كاليندا بقلم ولاء رفعت
قبل إغلاقه وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج
_ السلام عليكم يا عم سامح معلش صور لي الملزمة دي نسخة.
أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار
_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.
_ إن شاء الله.
وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المرعبة في الليل.
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
من منزل مهجور حينها صړخت و استعاذت بالله في نفسها و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته وكادت تصرخ لكنه أسرع بوضع كفه علي فمها قائلا بټهديد
هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معا ودفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها
_ كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل بأي كلام لما كنت پهددك المرة اللي فاتت لاء يا شمس ده مش أنا مش حمزة السفوري اللي تيجي علي آخر الزمن حتة بت ملهاش لازمة زيك تعلم عليه أنا اللي بقول للبنات لاء وعمري ما واحدة فيهم قالت لي لاء أنا اللي بقول سمعاني
_ أنا هاشيل أيدي بس و حياة أمي لو صوتي أو عملتي حركة كده ولا كده هتلاقي المطواه الحلوة دي بتشقك نصين ها
أومأت له بهمهمة فسحب يده وبدأت بالتحدث بصوت مخټنق بالبكاء
_ أنت عايز مني إيه دلوقت! هو الجواز بالعافية أنا رفضتك عشان ما بحبكش ترضي حد يغصبك علي حاجة وتعملها
_ و أنا ما اتحبش ليه يا بت! ناقص إيد ولا رجل! معايا فلوس تشتري عيلتك وعيلة الحيوان المخطوبة ليه.
أجابت وهي تنظر إلي المدية الموضوعة علي نحرها بحذر و خوف
_ مش كل حاجة الفلوس يا حمزة أنا رفضتك بسبب أخلاقك الزفت ما بتحترمش حد و مقضيها صياعة وبلطجة ده غير القرف اللي بتشربه ولا ثانويه عامة اللي كل شويه تسقط فيها واللي قدك خلصوا جيش وبيشتغلوا وبيكسبوا بعرق جبينهم مش زيك عايش علي فلوس أبوك.
_ ما هو لو كنتي وافقتي عليا كنت بطلت علي أيديكي وأديني جيت لك دلوقت وبقولها لك لآخر مرة يا شمس سيبك من الواد ده وتعالي نتجوز وهخليكي ملكة هخلي أبويا يبني لينا بيت كبير في المدينة نعيش فيه بعيد عن الكفر والعالم المعفنة اللي هنا.
أبعد السلاح عنها وأخفضه
_ ها قولتي إيه كلمة واحدة بس هتخليني خاتم في صباعك.
عينيه ذات النظرات المخيفة تحدق بها عن كثب و بترقب شديد بينما هي كانت كالتي وقعت بين شقي الرحي لاتعلم ماذا سيفعل بها إذا قالت له لا.
صراع الأنفاس يحتدم وهي كالفريسة بين يدي صيادها قاطع الأجواء رنين هاتفه ضيق عينيه بضجر أخرج هاتفه ولم تبرحها نظراته.
نظر إلي هاتفها الذي يظهر من جيب ثوبها فأخذه و ملامح الشړ منبلجة علي وجهه الكريه كأنه الشيطان ذاته بل تفوق عليه.
_ مش هانسي أصور اللحظات دي صوت وصورة عشان أبعتها لعريس الغفلة يتفرج علي حرمه المصون وأنا...
دعاء الكروان يتردد في سماء الليل الحالك ونجوم علي بعد ملايين الأميال وبرغم السكون والهدوء الذي يعم المكان استيقظت زينب من نومها بعد أن شعرت بوخزة في قلبها نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها قد تجاوزت الثامنة نهضت لتذهب إلي غرفة ابنتها وتطمأن عليها لكن مضجعها الشاغر والفراش المرتبة تدل على إنها لم تعد حتي هذا الوقت.
تناولت هاتفها لتجري اتصالا لابنتها لكن أعطاها رسالة صوتية غير متاح هيهات و تذكرت إسراء صديقتها فأجرت عليها الاتصال
_ ألو يا إسراء أنا خالتك أم شمس هي معاكي ولا لسه ماخلصتوش
أجابت الأخري بعد أن تثائبت
_ أنا ما روحتش المراجعة يا طنط وقولت لها لما تخلص تصوري لي الملزمة وهي راجعة فممكن هتلاقيها أتأخرت بسبب التصوير أول ما ترجع طمنيني عليها.
_ ماشي يا حبيبتي أبقي سلميلي علي ماما وبابا وأخوكي وأنا أول ما ترجع إن شاءالله بالسلامة هخليها تكلمك مع السلامة.
وصل إلي منزله و تسحب علي أطراف قدميه حتي وصل إلي غرفته و دلف إلي الداخل زفر