عاصفة الحب بقلم سهام صادق
من والدته فأغمض عيناه ليركز في حديثها
بس هي ديه المعلومات اللي عارفاها عني طب وانتي كنتي تعرفيني منين
فتجمدت ملامحها وهي لا تعرف بما ستجيبه هل ستخبره انها الحبيبه التي انتظرته ام ستخفي حقيقتها وفي النهايه حسمت امرها
كنا بنحب بعض
قالتها وهي تخفض عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر لتتسع عين فادي بدهشه
التقطت كف والدها علي فراش المشفى تركت نفسها حره طليقة بروحها المکسورة تستغل غفوته فتخرج له كل مكنوناتها
كان يتظاهر بالنوم ولكنه يسمعها
الحاجه الحلوه اللي كنت مستنياها ضاعت معرفنيش قالي ان حبنا كان في الماضي انت عندك حق انا مشئومه
فضغط عدلي على كفها كي تشعر به فرفعت عيناها نحوه والدموع تنساب على وجنتيها رغم أنه كان يقول لها تلك الجمله كثيرا الا ان نطقها لها واعترافها بشئ غرسه هو فيها آلمه
أرادت أن تخبره اليوم بكذبتها واوجاعها
جوازنا زي ما انت كنت شاكك فيه مجرد لعبه مش عشان المشروع الشخص اللي كان بيحافظ عليا ليه خلاص بقى شخص تاني
وضحكت ساخره
بقى رجل أعمال يابابا مش انت كنت عايزه كده
فأغمض عدلي عينه وقد تجمدت الكلمات على طرفي شفتيه وهتف بصعوبه
بس الفرق انا سيبته ېموت من الآلم على سريره اما انتي واقفه جانبي ماسكه ايدي رغم كل اللي عملته فيكي حبتيني
وسعل بقوة وهي يطالعها
عدلي الزيات القاسې عنده بنت زيك لو كان عاش ليا ولد يمكن كنت دفعت التمن
بدأت مؤشراته الحيويه تتراجع لتنظر له بقلق وخرجت راكضه من غرفته تهتف بأحد ينجدها
لازم نبقى مستعدين انا قولتلك وقولتله مرضه ملهوش علاج مجرد وقت مش اكتر
لتهوي علي ارضيه المشفى تبكي بآنين فالمال الذي عاش والدها يجنيه لم يفعل له شئ حتى في مرضه
من يصدق أن شهرا مر علي زواجها رددت اسمه بخفوت وهي تستمع لدرسها في مركز اللغه لتنتهي المحاضره فتخرج من المبني الذي تدرس فيه لتجده ينتظرها رغم مشاغله الا انه لا ينساها
أصبح يعشقه فيها
المحاضر قالنا النهارده نتكلم كل كلامنا انجليزي وبلاش عربي عشان اللغه تتحسن اكتر
فأبتسم يوسف وهو ينطلق بسيارته وبدء يتحدث معها بالانجليزيه وكأنه نشرة أخبار فكانت تلتقط الكلمات وتفهمها ولكن الصعوبه كانت في الرد عليه فهتفت بصياح
انت واحد عيشت اغلب عمرك في أمريكا راعي أني مطلعتش من ام الدنيا واتكلم معايا بشويش
أنتي فظيعه ياشهد
فحدقت به پشراسه وهي ترفع حقيبتها نحوه بتحذير
اتكلم براحه وانا ارد عايزه اكون زيك
وبدأت فقرتهم اللغوية بالسيارة لتنتهي في غرفته لتسير خلفه وهو يتحرك بالغرفه حتى وقف أمامها فشهقت پصدمه قبل أن تركض من أمامه
هو احنا وصلنا لهنا ازاي ايه ده
فأنفجر يوسف ضاحكا واخذ يمسح على وجهه من الإرهاق
وقفت خلفه تستمع لمكالمته مع نادين يطمئنها بدعم ويخبرها انه مازال كشقيق لها ليشعر بلمساتها على ظهره ثم تمتمت بخفوت بعدما أنهى اتصاله
systemcode ad autoads هي كويسه دلوقتي
فأبتعد عنها دون رد ليجلس على الاريكة مسترخي بجسده يفكر في حال نادين
وأقتربت منه تسأله
انت لسا زعلان مني
فزفر أنفاسه حانقا
ايوه يازينه وياريت تسبيني لوحدي عشان عقلي مشغول واه بطلت ادلع وأراضي مش خلاص وفيت بوعدي
هتف بحزم مصطنع ليجدها تنهض من جانبه تكتم صوت شهقاتها وتدلف للغرفه تتسطح على الفراش باكيه
ليشعر بتأنيب الضمير اتجاهها فنهض يتبعها ليجدها تضم ساقيها وتضع يداها بينهم
شوفتي الكلام بيوجع ازاي
فرفعت عيناها نحوه
بس انت كنت السبب في كل ده ونسيت أني استحملت معاك
ليجلس فريد جانبها على الفراش عاقدا ساعديه امام صدره وهتف بمزاح يقصده
ما انا كنت براضي وادلع
فألتمعت عيناها پشراسه وهي تشعر وكأن دلاله لها سيقضي علي ما عاشته وهتفت بعند
وهتفضل تدلع وتراضي يافريد وهحكي لولادنا على اللي عملته
ووضعت يدها على بطنها تحادث جنينها
شوفت ياحبيبي بابا اتجوز عليا وانا كنت لسا عروسه ده حتى ملحقتش اتهني كان ظالم اوووي ولسا ظالم
systemcode ad autoadsلتتسع عين فريد من فعلتها
انا ظالم يازينه
فحركت رأسها مجيبه
ايوه ظالم
ليجذبها إليه ناظرا لها بتوعد
طب انا هوريكي الظلم الحقيقي
ولم يكن ظلمه الا أغرقها بحبه أكثر حتى لم يعد اختيارها الا الصفح
ابتسمت امينه بسعاده كلا من زينه وسلمى اقنعوا نجاة بأن تذهب مع سلمي لعرس إحدى صديقاتها والعريس بالمصادفه كان أحد أصدقاء فارس
رفضت نجاة بشده ولم ترى داعى لذهابها ولكن بعد المحايلة رضخت للأمر وارتدت ملابسها المحتشمه
وها هي الآن تنتظر سلمي وتجلس بجانب امينه التي لا تفعل شئ هذه الأيام إلا تدليل زينه فالحفيد القادم أصبح يحتل عقلها وقلبها
كان العرس صاخب غير الملابس المبتذله
سلمي كانت طيلة الوقت تنهض لتعانق أصدقائها وهي لا تفعل شئ إلا خفض عيناها على يديها المتشابكه
إلى أن أصابها الضجر فنهضت تخرج لخارج القاعه حتي تبتعد عن ذلك الضجيج
لحظات مرت وهي تتنفس الهواء بذهن شارد لتأتي ذكرى والدها فتسقط دموعها بحنين إليه
خرجتي من القاعه ليه
صوته أدركته وميزته فمدت يدها تمسح دموعها قبل أن تمر من أمامه عائده للقاعه
مافيش حاجه اتخنقت شويه
لينظر لها فارس بتمعن
أنتي بټعيطي ايه اللي حصل حد ضايقك هنا
ولم تكن تقصد أن ترفع عيناها نحوه ولكن نبرته الحنونه ذكرتها بوالدها لتدرك بعدها خطأها فأبتعدت عنه تلوم نفسها على ضعفها
ايه اللي عملتيه ده يانجاة
فألتف فارس يرمقها بنظرات جامده وشعورا غريبا بدء يدغدغ قلبه ولكن مازال للقلب صحوة أخرى
نظرت كاميليا لسهر واحمد براحه وهي تراهم هكذا جالسين أمامها ويتناولون معها العشاء لولا بعد شهد عنها لكانت سعادتها اكتملت ليآتيها صوت أحمد الذي يشبهها في حب المزاح
مالك ياكوكو
فوكظته كاميليا بذراعها ضاحكه
عيون كوكو
لتضع سهر ذقنها على يداها تطالعهم
كوكو وعيون كوكو وانا روحت فين
فمال احمد نحوها ثم اطعمها بيده
أنتي عيون أحمد
ازدادت سعاده كاميليا فماذا ستريد أكثر من ذلك لابنتها فأحمد يحبها لتتوقف اللقمه بحلق سهر فهي لا تسمع تلك الكلمات الا أمام الأغراب اما بينهم تشعر وكأنه شخصا آخر
رغم اعتراضها في البدايه علي ذلك العشاء الذي دعاهم إليه فارس إلا أن رؤيتها لمياة النيل الذي يطل عليه ذلك المطعم جعلها تشعر بالسعادة لأنها أتت
كانت تأكل وتبتسم وهي ترى مشاكسه سلمي لشقيقها تمنت لو كان لديها شقيق ك فارس أو فريد ولكن الحياه لا تعطي كل شئ
حمدت ربها علي نعمه وتمنت السعادة لهم داخلها
فغمز فارس لشقيقته حتى تجعل نجاة تتجاذب معهم الحديث دون حرج
يرضيكي يانوجة يقولي أن أمه داعيه عليه اللي هيتجوزني
فرفعت نجاة عيناها نحوها تنفي كلام فارس
لا طبعا ده انتي ست البنات ياسوسو
ليحدق فارس بهم وهو يرفع حاجبه ممتعضا
اللي بيكدب بيدخل الڼار يانجاة
ابتسمت نجاة دون اراده منها واشاحت عيناها تخفي ضحكتها الخجوله لتلمع عين فارس وهو يتأملها وكأن القدر يقوده لنصيبه
وانقضت تلك السهره بكل ما حملته وتحمله للغد
الفصل العشرون
رواية عاصفة الحب
بقلم سهام صادق
وقفت خلفه تتحامي به بعد أن عنفها احد الأطباء لمجرد
خطأ لم تقصده
كان يمر مع احد زملائه يتناقشون نحو حاله مريض
ليجد الطبيب جون والذي عاد من سفرته يتشاجر مع زوجته يعلم أن سبب تلك المشاحنه ماهي إلا عنصرية لا أكثر
انتهي الأمر وجون يعتذر منها بعدما أخبره يوسف بكل فخر انها زوجته وانصرف جون لينصدم يوسف من يدها المتشبثه بيده بقوة وكأنها تستمد منه الأمان هكذا
مسح على وجهها بكفه الذي داعب بشرتها الناعمه بخشونته ليضحك على تصرفها الطفولي وهي تتمايل بوجهها فهتف مازحا
الايد الخشنه مع البشره الناعمه
فضحكت معه وهي تمسك كفه لتنظر إلى بعض التشققات التي بيده فمهما مرت السنين واصبح ستظل يداه تحمل معه حكايته
وبعد وقت من الضحك والمزاح كان يحكي لها عن أول عمل له واول دقة كان يدقها على باب منزلهم وقلبه يتراقص من السعاده لأنه عاد يحمل قوت يومه
تعرفي يازينه زمان كانت ابسط امنياتي اقدر اشتري جزمه جديده لسلمي عشان مش عايزه تروح المدرسه بجزمتها اللي اتخيطت بدل المره عشره اواغير نضارة إيمان لان نضارتها القديمه مبقتش تشوف بيها ومش عارفه تذاكر
systemcode ad autoadsولمعت عيناه بذكريات وهو يتذكر حال أشقائه وهتف وهو يمسح على وجهه حتي لا يضعف ويبكي أمامها
فارس كان بينام على كتبه عشان يحقق حلمه ويبقى دكتور مكنش بمقدرتي اساعده غير أنه ياخد درس واحد
وضحك وذكرى آلم تلك اللحظه مازالت مرسخة داخله
بكيت في حياتي پقهرة مرتين يوم ما ابويا ماټ ويوم ما شوفت زمايلي داخلين الجامعه وانا كنت بشتغل مع مقاول هناك بنبني مبنى جديد فيها وشايل على كتفي المونه لحظتها ودعت كل أحلامي
دمعت عيناها وهي تسمعه وتخيلته وهو في تلك اللحظه فجثم الآلم علي قلبها
انت كبرت كده ازاي وبقي ليك اسم في السوق
فمال نحوها يطالعها بحب
دعوات أمي يازينه بقيت فريد الصاوي بدعواتها
وقبل أن تهتف بشئ كان يضمها إليه يخبرها بصدق
بحبك
فتحت نجاة عيناها ووضعت يدها على قلبها تعاتبه
ملقتش غير ده تحلم بي
وسقطت دموعها بقلة حيله تلوم حالها على ما ليس بيدها
اوعاك تفكر فيه
وسقطت دموعها ولكنها كانت أقوى دوما بإيمانها وبدء صوت أذان الفجر يعلو لتنهض من فوق الفراش وأقتربت من شرفه غرفتها تطالع السماء وهي تردد دعائها الدائم ولم يكن إلا
systemcode ad autoads الرضى والعوض وحسن الخاتمة
وقف يصيح بعلو صوته حانقا لتضع الفطور على المائدة وتركض إليه تسأله
مالك يااحمد في ايه
فمد لها ذراعه يشير نحو زر كم قميصه الذي أوشك على السقوط هاتفا
شايفه الإهمال ياهانم
فطالعت الزر ثم ركضت تبحث عن الخيط والابره لتتقدم منه وتبدء في حياكة الزر
يعلم أنه كان من الممكن أن يرتدي قميصا آخر ولكن أراد أن يجرب عنفوانه معها ومالت برأسها تقضم الخيط ثم طالعته
كده كويس
ضاع مع نظرات عيناها البريئه له أراد لو ضمھا بحنو واخبرها انها أتت إليه بعد ما غلف قلبه الصدأ وكثرة الاتربه عليه
ولكن عاد إلى جموده وابتعد عنها دون شكر وألتقط سترته ليرتديها
كانت سعيده وهي تخبره أنها اجتازت اليوم امتحان اللغه
جلس معها طيلة الليل يدرسها رغم ارهاقه وحاجته للراحة
كان يكفيه أن يرى حماسها هذا واتسعت عيناه
شكرا
فأبتسم يوسف وهو يطالعها كيف تبتعد عنه بعدما بادرت بتلك