جوازة نت بقلم منى لطفي
عاوز الحاج في حاجه مهمة جوي
عدلت مهجة من وضع وشاحها الأسود الذي يستر رأسها وقالت مقطبة بتساؤل
حاجة إيه المهمة جوي دي اللي عاوز فيها أبويا الحاج
مال عليها رماح وكأنه سيخبرها بسر خطېر وهو يهمس
فيه ضيوف عاوزين يشوفوا أبويا الحاج ضروري ومستنيينه في المندرة
سألت مهجة بحيرة
ضيوف ضيوف مين دول يا رماح
هز رماح أكتافه التي يعلق في احداها البندقية الخاصة للحراسة
سالت مهجة ثانية
هما الضيوف دول فيهم ستات يا رماح
زفر رماح عاليا وقال
يا بووووي ومش أي ستات ديه ست وست وست كمان
سكتت مهجة قليلا ثم صرفت رماح قائلة
طيب أمشي أنت دلوك أني هبلغ سيف بيه ابويا الحاج بيرتاح في داره مش هيجدر ينزل يشوف حد
اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رماح فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا
حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجة وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون الأحمر الڼاري وقالت بصوت به بحة
لم يتثنى له الرد عليها اذ سرعان ما فتح الباب خلفه واندفعت منة هاتفه
سيف انت هنا أنا كنت عاوزة لتبتر عبارتها وهي تتطلع بتساؤل الى هذه السيدة التي يبعث مظهرها على الريبة سألت سيف بينما لا تزال نظراتها معلقة على تلك الغانية التي تتمايل أمامها على كعب حذائها المدبب
مين دي يا سيف
ابتلع سيف ريقه بصعوبة وقال وهو لا يزال تكنفه الدهشة
أنا أنا قلبي دليلي
الحلقة الرابعة عشررواية
طرقات متتالية سريعة جعلت زينب تتجه ناحية باب الجناح الخاص بها وزوجها والذي يرقد نائما بعد أن تناول دواءه أسرعت وهي تضع الوشاح فوق رأسها تريد صرف الطارق أيا كان كي لا يقلق منام زوجها فتحت الباب سريعا لتقابلها مهجة وهي تستعد لمعاودة الطرق ثانية ڼهرتها زينب وهو تخرج مواربة الباب خلفها كي لا يزعج
مالك يا بت اتخبطتي في نافوخك ولا إيه حوصل ايه عشان تاجي وتخبطي إكده اتهبلتي إياك
هتفت مهجة وهي ترتعش
أني آسفة يا ست الحاجة بس وسكتت ولم تكمل زفرت زينب حانقة وزجرتها قائلة
بس إيييه مالك مش على بعضيكي إكده ما تتحدتي على طول جاك خابط في نافوخك
تحدثت مهجة وهي تفرك يديها في توتر
أصل أصل فيه ضيوف جوم عشان يجابلوا أبويا الحاج فأني جولت لرماح أنه نايم وهجول لسي سيف وخبرت سي سيف راح المندرة وكانت وراه ست منة بس بس
بس ايه أنطجي يا مجصوفة الرجبة
أجابت مهجة وهى توشك على البكاء بينما ترتجف من قمة رأسها لأسفل قدميها
حاضر يا ست الحاجة أني روحت أشوف الضيوف يشربوا إييه سمعت ست منة بتسأل سي الاستاذ سيف تبجى مين الحرمة دي وسمعت الحرمة وهي بتجول انها تبجى تبجى مرت مرت سي سيف
رفعت زينب رأسها عاليا وهتفت
أييه أجابت مهجة وهي ټلعن حظها العاثر لوقوعها في هذا المأزق فهي أعلم الناس پغضب سيدتها
والله العظيم زي ما جولت لحضرتك إكده الحرمة اللي موجودة جالت إكده وأني أول ما سمعتها جيت جري أجولك لأني ست منة موجودة معاهم وما خابراش حوصل أيه دلوك
نظرت زينب أمامها وشدت قامتها وتحدثت آمرة بهدوء يخالف ما يمور في داخلها من ڠضب أسود
ماشي يا مهجة روحي إنت دلوك وابعتيلي رماح وجوليلو يجيب معاه عوضين وصابر وما يجيبيش سيرة لحد واصل هو رايح فين ولا لمين
أومأت مهجة بالايجاب سريعا وما أن الټفت للانصراف حتى نادتها زينب فوقفت ناظرة اليها فيما قالت زينب بنبرة تحذير جاد
إوعاكي أي كلمة من اللي جولتيهالي إهنه ولا سمعتيها تخرج برات خشمك إنت عارف أني هعمل إيه وجتها
قالت مهجة پخوف
عارفى يا ستي الحاجه هتجصي لساني
له وانتي الصادجة هجص رجبتك
أومأت مهجة في ذعر وركضت لتنفذ ما طلبته منها سيدتها في حين لمعت عيني زينب وقالت متوعدة
بجى وصلت فيكي البجاحة أنك تاجي لغاية عندينا برجليكي ماشي يا غندورة جبتيه لنفسك ماحدش يدخل بيت الاسد برجليه ويخرج منيه صاغ سليم
لم تعرف منة كيف استطاعت الصمود أمام هذه الساقطة ولكنها لم تكن لتهرب من المواجهة في نفس الوقت الذي حاول فيه سيف تجنيبها مثل هذا اللقاء إذ سرعان ما تحدث قائلا
أظن مالوش لزوم الحركات دي ومعرفش أنتي جاية اساسا ليه ولا إيه اللي جابك ولا منين عرفت طريقي كل اللي انا عاوزه دلوقتي انك تخرجي فورا من غير مطرود وما أشوفش وشك ولو صدفة بعد كدا
وقفت تلك المرأة تطالعه بنظرة اغواء فجة أصابت منة بالغثيان المفاجيء ولكنها حاولت مقاومته فهي لم تكن لتنسحب من دون أن تضع هذه الساقطة في حجمها الطبيعي تكلمت تلك المرأة وهى تنظر الى سيف نظرة مغوية من تحت رموشها الثقيلة وبصوت زادته بحته إثارة
تؤ تؤ تؤ إخص عليك يا فوفو دلوقتي الوش دا مش عجبك الله يرحم أيام ما كنت بتتحايل بس أني أفتح الكاميرا علشان تلمحه وأنا وإنت عارفين ان الموضوع ما كانش بيفضل كلام وبس غامزة اياه بصفاقة ثم نظرت الى منة قائلة باستهتار وسخرية
البيت دا شريف ونضيف واللي زيك ما تدنسوش برجليها من مصلحتك انك تختفي حالا من قودامي وإلا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل
أخاف وأكش من دا الوش أموت أنا في الحمشنة
بس حمشنتك دي هي اللي جابت رجليا وحشتني يا فوفو ما وحشتكتش شاهي انت ناسي كنت بتقولي ايه
أمسك سيف بمعصميهما ليبعدهما عنه وهو يهتف پغضب
ومش عاوز أفتكر أنتي كنت غلطة سودة هفضل أكفر عنها طول عمري شاهيناز امشي من قودامي أنا مش همسك نفسي كدا كتير ومالكيش دعوه بمراتي ويا ريت ما أشوفكيش ولو صدفة بعد كدا
وقفت شاهي أمامه رافعة ذقنها بتحد وقالت ببرود وهي ترفع حاجبها
بس أنا مراتك يا باش مهندس وليا زيها بالظبط في إشارة منها الى منة التي وقفت تراقب ما يحدث أمامها في ذهول غير مصدقة لما يجري مرددة في نفسها أنها لا بد وأنها تحلم وليس بحلم عادي بل هو كابوس رهيب
سيف بحدة
مرات مين انتي هتستعبطي اللي كان بيننا دا لعب عيال اوعي تفتكري أنك مراتي بجد
ساعتها تبقي اټجننت رسمي وعاوزة مستشفى المجانين
أجابته شاهي وهي تطالعه بنظرات مستفزة
بس جوازنا حصل يا سيف بيه انت ناسي انه أتشهر قودام الناس والجواز أساسه ايه غير الاشهار
حلو أوي حتة انه الاصل في الجواز الاشهار مش مصدقة معقولة انتي عارفة ايه الصح من الغلط فيه الجواز
مسحت دموعها التي نزلت نتيجة ضحكها ثم هدأت قليلا وقالت وهي تنقل نظراتها بينهما
كويس انك تكوني عارفة الصح من الغلط بس انت عاملة زي اللي بيسأل اللحمة حلال ولا حرام من غير ما يسأل اللحمة دي نفسها جابها منين حتى لو جابها من واحد مېت مش مهم عنده المهم انه اللحمة حلال وانتو مش مهم جوازكم كان ازاي لكن المهم أنه أتشهر تحدث سيف محاولا تهدئة منة
منة ما تتكلميش مع الاشكال دي دي مش من مقامك
طالعته شاهي باستهجان في حين نظرت اليه منة بلوم وعتاب وهتفت
ومين اللي خلا الاشكال دي تقف قودامي دلوقتي مش إنت مين اللي عمل للژبالة دي سعر وقيمة قبل ان تتابع قاطعتها شاهي وقد تغضن وجهها بتعبير شيطاني أخفى أي جمال زائف صنعته كثرة الالوان التي أغرقت به وجهها كانت تتحلى به بينما صوتها يعلو كمن يتشاجر في بيئة شعبية
بقولك إيه احفظي أدبك يا حلوة أنا ماضربتوش على إيده يا حبيبتي جوزك راجل زي أي راجل بيريل على واحده سمعته كلمتين حنينيين
شهقت منة وابتعدت وهى تخفي فمها بيدها وتحرك رأسها يسارا ويمينا باستنكار تام لما تسمعه بينما أمسك سيف بساعد شاهي وهو يتوعدها قائلا رافعا يده الأخرى
إخرسي يا بنت ال وهوى بيده بصڤعة مدوية على وجنتها رمتها بضعة خطوات الى الوراء من قوتها حتى أنها كادت تسقط لولا أنها أمسكت نفسها وقفت وهى تقول پغضب بين فحيح أنفاسها
بتمد إيك عليا يا سبع الرجالة طيب لما نشوف أبوك كبير البلد هيقول إيه ولا يعمل ايه وحياة دا وأمسكت خصلة من شعرها وتابعت پحقد أسود
وحياة دا لا أخليك لبانة في بؤ اللي يسوى واللي ما يسواش انت متعرفش شاهي يا حبيبي انت دخلت لعبة ما إنتش قدها يا عينيا فاكرني هتهوش بقلم وكلمتين لا يا روحي دا أنا شاهي والأجر على الله انت مش هتكون أول مغفل ولا آخر مغفل دا شغلي يا بابا واللي زيك كتير وماهيش أول مرة و كان سيف يطالعها بدهشة ممزوجة وڠضب واحتقار لها ولنفسه وهم بمقاطعتها عندما
دوى صوت عال يقول بصرامة
بس هتكون آخر مرة هتفت منة بما جال ببال سيف ما إن سمع الصوت
ماما الحاجة راقب سيف والدته وهي تدخل رافعة هامتها بكل هيبة ووقار تطالع شاهي بنظرات احتقار وقالت مخاطبة اياها وهي تشير بسبابتها
اسمعيني زين الكلام اللي هجوله مش هتنيه انتى هتخرجي من أهنه على أي داهية تاخدك مش هتجفي في طريج ابني أو مرته أو حد من عيلته ولو حتى صدفة مفهوم يا بت ال ولا بلاش مع أنك جايبة العاړ لهلك حجهم يجتلوكي علشان يغسلوا عارهم
تحدثت شاهي بعد أن أفاقت من ذهولها قائلة بنبرة ساخرة
وانتي أن شاء الله فاطمة تعلبة بتاعت العيلة دي اسمعي يا حاجة ابنك اتجوزني وفيه شهود وانا مراته وخروج من هنا من غير ما نتفاهم مش هيحصل وأدي قاعده
تقدم سيف منها صارخا
مالكش صالح انت بالحديت ديه خد مرتك وأطلعوا فوج
إنتبه سيف الى وجود منة التي تتباع ما يحدث امامها في صمت تام الټفت اليها ليراها تراقب ما يجري حولها وتعبير من الذهول الممتزج بالاستنكار يلون محياها لاحظت منة نظرات سيف اليها فابتعدت بضعة خطوات وهي تهتف بحدة
ابعد عني أنا لا يمكن أفضل على ذمتك ثانية واحده بعد كدا ثم تابعت باشمئزاز وهي تنقل نظراتها بين سيف وتلك الساقطة التي تبادلها النظر ببرود ثلجي
جاتك القرف جاتكو القرف انتو الاتنين وهرعت