كاليندا بقلم ولاء رفعت
جو الامتحانات وكمان فرحك قرب والشيطان مۏته وسمه لما أتنين يتجمعوا في الحلال يفضل بكل الطرق يحوم حواليهم لحد ما يخربها ويفرقهم.
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم في قرارة نفسها و ألتفتت إلي قدوم سيارة أجرة توقفت بالقرب منهما ثم ترجل أحمد منها يسألهما
_ إيه اللي موقفكم هنا يا بنات
_ كانت مراجعة التاريخ طويلة جدا وشمس تعبت شويه فوقفنا هنا نستناك أنت وماما وطنط زينب.
_ طيب تعالوا أدخلوا العربية وأستنوا عقبال ما أجيب حاجة وراجع لكم.
ذهبت الفتاتان وولجا إلي داخل السيارة بينما هو قام بشراء عصائر وحلوي كثيرة وجميعها ما تحبه وتشتهيه شمس.
_ عايز الشنطة دي تخلص قبل ما نوصل المركز.
تناولتها منه بخجل قائلة
_ شكرا.
فقالت زينب والدتها
_ تعيش وتجيب ليها يا جوز بنتي.
وقالت إسراء بمزاح
_ الله الله يعني شنطة حلويات و عصاير لخطيبتك وأختك الغلبانة ملهاش شكولاتاية واحدة!
ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها بمزاح
_ أعمل أي يا آبيه السهر والمذاكرة بيخلوني جعانة ديما.
ردت والدتها بضحك
_ قصدك بيخلوكي مفجوعة ديما.
وصل جميعهم إلي مركز المحافظة و هي مدينة كبيرة مزدحمة بالمحال والمجمعات التجارية الخاصة بكل لوازم و مفارش منزل العروس.
فأجاب أحمد
_ وأنا هاخد شمس عشان نحجز الكوافير والفستان والأستوديو.
وقبل أن يبتعد برفقتها أمسكته والدته من يده قائلة وكأن کاړثة سوف تحدث
_ فستان أي يا بني اللي عايز تروح معاها وهي بتحجزه
نظر إلي
_ مامتك قصدها يابني ما ينفعش تشوف فستان فرحها دلوقت غير لما تطلع لك وهي عروسة من الكوافير وإلا يبقي فال وحش.
ضحكت إسراء قائلة
_ فال أي يا طنط دي كلها تخاريف ما تصدقيش الكلام ده هو بس بيبقي مش مستحب لأن لما تكون مفاجأة بيبقي إحساس أحلي.
_ بقولكم أي ولا فال ولا مفاجأة أنا هاروح وأختاره معاها زي ما أختارنا كل حاجة مع بعض ولا إيه يا شمس
_ اللي تشوفه.
أثني ذراعه لتضع كفها الرقيق علي ساعده وقال
_ يلا بينا.
كادت إسراء تذهب معهما لكن والدتها أوقفتها من ثيابها قائلة
_ تعالي هنا يا عزول ما تسبيهم مع بعض يمكن عايز يقولها حاجة.
زفرت بحنق وقالت لها السيدة زينب
_ عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
وفي متجر تأجير أثواب الزفاف تخرج من حجرة القياس مرتدية ثوبا في منتهي الرقي والجمال وكأنها حورية فكان أحمد مشغولا في هاتفه وعندما طلت بمظهرها الباهي رفع بصره إليها أتسعت حدقتيه وغر فاهه ثم أطلق صفيرا كدليل علي إعجابه بأميرته الساحرة ما زاد خجلها وتوردت وجنتيها أكثر همست له وهي تمسك بجانبي الثوب
_ حلو الفستان ده
أقترب منها وهمس أمام وجهها
_ ده الفستان بقي أجمل و أنتي جواه تبارك الله في جمالك يا شمسي.
وضعت كفها علي فمها من الخجل الذي لا يفارقها لتأتي الفتاة التي تعمل بالمتجر قاطعة لأجوائهم الوردية قائلة
_ خلاص استقريتي يا عروسة علي الفستان ده
أومأت لها الأخرى وقالت
_ اه إن شاء الله.
_ أتفضلي غيريه عقبال ما أكتب لحضرتك فاتورة بالعربون والإستلام هيبقي يوم الفرح الصبح إن شاء الله.
و هكذا انتهت من حجز ثوب الزفاف ثم ذهب كليهما إلي الأستوديو ويليه مركز التجميل الشهير في تلك البلدة و ذلك في أجواء فرح وسعادة غمرت كل منهما لكن ما زال قلب شمس لم يبرحه القلق والخۏف من شيء مجهول يترقبها وربما تلك العيون التي تتبعهما علي بعد عدة أمتار تندلع بشرار نيران حقد وكراهية واڼتقام ظالم بدون وجه حق!
الفصل الثاني
كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المعلم وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.
وقبل أن تنشغل بما ستقدم عليه تذكرت اتصال أحمد أكثر من عشر مرات فقامت بمهاتفته لكن تلقت رسالة مسجلة بأن الرقم غير متاح عبئت صدرها بالهواء ثم أطلقته زفيرا وهي تنظر إلي الساعة لتجدها السابعة مساء حيث أسدل الليل سواده المعتم و أصبحت الطرقات هادئة وشبه خالية من المارة هكذا طبيعة حال أهل القرية بعد صلاة العشاء الكل يذهب إلي منازلهم ويعم السكون وأصوات حفيف أوراق الشجر وصوت صرصور الحقل يصاحبه أصوات الضفادع المزعجة حيث ينتشرون في مجري الترع المائية.
كانت سريعة الخطي حتي تلحق بمكتب التصوير