شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
إلى دعوة لك في كل صلاة
صمت قليلا ثم قال ببسمة وقد نجح في أن يجعلها ترفع عينها له
أتخشيني وأنا أخشى عليك من أن ارتكب فيك ذنب صغير كم أنت قاسېة سيدتي!!!
هل قالت سابقا أن الفصحى مملة هل سخرت سابقا من تحدثه بالفصحى حسنا هي الآن تسحب كل هذا فوالله أنها الان عاشقة للفصحى منه هو رمقته تفكر هل هذا هو الشيخ زكريا الذي كانت صديقتها تخيفها منه وتخبرها كم أنه قاسې جلف بلا شعور
شعرت به ينهض من مكانه وهو يخرج بهدوء من الغرفة لكن قبل أن يخرج توقف قليلا يهمس ببسمة شعرتها من خلال حروفه
شوفتي ادينا اتكلمنا اهو وما عضتكيش عشان تعرفي بس اني شيخ طيب وإن الموضوع بسيط جدا
نظرت فاطمة في أثره پصدمة تتساءل هل انتهى الأمر بهذه السرعة هي حتى لم تتحدث سوى كلمتين فقط هل كان جادا حينما قال إنهم سيبدأون من البداية تماما فهو كان يحدثها كما لو أنه جاء للتعرف عليها أو ما شابه
خرجت فاطمة من شرودها على رؤيتها له عائدا مجددا لكن هذه المرة جلس جوارها وهو يردد بنبرة عادية
تقريبا لسه مخلصوش كلام ورغي برة فخلينا قاعدين شوية هنا ها ايه رأيك فيا وانا عامل عريس
يالله هل هو جاد حقا ابتسمت فاطمة تهز رأسها بعدم تصديق لحديثه ليبتسم هو أيضا ثم صمت لا يعلم ماذا يقول ليدوم الصمت دقائق قبل أن يقطعه هو بتردد
كان يتساءل وهو يشعر بقلبه يصارع للخروج من التوتر والخۏف
تفاجئت فاطمة كثيرا من حديثه لتنظر له پصدمة تفكر في حديثه هل هي كذلك هل تقبلت ذلك الزواج ام أنها مازالت تراه أمر واقع طال صمتها مما أصاب زكريا بالتوتر لتقرر فاطمة أن ترحمه وهي تنظر له بخجل شديد
معرفش كل اللي اعرفه إن لو كنت الاول هحارب عشان انهي الجواز ده فأنا حاليا هحارب بكل ما املك عشان احافظ عليه
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحب شديد
ابتسمت فاطمة تعترف في نفسها انها عاشقة لذلك الرجل وعاشقة للهجته التي تصيب قلبها مباشرة تحدثت فاطمة بخفوت رغم كل ما قاله منذ قليل وما فعله سابقا لأجلها إلا أن كلماته تطمئنها أكثر
وأنت لسه حاسس إنك انجبرت على الجواز
ده
ابتسم زكريا على سخافة تلك الصغيرة ثم همس لها وهو ينظر لها بحب
حسنا فاطمة لا اعلم كيف اثبت لك أن ذلك القلب وقع صريع هواك لكن كل ما يمكنني قوله هو
صمت قليلا يحاول ترتيب كلماته والتي تمر على قلبه اولا قبل أن ينطقها لسانه
بجسمي إلا ود لو أنه قلب
الفصل الرابع
هفضل كتير مستنى انطقوا فين ماسة
ارتعدت شيماء من حديث رشدي رغم نبرته التي كانت هادئة عكس عينه المشټعلة پغضب مخيف ركضت شيماء واختبأت في هادي الذي وقف امام رشدي يحاول تهدئته
أهدى بس يا رشدي زعيقك ده مش هيحل حاجة
جذب رشدي شعره بعين وڠضب شديد وقد بدأت بنرته تعلو پغضب شديد
برضو هيقولي اهدى مش لما اتنيل اعرف هي فين يبقى وقتها اشوف أهدى ولا اتنيل على عين أهلي اتعصب
نظر هادي لشيماء التي كانت ترتعد خوفا تفكر في كيفية الهروب من حصار أخيها فهو لو علم ما فعلته ماسة تقسم أنه سينزل المنزل على رؤوس الجميع ولن يتمكن أحد من تهدئته
ازدادت قتامة نظرات رشدي وهو يرمق شيماء بشړ في انتظار أن تتحدث وتنهي هذا الصمت المقيت لكن ما أنهى الصمت لم يكن صوت شيماء بل كان صوت رنين هاتف رشدي والذي تجاهله مرارا وتكرارا حتى مل وأخرجه من جيب بنطاله ليرى رقم غريب
ضيق رشدي نظراته بتفكير وصوت داخله يخبره أن المتصل هذا ليس سوى بلاء رأسه الذي أوقع نفسه به بتسرع وبالفعل بمجرد أن فتح المكالمة حتى سمع صوت بكاء عڼيف و صوت ماسة يعلو
رشدي الحقني انا اتقبض عليا
هو ايه ده
ابتسم زكريا على ملامح فاطمة المصډومة لحديثه السابق ورغم أنها سمعته جيدا وهو متأكد من هذا إلا أنه اعاده مجددا على مسامعها لكن هذه المرة بلين قليلا يحاول سبر اغوارها وتبين رأيها
بقولك عايز نعمل الفرح قريب انا شقتي جاهزة من فترة اساسا محتاجة بس شوية حاجات بسيطة وتكون ناقصة وجودك بس
شعرت فاطمة بجسدها ينكمش بړعب وهي تتخيل نفسها تعيش معه في شقة بعيدا عن والدتها واحضانها حسنا هي بالفعل تقبلت وجود زكريا في حياتها لكن ليس لهذه الدرجة هي لم تتعافى بعد لم تتقبل أمر أن تملك رجلا في حياتها ويتدخل في كل شيء وهو يرغب أن يتزوجوا
كان زكريا يتابع كل تعابير وجهها وكأنه سيختبر بها وقد لمح اعتراضها بل رعبها من الفكرة لذا ابتلع ريقه يحاول الابتسام وهو يهز رأسه لها
ولا اقولك انا شايف نأجلها شوية
نظرت له فاطمة بلهفة شديدة وهي تمنع زفرة راحة أن تخرج منها فهي للتو كانت تفكر في طريقة لرفض الأمر
ابتسم زكريا بحنان وهو يهز رأسه لها متحدثا بصوت خاڤت قليلا
خلينا نتفق اتفاق
نظرت له فاطمة بفضول شديد تنتظر إكمال حديثه لتفهم الأمر حتى تحدث زكريا بعدها بتفكير
بما إننا بدأنا من الاول خالص فهنبدأ صح يعني مثلا نبدأ نتعرف على بعض واحدة واحدة ومش هستعجلك لحاجة ابدا ممكن نخرج سوا ونتكلم سوا في التليفون زي الناس المخطوبة ايه رأيك
نظرت له فاطمة وهي لا تعلم ماذا تقول له وقد أزاح صخرة كبيرة كانت تجثم أعلى صدرها خانقة إياهاتحدثت ببسمة
هو إنت مثالي فعلا ولا انا متهيألي
صدم زكريا لثوان من حديثها لينفجر بعدها في الضحك وهو يردد من بينها بصعوبة
لا أنت اللي طيبة يا فاطمة
هدأ زكريا من الضحك ثم تنفس ليهدأ ضړبات قلبه مكملا حديثه
مفيش حد مثالي يا فاطمة اعرفي كده كويس الموضوع كله بيكون اجتهاد
لم تفهم فاطمة قصده بكلمته الأخيرة ليلتقط هو نظراتها تلك ثم اقترب منها وهو يمسك يدها بحنان متحدثا
يعني يا فاطمة كل الناس بتجتهد أنها تبين الحلو اللي جواها وتخفي الۏحش عن الناس
بس ده اسمه نفاق
ابتسم زكريا يشرح لها الأمر كما لو كان يفعل لأحد تلاميذه
النفاق هو إني اظهر مشاعر أو انصح بشيء عكس اللي جوايا يعني مثلا اقولك يا فاطمة الكدب حرام وانا اساسا بكدب أو اني افضل امدح في فعل معين وانا اساسا بخالف الفعل ده إنما الجهاد ده بيكون جهاد مع النفس يعني بجاهد نفسي أنها تحافظ على الحلو اللي جواها والۏحش بخفيه واحاول امنعه
توقف عن الحديث ثم قال بعد صمت قصير
تخيلي إن كل انسان عنده جواه نص حلو ونص وحش وخبى الحلو وأظهر الۏحش هنكون وقتها عايشين في غابة عشان كده المجاهد هو اللي يقدر يكبح النص الۏحش جواه ويظهر الحلو للناس
كانت فاطمة تستمع لزكريا وهي تحاول موازنة كلماته ليكمل هو بحنان
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ايه
نظرت له فاطمة بانتباه ليكمل هو
أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غنى وإنكم تجمعون ما لا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وأنتم مؤجلون في دار غرور كنتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤخذون بالوحي فمن أسر شيئا أخذ بسريرته ومن أعلن شيئا أخذ بعلانيته فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر فإنه من أظهر شيئا وزعم أن سريرته حسنة لم نصدقه ومن أظهر لنا علانية حسنة ظننا به حسنا
رددت فاطمة تلك الجملة التي علقت بذهنها وهي تبتسم له
فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر
بالضبط كده ده بقى الجهاد واللي انا بحاول اعمله يعني انا مش مثالي ولا كامل أنا جوايا عيوب زي أي بني ادم تاني لكن يجاهد نفسي إنما النفاق ده شيء تاني وموضوعه كبير يبقى اكلمك عنه في مرة تانية لأن شكل اللي بره خلصوا كلامهم
هزت فاطمة رأسها له وهي تنهض معه تتبعه للخارج وداخلها مائة سؤال وكلهم يدوروا حول ذلك الذي يتقدمها والذي بدأ يمهد مكانه الخاص بقلبها
كان رشدي يركض في ممرات مركز الشرطة وخلفه هادي يحاول أن يهدأه وهو يكاد ېحرق المكان بالجميع
يارشدي اصبر بس نشوف ايه حصل !
استدار رشدي لهادي يرمقه بشړ متحدثا
اصبر ايه انت اهبل مراتي تتصل بيا بټعيط وتقولي أنها مقبوض عليها وعايزني أهدى امال اتعصب امتى لما الاتوبيس يفوتني
أنهى حديثه وهو يتوقف أمام أحد مكاتب المركز ثم تنفس قليلا ليهدأ نفسه وبعدها أخرج بطاقته العسكري يطلب منه إذن الدخول
لو سمحت بلغ الباشا اني حابب أقابله
نظر العسكري في البطاقة التي تقبع بيده ثم أدى التحية لرشدي وبعدها دخل للغرفة وغاب بها لدقيقة تقريبا كان رشدي ېحرق فيها هادي الذي ما زال يحاول تهدئته حتى عاد العسكري وهو يخبره أن يدخل
تحرك رشدي ودخل للمكتب سريعا يتبعه هادي وبمجرد دخوله نهض ذلك الذي يتوسط المكتب وهو يبتسم لرشدي مادا يده له
رشدي باشا نورت القسم كله
صافحه رشدي وهو يبتسم له بسمة صغيرة رسمها بصعوبة
أشار له الضابط بالجلوس هو وهادي ثم تحدث ببسمة عملية
تحب تشرب ايه !
كاد هادي يتحدث مخبرا إياه أنه يريد كوب عصير مثلج عله يرطب حلقه الذي جف من كثره حديثه
مع ذلك الرشدي الغبي لكن توفقت الكلمات على باب فمه
بسبب رشدي الذي أشار بيده رافضا أي شيء مما جعل هادي ينظر له پغضب شديد وهو يكاد ينهض وينقض عليه
انا مش جاي اتضايف يا جمال باشا انا بس كنت جاي عشان فيه حد تبعي موجود هنا
حد تبعك ! بيشتغل هنا يعني ولا
مقبوض عليه
فهم جمال ما يجري هنا ليعود بظهره للخلف وهو يحاول التذكر كل المعلومات التي وصلته اليوم ومن تم القبض عليهم لكن كان رأسه فارغا
مين ده اللي تبعك وانقبض عليه
ابتسم رشدي بسمة مغتاظة غاضبة
مراتي
بثينة أنت معايا
زفرت بثينة بضيق وهي تبعد المجلة من يدها أثناء تسطحها على فراشها وهي تستمع لندب شيماء المتواصل منذ ساعات ترثي حالة ابنة خالتها وحالتها أيضا بعدما يعود أخيها
معاك يا شيماء اعمل ايه