هل فات الأوان بقلم ناهد خالد
مانضفتك وخليتك هانم وبعد ست سنين جواز جايه تبعيني وتبيعي بنتي
وضعت يدها في خصرها بطريقه سوقيه وقالت
زهقت طهقت ومليت من العيشه دي وأنا لسه في عز شبابي ومن حقي استمتع بيه مش اقعد عشانك أنت وبنتك وموريش حاجه غيركم أنا اي اللي يغصبني علي كده إن شاء الله
دلوقتي كارهه العيشه الي حفيت عشانها بنتي! هي فعلا بنتي وأنا هنسيها أشكالك
رمي بورقه في وجهها وقال
خدي مؤخرك اهو يكش بس يملي عينك الفارغه أنت طالق وبكره هطلقك عند المأذون ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من بنتي أنت من دلوقتي مېته بالنسبه لينا
لم يعلم كم مر عليه من وقت ولكن أخيرا فتحت عيناه لتعلن عن استيقاظه شعر بأنه مازال بين أحضانها وقد كان حين شعرت به أغمضت عيناها مدعيه النوم كي تهرب منه ومن أي سؤال قد يطرحه حينما يري شكل وجهها رفع رأسه ليجدها مغمضة العينين ولكن إحمرار وجهها وأرنبة أنفها خاصة بشكل مبالغ به ورغم إطباق جفنيها ظهر ورم طفيف أسفل عيناها المغلقتان من كثرة البكاء ابتعد عنها بقلق وهو يهتف
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي
_داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له
بل قالت
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
_مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
_أنا كويسه
رد باستنكار
_كويسه أنت مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنت بتعيطى لى أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير
تسائل بفضول
_حاجة أيه
تنفست بعمق وهي تقول
_مفيش أنا عاوزه أنام تصبح على خير
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها
ناهد خالد
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه شعر بشئ سئ يوخز قلبه وشعور أسوء يجتاحه مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار عزم علي ضرورة معرفة ما بها
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها
_داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاك
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول
_نعم يا سليم
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
_مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل
_طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول
_أنا بس افتكرت بابا
زفر بنفاذ صبر وقال پحده
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر
_أنا آسف مخدتش بالي أ
قاطعته وهي تقول بحسره
_لا متعتذرش أنا بس لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك يمكن لأني مش فاكره حضنها ويمكن ملحقتش تحضني
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين
_في حاجات كتير أوي
افتقدتها حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له وجدته يكوب وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامه
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه !
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت
صمت قليلا ثم قال بمرح
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه!
ردت بسخريه
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده
نظرت له بتمعن قبل أن تقول
_عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال
_لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاك متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل معاها أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه وطبعا القرار ليك
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها حياه
_أيه الي خلاك تغير رأيك يعني أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها
_أتعودت أتعودت عليك مبقتش شايف البيت من غيرك لما بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنت ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا شوفته بعين تانيه عين أحلي وأجمل برتاح في الكلام معاك وبحس فيك عوض عن أمي يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام ك ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاك زي أني بقيت بتغدي في البيت وبفطر قبل ما أنزل وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم ۏفاتها في حد بيهتم بيا وبهتم بيه حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعض وأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه يكفيها ما قاله ويفيض لم تحلم يوما أن يقول ربع حديثه هذا بل وبهذه السرعه!
_لي واثق أننا هنكمل الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل
هتف بإصرار
_كل ده طبيعي مفيش حياه ورديه بس أوعدك أنك لو وافقت هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده
وهل لها أن ترفض! مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده
_موافقه
_______ناهد خالد ___
وكانت نقطة البدأ
وضحكات تزلزل أركانه يغمض كلا منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري يشتاقون لفراقهم ليلا! ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاته مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده مكتب واحد يضم كلايهمارغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها ولعله علم في الثلاثين يوما الماضيين أنه أحبها استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان ولكنه مرحب
ناهد خالد
_سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز ذمت شفتيها بضيق وقالت
_أنا جعانه
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه
_عنيا تاكلي أيه
قطبت حاجبيها بتذمر تقول
_أنت برضو هتطلب دليفري
تنهد قبل أن يسألها بحذر
_اومال عاوزه اي يا داليا
ابتسمت بحماس تقول
_تعالي ننزل ال rest area الاستراحه وناكل تحت
ابتسم باقتضاب
_ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
_ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه
_مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنت عارفه أني مش هوافق
ردت پحده
_لي مالهم الموظفين!
_مالهمش بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم
تمتمت بخفوت
قطب حاجبيه يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه
_بتقولي حاجه يادودي
ابتسمت بغيظ وقالت
_لأ
وكالعاده يفوز هو وينفذ ما يريد وكما توقعت لم يخلو الطعام حركاته التي تخجلها كإصراره علي إطعامها بيده من حين لآخر و مغازلته الصريحه لها والتي تجعل الحمره تنتشر في وجهها واقترابه المباغت لها يأخذ بعض القبلات البريئه كما يتدعي حين تنهره علي فعلته! رغم أنه علي هذا المنوال طوال الشهر المنصرم لكنها لم تستطع ألا تخجل! ورغم هذا إلا أنها ترفرف كالفراشات وقت الطعام ورغم تذمرها البادي له إلا أنها تحب ما يفعله وبشده فصدق من قال يتمنعن وهن الراغبات
ناهد خالد
_سولي!
لم يجيبها هذه المره فربما تكون العاشره التي تناديه فيها لا تنفك كل دقيقه وتناديه لتخبره أنها
_سولي مش قادره أمشي بقي تعبت!
هذا هو حالها منذ أن دلفوا للتسوق تتذمر لا تفعل شئ آخر
وقف بالعربه التي يجرها ليضع بها المشتريات
_بعدين يا داليا أنا لو واخد بنت أختي مش هتتعبني كده!
ردت بتذمر ك الأطفال
_ياسليم بقالنا ساعه بنلف في المول وفي الآخر ايه ده!
قالتها وهي تشير للمشتريات الموضوعه بالعربه
_شاور وبلسم وسبراي بس بقالنا ساعه بنلف في القسم وفي الآخر هم دول الي جبتهم بعدين أنت بطئ اووووي يا سليم أنت بتقف قدام كل رف وبتقف قدامه تفحص كل الي فيه! لي يا حبيبي أنت عارف أنت محتاج ايه هاته ونخلص
نفخ بضيق يقول
_ياداليا قولتلك أنا ال التسوق عندي متعه وبعدين يمكن أشوف منتج جديد يعجبني أجيبه كمان أنا بفسحك
_تفسحني!
قالتها باستنكار وأكملت
_أنا تعبت من مشي السلحفاه دي
نقل المنتجات للرف السفلي للعربه وفجأه وجدته يحملها ويضعها في العربه شهقت بخجل وهي تقول
_سليم ايه ده الناس هيقولوا عليا ايه نزلني
تحرك بالعربه وهو يقول
_هشش خليك مكانك سيبك من الناس المهم مسمعش صوتك بقي
صمتت رغم خجلها ممن حولها ثوان وتناست الجميع حينما بدأ ينتشلها لعالم لم يكن به غيرهما بدأت تضحك بإنطلاق حينما أصبح يضع الأشياء فوقها ويسرع بالعربه تاره ويبطئ بها تاره أخري
أنتهوا أخيرا من جولتهم واتجهوا لسيارته
هتف وهو يستقل المقعد جوارها
_اتبسطي
أومأت سريعا بإيجاب
_اووي شكرا