الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 21 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

اريد اخراسك بطريقتي حلوتي 
هتف مارتن عبارته وعيناه تتعلق بحركتها فوق الفراش تعجبه بشراستها 
لو قربت مني هموتك
كانت ترتجف وتهتف بصړاخ ولكن ما بيدها شئ إلا هذا مقيده بالاصداف وهو يقق يتلذذ بصړاخها وعجزها
اقترابه منها وشعورها ان اليوم يوم هلاكها جعلها تترجاه
ارجوك سيبني امشي متعملش فيا حاجه 
صړخ بها بقوه وهو يتذكر شقيقته التي ظل لاعوام يبحث عنها
زوجك هو السبب بما حدث لها ولا تذكريني به احاول ان انسى انكي زوجته وابنة عمه
ثم هتف بقوه وهو ينظر في عينيها الممتلئه بدموع عجزها 
كان حديثه كالنقيض لا تفهمه يتشارك مع العرب في صفقات ويتحدث بأريحيه وسط جلساتهم ويستوطن موطنهم بمشاريعه وداخله كل هذا الكره
ثرثرنا كثيرا حلوتي هيا لنبدء 
رغم ان قواها قد خارت من الصړاخ الا انها جاهدت ضعفها ولكن تلك المره بضراوة تعجبها احتلت عيناه البروده ثم رفع كفيه عاليا ليصفق
تعجبني شراستك 
انحدرت دموعها وهي لا ترى اي بريق من الخلاص 
انت عايز ايه سيبني امشي مراد تعالا خدني 
ضحك وهو يتلذذ في رؤيتها هكذا فقد اعتاد على تلك النظرات من معذبينه اتجه نحو احد الادراج يبحث عن شئ وعندما سقطت عيناها على ما ألتقطته يداه ارتجف قلبها 
فصړاخها كان النجده الوحيده لها لعلا احد يسمعها وينجدها 
تركتك تثرثري كما شأتي وطائرتي غدا ولم يعد الوقت بوسعنا 
انا معملتش ليك حاجه عشان تعمل فيا كده 
قطب حاجبيه بمكر 
فعلتي الكثير حلوتي 
انتظرت ان تعرف ماذا فعلت ومن دون أن تشعر كان يكمم فمها مصرحا
جعلتني احب عربيه مسلمه وهذا شئ شنيع بالنسبه لي ارأيتي ما فعلتيه 
تعالت صوت أنفاسها وانهمرت دموعها بغزاره من ذلك المصير الذي لا تصدق انها كانت ستقع فيه يوما ربت فوق خدها ببطئ واعين فاحصه 
عذابك يطفئ من نيراني 
واردف متهكما ولكنها الحقيقه في قانونهم كرجال ماڤيا 
في قانونا اذا وقعنا في الحب نقتل ارأيتي كيف احبك 
لا صوت صار يخرج منها ولا حركه إنما سكون شارده في خيالاتها القديمه وكيف كنت تضحك عليها ياقوت وهي تجلى الأطباق وهي جالسه تنظر لاظافرها المطليه تخبرها عما قرأته في إحدى الروايات وكيف يحدث للمرء مهما بلغت قوته وقسۏة قلبه عندما يقع صريع الحب ولكن اليوم أدركت ان الحب لا يستوطن القلوب المظلومه 
ليله وسأنتهي من هوسك حلوتي 
دلفت السيده سلوى لمنزلها بعد يوم متعب ومرهق في الملجأ الذي تديره اليوم كان حفل الطفوله وك كل عام تفعله للأطفال وتجلب الهدايا لهم حتى تشعرهم بطفولتهم كما اعتادت 
وجدت يدي
زوجها الحانيه تمسد اكتافها يسألها عن يومها 
هلكانه يامهاب بس الحمدلله فرحت الاولاد واتبسطوا ابقى اشكرلي صحيح حمزه على مساهمته رغم اني كنت فاكره انه هينسي بسبب المشاكل اللي هو فيها 
اماء برأسه متذكرا بدايه بناء الملجأ الذي بناه عبدالله والد سوسن وبعدها كانت سوسن تتكفل بالمال والتبرعات وبعد مۏتها اكمل حمزه اهتمامه بالأمر
ربنا يباركلي فيكي وفي ولادنا ياسلوي 
تآوهت بعد أن بدأت عضلات كتفها المتيبسة تسترخي 
انا أديت الفلوس الصبح وانا رايحه الملجأ لعم محروس زي ماقولتلي قولتله ديه هديه منك لبنته عشان جوازها والراجل فرح اوي وفضل يدعيلك 
ابتسم مهاب وهو يحاوطها بذراعه
الحمدلله ربنا يجعل دعاء الناس لينا من حظ ولادنا كمان 
النغزة التي كانت تتجاهلها وقلقها على هناء منذ الصباح عادت اليها ثانيه 
مهاب انا قلقانه على هناء كلمتني الصبح وقالتلي ادعي لمراد وقفلت علطول حتى مطمنتنيش على تحاليلها بنتي فيها حاجه يامهاب 
ضحك على قلق زوجته ولولا تحكم العمل بها لكانت دوما لدي ابنتهم 
ياسلوي ياحببتي انتي عارفه انهم في ازمه الشركه دلوقتي وطبيعي قلقك بس احب اطمنك ان الموضوع اتحل النهارده وزمان بنتك بتحتفل هي وجوزها بالمناسبه ديه 
وغمز لها بعينيه 
ما تيجي نحتفل احنا كمان 
دفعته عنها وهي تنهض من جواره 
والله انت راجل فايق
ضحك وهو يطالعها وهي تتجه نحو غرفتهما 
وانا اللي تعبان وعملك الاكله اللي بتحبيها ياسلوي 
عادت اليه بعد أن فكت حجابها تطبع قبلة فوق خده 
ربنا مايحرمني منك يامهاب 
هبط مارتن الدرج يرتب قميصه حانقا فبعد ان كان على وشك لمسها ونيلها أتى أحد رجاله يطرق الباب يخبره پخوف ان أحدهم ينتظره لأمر هام ذراعه الأيمن لا يستطيع أن لا يستجيب له 
وخاصه ان هناك صفقه تتم في الوقت الراهن 
فور ان دلف لغرفه مكتبه هب الرجل واقفا
تلك الجماعه التي قټلت جاكي قټلتها لأنها شقيقتك سيدي فقد بحثوا في سجلات الميتم الذي تربيت به انت وهي ووصلوا إليها قبلنا 
ألبرت ألبرت لم يكن الا رجلا منهم ويكره مراد
عداوه قديمه بينهم قبل أن يعود مراد وعائلته لمصر 
معلومات هتف بها رجله دون أن يلتقط أنفاسه احتقن وجهه وهو يسمع ما يخبره به ساعده الايمن وعندما تذكر تلك القابعه بالأعلى فاقده الوعي من هول ما جعلها تعيشه 
تسارعت دقات قلبه وفي ثواني كان يلقي كل شئ من فوق مكتبه مما ادهش رجله 
وضعت ياسمين يدها على قلبها وهي تلتقط أنفاسها تنظر إلى شقيقتها وهي ترضع الصغيرين 
اربع رجاله في مكتب جوزك انما ايه ياياقوت زي الرجاله اللي بنشوفهم محوطين رئيس الجمهورية 
وما ان لبثت ان هتفت عبارتها الاخيره ادت التحيه العسكريه 
فضحكت ياقوت علي طريقتها
فكرتيني بيوم كده كانت ردت فعلي زيك بس مش بالهبل ده اكيد 
طالعتها ياسمين متعجبه
يوم ايه 
شردت ياقوت في ذلك اليوم الذي ذهبت فيه كموظفه لشركة الحراسات الخاصه سردت لشقيقتها ما حدث لتضحك ياسمين 
ياكسفتك ساعتها 
لمعت عيناها وهي تتذكر لحظه صړاخها بعد أن دهست قدمها 
هي فعلا كانت كسفه بس مش من الواقفين من حمزه حمزه في شغله ليه هيبه فظيعه ف تخيلي بقي قدام صاحب الشركه پتصرخي زي الهابله ومش عايزه اقولك حمزه مكنش بيطيقني كان بيتلكك ليا على اي غلطه إنما شهاب كان مدير طيب وهادي 
عادت الذكريات لها عندما كانت مجرد موظفه وليس ضمن تلك العائله استمعت ياسمين لها بأنصات واستمتاع وتنهدت بعدها براحه 
الحمدلله اني بقيت اخت مراته وبقي الواحد عنده وسطه 
ضحكت الشقيقتان لتنظر ياسمين نحو الصغيران وتحمل أحدهم بين ذراعيها 
شبه حمزه اوي ياياقوت لا حقيقي انا لازم اتجوز راجل أمور ماهي العيال بتطلع شبه الابهات دلوقتي 
واتبعت حديثها بمرح
وقال ايه الرجاله بتدور تتجوز ست حلوه لا ده احنا المفروض اللي ندور نتجوز رجاله حلوه عشان نضمن الإنتاج 
لم تستطع ياقوت تمالك ضحكاتها فضحكت تلك المره بصوت عالي 
أنتي من ساعه ما اشتغلتي وهي فلتت منك خالص 
مين ديه اللي فلتت 
اخرجت لها ياقوت لسانها مازحه 
عقلك ياحلوه 
كلتاهما كانت السعاده تغمرهم من أجل بعضهم ياقوت كانت سعيده وهي ترى شقيقتها هكذا وياسمين كانت سعادتها اكبر وهي تري شقيقتها تعيش عمرها وحياتها دون خوف من المجهول ومن مصير كانت ديما والدتها تخبرها به 
انها لن تفلح بحياتها وستعيش عمرها من بيت لآخر ولا احد سيطيقها 
بقولك ايه ياياقوت ماتروحي تخطبيلي واحد من اللي تحت 
قالتها ياسمين بمرح وهي تقبل وجنتي الصغيرين لتوكظها ياقوت فوق كتفها وتنهض من جانبها 
هروح أعملهم الرضعه بتاعتهم وانتي حاولي تنيميهم مش هما اللي ينيموكي 
وكان هذا بالفعل مايحدث تسقط ياسمين غافيه وهم يظلوا مستيقظين 
هبطت ياقوت الدرج تسمع صوت زوجها الحازم وتشعر بالقلق 
قطبت حاجبيها وهي تتجه نحو المطبخ
هو في ايه 
عيناه جالت بأنحاء الغرفه بعد ان غادر رجله المخلص شقيقته قټلت بسببه هو هو من كان السبب وليس ماوصل اليه يعلم انه ينضم لعالم قذر مقرف تغطيه تجارته ومشاريعه الاقتصاديه 
تنهدت بأنفاس مثقله وهي يتذكر يوم انفصلت يداه عن شقيقته 
بعد أن تبنتها احدي العائلات ظل يركض خلفهم الي ان انغلقت بوابه الملجأ وسقط هو فوق الوحل باكيا كان كبيرا بعض الشئ عكس جاكي التي لم تكن تتخطى عامها الثالث 
أظلمت عيناه بظلمه قاتمه وقسۏة لولاها لم يكن يصل إلى ماوصل اليه 
لمعت عيناه وهو يلتقط حقيبتها الملقيه فوق الطاوله وعلى مايبدو ان احد رجاله وضعها في مكتبه وثب واقفا واتجها نحوها بفضول لا يعرف سببه 
داخلها كان يوجد ظرف من هيئته عرف انه فحص طبي اخرج الفحص لتقع عيناه على مافيه 
هناء حامل 
تعلقت عيناها بغرفة مكتبه متعجبه من كم الاتصالات التي يتلقاها وحديثه الذي لا تفهمه والقهوه التي تدلف بها الخادمه من حين لاخر شعرت ان هناك خطب ما 
وظنت ان الامر متعلق بقضيه مريم فقررت ان تذهب اليه لتطمئن 
كان يقف وسط مكتبه يتحدث بالهاتف بصوت امر وجامد 
أنهى المكالمه ليزفر أنفاسه بأرهاق ورغم تعب جسده والصداع الذي ينهش رأسه الا انه جالس يحل مشكله مراد واختفاء هناء بعلاقاته 
حمزه 
هتفت اسمه وفركت يداها تخشي ان يصب غضبه عليها اكثر من عام متزوجه منه ولم يكن بينهم مواقف تظهر طبيعه شخصيتهم بوضوح 
عنصر مهم كانت تفقده حياتهم ليس وضعها في حياته وسط عائلته وليس انه يريدها الجزء الدافئ يزيل عنه أعباء الحياه 
كل هذا كان في طرف والطرف الآخر 
ف أين هي مواقفهم تجربتهم لردود افعالهم الجذب والشد ثم اللين العتاب حتي لو كان بكلمات مبهمه التمرد والخضوع 
الصمت وحده هو من كان يكلل حياتهم
ألتف إليها ينظر نحوها فهتفت 
هو في حاجه حصلت في قضيه مريم 
تنهد وذهب ليلتقط علبه سجائره التي أصبح يدخنها بكثره 
لا ياياقوت مشكله تانيه بحاول احلها 
لم يرغب في احزانها بأمر صديقتها فقد وعد مراد ان رجاله سيجدوها 
اقتربت منه وردت فعل غريبه منها تلقاها
هتحل المشكله 
ايه اللي عملتيه ده ياياقوت 
احتدت عيناه من موقفها لتنظر اليه بتصميم 
بطل سجاير انت مكنتش بتشربها كتير 
لم تعجبه نبرة حديثها لم يعتاد منها الا على الوداعه والهدوء صحيح هو يسعى لإرضاءها وتعويضها ولكن لا أحد يضع لحمزه الزهدي شروط ويجعله يسير عليها هو يفعل ما يريد وقتما يرغب 
ياقوت ياريت اللي اتعمل ده ميتكررش تاني لما اعوز ابطل سجاير انا هبطلها 
واتجه نحو مكتبه يخرج من احد الادراج علبه سجائر أخرى 
أخذها العند وسارت خلفه تلتقط منه العلبه 
مش هتشرب سجاير ياحمزه 
يااااقوت انا عندي صداع هيموتني ومش عايز كلام كتير 
رنين هاتفه جعله يسرع في ألتقاطه ثم الحديث بكلام مبهم لا تفهمه عيناه كانت عالقة بما تفعله پغضب وهي تفرغ درج مكتبه من علب السچائر بل وتفرغ السچائر من العلب ودهسها بيديها 
أنهى حديثه بالهاتف بعدما انهت ماتفعله لينظر اليها 
بتتحديني ياياقوت 
لاا مش بتحداك انا خاېفه عليك انت مش شايف منظرك 
نظرت عيناها كانت حانيه مثل صوتها ثم انتقلت يدها نحو خده تمسده لم تفعل ذلك دلالا او مكرا حتى تجعله يلين انما شئ داخلها كان يتحرك بۏجع وهي تراه بتلك الهيئه وجه مرهق جسده قد فقد بعض الوزن سجائر يدخنها بشراهة وطعام قليل يتناوله
حاضر ياياقوت هحاول ابطلها 
ابتسمت وهي تراه يستجيب لما ارادت وقد لانت ملامحه وصوته 
توعدني 
حاضر 
وبرفق ضمھا اليه يمسد فوق ظهرها 
حضنك بيخفف عني هموم كتير لكن انا استاهل ادوق طعم حرمانه منك بحبك ياياقوت 
واصبحت تلك الكلمه هي النعيم بالنسبه لها 
فتحت عيناها بعد
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 31 صفحات