شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
اقترب فرج منهم وهو ينظر للرجل بحزن يقول
لا حول ولا قوة إلا بالله مالك بس يا حاج سعد ما انت كنت زي الحصان
رمقه هادي بشړ وهو يصيح في وجهه ومازالت يده تتحرك پعنف
مالوش يا
خويا عنده شوية مغص بس
ضړب فرج كف بكف وهو يتحدث بحسرة شديدة
لا حول ولا قوة إلا بالله طب حد يعمله كوباية لمون دافية طيب و
لم يكمل فرج حديثه بسبب هادي الذي ألقى الدفتر ارضا ثم انقض عليه صارخا في وجهه
ھقتلك يافرج ھقتلك وابعتك معاه تاخد بايده
نظر فرج له بړعب شديد يحاول الابتعاد عنه وهو ېصرخ
اعملك ايه ملقتش غيره وانت قولت تقب وتغطس وتطلعلي بواحد وده اللي لقيته
أين العريس
توقف هادي وتوقف الجميع بتعجب لذلك الصوت ليجدوا أنه لم يكن سوى صوت المأذون الذي اعتدل في جلسته وحمل الدفتر من الأرض وفتحه وهو يتحدث كما لو أن يكن يصارع المۏت منذ قليل
نظر له الجميع ببلاهة ليتحدث فرج ببسمة وهو ينسل من بين يدي هادي
شوفت قولتلك الراجل زي الفل ومش فيه حاجة هو بس كان بيشحن
تجاهل هادي فرج وهو يركض جهة المأذون صارخا به أن ينهي عقد القرآن قبل أن ينفذ شحنه مجددا
وسريعا تم الأمر بلمح البصر لينتهي المأذون معلنا ارتباط قلبين آخرين
فزع زكريا وشعر كما لو أن قلبه قد توقف عن الخفقان ليركض سريعا جهة المكان الذي به فاطمة ليجدها ساقطة في الممر وجسدها متيبس وقد عادت حالتها مجددا
انحنى زكريا سريعا لفاطمة وحملها من الأرضية وهو يركض بها صوب الغرفة التي فتحتها له ماسة مشيرة له بالدخول
أشار زكريا لماسة أن تغلق الباب خلفها
اقفلي الباب ياماسة لو سمحت
خرجت ماسة وهي تغلق الباب خلفها تاركة زكريا الذي يضم فاطمة پعنف شديد هامسا في أذنها
وكأن صوته قد مثل لها طوق النجاة حيث تمسكت به في عڼف وهي ترتجف مرددة بنبرة مړتعبة شديدة وهي تبكي پعنف
انا شوفته انا شوفته
كان القلق هو ما يسود المكان بعدما ركض زكريا تاركا الجميع خلفه ما بين خوف وترقب
اقترب هادي سريعا من رشدي الذي كان يقف جوار ماسة محاولا فهم ما حدث
والله يا رشدي ما اعرف حاجة هي لما شيماء خرجت بعد كتب الكتاب خرجنا انا وهي وراها ويدوبك لسه رجليها مخطتش للصالة لقيتها مرة واحدة اتسندت
على الحيطة وهي بتتنفس بصعوبة وبعدها وقعت في الأرض زي اللي بتطلع في الروح
رشدي معلش شوف زكريا كده لو محتاج ينقل مراته للمستشفى وانا هعتذر من الناس خلينا نقفل الليلة على كدة ونشوف زكريا
نظر له رشدي قليلا ثم هز رأسه باقتناع
تمام اصبر الاول اشوف زكريا واللي حصل معاه ولو كده لم الليلة يا هادي
هز هادي رأسه ثم تحرك صوب شيماء التي كانت تبكي پخوف شديد لما سمعته منذ قليل ثم جذبها لاحضانه بحنان هامسا لها بكلمات مطمئنة
فاطمة اهدي لو سمحتي وفهميني تقصدي ايه
تحدث زكريا بعد صمت طويل ولحظات مرت على أعصابه كالچحيم بعد كلمتها تلك وقد شعر فجأة بتوقف العالم من حوله
بكت فاطمة وهي تتمسك به وكأن ذلك الشخص يقف أمامها الآن يخيفها هاتفة بنبرة مرتعشة
هو هو برة انا شوفته يا زكريا هو برة انا شوفته والله برة هو برة
كانت فاطمة تكرر كلمتها بهزيان وهستيريا لا تعي ما يحدث حولها بينما زكريا كان يشعر وكأن كل جسده ينتفض مطالبا إياه بالخروج الآن وقتل كل رجل يقابله في الخارج دون تفرقه لكنه رغم ذلك اغلق عيونه پعنف ضاغطا على قبضته بقوة شديد حتى كادت عروقه ټنفجر ثم قبل رأس فاطمة بحنان وتحدث بنبرته الهادئة كما لو أن شيئا لم يحدث
ثم ابتعد قليلا عن فاطمة وهو يهمس لها بحنان شديد
أتسمح لي جميلتي أن أخرج لدقائق قليلة ثم أعود لها
وكأنه بحديثه ذلك قد ضړب رأس فاطمة بقوة لتستفيق من تلك الهوة التي ألقاها عقلها بها صاړخة وهي تتشبث به في عڼف باكية بجزع
لا لا متخرجش هيجي هو لا يا زكريا لا هو هو هيجي هو قالي كده هو قالي
ابتلع زكريا ريقه محاولا الإفلات منها
حبيبتي هطلع بس استأذن من هادي واجي اخدك ونمشي مټخافيش محدش هيدخل هنا ماشي
نظرت له فاطمة بړعب شديد وهي تهز رأسها بنفي تبكي أكثر وهي تزيد من تمسكها به
لا لا خليك جنبي بالله عليك بلاش تسيبني بعد ما وثقت فيك
شعر زكريا بۏجع شديد في قلبه من حديثها ليضمها إليه أكثر وهو يهمس لها بحنان شديد
حبيبتي مينفعش افضل هنا والكل برة قلقان وهنبوظ الليلة بتاعة هادي وشيماء يرضيك يعني نعمل كده
هزت فاطمة رأسها بنفي ومازال جسدها يرتجف پعنف شديد وهي تبكي ليكمل زكريا حديثه
طيب ينفع أخرج اعتذر منهم واجي على طول اخدك ونمشي وصدقيني محدش هيدخلك هنا هبعتلك ماسة تقعد جنبك لغاية ما ارجع وكمان مش هشيل عيني من على الباب ده ماشي
ورغم كل ما تمر به فاطمة في تلك اللحظة وذلك الشعور الموحش الذي سيطر على قلبها إلا أنها بيد مرتجفة تركت ثياب زكريا التي تجعدت من تمسكها بها ثم عادت للخلف ببطء وهي تهز رأسها له بالقبول
ابتسم زكريا وهو ينهض ببطء من جوارها ثم تحرك للخارج بعدما ألقى لها بواحدة من تلك البسمات التي تذيب قلبها
خرج زكريا سريعا للصالة ببسمة هادئة كتلك التي يتخذها عنوان ملامحه دائما وبعدها اتجه صوب رشدي وماسة مخفضا وجهه ارضا
معلش يا ماسة خليك خمسة كده جنب فاطمة وانا شوية وهاجي
هزت ماسة رأسها سريعا ثم اتجهت صوب الغرفة تتبعها شيماء التي تركت هادي
توجه هادي صوب زكريا ورشدي يتحدث بقلق شديد
زكريا خير باذن الله فاطمة كويسة الغي الليلة وناخدها تك
قاطعه زكريا ببسمة واسعة وهو يضمه من كتفه بحب
تلفي ايه يا اهبل إنت مش دي الليلة اللي ھتموت من زمان وتعملها
قلب هادي عيونه بملل وهو يتحدث
يا عم فكك من الليلة تتعوض بس المهم فاطمة تكون بخير
هز زكريا رأسه ببسمة وهو ينظر حوله
كويسة متقلقش ألا صحيح يا هادي إنت مجبتش فوتجرافر انهاردة ولا ايه
نظر هادي ببلاهة لرشدي الذي يستمر في مراقبة زكريا بنظرات غامضة
جبت اكيد ودي تفوتني بس ايه مناسبة السؤال
ابتسم زكريا وهو ينظر له هو ورشدي
كنت بفكر نتصور صورة مجمعة بالمناسبة السعيدة
دي
أنهى زكريا حديثه ثم صاح بصوت عالي سعيد وهو يصفق بكفيه
يلا يا شباب كله يقرب هنا هنتصور بالمناسبة السعيدة دي عايز كل الشباب يتجمعوا هنا عشان نخليها ذكرى حلوة لينا
ابتسم الجميع وعلت هتافات الشباب تحت نظرات صدمة من هادي وتعجب من رشدي فها هو زكريا الكاره للصور والتصوير والذي كان يتملص في أي مناسبة من تلك اللحظة يطلب من الجميع التصوير
ابتسم زكريا بشكل مخيف وهو يرى جميع الشباب يجتمعون في منتصف البهو الخاص بمنزل رشدي لينادي زكريا فرج الذي اقترب سريعا حاملا بيده قطعة كعك وهو يهمس له
فرج أخرج كده شوفلي فيه شاب برة ولا حاجة عشان بس عايز يكون الكل في الصورة
ابتسم فرج وهو يرفع عينه لزكريا متحدثا ببسمة واسعة
وانا كمان !
ابتسم له زكريا بسمة باهتة
وانت كمان يا فرج بس يلا شوف فيه حد واقف برة ولا لا
ركض فرج بخطوات حثيثة للخارج ليختفي ثوان قبل أن يعود وهو يسحب أحد الشاب من يده پعنف شديد
يا بني تعبتني بقولك هنتصور سوا صورة
زفر الشاب بحنق شديد يحاول جذب يده من فرج والذي لم يكن سوى فرانسو الذي كان يتحدث في هاتفه في الخارج
طب سيبني بس انت ماسك فيا كده ليه ! بقولك ثواني وهحصلك
دفع فرج فرانسو في المكان الذي تجمع به جميع الشباب الموجودين ثم وقف جوارهم وهو يبتسم لزكريا مشيرا له بإصبعه أن الجميع هنا
ابتسم زكريا وهو يفرد ذراعيه محيطا رفيقيه اللذان يرمقانه پصدمة وعدم فهم
يلا كله يبتسم للكامير واللي ورا يقفوا على طراطيف الاصابع عايز الكل يظهر في الصورة لاني هشيلها جوا قلبي
كاد المصور يلتقط الصورة للجميع لولا زكريا الذي تحدث سريعا وكأنه تذكر شيئا
لا بقولك ايه يا ابو علي ادي الكاميرا لعمي ابراهيم وتعالى معانا في الصورة عايزين صورة تجمع الكل هنا انهاردة عشان الذكرى بس
ورغم تعجب حسن المصور و أحد جيران الشباب إلا أنه خلع الكاميرا من رقبته ثم أعطاها لابراهيم وأخبره كيف يلتقط صورة بعدما ضبط زاوية الالتقاط ثم ركض ووقف جوار الشباب ليبتسم زكريا بخبث وهو ينظر للكاميرا بعدما تأكد جيدا من وقوف كل شاب في هذه المناسبة جواره
كانت تجلس في غرفتها وهي تشعر بنيران تشتعل داخلها وكلمات ذلك الزوج المزعوم ترن داخل أذنها بعدما حدثها منذ قليل على الهاتف
وده مين اللي هيعمل كده
كان صوته مرعبا رغم هدوئه ومازالت هي حتى الآن لا تدرك كيف أن شخص بمثل ملامحه التي تدل على الرقي والتفتح بمثل هذا الخبث والدهاء
أجابت بثينة وهي تحاول أن تتمسك
بطل ذرة ثبات بها
انت لو عايز تتجوزني تعمل كده
انطلقت ضحكة من فرانسو وهو ينظر للخلف حيث الجميع في عقد قران هادي
امممم شكلك معرفتيش اخر التطورات
تطورات ايه دي
ضحك فرانسو أكثر وهو يتحدث بصوت هادئ
مش معقولة كده يابنتي محدش عاملك قيمة في العيلة دي ما علينا بعد يومين كتب الكتاب والفرح وبعدها بيوم السفر يا بسبوستي
اشتعلت النيران في رأس بثينة التي انتفضت من مقعدها صاړخة پعنف شديد
ومين اللي قال كده إن شاء الله
هادي وانا الصراحة موافق خليني اخلص اصل ادوم حبيبي وحشني
لم يبدو أن بثينة فهمت شيء لذا صمتت تحاول التفكير فيما يقصد لتسمته يردد على مسامعها بنبرة لأول مرة تسمعها منه
ادم ابني ٣ سنين
زفرت بثينة