الخميس 12 ديسمبر 2024

اذا القلب هوى الجزء الثاني بقلم منال سالم

انت في الصفحة 6 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

واضعة يدها على فمها مرددة بذهول
حصل ايه
مررت أنظارها على ثيابه الغير مهندمة وعلى وجهه العابس وتلك السجحات البارزة في ذراعيه وحول ه.
لم ينطق بكلمة واحدة فقد ظل متسمرا في مكانه حادجا إياها بنظرات ڼارية مشټعلة.. كان بركانه الثائر يتأجج بداخله لم يظن أنه سيتعرض لتلك المهانة ويذل من جديد على يد عائلة غريمه الدائم.
لم تدرك هي حجم الڠضب اتعر بداخله فاقتربت منه قائلة بتوجس
مين عمل كده فيك
كز على أسنانه قائلا بصوت مخټنق يحمل الكثير صارخا فيها بانفعال
كل بسبب عمايلك انتي 
قطبت جبينها مندهشة ونظرت إليه بعدم فهم وهي تتساءل
أنا ليه
قبض على ذراعها وغرز فيه أظافره بقوة مسببا الألم لها وهو يرد بصوت مهتاج
طبعا انتي تخططي مع أمك وتنفذوا وأنا ألبس في مصايبكم وأتبهدل عشان خاطركم
تأوهت بأنين واضح وهي تحاول تخليص ذراعها قائلة
أنا.. مش فاهمة قصدك ايه
دفعها للخلف صائحا بعصبية
انتي فهماني كويس ماتستهبليش على اللي جابوني!!
فركت ذراعها بكفها برفق لتخفف من حدة وجعه مرددة بنبرة عالية
مازن في ايه اتكلم على طول مش لازم الألغاز دي و.....
قاطعها قائلا بشراسة مقلقة
عاوزة تعملي نمرة على سي زفت بتاعك يبقى بعيد عني مش تكسبي بونط على حسي!
زادت نظراتها توترا وهي تسأله بارتباك
قصدك مين
هدر بها قائلا بصوت مهتاج
هو في غيره دياب الكلب! انتي وأمك تخططوا وأنا أتلط معاه
كور قبض يده ضاغطا على أصابعه بغلظة وهو يتابع حديثه المتشنج
لو كان بس وقع تحت ايدي لوحده كنت فرمته عرفته قيمته بجد بس هو بيتحمى في أخوه وأهله!
تقوس فمها للجانب مستنكرة ضعف زوجها أمام قوة تلك العائلة وردت بنزق
وأنا ذنبي ايه ان كنت انت مش أده بتتشطر عليا أنا 
لم تدرك ولاء أنها بعبارتها تلك قد نزعت الفتيل عن قنبلة غضبه الموقوتة لټنفجر في وجهها.
صړخ بها بلا وعي وقد برزت عروقه
انتي.. انتي اټجننتي 
شعرت بحجم تهديده الصارخ من نبرته ونظراته الغير مطمئنة على الإطلاق فتراجعت للخلف مرددة بندم شديد
مش قصدي يا مازن 
احتقنت عيناه بحمرة شيطانية مخيفة ودنا منها مهددا بنبرة عدوانية
أنا هاعرفك معنى الكلمة دي كويس!
ابتلعت ريقها هاتفة پذعر
مازن اهدى مقصدش والله!
رفعت ذراعيها أمامه محاولة الاحتماء منه لكن لا جدوى فقد أطلق العنان لموجة من الڠضب التي قد تطيح بالأخضر واليابس
حيث الذي لفه حول قبضته لتصيح معتذرة منه
آآآآه أسفة حقك عليا!
وكأنه خرج عن شعوره الواعي ليتحول إلى شخص أخر غير طبيعي يدمر بإهتياج ما تطاله يده.
هتفت تعطاف كبير
ارحمني يا مازن!
شعرت بنغزات حادة تعتصر معدتها فوضعت يدها أسفل بطنها مرددة بصوت باكي محاولة استجدائه عل قلبه يرق
أنا حامل خد بالك.
استأنف صراخه بها
بقى أنا مش اده أومال اتجوزتيني ليه ها ليه
صاحت في ذعر
كفاية. 
هدر بها بصوت محتد وهو يجثو على ركبته أمامها
دياب ده حشرة أفعصها تحت رجلي!
أمسك بها من خصلات شعرها رافعا رأسها عنوه عن الأرضية وهو يتابع بتهور
سمعاني أنا
أده وأد عيلته كلها!
لم تستطع الرؤية بوضوح بفعل دموعها الغزيرة لكن خرج صوتها الضعيف من بين ها
ايوه سمعاك.
ابتعد عنها فتكومت على نفسها بعدما انتاب ها آلاما لا تحتمل خاصة في منطقة معدتها لم تستطع تحمل تلك الوخزات والنغزات العڼيفة فتكورت أكثر على نفسها وها يرتعش بشدة....
سال من بين ساقيها خيطا رفيعا من الډماء منذرا بشيء غير محمود مطلقا.......
بحرج بائن على وجهها تحاشت بسمة النظر إلى الحاج طه الذي أتى ليرحب بها في غرفة الضيوف قائلا بهدوء
منورانا يا بنتي 
ردت عليه باقتضاب وهي تضغط على ها
شكرا 
أضاف بجدية وهو يشير بعينيه
أمك وأختك زمانتهم جايين اطمني!
ابتسمت بتصنع وهي ترد
اها.. تسلم يا حاج طه على العزومة دي مكانش فيها داعي 
لوح بكف يده متابعا بصوته الرخيم
دي حاجة بسيطة خدي راحتك وانا هاخش أشوف الحاجة جليلة 
حافظت على ابتسامتها المتكلفة وهي تقول بإيجاز
اتفضل!
عادت لتجلس على الأريكة محدثة نفسها بامتعاض
كانت لازمتها ايه الورطة دي!
أمك مش مريحة نفسها
هتف بتلك العبارة منذر وهو يبدل ثيابه بأخرى نظيفة استعدادا لإستقبال الضيوف القادمين.
رد عليه أخاه بابتسامة باهتة
ده نظامها هنغيره ازاي!
الټفت منذر لينظر ناحيته مكملا بتثاقل
كنت محتاج أريح شوية!
ثم مط ذراعيه ليضيف بغموض
بس يالا أهي هتيجي بمصلحة بردك!
عقد دياب ما بين حاجبيه متسائلا باهتمام
صحيح أنا مافهمتش كلامك برا تقصد ايه بالظبط
وقف منذر قبالته وحدق فيه مباشرة وهو يجيبه بجدية
شوف يا دياب بنت أخو عواطف مش ناوية تبيع الدكان خالص!
ارتفع حاجبي دياب للأعلى مستنكرا رفضها وهو يقول
ايه هي اټجننت دي اتفاقات!!!!
تقوس فمه مرددا بسخط
مش فارق معاها ده كله ومش هاتسيبهولنا بالساهل والدنيا هتخرب!
صاح دياب بضيق ملوحا بذراعه
هي بتستعبط! 
تابع منذر قائلا بنبرة مصرة
وأنا مش هاسيبهولها!
ثم أخفض نبرته نسبيا لتزداد قتامة وهو يقول بضيق شبه ملحوظ
وخصوصا بعد اللي عملته!
قطب دياب جبينه متسائلا تفهام
هي عملت ايه
رد عليه بنبرة عازمة
بعدين هاعرفك المهم أنا هاخد منها الدكان ده!
سأله دياب بإلحاح
برضوه ازاي
أجابه أخاه بثقة بالغة
هاجبر عواطف تبيعلي نصيبها النهاردة 
بدت علامات الإندهاش جلية عليه عقب تصريحه الأخير وهتف غير مصدق
ايه!
تابع منذر حديثه الواثق بنبرة ذات مغزى بعد أن شردت نظراته نحو المجهول
وبكده هابقى حطيت ايدي على أول حتة منه وواحدة واحدة هاخده منها!
تساءل دياب بجدية وهو يحك مقدمة رأسه
وتفتكر عواطف هتبيع من غير ما تقولها
أومأ أخاه برأسه قائلا بتأكد وهو يربت على ذراعه برفق
اه هتعمل ده معندهاش حل تاني!
انتبه الاثنان لصوت قرع الجرس فأردف دياب قائلا بفتور
باينهم جوم!
رد عليه منذر باقتضاب وهو يعدل ياقته
طب بينا نشوفهم!
فتحت جليلة ذراعيها مست بود أليف ضيفتيها اللاتين لبتا دعوتها وهتفت مرحبة
يا أهلا وسهلا شرفتونا والله 
قبلتها نيرمين من وجنتيها عدة مرات قائلة بحماس وقد أشرقت نظراتها
ازيك يا خالتي
ردت عليها جليلة بابتسامة عريضة وهي تتأمل تلك الحيوية المنبعثة في بشرتها
الحمدلله يا نيرمين!
ثم سلطت أنظارها على رضيعتها التي تحملها على كتفها وأضافت بحنو
ماشاء الله هي لسه نايمة 
ردت عليها نيرمين بمكر
دي كانت صاحية طول السكة وقرفاني بس الظاهر البيت ملايكته حاضرة فنامت أول ما دخلنا الحوش!
فرحت جليلة من كلماتها المجاملة وظنت أنها أحسنت الاختيار حينما فكرت فيها كزوجة مستقبلية لإبنها البكري.. وما هي إلا مسألة وقت حتى يتسنى لها التقدم رسميا لخطبتها وتزويجها له..
مسحت على ظهرها برفق وهي تدفعها للأمام قائلة بودفكرت فيها كزوجة مستقبلية لإبنها البكري ..
ت الاختيارافت بحنو 
رتها حبة 
حبيبتي تعالي خشي ده بيتك!
ردت عليها نيرمين بابتسامة سعيدة
الله يخليكي لينا يا خالتي!
ثم وجهت عواطف حديثها إلى مضيفتها قائلة بلطف
ازيك
يا ست جليلة
ردت عليها الأخيرة هاتفة
بخير يا عواطف اتفضلي جوا منورين والله! 
سارت ثلاثتهن نحو غرفة الضيوف لكن تسمرت عواطف على عتبة الباب قائلة بشهقة مصډومة حينما وقعت أنظارها على ابنتها بالداخل
يا نصيبتي!
مررت أنظارها سريعا عليها لتجدها قد بدلت ثيابها بعباءة فضفاضة لا تخصها فوضعت يدها على ها عفويا وهي تتساءل پخوف
حصلك ايه يا بنتي
خجلت بسمة من الرد على أمها خاصة أن للأمر علاقة بكرامتها وكسر شموخها الأنثوي..
فترددت في إجابتها وقبل أن تجد العذر المنطقي لترد عليها انتبهت لصوت دياب الآتي من خلف وهو يهتف بجمود
ازيك يا ست عواطف
استدارت أمها نحوه مجيبة إياه بابتسامة مجاملة
بخير يا دياب يا بني أخبارك انت ايه
هز رأسه قائلا باقتضاب
الحمدلله 
عاودت التحديق في ابنتها وهي تلج للداخل متسائلة بتوجس ظاهر في نبرتها
مقولتليش حصلك ايه يا بسمة ولون وشك ماله مخطۏف كده ليه
ابتلعت بسمة ريقها قائلة بحرج
هو....
لم يدعها دياب تكمل جملتها المنتقصة فهتف بثبات
ده حرامي يا ست عواطف طلع عليها فأنا مسكته وضړبته قبل ما يسرقها!
اتسعت حدقتي بسمة بذهول من رده الغريب والمقنع ونظرت إليه بإندهاش عجيب..
شهقت عواطف مرتعدة قائلة 
يا لهوي حرامي!
تابع دياب مؤكدا بهدوء
اه فتح عليها مطوة بس أنا عملته الأدب وربيته!
نظرت له عواطف بأعين لامعة ممتنة لفعلته الرجولية وهي تشكره
تسلم يا بني!
وقفت نيرمين إلى جوار أختها واخذت تهدهد في رضيعتها النائمة ثم مالت عليها برأسها متسائلة بفضول
هو في ايه 
همست لها بسمة بضجر
ششش مش وقته 
دققت عواطف النظر في العباءة التي ترتديها ولم يمنعها هذا عن سؤالها بعدم اقتناع
بس ده ماله ومال هدومها 
توردت وجنتي بسمة قليلا وضغطت على ها بحرج بائن.. 
أخرجها من شرودها الحائر صوت دياب وهو يقول مبررا
اتبهدلت فمايصحش تمشي وشكلها كده!
هزت عواطف رأسها بتفهم وهي تشكر صنيعه
كتر خيرك أنا مش عارفة أقولك ايه ربنا يكفيك شړ الطريق وينجيك!
رد عليها بابتسامة صغيرة
يا رب!
نظرت بسمة لدياب بنظرات حرجة نوعا ما.. لم يغب عن بالها شجاعته ولا شهامته التي أنقذتها من ذلك
الموقف المشين..
ربما ستشكره في وقت لاحق على فعلته تلك حينما تحظى بفرصة مناسبة.. هكذا فكرت وقررت في قرارة نفسها...
في تلك اللحظة ولج منذر إلى داخل الغرفة متعمدا التباطيء في الظهور كي يترك مساحة من الحرية للضيوف للترحيب بهن أولا..
هتف قائلا بصوت آجش بعد أن تنحنح بصوت خفيض
سلامو عليكم 
انتبهت نيرمين إلى صوته فرفعت عيناها نحوه وتهللت أساريرها هاتفة بحماس عجيب
وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا سي منذر!
الټفت ناحيتها قائلا بإيجاز وهو يبتسم بتصنع 
تمام!
زاد وجهها إشراقا من ابتسامته المتواضعة وتنهدت بعمق وهي تراقبه باهتمام ملحوظ..
ردت عليه عواطف ممتنة وهي تشير بكف يدها
وعليكم السلام يا بني بصراحة أنا مش عارفة أقولكم ايه دي جمايلكم مغرقانا والله!
اقترب منها منذر قائلا بهدوء
متقوليش كده!
أضافت هي قائلة بإصرار
وإن شاء الله هاردهالكم كلها!
رد عليها منذر بغموض أربكها
أنا مش عاوز منك غير حاجة واحدة وبس وهي تغنيني عن أي حاجة عملتها عشانكو!
هتفت بتلهف وقد بدا الحماس ظاهرا على تعابير وجهها
ده أنت تؤمرني وأنا أنفذ على طول!
وقف قبالتها ورمقها بنظرات ثابتة ثم تشدق قائلا بصرامة خفية
تبيعيلي نصيبك في الدكان ودلوقتي!
انفرجت شفتاها پصدمة قليلة من جملته المفاجئة تلك..
هي حتما ستبيع له الدكان لكن ليس هكذا دون ترتيب مسبق فقط حينما تتفق مع ابنة أخيها كي لا تخسرها...
أكمل منذر قائلا بصوت جاد ذو مغزى عندما لاحظ ترددها
ده الشكر اللي أنا عاوزه منك واطمني يا ست عواطف أنا راجل حقاني وهراضيكي
على الأخر!
ابتلعت ريقها قائلة بحذر
ماشي بس آ.....
لاحظت نيرمين إرتباك والدتها وخشيت أن ترفض عرضه فتتسبب في إحداث وقيعة معهم لذا قاطعتها فجأة بصوت منزعج
من غير بسبسة يا ماما ده كتر خيرهم مش متأخرين عننا في حاجة دكان ايه ده اللي من قيمتهم!
بدت حائرة للغاية وهي تحاول اتخاذ قرارها النهائي فهتفت بتلعثم
ط.. طب بس أقول ل.....
واصل منذر حديثه الجاد قائلا بتحذير
ست عواطف مش عاوزك تنسي الاتفاقات اللي كانت بينا ودي مصالح مش هزار!
حركت رأسها بتفهم وهي توضح له سبب حيرتها
أنا فاهمة بس قصدي بنت أخويا.....مش راضية... أنا.. أنا عاوزة وقت أقنعها و....
رد عليها بصرامة وقد قست نظراته
ماليش دعوة بيها أنا بأكلمك انتي!
توترت الأجواء قليلا.. فخاڤت نيرمين من رد أمها الذي يمكن أن يفسد األة بالكامل فهتفت بنزق
أمي موافقة طبعا!
ثم

انت في الصفحة 6 من 46 صفحات