تعويذة عشق بقلم رحمة سيد
انت في الصفحة 1 من 47 صفحات
الفصل الأول
عصرا في القاهرة
كان يسير بخطى هادئة حتى أصبح امام باب منزلهم بحث بعينيه عن مكان المفتاح الذي أخبرته به إبنة عمته منذ قليل المفتاح تحت المشايه يا حمزة اوعى تنسى ترجعه لما تدخل وانا خلاص جاية اهوو
ابتسامة ساحرة زينت ثغره الأسمر وهو يفتح الباب بهدوء وما إن أغلق الباب وإلتفت حتى وقعت عيناه على مشهد أثر فؤاده
تلك المعشوقة تتمدد على الأريكة وعلى ما يبدو أنها نامت أثناء جلوسها إبتلع ريقه وهو يقترب منها ببطئ يشعر بأنذارات تتدفق بين تشابك مشاعره التي تفيض ما إن يقترب منها
اصبح امامها تماما وتلقائيا كانت يده تستجيب لنداء بعيد عن مرمى ذاك العقل الذي يحتم عليه بالإبتعاد خصلاتها السوداء المتمردة على وجهها الأبيض
كانت مستكينة تماما ملامحها الجذابة ساكنة تحت سكنات النوم المرهق
ليجد نفسه يقترب ببطئ حتى جلس لجوارها
دي حنين بنت بنت عمتك يا حمزة
لينتفض هو في ثوان يحدق بها مصډوما من نفسه قبل أي شيئ
لم يكن اقترابها بتلك الطريقة في الحسبان ابدا
بينما فتحت هي عينيها باتزان لتهمس ببلاهه
أنت بتعمل إية هنا يا حمزة
ثم استدركت نفسها سريعا تتابع
قصدي كنت بحلم انت ازاي جيت يا أنكل حمزة
أغمض عيناه بضيق يحاول مقع تلك الرفرفة التي تعتلي دقاته وهو يسمع اسمه منهت بتلك الطريقة
ليصدح صوته الرجولي مغمغما بضيق
نهضت بكسل تحاول الفرار سريعا قبل أن ينكشف وحش عصبيته المفرطة معها فهمست وهي تسير
اسفة بس أنت كمان ابن خالة ماما يعني في مقام خالو بغض النظر عن أنك لسة اعزب 31 سنة
كلما ذكرته بتلك الفروق من دون قصد شعر أن قلبه يزداد تصدعا وإنكسارا تحت هجوم الطبيعة
كادت تدلف لغرفتها إلا أنه زمجر پغضب ربما إنفرط منه دون قصد متضاربا بغضبه من نفسه
اية اللي إنت لابساه ده إنت كنت في الكلية بالمنظر ده
على فكره عادي أنا كنت لابسه بورلو بس قلعته ونمت وانا مش حاسه هنا وبعدين يا انكل أنت بتحب تزعق لي وخلاص
صړخ بحدة نفضت اطراف المرح التي كادت تتسحب بين حروفها
لا يا هانم مش بتلكك بس ده مش منظر تنزلي بيه وبعدين إنت سمعتك من سمعتي يعني لازم تحاولي تكوني محترمة شوية على الاقل مثلي الاحترام انا مش ناقص كلمة من حد
صمت برهه ينظر لوجهها الذي امتقع ليكمل بحدة متزايدة
واساسا امك قالت إنك في الكلية اية اللي جابك بدري
هجوم كاسح من البكاء وتشققات الصمود شعرت بها تهفو على أفق عينيها الزيتونية لتجيب بصوت مبحوح
استدارت وكادت تسير ولكنه اوقفها باستمرار زمجرته المخيفة
لما اكون بتنيل واكلمك تقفي زي مابكلمك ولا إنت مابتعرفيش تحترمي صغير ولا كبير
بدأت تبكي وهي تخبره بصوت عالي الى حدا ما
لا انا محترمة جدا وطالما ماما عايشة وموافقة خلاص انا مابقتش صغيرة وحاضر هحترم نفسي ما اصل بابا لو كان عايش مكنش حد قالي كدة عن اذنك يا استاذ حمزة
على الطرف الاخر في احدى المدن الواحات
كان يقف هو مهاب عز الدين حماد
نظر لوالده الذي يقف امامه عاقدا ذراعيه
ومنتظرا رده
أنا مش هفضل مستني زي خيبتها كدة كتير يا مهاب الناس مستنين بره يلا
إلتفت له اخيرا بمنكبيه العريضين لتحتد نبرته وتحيا خواطره المعاكسة وهو يخبره بنزق حاد
بابا أنت متخيل الموقف أنت جبتني في محافظة تانية ومن غير ما تقولي عشان تفاجئني عايزني اكتب كتابي دلوقتي لا ومتفق مع الناس ماشاء الله
تنهد والده بقوة قبل أن يتجلى صوته وهو يحاول إقناعه
اسمع يا مهاب أنت عارف إن دي صفقة عمل لو ده اللي هيخليك توافق لو مافيش بيننا وبين الناس دي علاقة تربطنا عمرها ما هيتنازلوا لنا عن الارض اللي عاوزين نبني عليها المشروع
وعندما لم يجد ردا منه أكمل في حماس
ثم إن البنت مش وحشة دي بنت ناس ومحترمة وألف من يتمناها
هنا لم يتمالك نفسه عند تلك النقطة التي يحور حوله رفضه المطلق
دي مش أي واحدة دي طفلة أنت عايزني أتجوز طفلة عندها 16 سنة لسة
رفع الاخر كتفيه هامسا بقلة حيلة
دي اكبر بنت مفيش اكبر منها وبعدين مالها 16 سنة ده أنت حتى هتربيها وتكبرها على طريقتك
أغمض عيناه پقهر لأول مرة يجبر على شيئ
ولكن إن كانت مجرد صفقة فهو من سيحركها كيفما شاء بل ويبدل خيوطها إن اراد
نظر لوالده يهتف في هدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة
موافق بس افتكر إنك قولت إنها مجرد صفقة محدش هيعرف إني اتجوزتها ابدا
اومأ والده يتنهد باستسلام
ماشي المهم ننزل دلوقتي عشان المأذون مستني وماتنساش يا مهاب أنا فهمتهم إنك كنت مسافر وإنك عايز تكتب الكتاب عشان تبقى براحتك ولو محصلش نصيب خلاص
تقوس فمه بابتسامة ساخرة تنم عن صراع مربك يدور بين ثناياه قبل أن يسأله
والطفلة بقا اية اللي هيجبرها على واحد زيي
ظهرت ابتسامة متنامية على ثغره المجعد وهو يخبره بثقة
اهلها كمان عاوزين يتمموا المشروع أنا عرفت أصلا إن ابوها اتوفى وعمها هو اللي مسؤل عنها وانتم هتقعدوا في القاهرة اساسا فالموضوع امان ماتقلقش
اومأ موافقا بضيق
اما نشوف اخرتها بس يا انا يا هي
هبطوا جميعهم بهدوء يحاولوا رسم تلك البسمة على وجوههم
وما هي ألا دقائق حتى هبطت زوجته المستقبلية عفوا طفلته المستقبلية
فرحة بحياة العزوبية تسن تحت ضغط والده
لو والدته معهم الان فلن يتم هذا الزواج ولكن اسفا سلبها المۏت منه
وعلى أي حال هو لم ولن يخسر سيتزوج مرة واثنان وثلاثة وعشر
اخيرا تم عقد ليصدح صوت عمها مهللا بابتسامة هادئة
الف مبروك يا ولاد
اشار للفتاة التي تنكس رأسها ارضا وكأنها تخفى عنهم رفضها المبطن لتلك الزيجة الخانقة
وتخفي حفر كان من المفترض أن يشقها قمر السعادة ولكن صډمتها شمس الحياة القاسېة فصارت ټنزف السعادة كدماء الخسارة
لتسمع عمها يقول
تعالي يا سيلين سلمي على جوزك يلا يا حبيبتي
ابتلعت ريقها بازدراء هامسة
حاضر
اشار لها مهاب قبل أن تصل له لتخترق جملته الرجولية التي زينتها نبرته الجادة الرجولية
بعد اذنكم انا عايز اقعد انا وهي لوحدنا اعتقد احنا كتبنا الكتاب عشان نبقى على راحتنا بقا
اومأ عمها في حبور
طبعا وأنت محل ثقة أنت ووالدك احنا هنخرج بره وانتوا خدوا راحتكم
وبالفعل ما هي إلا ثواني حتى خرج الجميع لتبدأ هي في فرك اصابعها وهي تراه يجلس لجوارها تماما بل يكاد بكون ملتصقا بها
فجأة شعرت بيده تمسك بيدها يحطيها بكفه العريض وتلقائيا حاولت الابتعاد عنه مغمغمة
لو سمحت يا استاذ مهاب
وكانت تلك اول مرة ترفع له وجهها فيرى عينيها التي كانت كسطحا شهيا من القهوة
بعد صمت تعمق فيه النظر لعينيها همس بسخرية وهو يشدد من قبضته على يدها
مالك
يا عروسة ده انا زي جوزك يعني
بصوت يكاد يسمع
انا محتاجة شوية وقت اخد عليك فيه الاول لو سمحت
لم يمنع نفسه من التفوه ضاحكا
تاخدي عليا أنا لو اتجوزت كان زماني مخلف قدك