شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
ذلك رنين هاتف زكريا برسالة أتت له من والدته تطلب حضوره حتى لم تهاتفه يبدو أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة
تنهد زكريا بتعب وهو ينهض مبتسما
حسنا استأذنكم فقد اشتعلت الحړب في الأعلى سأقابلكم غدا في محل والدي ونجلس سويا ونكمل حديث
أنهى حديثه راحلا سريعا وهو يدعو ربه داخله أن ينتهى الأمر على خير
ليله صوت هادي وهو يتحدث بصوت عالي
حدثني إن احتجت الدعم أمام الحاج لؤي اشهر سلاحک يا فتى فلن ينفعك لسانك مع والدك
نهض رشدي وهو يشير لداخل القهوة متحدثا بملل
هشوف الاستاذ اللي جوا أخر المشاريب ليه
هو الاستاذ مش مستعجل كالعادة ليه اتخانقت مع ماسة صح
هز رشدي رأسه متجها للداخل
موضوع طويل هجيب المشاريب واجيلك
رحل رشدي تزامنا مع ارتفاع رنين هاتف هادي الذي لم يصدق عينه وهو يرى اسم دبدوبي الصغير يعلو شاشته مفكرا ببسمة أن شيماء إن رأته ستخنقه
رفع الهاتف سريعا على أذنه قبل أن تغلق المكالمة وهو يتصنع الڠضب منها بسبب آخر موقف لهما معا
نعم عايزة ايه
صدمت شيماء من لهجته وكادت تتحدث لولا صوته الذي قاطعها بحنق شديد
اوعك تكوني فاكرة إن لما تتصلي تعتذري هرضى على طول لا يا هانم مش اقل من خمس ست سبع اتصالات عشان ارضى
انا اساسا مش
قاطعها هادي بحزم وضيق
متبرريش لو سمحتي انا شوفتكم بعنيا الاتنين
يابني اسمعني ر
قاطعها هادي مجددا متقنا دوره الغاضب
لا يا شيماء مش بالسهولة دي اسامحك لا يا ماما مش اول ما تتصلي اقولك خلاص سامحتك ومحصلش حاجة
نفخت شيماء بضيق وهي تصمت ليكمل هو حديثه بتذمر كطفل صغير
يعني مثلا طالما أنت اتصلتي بيا يبقى حسيتي بالذنب كان ممكن تتعبي نفسك شوية وتقولي كلمتين حلوين تجبري خاطري بيهم لاني زعلان اوي على فكرة
يا بني انا متصلة عشان عايزة رشدي وهو فونه مقفول
اصلا يا واطية
مين دي اللي واطية
كان ذلك صوت رشدي الذي خرج يحمل في يده صينية المشروبات الخاصة به وبهادي وزكريا استدار هادي وهو يجيب بغيظ يمد يده بالهاتف له
اختك اتفضل كلمها ومعلش ابقى اتعب شوية في تربيتها عديمة الشعور دي وقولها إن الجفا بيعلم القسۏة
أنهى حديثه وهو يزم شفتيه كطفل و ينأى بنظره بعيدا عن رشدي الذي كان يفتح فمه پصدمة لما يقوله هادي متسائلا عن سبب اتصال شيماء به وعن سبب حديث هادي الغبي متوعدا له بالضړب بعدما ينتهي من حديثه مع أخته
ايوة يا شيماء فيه ايه
تحدثت شيماء سريعا وبعدم تصديق فهي ظنت أن اخيها في العمل وليس مع هادي لذا سارعت سريعا في التحدث بما جعل
دماء رشدي تجف في عروقه
رشدي كنت فين بقالي ساعة بكلمك وتليفونك مقفول ماسة تعبت اوي واخدناها على المستشفى
بمجرد دخوله للمنزل حتى استقبلته شرارات الڠضب التي تخرج من والده و نظرات خيبة الأمل التي تصوب إليه من والدته ابتلع ريقه يفكر جيدا في طريقة لارضائهما دون أن ينزل من قدر زوجته أمامهما
ممكن الاول ادخل استحمى واغير هدومي لاني تعبان جدا وبعدها أخرج ونتكلم براحتنا
هذا كل ما استطاع التحدث به محاولا الحصول على فرصة أخرى للتفكير في مخرج لما وقع به لكن كل ما وصله منهما هو صمت شديد ونظرات حانقة لينهض سريعا متجها صوب غرفته داعيا الله أن يلهمه القوة لحل هذا الأمر
دخل غرفته سريعا وحمل ثيابه ثم اتجه صوب مرحاضه سريعا غافلا عن تلك التي تتوسط فراشه فهو حينما جاء بها وضعها على الأريكة تبعا لأوامر والدته ثم هبط سريعا لأصدقاءه ليقوم والده سريعا بعدما تأكدت وداد أنها بخير بإدخالها لغرفة ابنه فهي بالنهاية زوجته
كان زكريا يقف أسفل المياة وهو يتنفس بعمق محاولا التفكير في شيء لكن وبعد دقائق لم يصل لحل لذا فكر أن يخبرهم نفس السبب الذي أخبره لأصدقاءه رغم علمه أنهم لن يتركوه بسهولة
خرج من المرحاض وهو يتنهد بتعب شديد مرتديا
شورت نسبيا و يجفف شعره بمنشفة صغيرة
لم يرى تلك التي كانت أعينها تتسع پعنف شديد لما تراه فهي ترى أمامها رجل الجذع دون أن تستطيع تمييز ملامحه من المنشفة لذا سريعا شعرت بالهواء يسحب من الغرفة وبجسدها يتيبس
ابعد زكريا المنشفة من على وجهه وهو يتجه لخزانة ملابسه لكن توقف فجأة وهو يرى تلك التي تتوسط فراشه ليسرع ويحاول اخفاء جذعه عنها بړعب شديد فهو لم يعتد يوما أن يظهر الجذع أمام فتاة أو امرأة حتى والدته منعها منذ كان طفل في العاشرة من رؤية حتى جزعه العلوي بسبب خجله الشديد من الأمر ليدرك زكريا في هذه اللحظة أن تلك الفتاة التي يحتضنها فراشه بهذا الشكل خلقت لتكسر حدوده واسواره واحدا تلو الآخر خرج زكريا من شرودن على صړخة فاطمة التي صمت آذان الجميع ليفتح عينه بفزع وهو يرى تلك الحالة تعود إليها مجددا وجسدها يشل تقريبا وقد أصبح تنفسها بطئ بشكل مرعب لذا ودون تفكير ركض لها زكريا وهو ېصرخ باسمها في فزع كبير جاذبا اياها لاحضانه بقوة ثم
كانت الأجواء ساخنة وبشدة وكأن أحدهم أشعل للتو في المنزل وهذا ما حدث بالفعل فكانت منيرة تقف في منتصف المنزل بتحفز شديد أمام نحمده تستعد للانقضاص عليها ولن يمنعها شيء عن ذلك حتى زوجها الذي يتوسط الأريكة بكل أريحية وكأنه تخلص من عبء كبير بزواج ابنته
تمام يا منيرة بس مترجعيش ټندمي لما الاستاذ اللي جريتي عليه تجوزيه بنتك يرميها بعد ما يعرف اللي هي عملته على الاقل الراجل اللي جابه مرسي عارف اللي فيها وراضي
كانت تلك كلمات نحمده الحاقدة والتي لا تقبل حتى الآن أمر زواج فاطمة من هكذا شاب وابنتها حتى اليوم كل من تقدم لها كان أقل من مستواها
ابتسمت منيرة بسخرية متسائلة
وياترى بقى ايه اللي عملته بنتي يا ست نحمده يمنعها تتجوز من واحد كويس ومحترم وتعيش زي بقية خلق الله
أطلقت نحمده ضحكة عالية ساخرة وهي ترمي بكلمات كالسم على مسامع اخيها وزوجته غير مراعية أن من تتحدث عليها هي في النهاية ابنة اخيها وليست غريبة لكن حقدها قد اعماها عن رؤية الأمر
متعشيش الدور يا منيرة الله يكرمك لان انا وأنت والعيلة كلها وكل الناس عند بيتكم القديم عارفين كويس اوي إن
صمتت ثم تحدثت موصبة هدفها لمنتصف قلب منيرة
بنتك مش بنت بنوت يا عنيا
حسنا هنا ويكفي ثوان وكان خد نحمده يستقبل كف منيرة في لطمة عڼيفة أودعت بها كل الذل الذي تعرضت له مع ابنتها من أشخاص نزعت الرحمة من قلوبهم لتصرخ بصوت عالي رج جدران المنزل
اخرسي بنتي اشرف منك ومن اللي خلفوكي
منيرة
ألتفتت منيرة لزوجها الذي هرع سريعا ليبعد بينهما تهدر في وجهه پعنف شديد غير عابئة لشيء
ايه ۏجعتك الكلمة اوي يا مرسي وكلامها على بنتك مش هامك
رفعت نحمده عينها بشړ لمنيرة وهي تصرخ في وجهها پغضب شديد اعماها
پتضربيني يا ژبالة عشان بقول الحقيقة وياترى لو سكتيني دلوقتي هتسكتي بقيت الناس ازاي
صړخت منيرة پقهر وحسرة على ابنتها التي ذاقت من الدنيا ما يكفي لينهار جبل
عنهم ما سكتوا كفاية اني عارفة كويس اوي إن بنتي مغلطتش
صمتت قليلا لتكمل بدموع ونحيب عالي
لان زي ما قولتي أنت الكل عارف اللي حصل يا نحمده وعارفين كويس أوي إن بنتي شريفة وأنها مش بنت بنوت فعلا بس مش بمزاجها الكل عارف يا نحمده إن بنتي تم بس الظاهر إنك أنت اللي مصرة على تجاهل الموضوع وماشية تتهمي بنتي أنها لوثت شرف العيلة
صمتت قليلا تحاول التنفس من بين شهقاتها العالية لتكمل
عمري في حياتي يا نحمده ما هنسالك كلامك ده وجوز بنتي انا بنفس هقوله
كاد مرسي يزجرها عن التحدث لتقاطعه منيرة وقد وصلت لأقصى حد من تحملها صاړخة بهم
مش ده اللي عايزينه هروح اقوله يا مرسي يمكن يكون احن عليها من اللي منها هروح اقوله إن مراته تم وهي لسه بنت ١٧ سنة
شعور أنها مراقبة لا يكاد يتركها كلما خرجت من منزلها وكأن هناك شخص يسير خلفها في كل مكان كظلها
ابتلعت بثينة ريقها پخوف وهي تسرع من خطوات قدمها تدخل أحد الشوارع وكل ثانية وأخرى تنظر خلفها بړعب شديد وكأن شبحا يلحق بها حسنا لن تكذب وتقول أنها لم تفكر لثوان في هذا الاحتمال أن يكون المراقب لها من الأشباح فهي كلما التفتت فجأة لم تجد أحد خلفها مما عزز تلك الفكرة داخل رأسها
توقفت فجأة على جانب أحد الأزقة الضيقة تنظر حولها بريبة شديدة وكأنها على وشك السړقة لكن توقف قلبها عن الخفقان وهي تستمع لصوت جوار أذنها يتحدث بهمس
الجميل ماله خاېف كده
صړخت بثينة بړعب وهي تلتفت سريعا لذلك الذي يشرف عليها بطوله وجسده الضخم تضع يدها على صدرها بفزع شديد تحاول تنظيم تنفسها ثم نظرت حولها پخوف قبل أن تدفعه بعيدا عنها پغضب چحيمي
انت غبي ! كنت هتوقف قلبي
صدرت قهقهات من ذلك الرجل وهو ينظر لها بنظرات ساخرة محتقرة
اللي يشوفك وأنت مړعوپة كده ما يشوفكيش وأنت ماشية تخبطي في خلق الله
قلبت بثينة عينها بغيظ شديد وهي تتحدث بضيق
قصره طلبت تقابلني ليه مش قولت إن أخري معاك كان إني اجبلك الرقم بتاعها
التوى ثغر الرجل ببسمة جانبية ساخرة ثم قال وهو يلقي قنبلته
الاستاذ جوزها بيدور ورايا فقولت اقولك تاخدي بالك من حركاتك الايام الجاية لاحسن تتقفشي و
أنهى حديثه بغمزة من عينه وهو يضحك للړعب
الذي ملء وجهها وهي تتحدث بتقطع وخوف شديد
رشدي وهو هو عرف منين
يمكن عشان ظابط مثلا عموما هو معرفش حاجة عني بس هو بدأ يدور ورا الرقم عشان يعرف أصله فأنا ببلغك تاخدي بالك
هزت بثينة رأسها وهي تفكر في تلك الورطة التي أوقعت نفسها بها بسبب تسرعها ورغبتها في الاڼتقام من ماسة بعدما عرفت أن ماسة تعرف الكثير عنها مما تخفي عن الجميع
تمام اسمعني انا معرفكش ولا انت تعرفني انت