شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
الدموع التي تهبط منه
فزع كلا من رشدي وهادي الذي كان اقربهم صړخ بفزع وهو يمسك كتف زكريا وينظر له
زكريا مالك هو الواد ده عملك حاجة
هنا وبدأ قناع زكريا الجليدي بالتصدع فانكمش وجهه پغضب وحزن وهو ينفجر في البكاء وقد سقطت رأسه على كتف هادي متحدثا بنحيب شديد وكأنه طفل يشكو لوالده
قتلني يا هادي قتلني وكسرني حاسس اني مش قادر اتنفس والله ما قادر عمال ابتسم وانا مش قادر حاسس اني ھموت من الۏجع كل ما افتكر
كان هادي مصډوم من حديث زكريا فهو كان يحدثهم كما يتحدث معهم عادة وبلا أي مقدمات اڼفجر في البكاء وهذا إن دل على شيء فيدل على أنه تحمل الكثير حقا وكان يكبت دموعه عن الهبوط والان اڼفجر مخزون وجعه دفعة واحدة مسببا طوفان مشاعره
عملك ايه يا زكريا والله اروح اضربهولك دلوقتي ومخليش في جسمه حتة سليمة قولي عملك ايه وانا اخدلك حقك منه بس متعيطش
ضم زكريا نفسه وهو يدفن وجهه في جسد رشدي رافضا التحدث بكلمة واحدة فما فعله لم يكن بحقه هو بل كان بحق زوجته لكنه اكتفى فقط بقول
مش هقدر احكي حاجة يا رشدي كل اللي اقدر اقوله إن هو كسر اغلى حاجة بملكها
يابنتي انطقي بقى تعبتيني معاك
تنهدت فاطمة بتعب شديد وهي تشير برأسها بلا شيء
يا شيماء بقالك ساعة بتزني فوق دماغي وقولتلك مفيش حاجة وانا معرفش ليه زكريا اتصل باجوازتكم
ايوة فالحين بس انتم تقطعوا علينا أنت وجوزك ده الواد كان خلاص هينهي الزعل بحضن وب
توقفت ماسة عن الحديث بسبب ضړبة شيماء لها بكتفها ونظرتها التحذيرية
خلاص اسكتي هتفضحينا بعدين مش كفاية خلتيني اجرجر البت من بيتها بمنظرها اللي يعر ده
نظرت فاطمة لنفسها بتعجب وهي ترى الاسدال الخاص بها لتنكمش ملامحها بحنق شديد وهي تعترض على حديث شيماء
هو ايه اللي يعر ده الاسدال لسه جديد على فكرة
هو زكريا شافك بالاسدال ده
كان سؤال ماسة لهدف ما لم تلاحظه فاطمة وهي تمسك طرف الاسدال تحاول تذكر ما إذا كان زكريا رآها بهذا الاسدال ام لا وبعد تفكير طويل ابتسمت وهي تجيب
ابتسمت ماسة وهي تتنهد براحة لكن كل ذلك انقلب وهي تسمع باقي جملة فاطمة التي هشمت كل راحتها تلك
بس شافني قبل كده بالاسدال القديم
كان معفن وعرة شوية على رأي شيماء
صمتت قليلا ثم أكملت وهي لا تستطيع امساك ضحكتها تتذكر ما حدث معها غير منتبه لماسة التي كاد قلبها يتوقف مما تسمعه من تلك البلهاء
استني استني افتكرت في مرة شافني في الشارع وكنت لابسة جيبة قديمة اوي ليا وكانت واسعة جدا
تحدثت شيماء پصدمة كبيرة
تلاقي منظرك فيها وهي مهلهلة عليك كان زي الشحاتين
ودون أن تشعر فاطمة انطلقت ضحكة عالية منها وهي تهز رأسها نافية
انهت كلمتها وهي تسقط على الفراش من الضحك تتذكر صړاخ زكريا وكلمته المميزة التي يقولها عند كل مصېبة وكل مرة كان يقابلها لتخرج منها الكلمة بصوت عالي تقلد زكريا
منظره وهو بيقول رباه قتلني
دخل رشدي لمنزله وخلفه كلا من زكريا وهادي بعدما هدأ زكريا وتوقف عن نحيبه وعم صمت طويل بين الجميع قطعه صوت زكريا الرخيم وهو ينظر لرشدي يسأله إذا ما كان يملك أي معلومات عن ذلك المصطفى ورغم فضول رشدي لمعرفة ما الذي يربط مصطفى بزكريا إلا أنه هز رأسه بحيرة يخبره أنه سيحاول البحث له في حاسوبه لكن زكريا نهض وهو يأمره أن يأتي معه الان لفعل ذلك وبالفعل سحب زكريا كلا من رشدي وهادي خلفه وتوجهوا لشقة رشدي وها هم في طريقهم لغرفته لولا تلك الصړخة التي انطلقت من غرفة شيماء والتي كان محتواها الكلمة المفضلة لزكريا
رفع زكريا حاجبه پصدمة وهو يستمع لصوت فاطمة تتحدث مثله ودون أن يشعر ارتسمت بسمة لطيفة على فمه وهو يهمس
تلك المحتالة الصغيرة تسخر مني
اقترب هادي من زكريا وهو يهمس له
بما إنك هنا جنبنا مين اللي جوا وسرق العلامة المميزة بتاعتك
ابتسم رشدي وهو يراقب حنق زكريا على هادي وعودته لزكريا رفيقهم حتى ولو بنسبة بسيطة ليتدخل في الحوار مضيفا بمشاكسة
يعني إنت مش عارف يعني دي اكيد زكريا النسخة المؤنثة
ضحك هادي بصخب وهو يراقب ملامح زكريا التي احمرت پغضب
والله عال مش مكفيكم سخرية مني وهتشتغلوا على البنت المسكينة اللي جوا
صمت زكريا وهو يستمع لصوت فاطمة وهي تقلده
ابتعد عني يا احمق يا الله ما هذه المصائب التي تسقط على رأسي يالك من احمق
فتح زكريا عينه پصدمة وهو يستمع للجملة الأخيرة من حديثها ليقول پصدمة مشيرا للباب
هل قالت للتو يالك من احمق لم تؤنث احمق تلك الغبية ذات الرأس الفارغ لقد شوهت اللغة غيرت رأي هي تستحق كل السخرية تلك الحمقاء سأريها كيف
توقف زكريا عن الحديث وهو يراقب انفجار قهقهات كلا من رشدي وهادي في الضحك وهادي يضيف من بين ضحكاته بصعوبة شديدة
مش معقول بجد إنت شخص مش معقول ده هيدي مراته درس خصوصي
صمت زكريا قليلا ليقول بتفكير
حسنا لم افكر في هذا سابقا لكن بعد كل ما سمعته اعتقد انني سأفكر في الأمر مليا فتلك الکاړثة قد تصيبني بالقلب إن تحدثت امامي بهذا الشكل مجددا
صمت ثم نظر للباب ليقول پغضب وكأنه يحدث فاطمة
أي شخص هذا لا يعرف أن مؤنث أحمق حمقاء انا حتى في حياتي لم اناديها بحمقاء لتقلدني بهذا الشكل المسئ لي هي تحتاج حقا
توقف زكريا عن الحديث وهو يشعر بهادي يجذبه صوب غرفة رشدي مرددا بحنق شديد
كانت ليلة سودة يوم ما قلدتك كل ده عشان اتنيلت قلدتك احمد ربك أنها مطلعتكش ألدغ غيرك وهو بيتقلد اكتشف أنه عنده تسلخات وعامل البواسير خمس مرات
لم يفهم زكريا شيء من حديث هادي لكن انفجار رشدي في
الضحك انبأه أن هناك ما حدث لهادي ويشبه ما حدث له
كان الثلاثة يضحكون بصخب على أعتاب غرفة رشدي ولم يكد رشدي يفتح الباب إلا وكان والده يخرج من المطبخ المقابل لباب غرفته وهو يحمل طبق فاكهه كبير ويتراقص به ويدور وكأنه يؤدي استعراض ما وكعادته كان يدندن بكلمات اغنية اجنبية I love you when you call me senorit احبك عندما تناديني سنيوريتا
كان الثلاثة شباب متسمرين أمام ذلك المشهد الفريد أو الشابان فرشدي بالفعل قد شاهد وحضر العديد والعديد من تلك العروض العالمية والتي يتفنن والده كل مرة بها
اقترب هادي من رشدي يهمس ومازالت عينه معلقة بابراهيم الذي لم يسمح بكل ما حوله من أن يخرجه من غيمته الوردية
لا مؤاخذة يا رشدي يا خويا بس هو ابوك ليه عايز حد يناديه سنيوريتا
نظر رشدي لهادي بلا أي ملامح وهو يجيب
لا ده استعراض عادي ما شوفتهوش بقى وهو بيرقص على اغنية مايكل جاكسون تقولش المرحوم كان خارج من تربته يرقص وراجع عالمي يا ابراهيم عالمي والله يا غالي
تحدث زكريا وهو مازال ينظر لما يفعل ابراهيم ببلاهة
طب نكح طيب ولا نعمل حاجة عشان يعرف اننا هنا
أشار رشدي بيده لزكريا
لا سيبه متخرجهوش من حالة الفن اللي هو فيها دي دلوقتي هتلاقيه وهو بيلف ويعمل حركة دينا الرقاصة وقف لوحده
كبت زكريا ضحكاته وهو يستمع لكلمات رشدي الذي كان يبدو من ملامحه أنه بالفعل اعتاد كل ما يحدث وبالفعل بدأ ابراهيم يلف خصره كما تفعل الراقصات عادة وهو يبتسم ليفتح عينه واخيرا أثناء ذلك لكن فجأة توقف خصره عن الحركة في منتصفها وهو يرى بعينه ابنه ورفقته اصدقاء وعلى الجانب الآخر كانت تقف ماسة وشيماء ومعهم فاطمة والجميع يرمق ما يحدث ببلاهة عدا شيماء ورشدي اللذان اعتادا ما يحدث تقريبا
اعتدل ابراهيم في وقفته كما المرة السابقة وحمل طبق الفاكهة مجددا والذي كان قد تركه في غمرة استعراضه ثم تحرك بخطواب هادئة تحمل من الهيبة ما ينافي ما كان يحدث منذ دقائق وهو يتجه صوب غرفته بعد أن ألقى تحية على الجميع وكأن شيئا لم يحدث
مسائكم لذيذ يا شباب
نظر الجميع لبعضهم البعض پصدمة كبيرة وكلا منهم ترتسم على وجهه ملامح بلاهة وعدم استيعاب لما حدث منذ قليل
لينطلق سؤال رشدي بحنق شديد
انا ھموت افهم ليه دايما يرقص رقص شرقي على أغنيات أجنبية يعني لو كان رقص رقصته دي على اغنيه يابنت السلطان مش كان هيكون احسن
تحدث هادي وهو يكتم ضحكته بصعوبة
يعني هي الأغنية بس اللي مزعلاكمش إن الحاج ابراهيم للتو عمل استعراض راقص قدامنا كلنا
يا عم وهو انتم غربا يعني ده بيتك يا هادي خد راحتك يا حبيبي
هنا واڼفجر الجميع في الضحك دون قدرتهم على السيطرة على قهقهاتهم العالية
انتبه زكريا لفاطمة والتي كانت تمسك معدتها من الضحك ليبتسم باتساع وهو يردد
علينا إذا بشكر الفنان الواعد لأعطائنا شرف رؤية تلك الضحكات الربيعية
انتبه الجميع لحديث زكريا ليطلق هادي صفير عالي وهو يضرب كتف زكريا غامزا
يا زيدي يا زيدي ملاحظ إن اخر فترة مودك بقى رومانسي زيادة حبتين
خجلت فاطمة من نظرات الجميع لها لتهرب سريعا صوب باب الخروج وتبعها سريعا زكريا وهو يشير لرشدي
هات اللاب بتاعك وحصلني على بيتي يا رشدي
أنهى حديثه وهو يتبع فاطمة سريعا بينما نظر اتجه هادي سريعا صوب شيماء وهو يمسك يدها مرددا بينما يتجه للباب
ثواني وهحصلكم على بيت زكريا يا رشدي اسبقني انت
لكن قبل أن يخطو هادي خطوة واحدة لشيماء كان رشدي يمسكه من ثيابه من الخلف وهو يهمس بحنق شديد من بين أسنانه
رايح فين كده يا عسل
نظر له هادي بتعجب مصطنع وهو يجيبه
هخلص حاجة على السريع واحصلكم متخافش مش هتأخر عليكم
يا خويا ما تتأخر ولا متجيش خالص إنت واخد البنت ورايح فين
نظر هادي لرشدي بعدم فهم مصطنع قبل أن ينتبه ليده التي تمسك يد شيماء ليبعدها بسرعة وهو يشهق پصدمة
ايه ده بسم الله الرحمن الرحيم ايه اللي جاب دي هنا
رفع رشدي حاجبه بسخرية كبيرة وكأنه يقول له حقا تحدث هادي رافضا نظرات الاتهام في عين رفيقه