ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
أجل رؤية البسمة على وجه صغيرتها
كان يلوك الطعام بفمه وهو ېختلس النظر إليها ليصدح رنين هاتفه وينشله
من تلك الفتاة التي شغلت تفكيره بقربها المهلك له
تنحنح وهو ينظر لشاشة هاتفه قائلا امان
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت بتوسل أرجوك لا تخبره بأنني موجودة بمنزلك
لا تخافي لم أخبره شيئا
أجاب على الهاتف والإبتسامة تعلو ثغره مرحبا يا صديقي
بالاسفل
ردد پصدمة تنتظرني أين
أمام البناية أنا أشعر بالاختناق وأريد أن أتحدث معك ليس لدي صديق غيرك
نهض عن مقعده وسار إتجاه باب المنزل ومازال يضع الهاتف أعلي أذنه وقال
انا قادم حالا
أغلق الهاتف ثم نظر لزيزي قائلا على أن أغادر الآن من أجل أمان تريدين مني شيء
زفر أنفاسه بضيق وهو يغلق الباب خلفه ثم قال بخفوت سوف تجعلني
افقد صوابي بلا شك حركت مشاعري المدفونة منذ عدة ساعات ثم
اطلق لضحكته العنان وهو يهم ليستقل المصعد الكهربائي ليهبط به إلي
الطابق الأرضي ثم غادر البناية ليجد صديقه يصف سيارته أمام البناية دار
ما رائيك في سهرة خاصة تبدل مزاجك السيء
زفر بضيق ثم رمق صديقه بنظرة غاضبة وانطلق بسيارته بسرعة فائقة
شعر حاتم بأن صديقه ليس على ما يرام ففضل الصمت ولكن هتف به
صارخا عندما أزداد أمان من سرعة سيارته
هدي من روعك يا رجل خفف من تلك السرعة تريد أن تخرجنا من
مازلت في ريعان الشباب والله حرام ما تفعله بنا الآن الحياة وردية
جميلة وأنا كالطير أحب التحليق في سماء الحرية
هتف بضيق دون أن ينظر له قائلا كفا تراهات واصمت
قال على مضضحسنا ساصمت لكي تستريح.
حمل نادر باقة الأزهار وصعد إلي حيث شقة خالته ثم وقف أمام باب
الشقة وضغط زر الجرس وانتظر قليلا إلي عان فتحت وتين الباب تفاجئت بشخص يقف أمامها ولكن يضع الباقة أمام وجهه فقد كان متخفي خلف تلك الزهور.
قدم لها الباقة وهو يتطلع من خلفها بنظرات معتذرة و همس بأسف أنا
آسف يا توتي أرجوك تقبلي اعتذاري
لوت ثغرها قائلة وما مناسبة تلك الزهور
ضحك نادر بخفة ثم قال مستعطفا إياها مناسبة كنت أحمق معك والآن
عدت إلى صوابي ممكن تقبلين أعتذاري وتلك الباقة المتواضعة
ثم أردف بمرح هيا خذيها يدي تالمني ثم إن دفعت فيها كل ما أملك
لا أعلم بأن قلبك أسود هكذا يا جميلة العائلة أنتي زهرة جمالها وشقيقتي التي لا أريد أغصابها أعتذر وبشدة
لوت ثغرها بحزن لم أتذكر يوما بأنك عاملتني كشقيقتك
شعر بحزنها فزفر بضيق ثم أقترب عدة خطوات جذب رأسها بين كفيه
وطبع قبلة حانية أعلي خصلاتها أعدك من الآن لن أكون إلا شقيقيك الذي
يقف في ظهرك دائما وسأظل سندك ولا تحملين لدنيا هما لست وحيدة
كلنا معك وحولك لا تحزني أيها الصهباء الجميلة
أبتسمت برقة ثم سحبت منه باقة الزهور ونظرت له تشهر سبابتها أمام
وجهه قائلة بتحذير قبلت اعتذارك تلك المرة لكن إذا فعلتها ثانيا لن اسامحك ولم أعد أعرفك حينها
ضحك باعلي طبقات صوته ثم قال وهو يهندم من ياقة قميصه وأنتي
تحلمين بمعرفتي فمعرفتي كنوز ثمينة لن تحصلي عليها ههه
ثم اردف قائلا اتيت لاخبرك بوجود عمل لك ولكن من الواضح أنك سترفضين
رفعت عيناها تنظر له بسعادة قائلة تتحدث بصدق ندور
قال بمزاح الآن أصبحت ندور يتبدل مزاجك سريعا
هتفت ضاحكة أفضل ندور بالعالم ولكن اخبرني ما هو العمل وأين
معي في شركة أمان ديزينر
عقدت جبينها بضيق وأنا ماذا سافعل بتلك الشركة
قال بجدية وهو يراقب رد فعلها عارضة أزياء لتصاميم الشركة
همست بحزن لا يناسبي هذا العمل ولا يناسب وضعي
هتف بجدية وما هو وضعك هذا عمل مناسب لك صدقيني وأنا
ساظل جانبك لا تخافي من ذلك لا تنسي بأنني المصور الخاص للشركة وأنا
ساتولي أمرك يا فتاة سوف أضبط الاضاءه ولا يوجد شيء يعوقك أو يأثر عليك ثقي بي هذه المرة
ولكن عارضات الأزياء لديهما مواصفات محددة ومظهر لائق أنا لم أفلح بذلك العمل
ارسل اليها غمزه مشاكسه ورفع حاجبيه بمرح ط والله ستفلحين أنظري
إلي نفسك بالمرآه أنتي حقا جميلة
نظرت له بدهشة ثم قالت بجدية سافكر بالأمر
رفع حاجبية مستنكرا
لا يا حلوتي لا يأخذك الغرور فلم تستلمي عملك بعد أجيبي من الآن ليس لديك وقت للتفكير توجد حملة إعلانية ودعاية الفترة القادمة أريد موافقتك الأن
هتفت بجدية دعني أفكر يوم واحد فقط
أوم بخفة ثم ابتسم لها مودعا أن غدا لناظرة قريب حسنا سأنتظر منك مكالمة غدا إلي اللقاء
أغلقت الباب خلفه إلي اللقاء
عادت ركضا لغرفتها جلست أعلي مقعدها ثم فتحت الحاسوب الشخصي
وبدأت في مشاهدة بعض الفيديوهات الخاصة بعروض الأزياء العالمية.
الفصل الخامس
داخل مؤسسة خالد مهران للدعاية والاعلان
كان يجلس خلف مكتبه شاردا الذهن بالماضي وما فعله مع عائلته الصغيرة
التي تخلي عنها جعل زوجته تتضرع مرارة الانكسار والخذلان الذي سببه اياه
انسابت دمعة هاربة من مقلتيه البنية ثم عاد بظهره للخلف يتنهد بحزن
فهو من فعل بنفسه ذلك لا يلوم إلا نفسه
غرته الدنيا بالمظاهر الخداعو والنفوس المړيضة وكثرة المال تخلي عن
مبادئه قبل أن يتخلي عن سعادة أسرته ونفسه.
صدح رنين هاتف مكتبه أخرجه من ذكرياته ومح الدمعة العالقة باهدابه ثم
رفع سماعة الهاتف مجيبا بثبات عكس ما داخله من ضعف
مرحبا
زفر بضيق عندما استمع لصوت أشرقت قائلة بضجر لما هاتفك مغلق خالد
أجابها ببرود ماذا تريدين الآن أشرقت لما تهتمي بأمر هاتفي إذا كان
مغلق ام لا أخبريني ماذا تريدين فلدي عمل هام
أريد أعلان من أجل طباخ بدلا عن تلك الحقېرة
ردد بضجر طباخ
أجل طباخ رجل لا أريد لأي فتاة حمقاء أن تدخل قصري وتاتيها الجراءة
تنظر إلي أسيادها
نفذ صبره ثم قال لينهي الحديث معها حسنا لديك أوامر ثانية لأن مشغل الآن سوف أخبر داليا تهاتفك لتخبيرها بمتطلباتك حسنا إلي اللقاء
أغلق الهاتف ثم نهض عن مقعده مغادرا الشركة باكملها فلم يطيق الجلوس
بها يشعر بالاختناق ويريد أن يهرب من تلك القيود المحاطة به
صفا سيارته أمام امام احدي المطاعم الشهيرة ثم ترجلا من سيارته وفعل صديقه المثل
تقدم امان بخطوات واسعة ليدلف داخل المطعم وحاتم جواره
جلس أعلي طاولة مبتعدا عن الجميع لكي يتحدث باريحيه مع صديقه ويفصح له عن ما يخفيه داخل صدره ويكاد يذهق بروحه.
اتا النادل مرحبا بهم ثم قال بروتنية أوامرك سيدي
رفع أمان مقلتيه ينظر له بجدية قائلا قهوة مظبوط
أبتسم النادل بود ثم غادر متوجها لاحضاره قهوتهم الخاصة.
رمقه حاتم بقلق ثم هتف بجدية ما بك يا صديقي أراك حزينا على غير عادتك أخبرني ما بك
همس بصوت متحجرش أشعر بالاختناق
وما سبب ذلك الاختناق
هتف بضيق أفكر في الهجرة
رفع حاجبيه بدهشة قائلا هجرة يا أمان لهدة الدرجة لاول مرة أراك بتلك الحالة وتتفوه بكلمات لا تدرك عواقبها وأنت بهذة الحالو
زفر أنفاسه بضيق ثم عاد بظهره للخلف وأخرج القداحة وقام باشعال سيجارته لينفث عن ما بداخله من ڠضب
ات النادل في ذلك الوقت ووضع فنجانين القهوة وكأس الماء ثم هتف بتساؤل
أي أوامر اخري
نظر له حاتم وهز رأسه نافيا شكرا
بعدما غادر النادل تطلع لصديقه بأسي فمنذ أن عرفه وهو لم يشاهده على تلك الحالة التي هو عليها الآن
زفر أنفاسه الحاره بعدما عبئ رئته بالدخان وهتف بصوت اشج تعلم ما هي اكبر مشكلة بالنسبه لي اكبر عقبة في تاريخ حياتي هو من
نظر له بحيرة ليستطرد أمان قائلا بصوت مبحوح أشرقت هانم هي اكبر عقبة في طريقي بلا في حياتي باكملها
تسأل بدهشة حدث شيء جديد
لاحت شبح ابتسامة أعلي ثغره ثم قال حياتي مع تلك السيدة النرجسية كل يوم في جديد جديد ېخنقني حد المۏت أريد ان اهرب بعيدا عن تلك الحياة التي اعيشها أهرب من وجودها بحياتي أهرب من نفسي الغير قادرة على أخذ خطوة للأمام جعلتني مقيد مسلوب الإرادة
هتف حاتم وهو ينظر له بحزن بسبب ما يمر به صديقه ثم قال
فكرت يوما بأنك تذهب لطبيب نفسي سيساعدك بالتاكيد سيحررك من تلك القيود التي تحاوطك وتتخلص منها
اطفي سجارته داخل المنفضة التي أعلي الطاولة ثم أخرج تنهيدة عميقة قائلا تظن بأن علاجي ساجده عند الطبيب هذا
هز راسه مؤكدا وقال بحماس أكيد يا أمان وإلا لم كان وجد طبيبا نفسيا
ابتسم لصديقه قائلا جميعنا مرضا نفسين ونعيش في هذه الدنيا بهزيمة واستسلام ثم اردف قائلا تعلم أنت أيضا بحاجة إلي طبيب نفسي
رفع كتفيه بلامبالاة وأنا لما ايضا أنا لم أعاني من أي مشاكل نفسية يا صديقي
ضحك بخفة ثم قال بلا تعاني من هوس الستات فأنت مريض بالنساء يا سيد طيار
ضحك هو الآخر لحديث صديقه ثم اردف قائلا
إذا كان هذا مرض فلا أريد أن أشفي منه هذا سر سعادتي
هز راسه بأسي قائلا بنفاذ صبر لدي إحساس بأنك ستنتهي على يد فتاة من تلك الفتايات التي تتسكع معهم ليلا ونهارا
أرسل إليه غمزة وقال ضاحكا وأنا سأكون في قمة سعادتي عندما تنتهي حياتي وأنا أستمتع بكل وقتي ثم استرد انفاسه وقال
ما رايك في سهرة خاصة تنسيك أسمك وإسم والدتك أيضا وتجعلك تحلق في السماء دون قيود
ثم عاد يضحك بصوت مرتفع
رمقه أمان بنظرات حادة فهو لم يهو تلك الحفلات الخاصة بصديقه ثم هتف بصوت جاد أنا لا أعلم كيف نمت صداقتنا وكل شخص مننا لديه شخصية مختلفة عن الأخر
هتف حاتم بجدية نعم نحن شخصان مختلفان تماما عن الأخر ولذلك صداقتنا مستمرة إلي الآن وهذا أجمل ما في صداقتنا أننا مختلفون
أنت التقي الجانب السوي والجاد في حياتي وأنا الدنچوان الجانب اللعبي هههه
ثم استطرد قائلا انا طيار رحال أحب عيشة الحرية عايش حياتي بدون قيود أسافر من بلد لاخري أعيش مغامرات جديدة حر طليق وعايش ملك زماني هارون الرشيدي والجواري حولي ليس شخص معقد مثلك وأحمل على عاتقي جبال من الهموم والمتاعب
هتف أمان بتساؤل وهل أنت سعيد بحياتك تلك أريد أن أعلم ما هي طموحاتك في تلك الحياة التي تعيشها وماهي متعتك الحقيقية دون النساء
نعم سعيد جدا بحياتي لأنها من صنع نفسي من اختياري أنا ليس من حق أحد أن يجبرني على فعل شي لا أريده واقصي طموحاتي أن أعيش بسعادة سعادة حقيقيو دون زيف
او خداع مستقل بحياتي بعيدا عن أهلي من أجل ساعدتي وراحة بالي
فعلا معك حق هذه حياتك ومن اختيارك أنت ليس مجبر عليها ولا مفروضة عليك.
لأول مرة تتفوه بكلام محق .
قال كلماته بضيق لينهي الحديث بينهم ثم نهض قائلا
علي أن أعود الآن لسجني الذي استسلمت له
شعر بالحزن من أجل صديقه ثم تنهدت بضيق وغادر هو الآخر