ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
فلم يجد طيران فقرر أن يعود بسيارته من أجل أن يتلاشى ڠضب والدته.
ثم صعد إلى حيث غرفته لينام قليلا قبل أن يذهب لعمله في الصباح فعليه أن يستقل فراشه ليريح جسده المتعب من عناء القيادة المتواصلة لعده ساعات
علي الفور أغمض عينيه ليذهب في ثبات عميق.
الدنيا لحظات وذكريات تمر اللحظات وتبقي الذكريات داخلنا حتى نقيم انفسنا
أنهت وتين كلماتها ثم اغلقت الحاسوب وتوجهت إلى فراشها دثرت نفسها داخله ثم احتضنت وسادتها وهي تتنهد بعمق ثم أغمضت عينيها وهي تشعر
بالسلام الداخلي بعدما قررت أن تتقبل حياتها كما هي.
في صباح اليوم التالي
هتفت أشرقت بصوت عال وهي تنادي الخادمة
زيزي اصعدي إلي غرفة أمان وايقظيه
هتف خالد وهو ينظر لزوجته بسأم
اتركيه ينعم بنوم هادئ فهو لم يعد إلا بعد أذان الفجر ولا بد وأنه متعب بسبب قيادته طوال الليل وجسده يحتاج إلى قسط من الراحة.
لوت ثغرها بضجر ثم قالت
أتى رحيل في ذلك الوقت وهو يحمل دفتره الخاص بالرسم ثم قال وهو ينظر لوالديه
صباح الخير.
صباح الخير بني اجلس تناول فطارك.
قالها خالد وهو ينظر لرحيل.
التقط رحيل قطعة خبز ثم دهنها بالمربى وقضم منها قضمة ثم قال
ليس لدي وقت اليوم لدي اختبار بالجامعة.
لا تفعل هذه الحماقات اجلس وتناول طعامك بأدب لا بهذا الشكل المقذذ للعين تعامل بأنك شاب أرستقراطي.
لوى رحيل ثغره ثم أكمل تناول الخبز وسار بخطوات مبتعدة ثم لوح بيده
مودعا والده
إلى اللقاء والدي العزيز.
تجاهل تماما حديث والدته الفج فهو شاب ويريد أن يفعل ما يحلو له
دون قيود تلك السيدة المغلفة بالجليد وقسۏة القلب.
سارت إلى حيث فراشه ظلت تتطلع إليه بحب ثم رفعت أناملها تمسح على
خصله السوداء.
فتح أمان عينيه عندما شعر بشيء يداعب شعره ابتعدت عنه پصدمة ثم بلعت ريقها وهتفت بتوتر
أشرقت هانم تنتظرك بالأسفل.
ثم سارت بخطوات مبتعدة لېصرخ أمان مناديا إياها بصوته الحاد
هزت رأسها باضطراب ثم غادرت الغرفة ركضا تحاول استجماع شتاتها الذي
تبعثر في حضرته فمنذ أن خطت بقدمها داخل هذا المنزل الضخم وهي
تتودد له وهو دائما يصدها ويتحاشى النظر إليها وهي لم تكف عن التقرب
منه فلديها أحلام وطموحات رسمتها بخيالها المړيض بأن تصبح في يوم
سيدة ذلك القصر وتكون هي الملكة المتوجة على عرش قلبه تريد أن ټنهار
حصونه ويغدقها بعشقه التي طالما حلمت به ولكن هذه مجرد أحلام
واهية من نسيج خيالها.
بمنزل حورية
دلفت لغرفة ابنتها لكي توقظها قبل أن تذهب إلى متجر الزهور خاصتها
همست بجانب صغيرتها بحب وهي تمسد على ذراعيها برفق
ملاكي أنا ذاهبة إلى المتجر الان هل تريدين مني شيئا قبل أن أغادر
نهضت من فراشها طبعت قبلة حانية أعلى وجنتيها ثم عادت لنومها
وهي تقول
لا أريد سوى الاهتمام بصحتك حوريتي.
ابتسمت حورية ثم عادت أدراجها تغادر غرفة ابنتها بل تغادر المنزل بأكمله
لتهبط إلى حيث الطابق الأرضي لتفتحت باب متجرها الخاص بالزهور
وتبدأ نهارها بالاعتناء بتلك الزهور التي أصبحت جزءا من حياتها اليومية.
تلملمت وتين في فراشها بعدما غادرت والدتها المنزل نهضت مسرعة وقفت
خلف نافذتها تتطلع للخارج بلهفة طفل صغير رفعت مقلتيها الزرقاوين
تطالع الشمس في الأفق لاحت ابتسامتها ثم بحثت عن دفترها وأحضرت
قلمها وعادت إلى حيث مكانها خلف النافذة تراقب بصمت الشمس
وأشعتها الذهبية المسلطة على زجاج شرفتها وتنتابها مشاعر السعادة وهي
تخط بقلمها ما تشعر به الآن
حبيب أريده قلب أحبه عقل أعجب به
هذا كل ما أبحث عنه.
حبيبي أين أنت
أين تكون
ومن تكون
لقد طال انتظاري لك
أحبك قبل أن أراك
أعشقك قبل أن أفكر بك
أين أنت الان
إلى لقاء أريده
إلى لقاء أنتظره
إلى اللقاء.
الفصل الثاني
انتهى أمان من ارتداء ملابسه ثم التقط متعلقاته وغادر غرفته ثم هبط الدرج سريعا سار إلي حيث يوجد والديه
هتف بوجهه الباسم
صباح الخير أمي صباح الخير عمي.
ابتسم له خالد بود وأجابه
صباح الخير يا بني حمدا لله على سلامتك.
سلمك الله.
قالها وهو يجلس بالمقعد المجاور لوالدته همست أشرقت بحدة
أتمنى قبل أن تسافر إلي أي مكان تخبرني أولا لأخبرك اذا كان وجب
عليك السفر أم لا لا تتصرف من رأسك ليس لدينا وقت لاستجمام سعادتك
زفر أنفاسه بضيق ثم نهض من مكانه قبل أن يتناول طعامه رمق والدته
بنظرة عتاب قائلا
أولا أنا لم أتغاضي عن عملي ولم أهمله يوما وقبل أن أسافر العالمين كنت
قد أنهيت كل شيء وليس لدي أي ارتباطات تشغلني وأعلم جيدا بموعد
العرض ورجاء من حضرتك أن تأخذي بعين الاعتبار أنن ليس طفل صغير أنا شاب يافع وتجاوزت الثلاثون من عمري
كادت أن تهتف معترضة حديثه ولكن سبقها أمان هذه المرة قائلا
أنا ذاهب إلى عملي
غادر الفيلا بخطوات واسعة وداخله براكين تشتعل من الڠضب بسبب
معاملة والدته الجافة المسيطرة معه
استقل سيارته وضړب بقوة أعلي محرك القيادة ثم قادها في طريقه إلي مقر عمله داخل شركهأمان لتصميم الأزياء والصيحة العالمية في عالم الموضة.
أنشغل أمان بالتحضيرات التي تخص عرض الأزياء الخاص بشركته إلي أن
حل المساء وحان موعد العرض
ترك المكان ليبدل ملابسه بحلة سوداء وتوجه إلى حفل العرض الذي يقام
علي شرف شركته.
جلس خالد وزوجته جانبه ينتظرون العرض الخاص بشركة أمان
أما عن أمان فقد كان يقف بجانب المصور يخبره بعدة ملاحظات لكي
يتجنبها أثناء مرور عارضات الأزياء على خشبة المسرح.
واثناء اهتمام نادر بما يخبره به امان صدح رنين هاتفه مقاطعا أمان حديثه
اعتذر نادر بلباقة
اعتذر سيد أمان أغلق رنين هاتفه وعاد ينظر له باهتمام قائلا تفضل أكمل حديثك
أنا انهيت حديثي أريدك أن تهتم بأدق التفاصيل لا أريد أن يحدث خطأ
ثم تركه أمان بخطوات واسعة ليستعد لبدء العرض.
أما عن نادر فنظر إلي هاتفه بضجر وهتف بضيق
لماذا تتصل بي الان ماذا تريد ثم أردف قائلا
على أن أهتم بعملي أفضل
بدء العرض وتوالت العارضات يسيرون على السجادة الحمراء يعرضون
الثياب الخاصة بشركة أمان يتهادون في مشيتهم وتلتقط لهم بعض
الصحف الصور الفتوغرافية.
وبعد انتهاء العرض صنفت شركة عالمية بسبب تلك التصاميم الخاص به
شعر أمان بالسعادة فقد حقق حلمه لإعلان اسم شركته على مستوي العالم
أراد رحيل أن يفاجئ شقيقه بحفلة خاصة فقد اتفقا مسبقا مع أحدي
السيدات أن تزين قاعة للاحتفال بنجاح عمل شقيقه
نظرت لهاتفها بحزن فبعد أن أنتابها الشعور بالشجاعة وعدم الاستسلام لما
يقولونه الآخرين عنها قررت المواجهة وأرادت أن تتحدث مع ابن خالتها
عن ما سمعته وأنها لن تسمح لأحد بعد اليوم أن يتنمر عليها أو يسخر من
شكلها ومرضها الذي لا ذنب لها فيه.
اغلقت حورية متجر الزهور الخاص بها وصعدت إلي ابنتها تخبرها بأن لديها
عمل بالخارج وتريد أن تصطحبها معها.
بعدما دلفت من باب الشقة هتفت حورية مناداة ابنتها
توتي قلب ماما
فجأة استمعت وتين لمناداة والدتها جعلها تترك هاتفها أعلي مكتبها ثم أغلقت حاسوبها وغادرت الغرفة لتلتقي بوالدتها
اقتربت حورية تمسد على خصلاتها الحمراء قائله بحب
ما رأيك أن نغادر معا! لدي عمل بالخارج سوف أزين بأزهاري الجميلة
مناسبة خاصة لاحتفال وأريد مساعدتك حلوتي.
هزت رأسها بالرفض
لا أريد أن أغادر المنزل.
لم صدقا حبيبتي أحتاج اليك لتساعديني على إنهاء مهتمي وكم يبدو
الجو هادئ وجميل بهذا الليل وأعدك لن تتضايقي.
انصاعت لأوامر والدتها ودلفت لغرفتها لكي تبدل ملابسها فلا تريد أن
ترفض لها مطلبا كما إنها حقا بحاجة لتتمتع بنسمات الهواء الباردة في
جوف الليل العليل.
التقى حاتم صديقه أمان عانقه الأخير وهو يشدد على ظهره
مبارك يا صديقي ثم هتف بفخر
فعلتها يا رجل وسوف يذاع اسمك بالشرق الأوسط
ابتسم له بخفة ثم قال بثقة
وهل كنت تشك بطموحي أحذر أنت لا تعلم أن سقف طموحي عالي جدا
يكاد أن يصل لناطحات السحاب
قهقه حاتم عاليا ثم أرسل إليه غمزة مشاكسة وقال
ذوقك تحسن فلديك عارضات جديدات سوف أذهب لأقيمهم بنفسي
أمسكه من ذراعه مانعا إياه من الذهاب وقال بصرامة
حاتم ظل مكانك هنا مكان عمل ولن أسمح لك بتخطي تلك الحدود
تنهد بضيق ثم دس يداه داخل جيب بنطاله قائلا بنفاد صبر
حسنا سوف أظل مكاني متخشبا مثلك يا لك من شخص معقد
رمقه بنظرات ڼارية ليستطرد حاتم قائلا
دعك من تلك النظرات سوف أصمت
تأفف بضيق ثم قال
يكون أفضل لك أن تغلق فمك
ات رحيل في ذلك الوقت ونظر لشقيقه بسعادة ثم هتف قائلا
مبارك اخي الحبيب فعلت من أجلك حفل بسيط هيا لنحتفل
لمعت عين حاتم بفرحة فقد ظن بأنها حفل راقص ويوجد بها فتيات خاب
أماله عندما أسترسل رحيل قائلا
حفل خاص بنا بمكان قريب من هنا والجو هادئ لا يوجد شيء يزعجك ولا يوجد صخب أطمئن
هز أمان راسه نافيا لا يريد الذهاب ولكن اصر رحيل على الاحتفال بنجاح شقيقه وبالفعل سارو ثلاثتهم إلي حيث القاعة التي أعدتها حورية بمساعدة ابنتها
كانت تزين حورية الطاولة بعناية وتضع قالب الكعكة بمنتصف
الطاولة
وكؤوس بها شموع فواحة مضاءة بعدة ألوان مختلفة ونثرت أرضا أوراق الزهور البيضاء والحمراء وكتبت بالمنتصف اسم أمان
بزهرة الياسمين التي أعطت للمكان رائحة جميلة.
كانت وتين تجلب لوالدتها طاقة كبيرة بها زهور متنوعة من زهرة النرجس والبنفسج والأوركيدا حملته بصعوبة ثم دلفت به لداخل القاعة كان يحجب
الرؤية عن وجهها فكانت تسير ببطء لتصطدم فجأة بشي صلب سقط
الورد أرضا وتطلعت بعينيها البراقتين الساحرتين لأعلى لتلتقي بركة العسل
خاصته.
أما عنه فقد جحظت عيناه بقوة عندما وقعت على تلك الساحرة بشعرها
الأحمر المموج وعيناها الزرقاء التي تشع بريق كعيني الهرة وبياض بشرتها
الثلجية ليهتف قائلا
سلام قولا من رب رحيم جنية أنت!
عندما استمعت بما تفوه به شعرت بالحزن لتغادر المكان ركضا وكأنها حقا
جنية أتت واختفت في لمح البصر.
ركضت مبتعدة عن المكان وصوت أنفاسها المتقطعة تكاد تخرق أذنيها لم
تتوقف عن الركض إلا لتلتقط أنفاسها تنهدت بصوت مرتفع ثم حاولت
جاهدة أن تنظم أنفاسها بهدوء تطلعت فجأة للخلف ثم علت شهقتها وعادت تلامس جسدها وتهتف بصوت حزين مضطرب
حقا أنا جنية!
كان يهم بالمغادرة بعد أن أنهي جلسة التصوير الخاصة بعارضات الأزياء
وكان يسير ببط يغادر المكان لكي يصل إلي سيارته التي يصفها مبتعدة عن
قاعة العرض وأثناء سيره كان يضبط كاميرته ويبتسم وهو يتطلع لهؤلاء
الفاتنات التي التقط لهن العديد من الصور وفجأة استمع لصوت مألوف يهتف باسمه.
لم تكن سوى وتين التي كانت على مقربة منه تطلعت له بدهشة ثم هتفت
مناديه إياه نادر
أقترب منها بخطواته الواسعة ينظر لها باندهاش ثم هتف متسائلا
وتين من أين اتيتي العي هنا بذاك الوقت
أشارت بيدها لتلك القاعة القريبة
كنت مع أمي لديها عمل في تلك القاعة القريبة قاعة سنوريتا
هز