شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
من الخلف بعد غسله لتقوم بربطه على خصرها حتى يمنع ثيابها من الانزلاق ثم تأكدت من وضع ثيابها جيدا والبنطال الذي ترتديه أسفل الثياب وبعدها خرجت لتحضر ما طلبته عمتها
رقي في التعامل إنت عبيط يا رشدي بقولك اختك لبستني كوباية المانجة في وشي وانت عارف كويس اوي اني مش بحب عصير المانجة
صمت هادي قليلا يستمع لصوت رشدي عبر الهاتف وهو في طريقه للمكتب الخاص به ليضحك فجأة على حديث رشدي
اه فعلا انا هبهدل اختك معايا اصل انا قاسې اوي واختك يا عيني مکسورة الجناح يا جدع ده انا من يوم ما قولت عايز اتقدملها وهي عدماني العافية
قصره يبقى تعالى بكرة مش انهاردة لاني هكون في الشغل لغاية الساعة 1
طب ما اجيلك 1 يا رشدي عادي يعني مش هنزعج متقلقش
اطلق رشدي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يردد على مسامع هادي
انا هنزعج يا اخي وبعدين عشان تاخد راحتك كده وتفكر في افعالك شوية بدل الهبل اللي متخذه منهج في حياتك ده اشوفك بكرة بقى وسلام عشان عندي شغل
أنهى رشدي حديثه وهو يغلق الاتصال سريعا فهو مل حقا من إلحاح هادي للمجئ اليوم وكأن لا غد له تنهد بتعب وهو يحاول الاتصال مجددا بماسة التي لم تجب على مكالمته منذ قليل
يلا على الاقل تكون البدلة اتغسلت من المانجة ماشي يا شيماء أما ربيتك والله لااااا
توقف عن الحديث لرؤيته بثينة تقف في شارع جانبي مع سيدة تتشح في السواد وتتحدث معها پعنف شديد وكأنها على وشك الشجار أو ما شابه تحرك للطريق الآخر حيث يتفرع الشارع الذي تقف به بثينة مرت من أمامه سيارة فجأة وبمجرد رحيلها اختفت بثينة تماما وكأنه كان يتخيل وجودها لا أكثر
نظر هادي لساعة يده ولولا أنه تأخر على المكتب لكان ذهب لمنزلها وسألها ما حدث فرغم أنه لم يسامحها بعد على كذبها إلا أنه ما يزال مسئولا عنها
بكام دي
أشارت فاطمة لبعض الحضروات قبل أن تنحني لتنتقي منهم ما يناسبها وبعدها نهضت ووضعته للبائع حتى يحدد ثمنهم لكن أثناء ذلك شعرت فجأة أن الجيب الخاصة بها قد أصبحت أوسع وبدأت تنزلق لذا مدت يدها وامسكتها جيدا حتى لا تفضح في وسط السوق وحملت ما اشترته وتحركت سريعا صوب المنزل بعدما انتهت من التبضع وجلبت كل ما طلبت عمتها
خرج زكريا من المنزل وهو يزفر بضيق مستغفرا ربه فما سمعه منذ قليل من مدير المدرسة التي يدرس بها لا يسر ابدا
سارت في الشارع بسرعة كبيرة بعد مكالمة والدتها وهي تدعو ربها ألا تكون عمتها تنتظرها أيضا
يساعد ابدا بسبب قماشته التي تسبب انزلاق الجيبة أكثر
في الطريق المقابل كان زكريا يسير سريعا وهو يتحدث في هاتفه ويبدو أنه كان على وشك الشجار
يا استاذ جمال مينفعش ابدا اللي حضرتك بتقوله مينفعش انا مش هدرس لمدرسة بنات ارجوك مش عشان حاجة بس عشان
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى فاطمة تسير كالبلهاء تنظر في الحقيبة معها وتنفخ بضيق كاد يبعد نظره عنها بسرعة كما يفعل لولا ما حدث بعد ذلك جعله يفغر فاهه
سارت فاطمة ټلعن عمتها في تلك اللحظة فهي من أصرت على أن تهبط هي وتشتري الاشياء الخاصة بطعام مدللتها منار الذي ستأخذه معها للمدرسة فجأة سمعت رنين الهاتف لتضع سريعا حقيبة المشتريات أسفل ذراعها وأخرجت الهاتف لتجيب دون أن تنتبه أنها تركت الجيبة الخاصة بها والتي كان الرباط الذي يمسكها قد انفكت عقدته أثناء انحنائها لشراء بعض الخضروات
رفعت فاطمة يدها سريعا تجيب بضيق
ايوة يا عمتي
لكن فجأة توقفت وهي تشعر بالجيبة الخاصة بها تسقط ارضا فتحت عينها پصدمة كبيرة تسمع صړخة عالية جوارها وجسد يتوقف أمامها بسرعة هائلة مشكلا حاجز وهو يعطيها ظهره يفرد يده صارخا
رباه
نظرت فاطمة لظهر زكريا وهي تحاول ألا تبكي من ذلك الموقف الذي وضعت بها نفسها وشرعت تحاول تبرير الأمر
والله مش قصدي هي اللي واسعة و
فقط ارتديها ارجوك
قال زكريا بصوت زاجر يحاول التحكم في نفسه حتى لا يستدير وېصفع تلك الغبية التي تقف خلفه وتبرر له الأمر بدلا من محاولة إصلاحه
بكت فاطمة من صراخه لكنها سريعا انحنت ورفعت الجيبة بسرعة قبل أن يلاحظ المزيد من الناس الأمر فيكفيها ما تعرضت له من احراج وأمام الشيخ الذي يبدو وكأنه لا أحد في هذا العالم سواه حتى تضع معه دائما في مواقف مخجلة
تحركت فاطمة بهدوء شديد من خلف زكريا وهي تحاول الذهاب من أمامه دون كلمة واحدة فماذا ستقول وهي في هكذا موقف لكنها توقفت فجأة عن السير لسماعها صوته الذي كان خاڤتا قليلا
والدتي مستنياك في البيت
أنهى كلماته دون حتى توضيح سبب انتظار والدته لها أو أي شيء تاركا ايها تنظر لظهره بتعجب كبير لكنها سريعا تحركت قبل أن يتحدث مجددا إليها وأثناء ذلك اصطدمت بالخطأ في أحد حاويات القمامة الكبيرة لتسقط بها ارضا
اغمض زكريا والذي كان على وشك التحرك عينه بحنق شديد مرددا بغيظ
يالله لا يعقل أن تحتكر كل هذا الغباء وحدها کاړثة ذات ارجل وأيدي تسير مسببة العديد من المصائب
كان يسير وهو يضع يده على قلبه الذي يحقق پعنف تلك اللحظة التي كان يخفض بصره عنها للارض ورأى فيها الجيبة تسقط شعر يتوقف قلبه للحظات قبل أن يهرع ويغطيها سريعا كردة فعل غبية منه ربت زكريا على قلبه وهو يتنهد بۏجع كبير متمتما
يالله يوما ما ستتسبب هذه الفتاة في توقف قلبي عن الخفقان اه كاد قلبي يسقط أرضا
ذلك الخۏف الذي شعره منذ لحظات عليها حتى أنه لثوان كاد
ينطلق لها ويجذبها ملقيا إياها في أي منزل بسرعة قبل أن ينتبه أحد يخبره جيدا أن حتى ما فعله وأخبره لوالدته ليس كافيا ليبعدها عن تفكيره لكن ما عساه يفعل كل ما يستطيع فعله هو أن يدعو ربه
دخلت فاطمة للمنزل ووضعت كل ما جلبته على الطاولة ثم انطلقت للمرحاض سريعا فهذا المكان الوحيد الذي تستطيع أن تختلي فيه بنفسها بعد احتلال عمتها وابنتها للمنزل
دلفت المرحاض سريعا وهي تتنفس بسرعة كبيرة ومازالت صورته وهو يركض لها معطيا إياها ظهره وهو يشكل درعا حاميا لأجلها ټقتحم رأسها أغلقت عينها بقوة ثم غسلت وجهها پعنف تحاول ابعاد رأسها عما حدث لكن كيف وهي طالما تتنفس لن تنسى ذلك الذي تعرضت لها
تحركت للخارج ثم نادت والدتها وهي تدخل الغرفة واحضرت عباءة ترتديها بدلا من تلك الجيبة وبعدها اتجهت لوالدتها تخبرها عن انتظار وداد لها لتأذن لها والدتها للذهاب
كانت تسير وهي تشعر أنها مراقبة وأن هناك من يتبعها لذا أسرعت أكثر في سيرها حتى كادت تسقط ارضا لولا تلك اليد التي أمسكتها
نظرت فاطمة بتعجب لبثينة التي كانت وكأنها تهرب من اسدا
مالك بتجري كده ليه يا بوسي
حاولت بثينة تمالك نفسها قليلا حتى لا تظهر أمام فاطمة بمظهر البلهاء ثم قالت ببسمة
ولا حاجة يا بطوط بس كنت مستعجلة شوية
قالت محاولة أن تبعد تفكيرها عنها
كنت فين كده
ابتسمت لها فاطمة مشيرة للبناية التي يسكن بها زكريا
خالتي وداد مستنياني مش عارفة ليه هروح اشوفها لو عايزة حاجة مني
قلبت بثينة شفتيها بحنق شديد وهو وقول بتلميح
طب يا بطوط بس حاولي متحتكيش بالعيلة دي كتير لا حسن تقلبي زي الشيخ
انكمشت ملامح فاطمة بعدن فهم وهي تحاول معرفة سبب حديث بثينة بهذا الشكل وهذه العداوة جهة زكريا وعائلته
مش فاهمة يا بثينة قصدك ايه
انتبهت زكريا لشيء خلفها لتتحدث بسرعة وهي تتحرك مبتعدة
بعدين يا فاطمة لان الموضوع كبير عن اذنك دلوقتي بس عشان مشغولة
انهت حديثها وهي تتحرك بسرعة جهة ذلك الشيء الذي قلب ملامحها بهذا الشكل وتحركت فاطمة صوب منزل زكريا وهي تفكر في سبب كره بثينة له فهي تعاملت معه ولم يظهر يوما أي وقاحة أو تجاوز بحقها على العكس كان دائما متفهما لكن ربما هذا ما يظهره أمامها فقط
انطلقت بثينة سريعا جهة البناية التي يسكن بها رشدي وسحبت ماسة لداخل البناية پعنف شديد تحتجزها في مكان مخفي أسفل الدرج متحدثة بشړ كبير جانب أذنها
مراحب بالسنيورة اللي عايشة جو المغامرات وماشية تهدد فيا وتكيد ليا
زمت ماسة شفتيها بحنق وتذمر شديد
أخص عليك يا بوسي أنت زعلتي من هزاري مش كده برضو خلي عندك روح رياضية
ابتسمت لها بثينة وهي تهمس جانب أذنها بنبرة مرعبة
ما هو فعلا انا عندي روح رياضية عشان كده لسه سيباك عايشة لحد دلوقتي لكن متعتمديش على كرمي ده كتير لأني لو جبت اخري صدقيني يا ماسة ما حد هينجدك من تحت ايدي
أبعدت ماسة بثينة عنها پعنف شديد وهي تتحدث بسخرية
وماله يا بوسي يلا هاتي أخرك وانا هاخده منك بروح رياضية زي ما اخدت رشدي
اسودت عين بثينة بشړ كبير لتسمع صوت ماسة الغاضب وهي تقترب منها
لا لا لا اوعى تكوني مفكراني هبلة ومعرفش بحبك الطفولة اللي كان من ناحيتك لرشدي
احمرت عين بثينة وفي ثواني كانت يدها ترطم بوجه ماسة جاعلة رأسها يستدير للجهة الأخرى
ابتسمت ماسة بسمة مخيفة وهي تستدير لها متحدثة بهدوء عكس ما كانت تتوقع بثينة
إنت واحدة ژبالة يا بثينة كل شوية بحال وكل شوية بتحبي في واحد شكل ولما يتاخد منك بتحولي على غيرك ومش بتزعلي لحظة لأنك ببساطة مش بتحبي الشخص لنفسه لا بتحبيه عشان حاجات متخلفة زيك ولما لقيتي رشدي
ملهوش طريق معاك غيرتي على غيره ولما غيره مجاش معاك قولتي أما تشوفي سكة هادي كده
فتحت بثينة عينها پصدمة وهي تستمع لحديث ماسة ماذا تقصد بغيره هل تعلم ما فعلته قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب