الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 4 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

رمقت أمان باشمئزاز قائله
ارتد ملابسك سأنتظرك بغرفة المكتب 
غادرت غرفته وصفعت الباب خلفها بقوة ثم هبطت الدرج لتدلف لداخل 
غرفة المكتب تنتظره بالداخل ريثما يرتدي ملابسه ويلحق بها.
أما عن أمان فكان داخله حمم بركانية من الڠضب والموقف الذي تعرض له 
قبل لحظات وتأكيد ما شاهدته والدته من تلك الخادمة الحقېرة التي 
استغلت صډمته لتجعل والدته تظن به السوء.
ارتدي ملابسه وهو يتأفف پغضب ثم سار بخطوات واسعة ليهبط الدرج 
متوجها لغرفة المكتب طرق الباب ثم دلف لداخل بثبات رمقته والدته بلامبالاة قائله
ترفض الزواج وتتودد للخادمات أمان بيك جلبت لك فتيات من أرقي 
العائلات وسيادتك تصمم على الرفض لهذا السبب ترفض الزواج 
نظر لها بشموخ ثم هتف قائلا وحضرتك صدقتي أن اقبل على هذا الفعل أنها كبيرة من الكبائر وأنا أخاف الله تلك الفتاة ليست منضبطة منذ أن 
خطت بقدميها هذا القصر وهي تحاول ان تتقرب من وانا اتجاهلها وكنت 
اظن انها سوف تكف عن تلك الافعال 
هتفت باستهزاء ماذا حدث الان تحركت غريزتك 
ضړب المكتب بقبضة وهتف غاضبا لم أقترب منها 
دلف خالد على صوت شجارهم العال هتف بتساؤل ماذا يحدث هنا لما صوتكم مرتفع لهذا الحد
رمقته زوجته وقالت پغضب شديد اسأله ماذا كان يفعل مع الخادمة بغرفة نومه وعلي فراشه 
نظر خالد لأمان بعدم فهم ليهتف أمان
أنا لم أفعل شيء وليس بمذنب ولم أقبل أن أكون بموضع إتهام لك 
مطلق الحرية في تصديقي أم لا 
هتفت پغضب وصوت حاد أنا أصدق عيناي 
اخبرتك مرارا أنا لم المسها أنت لا تريدين تصديقي فهذا شيء يعود لك
غادر الغرفة كالإعصار ومن ثم غادر القصر بأكمله ليتوجه إلي الغرفة
الملحقة بالحديقة فداخله طاقة ڠضب واراد إخراجها فتلك الغرفة هي
عالمة الذي يفضله فهي مثابة حلبة للملاكمة يفرغ بها طاقته السلبية غرفة
توجد بها حلبة صغيرة يمارس بها البوكس أرتدي القفازات وبدأ في لكم 
كيس الملاكمة بكل قوة ليخرج غضبه الساكن داخله..
أما عن خالد فرمق أشرقت بدهشة ثم قال باقتناع أمان لم يفعل تلك
الأفعال ثم أردف بحزن قائلا للأسف لا تعرفين شيئا عن أبنك 
هتفت بصړاخ وماذا عن ما رأيته أمام عيني 
هز رأسه بأسي لازلت كما أنت لم تتغيري
بعد طوال الوقت تعاقبيه على 
أخطاء لم يقترفها لا ذنب له بشيء دائما تفرضين تسلطك تعاقبيه دون 
اكتراث لمشاعره رغم أنك تعلمين علم اليقين بأنه لم يخطئ ومع ذلك 
تصرين على عقابه دون ذنب استيقظي من غفلتك قبل أن يضيع من بين 
يديك وټندمي أشد الندم 
لوت ثغرها بسخرية ثم قالت دع نصائحك لنفسك أنت أخر شخص 
تحاسبني على تربيتي لأبنائي 
زفر بضيق ثم همس پألم معك كل الحق أنا أخر من ينصحك 
غادر الغرفة بأسي بحثا عن أمان يريد أن يتحدث معه وعلم بأنه يوجد 
بالغرفة الخاصة به المنعزلة عن القصر توجه إليه وقف على أعتاب الغرفة 
قائلا بحنان وهو ينظر له 
كف عن هذا أنت متعب عليك أن تكون الآن داخل فراشك 
نظر له بأنفاس لاهثة وجبينه يتصبب منه العرق وهتف بصوت متحشرج 
تصدقني يا عمي أليس كذلك لماذا والدتي لم تصدقني أنا لا أفعل هذه 
التصرفات الطائشة لم اقترف الحړام أنا أعلم حدود ديني 
أقترب منه ثم ربت على كتفه بحنان اصدقك يا بني أعلم أنك 
لا ترتكب الحړام فقد تربيت على يدي واعلمك جيدا 
ولما والدتي لم تكن مثلك لما دائما تحاول أن تقلل من شأني وتزعزع 
ثقتي بنفسي ما مشكلتها معي لما لا تحاول أن تنصت لي وتفهمني 
استطرد قائلا بسخرية 
أعلم جيدا بأنها أحدثت ثورة من أجل الخادمة فقط لكن لو رأتني بهذا 
الوضع مع فتاة أخري لم تثور هكذا ولن اتزوج بطريقتها ولم 
ترغمني على فعل لا أريده ولم أختار شريكة لحياتي من اختيارات
أشرقت هانم.
ثم عاد يهتف بصوت كساه الحزن
اذا كانت ملامحي تذكرها بوالدي فهذا لا دخل لي به ماهر الشناوي 
ماټ وتواري جسده الثري منذ قرابة العشرون عاما ليس ذنبي بأنها مازالت 
تتذكر الماضي أخبرها إن سأمت تلك المعاملة وسوف أترك لها القصر والمصنع وكل شيء وأرحل سوف أنسحب من حياتها للابد.
شعر خالد بكم الحزن الساكن بقلب أمان تنهد بحزن ثم ربت على ظهره 
بحنان ابوي اهدئ يا بني أعلم بانك تشعر بالحزن الآن ما رايك أن تأخذ 
عطلة وتسافر وعندما تشعر بالهدوء تعود تمارس عملك لكن اياك أن تترك 
المصنع والشركة أنت من أظهرت أسمها في عالم الموضة لا تفرط بعملك 
مهما كان الأمر. 
ووالدتك هذا ابتلاء من الله عز وجل ولأبد وأن نرضى به أنها حالة ميؤوس 
منها لا أحد يختار والديه هذا قدرك بني 
لاحت شبه ابتسامة أعلى ثغر أمان عانقه خالد بحنو وهو يقول 
أدعو الله بأن تسترد عقلها قبل فوات الأوان 
غادرت المنزل بخيبة أمل فقد كانت تظن بأنها سوف تجد ملاذها هنا 
لذلك منذ أن خطت بقدميها هذا المنزل وداخلها شيء أرادت تنفيذه ولذلك 
كانت دائما تتقرب إليه بود لعله يشعر بها ويتحسن قدرها على يده ولكن 
هيهات فمن الصعب أن تنظر لأعلى السماء وتلتقط نجمة بين يديها فهو بعيد كل البعد عن ما يتخيله تفكيرها المړيض.
أمسكت بالحقيبة التي لملمت بها ثيابها واغراضها والقت نظرة أخيرة على 
ذلك القصر فقد كانت تحلم بأنه تكون سيدته يوما ما.
لوت ثغرها پألم وهتفت بشرود
ألعن حظي التعيس الذي جعلني أدخل هذا القصر إلى أين ستذهبين بقدمك يا زيزي ستصبحين مشردة بالشوارع يا بلهاء.
ثم ضحكت بمرارة واردفت قائلة تعاتب نفسها
نسيت نفسك يا زينب 
نظرت للسماء وللأبراج العالية أين أنا وأين هو هو أمان بيك ابن الذاوات 
والقصور ولد في فمه ملعقة ذهب أين كان عقلي صدقتي نفسك زيزي ونسيت أصلك يا زينب كنت أطمع بأن أكون سيدة القصر وليس خادمة وحسب إلي أين سأذهب لا أعلم أحدا بهذه العاصمة الكبيرة.
سارت بخطوات مضطربة لا تعلم إلي أين تخطو بقدميها وفجأة لمعت 
بذهنها فكرة لم تتردد في تنفيذها ولعلها تصيب تلك المرة.
أوقفت سيارة أجرة وأملت على السائق العنوان المنشود التي تحفظه جيدا 
فقد كانت تتردد على تلك الشقة من أجل ترتيبها بأوامر من رب عملها فهذه 
الشقة ملك لصديقه وأثناء سفره كان أمان يطلب منها أن تذهب وترتبها من 
حين لآخر عندما يخبره صديقه بموعد عودته لذلك فهي تعلم عنوانها 
وتحفظه عن ظهر قلب.
كان يهم بصعوده الدرج ثم فوجئ بوقوف رحيل على أعتاب غرفته بوجه 
ناعس
عندما اقترب منه خالد هتف بدهشة 
لماذا تقف هكذا اذهب أكمل نومك. 
حك مؤخرة رأسه وقال وهو يتطلع لوالده بنعاس
شعرت بالقلق وسمعت صوتا عاليا من كان يتشاجر بهذا الوقت المتأخر 
ربت على كتفه قائلا
لا يوجد أي شجار عد أكمل نومك تصبح على خير. 
وحضرتك من اهل الخير. 
قالها وهو يهم بالدلوف لداخل غرفته ثانيا ولكن استوقفه صوت والده قائلا
رحيل انتظر
تسمر مكانه وظل يتطلع لوالده 
همس خالد بصوت خاڤت
لم تخبرني عن الحفل هل راق إعجاب شقيقك!
هز رأسه بخفة بالطبع والدي العزيز 
ابتلع ريقه بتوتر ثم اردف قائلا إذا مدام حورية عملها ممتاز 
حقا عملها رائع وسوف أخبر رفاقي إذا احتاج أحد منهم لحفل عيد ميلاد 
او مناسبة سعيدة لم يتردد بالذهاب إلي حورية الزهور 
ثم رمق والده بنظرة شك أخبرني خالود لماذا تهتم بأمر تلك السيدة الجميلة 
هز رأسه بتوتر وقال بصوت مضطرب ولماذا أهتم
أنه مجرد سؤال ليس إلا كل ما في الأمر أنها سيدة وحيدة وأردت أن أقدم لها مساعدة وهي لا تعلم شيئا 
هتف رحيل بابتسامة تشق ثغره أعلم بأنك صاحب القلب الحنون العطوف 
رمقه بنظره غاضبة ثم قال لينهي الحديث بينهم عد الي فراشك واخلد 
للنوم أفضل لك 
كنت سأخلد ولكن اقلقت منامي والدي العزيز
أكمل خالد خطواته مبتعدا عن حصار ابنه لينهي تلك التساؤلات تنهد بحزن 
ثم دلف غرفته وتوجها إلي الفراش دثر نفسه وحاول أن يهرب من نفسه
بالنوم فلم تعد لديه طاقة على التحمل.
داخل منزل حورية 
هدأت ثورة ڠضبها واخمدت نيران الألم التي كانت مشټعلة داخلها 
واغمضت عينيها رويدا رويد إلي أن ذهبت في النوم لتضمها حورية
بذراعيها وتنام جوارها تلك الليلة ولكن قلبها مازال ملتاع على صغيرتها تفكر ماذا عليها أن تفعل لكي تسعدها.
بعد أن ترجلت من السيارة واعطت السائق النقود حملت الحقيبة ودلفت 
لداخل البناية ثم استقلت المصعد الكهربائي وضغطت زر الطابق الرابع 
حيث وجهتها.
بعد لحظات كانت تقف أمام الشقة المنشودة
وثم وضعت أناملها أعلي الجرس تدقه عندما لم يأتي رد عاودت تدقه
بإلحاح ولكن يبدو بأن المنزل فارغ.
جلست مستسلمة أعلي الحقيبة ثم وضعت كفها أسفل وجنتها وظلت تحدق 
بالفراغ لا تعلم كم مر عليها من الوقت وهي تنتظر قدومه غلبها النعاس 
فاستسلمت جوفنها لنوم.
في ذلك الوقت كان يغادر المصعد ويسير بخطوات ثقيلة فقد كان ثمل 
وعندما وصل لباب شقته دقق النظر لتلك الغافلة أمام باب شقته ثم اقترب 
منها ليعلم من تكون فتح فاه بدهشة ثم هتف باسمها
زيزي!
فتحت عيناها باتساع عندما تفوه باسمها ثم نهضت من أعلي الحقيبة تتطلع 
إليه وتلوي ثغرها متصنعة الحزن ثم هتفت قائلة 
أشرقت هانم طردتني ولم أجد مكانا آخر أذهب إليه لذلك تذكرت 
حضرتك فأتيت إلي هنا 
اشار بكفه لكي تصمت فهو في حالة سكر دس يده داخل جيب بنطاله 
واخرج مفتاح الشقة ثم وضع المفتاح وبعد أن فتحها أشار بيده لتدلف 
لداخل قائلا 
تفضلي لا اريد سماع شيء الآن سنتحدث غدا 
سارت خلفه تدلف لداخل الشقة بابتسامة واسعة وهي تشعر داخلها بلذة 
الانتصار بأنها حصلت على مسكن وشابا آخر سوف تسلسله بقيودها.
تركها وسار إلي حيث غرفته بخطوات متباطئة اثر الكحول ومن ثم ارتمي 
بفراشه دون أن يبدل ثيابه ليخلد في نوم عميق.
أما عنها فشعرت بالراحة وهي تتلفت حولها بانبهار وتهتف بانتصار 
شقة رائعة من الآن ستكون مملكتي الخاصة وسوف أرتاح من خدمة 
القصور سأفعل المستحيل من أجل الفوز بقلبه وماله وممتلكاته سأغزل 
خيوطي الحريرية حوله من الآن لينجذب إلي ولا يستطيع التخلي عني.
ثم اقتربت من الغرفة المجاورة لغرفته ودلفت لداخلها ثم وضعت 
الحقيبة أرضا واقتربت من الفراش الوثير قذفت بنفسها أعلاه لتنعم بدفئه 
وتغمض عيناها في غضون ثواني معدودة لتذهب الي أحلامها الوردية..
الفصل الرابع
في صباح اليوم التالي.
فتحت وتين عيناها بكسل لتجد مكان والدتها خالي اعتدلت في فراشها 
وزفرت أنفاسها بضيق عندما تذكرت ليلة أمس 
نهضت من فراشها تغادر غرفتها بحثا عن والدتها وعندما وجدت المنزل 
خاوي الا منها تنهدت بحزن ثم عادت الي حيث غرفتها وجلست اعلي 
مقعدها خلف المكتب الصغير واخرجت دفترها وبدأت تخطى به 
اليوم وصلت الي طريق مسدود مع نفسي لا أعرف كيف وصلت الي ذلك
لا أعرف ما هو السبيل للخروج مما أنا فيه.
اليوم والأمس لا أعرف ماذا أريد 
لقد وصلت إلى مرحلة لا أحسد عليها ولا أصدق نفسي.
والآن أعاهدك يا نفسي أن أكون كما تريدين وتلك هي البداية 
أغلقت دفترها ثم نهضت عن المقعد دلفت إلى المرحاض لتنعش جسدها 
أسفل المياه الدافئة لعلها تشعر بالاسترخاء وتنفض

انت في الصفحة 4 من 36 صفحات