الجمعة 29 نوفمبر 2024

عاصفة الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

من والدته فأغمض عيناه ليركز في حديثها 
بس هي ديه المعلومات اللي عارفاها عني طب وانتي كنتي تعرفيني منين 
فتجمدت ملامحها وهي لا تعرف بما ستجيبه هل ستخبره انها الحبيبه التي انتظرته ام ستخفي حقيقتها وفي النهايه حسمت امرها 
كنا بنحب بعض 
قالتها وهي تخفض عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر لتتسع عين فادي بدهشه 

التقطت كف والدها علي فراش المشفى تركت نفسها حره طليقة بروحها المکسورة تستغل غفوته فتخرج له كل مكنوناتها 
كان يتظاهر بالنوم ولكنه يسمعها 
الحاجه الحلوه اللي كنت مستنياها ضاعت معرفنيش قالي ان حبنا كان في الماضي انت عندك حق انا مشئومه 
فضغط عدلي على كفها كي تشعر به فرفعت عيناها نحوه والدموع تنساب على وجنتيها رغم أنه كان يقول لها تلك الجمله كثيرا الا ان نطقها لها واعترافها بشئ غرسه هو فيها آلمه 
انا وفريد أتطلقنا 
أرادت أن تخبره اليوم بكذبتها واوجاعها 
جوازنا زي ما انت كنت شاكك فيه مجرد لعبه مش عشان المشروع الشخص اللي كان بيحافظ عليا ليه خلاص بقى شخص تاني 
وضحكت ساخره 
بقى رجل أعمال يابابا مش انت كنت عايزه كده 
فأغمض عدلي عينه وقد تجمدت الكلمات على طرفي شفتيه وهتف بصعوبه 
انا كنت بعمل فيكي زي ما اتعمل فيا وھموت زي ماهو ماټ 
بس الفرق انا سيبته ېموت من الآلم على سريره اما انتي واقفه جانبي ماسكه ايدي رغم كل اللي عملته فيكي حبتيني 
وسعل بقوة وهي يطالعها 
عدلي الزيات القاسې عنده بنت زيك لو كان عاش ليا ولد يمكن كنت دفعت التمن 
بدأت مؤشراته الحيويه تتراجع لتنظر له بقلق وخرجت راكضه من غرفته تهتف بأحد ينجدها 
ووقفت خارج غرفته تلطقت أنفاسها ليخرج الطبيب المختص بحالته 
لازم نبقى مستعدين انا قولتلك وقولتله مرضه ملهوش علاج مجرد وقت مش اكتر 
لتهوي علي ارضيه المشفى تبكي بآنين فالمال الذي عاش والدها يجنيه لم يفعل له شئ حتى في مرضه 

من يصدق أن شهرا مر علي زواجها رددت اسمه بخفوت وهي تستمع لدرسها في مركز اللغه لتنتهي المحاضره فتخرج من المبني الذي تدرس فيه لتجده ينتظرها رغم مشاغله الا انه لا ينساها 
ودلفت للسياره بحماس

أصبح يعشقه فيها 
المحاضر قالنا النهارده نتكلم كل كلامنا انجليزي وبلاش عربي عشان اللغه تتحسن اكتر 
فأبتسم يوسف وهو ينطلق بسيارته وبدء يتحدث معها بالانجليزيه وكأنه نشرة أخبار فكانت تلتقط الكلمات وتفهمها ولكن الصعوبه كانت في الرد عليه فهتفت بصياح
انت واحد عيشت اغلب عمرك في أمريكا راعي أني مطلعتش من ام الدنيا واتكلم معايا بشويش 
لتصدح ضحكات يوسف وهي لا يصدق ان نصيبه كان في نقيضه التام
أنتي فظيعه ياشهد
فحدقت به پشراسه وهي ترفع حقيبتها نحوه بتحذير 
 اتكلم براحه وانا ارد عايزه اكون زيك 
وبدأت فقرتهم اللغوية بالسيارة لتنتهي في غرفته لتسير خلفه وهو يتحرك بالغرفه حتى وقف أمامها فشهقت پصدمه قبل أن تركض من أمامه 
هو احنا وصلنا لهنا ازاي ايه ده 
فأنفجر يوسف ضاحكا واخذ يمسح على وجهه من الإرهاق 

وقفت خلفه تستمع لمكالمته مع نادين يطمئنها بدعم ويخبرها انه مازال كشقيق لها ليشعر بلمساتها على ظهره ثم تمتمت بخفوت بعدما أنهى اتصاله
systemcode ad autoads هي كويسه دلوقتي
فأبتعد عنها دون رد ليجلس على الاريكة مسترخي بجسده يفكر في حال نادين
وأقتربت منه تسأله
انت لسا زعلان مني 
فزفر أنفاسه حانقا 
ايوه يازينه وياريت تسبيني لوحدي عشان عقلي مشغول واه بطلت ادلع وأراضي مش خلاص وفيت بوعدي 
هتف بحزم مصطنع ليجدها تنهض من جانبه تكتم صوت شهقاتها وتدلف للغرفه تتسطح على الفراش باكيه 
ليشعر بتأنيب الضمير اتجاهها فنهض يتبعها ليجدها تضم ساقيها وتضع يداها بينهم 
شوفتي الكلام بيوجع ازاي 
فرفعت عيناها نحوه 
بس انت كنت السبب في كل ده ونسيت أني استحملت معاك 
ليجلس فريد جانبها على الفراش عاقدا ساعديه امام صدره وهتف بمزاح يقصده 
ما انا كنت براضي وادلع 
فألتمعت عيناها پشراسه وهي تشعر وكأن دلاله لها سيقضي علي ما عاشته وهتفت بعند
وهتفضل تدلع وتراضي يافريد وهحكي لولادنا على اللي عملته 
ووضعت يدها على بطنها تحادث جنينها 
شوفت ياحبيبي بابا اتجوز عليا وانا كنت لسا عروسه ده حتى ملحقتش اتهني كان ظالم اوووي ولسا ظالم 
systemcode ad autoadsلتتسع عين فريد من فعلتها 
انا ظالم يازينه 
فحركت رأسها مجيبه 
ايوه ظالم 
ليجذبها إليه ناظرا لها بتوعد 
طب انا هوريكي الظلم الحقيقي 
ولم يكن ظلمه الا أغرقها بحبه أكثر حتى لم يعد اختيارها الا الصفح 

ابتسمت امينه بسعاده كلا من زينه وسلمى اقنعوا نجاة بأن تذهب مع سلمي لعرس إحدى صديقاتها والعريس بالمصادفه كان أحد أصدقاء فارس 
رفضت نجاة بشده ولم ترى داعى لذهابها ولكن بعد المحايلة رضخت للأمر وارتدت ملابسها المحتشمه 
وها هي الآن تنتظر سلمي وتجلس بجانب امينه التي لا تفعل شئ هذه الأيام إلا تدليل زينه فالحفيد القادم أصبح يحتل عقلها وقلبها
كان العرس صاخب غير الملابس المبتذله 
سلمي كانت طيلة الوقت تنهض لتعانق أصدقائها وهي لا تفعل شئ إلا خفض عيناها على يديها المتشابكه 
إلى أن أصابها الضجر فنهضت تخرج لخارج القاعه حتي تبتعد عن ذلك الضجيج 
لحظات مرت وهي تتنفس الهواء بذهن شارد لتأتي ذكرى والدها فتسقط دموعها بحنين إليه 
خرجتي من القاعه ليه 
صوته أدركته وميزته فمدت يدها تمسح دموعها قبل أن تمر من أمامه عائده للقاعه
مافيش حاجه اتخنقت شويه 
لينظر لها فارس بتمعن 
أنتي بټعيطي ايه اللي حصل حد ضايقك هنا 
ولم تكن تقصد أن ترفع عيناها نحوه ولكن نبرته الحنونه ذكرتها بوالدها لتدرك بعدها خطأها فأبتعدت عنه تلوم نفسها على ضعفها 
ايه اللي عملتيه ده يانجاة 
فألتف فارس يرمقها بنظرات جامده وشعورا غريبا بدء يدغدغ قلبه ولكن مازال للقلب صحوة أخرى 

نظرت كاميليا لسهر واحمد براحه وهي تراهم هكذا جالسين أمامها ويتناولون معها العشاء لولا بعد شهد عنها لكانت سعادتها اكتملت ليآتيها صوت أحمد الذي يشبهها في حب المزاح
مالك ياكوكو 
فوكظته كاميليا بذراعها ضاحكه
عيون كوكو 
لتضع سهر ذقنها على يداها تطالعهم 
كوكو وعيون كوكو وانا روحت فين 
فمال احمد نحوها ثم اطعمها بيده 
أنتي عيون أحمد 
ازدادت سعاده كاميليا فماذا ستريد أكثر من ذلك لابنتها فأحمد يحبها لتتوقف اللقمه بحلق سهر فهي لا تسمع تلك الكلمات الا أمام الأغراب اما بينهم تشعر وكأنه شخصا آخر 

رغم اعتراضها في البدايه علي ذلك العشاء الذي دعاهم إليه فارس إلا أن رؤيتها لمياة النيل الذي يطل عليه ذلك المطعم جعلها تشعر بالسعادة لأنها أتت 
كانت تأكل وتبتسم وهي ترى مشاكسه سلمي لشقيقها تمنت لو كان لديها شقيق ك فارس أو فريد ولكن الحياه لا تعطي كل شئ 
حمدت ربها علي نعمه وتمنت السعادة لهم داخلها 
فغمز فارس لشقيقته حتى تجعل نجاة تتجاذب معهم الحديث دون حرج 
يرضيكي يانوجة يقولي أن أمه داعيه عليه اللي هيتجوزني 
فرفعت نجاة عيناها نحوها تنفي كلام فارس 
لا طبعا ده انتي ست البنات ياسوسو 
ليحدق فارس بهم وهو يرفع حاجبه ممتعضا
اللي بيكدب بيدخل الڼار يانجاة 
ابتسمت نجاة دون اراده منها واشاحت عيناها تخفي ضحكتها الخجوله لتلمع عين فارس وهو يتأملها وكأن القدر يقوده لنصيبه 
وانقضت تلك السهره بكل ما حملته وتحمله للغد 

الفصل العشرون
رواية عاصفة الحب 
بقلم سهام صادق
وقفت خلفه تتحامي به بعد أن عنفها احد الأطباء لمجرد

خطأ لم تقصده  
كان يمر مع احد زملائه يتناقشون نحو حاله مريض 
ليجد الطبيب جون والذي عاد من سفرته يتشاجر مع زوجته يعلم أن سبب تلك المشاحنه ماهي إلا عنصرية لا أكثر 
انتهي الأمر وجون يعتذر منها بعدما أخبره يوسف بكل فخر انها زوجته وانصرف جون لينصدم يوسف من يدها المتشبثه بيده بقوة وكأنها تستمد منه الأمان هكذا 

مسح على وجهها بكفه الذي داعب بشرتها الناعمه بخشونته ليضحك على تصرفها الطفولي وهي تتمايل بوجهها فهتف مازحا
الايد الخشنه مع البشره الناعمه 
فضحكت معه وهي تمسك كفه لتنظر إلى بعض التشققات التي بيده فمهما مرت السنين واصبح ستظل يداه تحمل معه حكايته 
وبعد وقت من الضحك والمزاح كان يحكي لها عن أول عمل له واول دقة كان يدقها على باب منزلهم وقلبه يتراقص من السعاده لأنه عاد يحمل قوت يومه 
تعرفي يازينه زمان كانت ابسط امنياتي اقدر اشتري جزمه جديده لسلمي عشان مش عايزه تروح المدرسه بجزمتها اللي اتخيطت بدل المره عشره اواغير نضارة إيمان لان نضارتها القديمه مبقتش تشوف بيها ومش عارفه تذاكر 
systemcode ad autoadsولمعت عيناه بذكريات وهو يتذكر حال أشقائه وهتف وهو يمسح على وجهه حتي لا يضعف ويبكي أمامها 
فارس كان بينام على كتبه عشان يحقق حلمه ويبقى دكتور مكنش بمقدرتي اساعده غير أنه ياخد درس واحد 
وضحك وذكرى آلم تلك اللحظه مازالت مرسخة داخله 
بكيت في حياتي پقهرة مرتين يوم ما ابويا ماټ ويوم ما شوفت زمايلي داخلين الجامعه وانا كنت بشتغل مع مقاول هناك بنبني مبنى جديد فيها وشايل على كتفي المونه لحظتها ودعت كل أحلامي
دمعت عيناها وهي تسمعه وتخيلته وهو في تلك اللحظه فجثم الآلم علي قلبها 
انت كبرت كده ازاي وبقي ليك اسم في السوق 
فمال نحوها يطالعها بحب 
دعوات أمي يازينه بقيت فريد الصاوي بدعواتها 
وقبل أن تهتف بشئ كان يضمها إليه يخبرها بصدق 
بحبك 

فتحت نجاة عيناها ووضعت يدها على قلبها تعاتبه 
ملقتش غير ده تحلم بي
وسقطت دموعها بقلة حيله تلوم حالها على ما ليس بيدها
اوعاك تفكر فيه
وسقطت دموعها ولكنها كانت أقوى دوما بإيمانها وبدء صوت أذان الفجر يعلو لتنهض من فوق الفراش وأقتربت من شرفه غرفتها تطالع السماء وهي تردد دعائها الدائم ولم يكن إلا
systemcode ad autoads الرضى والعوض وحسن الخاتمة 

وقف يصيح بعلو صوته حانقا لتضع الفطور على المائدة وتركض إليه تسأله 
مالك يااحمد في ايه 
فمد لها ذراعه يشير نحو زر كم قميصه الذي أوشك على السقوط هاتفا
شايفه الإهمال ياهانم 
فطالعت الزر ثم ركضت تبحث عن الخيط والابره لتتقدم منه وتبدء في حياكة الزر 
يعلم أنه كان من الممكن أن يرتدي قميصا آخر ولكن أراد أن يجرب عنفوانه معها ومالت برأسها تقضم الخيط ثم طالعته 
كده كويس
ضاع مع نظرات عيناها البريئه له أراد لو ضمھا بحنو واخبرها انها أتت إليه بعد ما غلف قلبه الصدأ وكثرة الاتربه عليه 
ولكن عاد إلى جموده وابتعد عنها دون شكر وألتقط سترته ليرتديها

كانت سعيده وهي تخبره أنها اجتازت اليوم امتحان اللغه 
جلس معها طيلة الليل يدرسها رغم ارهاقه وحاجته للراحة 
كان يكفيه أن يرى حماسها هذا واتسعت عيناه
شكرا 
فأبتسم يوسف وهو يطالعها كيف تبتعد عنه بعدما بادرت بتلك
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات