الخميس 05 ديسمبر 2024

ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 7 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

المكان
بمنزل حورية 
أغلقت الحاسوب ثم نهضت عن مقعدها وسارت بخطوات واثقة وقفت أمام دولابها ثم فتحته لتطلع لثيابها التي امامها وبدأت بانتقاء ثوب رقيق ابدلت ثيابها على الفور ووقفت أمام المرآه تطلع لانعكاس صورتها داخلها فقد كانت ترتدي ثوب فيروز ذات حمالات رفيعه مجسم على جسدها الضعيف ذا القوام المتناسق وتركت شعرها الأحمر ينسدل بنعومة خلف ظهرها وظلت تدور حول نفسها أمام المرآه ثم إبتعدت لتسير بهوداء بعدما ارتدت الحذاء ذا الكعب العالي وحاولت التهادي في مشيتها تقلد بعض عارضات الأزياء . 
زرعت غرفتها ذهابا وإيابا بخطواتها المتبطئة ثم دارت حولها نفسها بسعادة ولكن بعد لحظات تلاشت تلك السعادة وارتمت بفراشها تأني بصمت بعدما انسابت دموعها بغزراة ټغرق صفيحة وجهها.
بعد أن هدأت ثورة بكائها كفكفت دموعها ونهضت تلتقط هاتفها تهاتف نادر وتخبره بموافقتها على العمل معه كعارضة أزياء
ثم عادت تقف أمام المرآه قائله لانعكاس صورتها
لا تضعفي وتين لا يوجد خوف ولا استسلام ولا حزن وانطوائيه ولا رهبه بعد اليوم
بعد أن ودع صديقه ذهب لسهرته الخاصة ثم عاد إلي منزله بعد منتصف الليل بعدما انتهت سهرته الليله.
دلف شقته ثم أوصد الباب خلفه وعندما هم بدخول غرفته أستمع لصوت صاخب منبعث من الغرفة الأخرى المجاوره لغرفته.
تذكر وجودها عاد بخطواته للخلف ثم تقدم من باب غرفتها فتحه برفق 
لتجحظ عيناه ويفتح فاه بدهشة فقد راءها ترتدي ثوب باللون الأحمر القاني ملتصق بجسدها الشهي سال لعابه وظل يراقب تمايلها على نغمات 
الموسيقة الشرقية شعرت هي بتلصصه لذلك ازدادت في حركاتها المغرية 
وكانها دعوة صريحه منها ليتقرب أكثر وأكثر دلف حاتم دون تمهل وقف 
خلفها ثم حاوط خصرها لتنتفض زيزي وتنظر له تتصنع الصدمة من 
حضوره وضعت كفها على فمها بطريقه مغرية وعيناها تصرخ بتقربه
همست بتلعثم وكأنه امسكها بالجرم المشهود 
اعتذر كنت أشعر بالضيق واردت أن افرغ شحنة ڠضبي بعدما تاكدت من خلو المنزل 
وعيناه تحدق بها بشغف لم يجد منها رفض فسمح لنفسه بالاقتراب بعدما 
سيطرت عليه عاطفة قوية بعثرت مشاعره فعاد إليها كالمسحور بين يديهاتملكته الرغبة
تسللت أشعة الشمس داخل غرفته فتح عيناه بأرهاق فلم ينم طوال الليلظل يتقلب بفراشه كأنه يتقلب على جمر مشتعل لم يستطع النوم وداخله براكين من الڠضب يحجمها داخل صدره وتشعره بالاختناق كما روادته بعض الكوابيس اقلقت مضجعه زفر أنفاسه بضيق وهو ينهض من فراشه متوجها إلي المرحاض ليقف داخل حوض الاستحمام ويفتح صنبور الاستحمام ليجعل المياه الباردة تلفح جسده يريد أن يخمد البراكين المشټعلة داخله ولعله يهدي منما يشعر به.
وبعد عده دقائق تحت المياه المنهمرة على جسده باكمله أغلق الصنبور والتقط المنشفة يحاوط بها خصره والاخري يجفف بها خصلاته المبتلة ثم غادر المرحاض وسار إلي حيث دولابه ينتقي ملابسه ليذهب إلي عمله.
انتقي قميص أبيض وبنطال أزرق جينز ورفض أن يرتدي البذلة الذي تعود عليها قرر أن يرتدي ما يحلو له دون فرض من والدته على ماذا يرتدي وماذا يتحدث وماذا يفعل سأم كل تلك التحكمات عليه الآن الخروج من ثوب الطاعة العمياء ورداء ثوب التمرد فهو مثل أي شاب بعمره يريد أن يفعل ما يحلو له دون قيود وإجبار على فعل هذا وترك هذا واليوم هو بداية طريق التحرر من القيود التي وضع داخلها لثلاثون عاما اليوم يخطو أول خطواته في حريته وفك الاغلال التي تسلسل بها ثلاثون عاما ..
انتهي من لمساته الاخيره وهو ينثر عطره ثم التقط مفاتيح سيارته والهاتف الخاص به وسار بخطوات واثقة وهو يطلق صفير الحرية
كانت تجلس خلف مائدة الطعام تزفر بضيق وتنظر لساعة يدها وزوجها جانبها يتنهد بهدوء ورحيل يجلس بجانب والده يفتح عيناه بوهن فهو مجبر على تناول طعام الإفطار معهم كان يود أن يكمل نومه فليس لديه جامعة اليوم ولكن طقوس والدته لا ترحم وعليه تنفيذها ولكن عندما استمع لصفير شقيقه الذي يغرد به في هذا الصباح المبلد بعواصف وزوابيع السيدة الوالدة.
جحظت عيناه باتساع ولم يصدق ما تسمعه اذنه إلي أنه رفع كفه يفرق عيناه ويتاكد منما يراه الآن 
أما عن خالد أبتسم لهيئة أمان وغمرته السعادة من أجله
أما
عن أشرقت فنظرت له پحده ثم صړخت منفعلة
ما هذه السخافات كف عن هذا الضجيج المزعج
صمت قليلا ثم هتف بهدوء صباح الخير
مازال شقيقه الأصغر يفتح عيناه باتساع ودهشة وعدم تصديق أما خالد فاجابه بلطف صباخ الخير بني أجلس لتناول طعامك
ليس لدي وقت عمي فاليوم لدي عمل هام بعد اذنك القاكم ليلا
أكمل خطواته الواثقة مغادرا للقصر وعين والدته تشتعل بحمرة الڠضب فقد تجاهل وجودها تماما 
هتف رحيل وهو ينظر لوالده بدهشة هل حقا هذا أمان شقيقي أما أنني مازالت نائما وتلك أحلام اليقظة لا اصدق ما رأته عيناي أبي العزيز
رفع خالد كتفه بلامبالاه ثم ربت على كتف إبنه قائلا بابتسامه هادئة
لقد تحرر شقيقك من قيود الإحتلال أصبح من اليوم حرا طليقا يشعر بهواء الحرية 
نهض هو الآخر من مجلسه على أن اذهب لعملي فقد تأخرت
زفرت أنفاسها بضيق ورمقته بنظرات غاضبة ولكن لم يعد يكترث لتلك النظرات اكمل في طريقه وهو يبتسم بسعادة حقيقيه من أجل ما يحدث لامان فهذا الشاب اخيرا لم يعد كما كان طفلا صغيرا ويفعل كل ما تأمره به والدته اضاعت تلك السيدة لحظات جميلة لم يعشها عندما كان طفلا ولم يعش أيضا شبابه كأي شابا بعمره حطمت داخله كل شي جميل جعلته دون شخصية فقط ينصاغ لاوامرها جعلت منه شابا عديم الشخصيه فقط يستمع إليها وينفذ طلباتها كالاعمي الذي يضل طريقه الآن آفاق بعد غفلته ليس من الصعب أن يستيقظ من غفلته متاخرا أفضل من يفني عمره وشبابه مسلسلا باغلال من حديد تجعله يقضي الباقي من عمره في ظل تلك الغفلة المزعومة تحت وطاء السيدة الوالدة
استيقظت وتين بنشاط وغادرت غرفتها أرادت أن تحضر طعام الإفطار لوالدتها ويتناولون الطعام قبل أن تتوجه والدتها لفتح المتجر خاصتها وبعد ذلك قررت أن تهاتف نادر لتخبره بموافقتها على العمل كعارضة أزياء فقد اتخذت القرار المناسب وعليها أن تتحرر من الخۏف الذي داخلها .
غمرت السعادة حورية وهي ترا أبنتها سعيدة وتتخذ خطوة للأمام في سبيل سعادتها وعليها أن تخطط لحياتها وتلك خطوة مناسبة من أجل شخصية أقوه 
وقفت وتين أمام الوقود تطهي البيض العيون التي تفضله والدتها ثم حمرت أصابع البطاطه التي تفضلها هي وبعد دقائق كانت تضع الطعام أعلي الطاولة الصغيرة المستديرة داخل مطبخهم .
تناولت حورية الطعام بشهية مفتوحة فهذا من صنع يد صغيرتها وترا السعادة مرسومة على وجه صغيرتها جعلتها تشعر وكأنها ملكت الدنيا وما عليها.
هتف بتساؤل وهي تنظر لوالدتها قائلة ما رايك في البيض 
أبتسمت حوريو وارسلت إليها غمزة محبة 
أحلي بيض أكلته من يد شيفي الصغير 
اقتربت من والدتها تقبل يدها وتهتف بفرحة غامرة 
أطال الله عمرك يا حورية قلبي 
تنهدت حورية براحة ثم همت بالنهوض 
اطال الله عمرك وحفظك لي رب العالمين فانتي نبض قلبي الذي أعيش من أجله 
طبعت قبلة حانية أعلي خصلات ابنتها الحمراء ثم قالت 
ساترك جوهرتي الثمينة و سأذهب إلي ورودي الغالية لكي ارويهم 
سوف اهاتف نادر لاخبره بموافقتي على العمل معه بالشركة
وفقك الله يا حلوتي
بعدما غادرت حورية المنزل التقطت وتين هاتفها لتهاتف نادر والإبتسامة تعلو ثغرها.
كان داخل غرفة التصوير الخاصة بعملة داخل الشركة وإذا برنين هاتفه يصدح بالغرفة
التقط هاتفه ينظر لشاشته وجد المتصل ابنة خالتة أجابها بهدوء
صباح الجمال وتين هانم
ضحكت برقه ثم قالت بلاش هانم أشعر أنها خارجة من فيلم عربي قديم ك سيدة لقصر
ليست سيدة القصر إنما فتاة الأزياء العالمية 
تنهدت بهدوء ثم قالتلا تهذي بي دعنا نتحدث جد أنا أتصلت بك لاخبرك بموافقتي على العمل متي اتي لاستلم عملي داخل الشركة
أنت فتاة محظوظة عندما تحدثت عن عملك إلي السيد أمان وافق على الفور ما رايك تاتي الان لمقر الشركة
صړخت بفرحة دقائق وتجدني أمامك 
وأنا في الإنتظار 
اغلقت الهاتف وركضت إلي حيث غرفتها تنتقي ثيابها وتغادر المنزل متوجها الي شركة أمان بحماس شديد
الفصل السادس
تململ في فراشه ثم فتح عيناه بكسل ليجدها نائمة بجواره وتضع كفها أعلي صدره العاړي أبتسم بخفة عندما تذكر اللحظات الثائرة التي قضاها معها أمس 
سحب كفها ووضعه جانبها ثم نهض من الفراش متوجها إلي غرفته ثم دلف للمرحاض خاصته لينعش جسده ويبدل ثيابه لكي يغادر منزلة ويذهب إلي المطار لمباشرة عملة فلديه رحلة متوجها إلي تركيا بعد عده ساعات .
شعرت هي به فتحت عيناها ثم تحسست مكانه الخالي وابتسمت بمكر ثم نهضت تلملم ثيابها ورسمت ملامح الخجل وقررت أن تتوجه إلي غرفته لتكمل الدور الذي ادقنته باحترافية
عندما غادر المرحاض تفاجئ بها داخل غرفته زفر بضيق ثم رسم ابتسامته واقترب منها يطبع قبلة أعلي خصلاتها الغجريه المتمردة
صباح الخير مولاتي
لمعت عيناها بسعادة ثم همست بتصنع الخجل
صباح الخير ولكن أريد أن أتحدث معك عن ليلة أمس 
علم ما تود قوله لذلك أرتدي قناع الوهم وهمس بجانب اذنها 
من أجمل الليالي التي مرت
دغدت باوصالها ونظرت له بهدوء قائلة باسترسال لن تتخلي عن أذا
بالطبع يا حلوتي ولكن على الآن أن اتوجه لعملي فلدي رحلة عمل إلي تركيا ريثما أعود سنتحدث عن كل شيء خاص بنا
هتفت بسعادة سنتزوج
ابتلع ريقه بغيظ ثم همس بكذب نعم سنتزوج
غادرت الغرفة وهي تقول سأجلب لك الطعام قبل أن تغادر
زفر أنفاسه بضيق وهتف لنفسه ماهذة الورطة التي أوقعت نفسك بهافتلك الفتاة لن تتركني ثم جال بباله فكره شيطانيه أراد استغلالها قرر ان يستغل سذاجتها من أجل نزواته لذلك وعدها بوعود كاذبة فهي كالصيد السهل وتظل تحت طوعه وينتشلها من بؤرة الضياع وتكون جاريته الخاصة التي ستلبي جميع متطلباته.
صفا السائق سيارته أمام مبني الشركة و ترجلت وتين من السيارة ثم اعطت السائق النقود خاصته وتقدمت بخطواتها لداخل الشركة ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها الشخصية وأرادت أن تخبر نادر بأنها قد وصلت لمقر الشركة ولكن تنظر حولها كالتائهة لا تعلم إلي أين ستذهب
أخبرها بأن تنتظره وهو سوف يتوجه لاستقبالها ثم يصطحبها لرب عمله لكي تستلم عملها التي اتت من أجله.
بعدما أغلق نادر الهاتف وضع كاميرته أعلي مكتبه وسار بخطوات واسعة متوجها الي المصعد استقله ليهبط به الي الطابق الاول وعندما توقف بالطابق المنشود ترجل منه وعيناه تبحث عن ابنة خالتة أبتسم بهدوء واقترب منها ثم جذبها من رثغها وهتف بمرح 
امسكتك بالجرم المشهود يا فتاة ماذا تفعلين بعقر شركتنا 
بادلتة الابتسامة ثم نزعت النضاره الشمسية عن عينيها الزرقويتين وتطلعت له تهتف بمشاكسه
دع يدك عن فمنذ تلك اللحظة وأنا العارضة الخاصة بالشركة فلا تغضبني يا هذا 
رفع حاجبيه

انت في الصفحة 7 من 36 صفحات