك أسألك عن الورق لأني ملقتوش عندي
_ خدته امبارح عشان كنت مقرر احضر اجتماع الصبح عشان العصر عندي ميعاد دكتور
تسائل بقلق
_دكتور لي حضرتك تعبان
ابتسم بهدوء يطمئنه
_لأ ده عشان يشوف الفحوصات الشهريه الي بعملها متقلقش
اتجهت بخطي بطيئه متثاقله وعيناها وشحوب وجهها يحكي الكثير
هتف محمد بقلق
_مالك يا داليا
رد سليم سريعا
_مفيش يابابا كانت تعبانه شويه
وزجرها بنظره محذره بأنه لا يريد أن يعرف أبيه شيئا اقتربت حتي وقفت أمام والده وهنا تساقطت دموعها بعجز وهي تنظر له بحسره اقترب منها سريعا لرؤيتها بهذه الحاله وقال
_مالك يابنتي في ايه
زفر سليم پعنف وكاد يتحدث حين قاطعته هي وهي تقول پبكاء
_سليم عاوز يعرف اي علاقتي بمعتصم
قطب سليم حاجبيه بشده متفاجئا من حديثها أويعلم أباه علاقتها به! ابتلع محمد ريقه بتوتر وهو ينظر لها ثم ينقل بصره له وهتف
_مفيش ياسليم ده مجرد شغل وأنا عارف
صړخت بتعب وكأنها لا تريد أن تفوت هذه الفرصه لتزيل من علي كاهلها حمل خداعها له
_لأ مش شغل أنا تعبت ومش هكذب تاني ولا هخبي تاني أيا كانت النتيجه هتبقي أرحملي من اللي أنا فيه
_هو في ايه
صړخ بها سليم بنفاذ صبر وڠضب وهو يشعر نفسه أبله بينهما
ردت هي بتماسك ضعيف
_اتصل علي معتصم ييجي يا عمي
ناهد خالد
مرت نصف ساعه عصيبه علي الجميع
بين
توتر من محمد عما سيؤل إليه الأمر بعد كشف الحقائق ويرتب ما سيبرر به كل ما فعله ويخشي رد فعل أبنه مع زوجته وصديقه أكثر ما يخشي رد فعله معه
وسليم الذي تتضارب الأفكار في رأسه عدا فكرو أن تكون هنالك علاقه غير أخلاقيه بينهما ف أبيه علي علم بالأمر ينظر لأبيه لحظه ويتوقف عندها لحظات حالتها توجع قلبه حقا يتمني لو كان الأمر لا يخصه لكانت بين أحضانه الآن