السبت 23 نوفمبر 2024

هل فات الأوان بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

مانضفتك وخليتك هانم وبعد ست سنين جواز جايه تبعيني وتبيعي بنتي 
وضعت يدها في خصرها بطريقه سوقيه وقالت 
زهقت طهقت ومليت من العيشه دي وأنا لسه في عز شبابي ومن حقي استمتع بيه مش اقعد عشانك أنت وبنتك وموريش حاجه غيركم أنا اي اللي يغصبني علي كده إن شاء الله 
دلوقتي كارهه العيشه الي حفيت عشانها بنتي! هي فعلا بنتي وأنا هنسيها أشكالك 
رمي بورقه في وجهها وقال 
خدي مؤخرك اهو يكش بس يملي عينك الفارغه أنت طالق وبكره هطلقك عند المأذون ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من بنتي أنت من دلوقتي مېته بالنسبه لينا 
أغمضت عيناها بقوه تمنع شهاقتها من الخروج تتذكر حين استمعت لحديث والدتها الخالي من الرحمه طفلهمجرد طفله لم تبلغ الخمس سنوات تستمع لهكذا حديث من والدتها بل والأدهي ما حدث بعدها 
لم يعلم كم مر عليه من وقت ولكن أخيرا فتحت عيناه لتعلن عن استيقاظه شعر بأنه مازال بين أحضانها وقد كان حين شعرت به أغمضت عيناها مدعيه النوم كي تهرب منه ومن أي سؤال قد يطرحه حينما يري شكل وجهها رفع رأسه ليجدها مغمضة العينين ولكن إحمرار وجهها وأرنبة أنفها خاصة بشكل مبالغ به ورغم إطباق جفنيها ظهر ورم طفيف أسفل عيناها المغلقتان من كثرة البكاء ابتعد عنها بقلق وهو يهتف
_داليا
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي
_داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه 
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له
بل قالت
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير 
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
_مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
_أنا كويسه 
رد باستنكار 
_كويسه أنت مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنت بتعيطى لى أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير 
_مفيش افتكرت حاجه ضايقتنى 
تسائل بفضول 
_حاجة أيه
تنفست بعمق وهي تقول 
_مفيش أنا عاوزه أنام تصبح على خير 
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها 
ناهد خالد 
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه 
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه شعر بشئ سئ يوخز قلبه وشعور أسوء يجتاحه مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار عزم علي ضرورة معرفة ما بها 
استمعت لصوت مقبض الباب يدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم 
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها 
_داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاك 
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى 
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول 
_نعم يا سليم 
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
_مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل 
_طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول 
_أنا بس افتكرت بابا 
زفر بنفاذ صبر وقال پحده 
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع 
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك 
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر 
_أنا آسف مخدتش بالي أ 
قاطعته وهي تقول بحسره 
_لا متعتذرش أنا بس لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك يمكن لأني مش فاكره حضنها ويمكن ملحقتش تحضني 
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين 
_في حاجات كتير أوي
افتقدتها حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها 
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له وجدته يكوب وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامه 
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه !
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل 
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت 
صمت قليلا ثم قال بمرح
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه! 
ردت بسخريه 
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس 
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده 
نظرت له بتمعن قبل أن تقول 
_عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال 
_لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاك متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل معاها أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه وطبعا القرار ليك 
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها حياه 
_أيه الي خلاك تغير رأيك يعني أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها
_أتعودت أتعودت عليك مبقتش شايف البيت من غيرك لما بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنت ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا شوفته بعين تانيه عين أحلي وأجمل برتاح في الكلام معاك وبحس فيك عوض عن أمي يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام ك ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاك زي أني بقيت بتغدي في البيت وبفطر قبل ما أنزل وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم ۏفاتها في حد بيهتم بيا وبهتم بيه حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعض وأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح 
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه يكفيها ما قاله ويفيض لم تحلم يوما أن يقول ربع حديثه هذا بل وبهذه السرعه!
_لي واثق أننا هنكمل الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل 
هتف بإصرار 
_كل ده طبيعي مفيش حياه ورديه بس أوعدك أنك لو وافقت هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده 
وهل لها أن ترفض! مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده 
_موافقه 
_______ناهد خالد ___
وكانت نقطة البدأ 
وضحكات تزلزل أركانه يغمض كلا منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري يشتاقون لفراقهم ليلا! ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاته مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده مكتب واحد يضم كلايهمارغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها ولعله علم في الثلاثين يوما الماضيين أنه أحبها استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان ولكنه مرحب

ناهد خالد 
_سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز ذمت شفتيها بضيق وقالت 
_أنا جعانه 
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه
_عنيا تاكلي أيه
قطبت حاجبيها بتذمر تقول
_أنت برضو هتطلب دليفري
تنهد قبل أن يسألها بحذر
_اومال عاوزه اي يا داليا
ابتسمت بحماس تقول
_تعالي ننزل ال rest area الاستراحه وناكل تحت 
ابتسم باقتضاب 
_ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
_ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه
_مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنت عارفه أني مش هوافق 
ردت پحده
_لي مالهم الموظفين!
_مالهمش بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم 
تمتمت بخفوت 
قطب حاجبيه يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه
_بتقولي حاجه يادودي
ابتسمت بغيظ وقالت 
_لأ 
وكالعاده يفوز هو وينفذ ما يريد وكما توقعت لم يخلو الطعام حركاته التي تخجلها كإصراره علي إطعامها بيده من حين لآخر و مغازلته الصريحه لها والتي تجعل الحمره تنتشر في وجهها واقترابه المباغت لها يأخذ بعض القبلات البريئه كما يتدعي حين تنهره علي فعلته! رغم أنه علي هذا المنوال طوال الشهر المنصرم لكنها لم تستطع ألا تخجل! ورغم هذا إلا أنها ترفرف كالفراشات وقت الطعام ورغم تذمرها البادي له إلا أنها تحب ما يفعله وبشده فصدق من قال يتمنعن وهن الراغبات 
ناهد خالد 
_سولي!
لم يجيبها هذه المره فربما تكون العاشره التي تناديه فيها لا تنفك كل دقيقه وتناديه لتخبره أنها 
_سولي مش قادره أمشي بقي تعبت!
هذا هو حالها منذ أن دلفوا للتسوق تتذمر لا تفعل شئ آخر 
وقف بالعربه التي يجرها ليضع بها المشتريات 
_بعدين يا داليا أنا لو واخد بنت أختي مش هتتعبني كده!
ردت بتذمر ك الأطفال
_ياسليم بقالنا ساعه بنلف في المول وفي الآخر ايه ده!
قالتها وهي تشير للمشتريات الموضوعه بالعربه 
_شاور وبلسم وسبراي بس بقالنا ساعه بنلف في القسم وفي الآخر هم دول الي جبتهم بعدين أنت بطئ اووووي يا سليم أنت بتقف قدام كل رف وبتقف قدامه تفحص كل الي فيه! لي يا حبيبي أنت عارف أنت محتاج ايه هاته ونخلص 
نفخ بضيق يقول 
_ياداليا قولتلك أنا ال التسوق عندي متعه وبعدين يمكن أشوف منتج جديد يعجبني أجيبه كمان أنا بفسحك 
_تفسحني! 
قالتها باستنكار وأكملت 
_أنا تعبت من مشي السلحفاه دي 
نقل المنتجات للرف السفلي للعربه وفجأه وجدته يحملها ويضعها في العربه شهقت بخجل وهي تقول 
_سليم ايه ده الناس هيقولوا عليا ايه نزلني 
تحرك بالعربه وهو يقول
_هشش خليك مكانك سيبك من الناس المهم مسمعش صوتك بقي 
صمتت رغم خجلها ممن حولها ثوان وتناست الجميع حينما بدأ ينتشلها لعالم لم يكن به غيرهما بدأت تضحك بإنطلاق حينما أصبح يضع الأشياء فوقها ويسرع بالعربه تاره ويبطئ بها تاره أخري 
أنتهوا أخيرا من جولتهم واتجهوا لسيارته 
هتف وهو يستقل المقعد جوارها 
_اتبسطي
أومأت سريعا بإيجاب 
_اووي شكرا

10  11 

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات