عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
تبدل حالها فتحت عيناها حينما شعرت به من خلال رائحته التي استنشقتها اعتدلت تجذب معطفها الصوفي على أكتافها ونظرت للبعيد ولم تحاكيه
أظلمت عيناه بنظرة جوفاء قاسېة وتحدث
ماأكلتيش ليه من الصبح انت ناسية إنك حامل وليه قاعدة في البرد
ظلت كما هي لم تعريه اهتمام جذبها حتى اوقفها وسحبها للداخل تحركت معه دون حديث وكأنها فقدت الحياة
فين اللبن أنا مقولتش كل وجبة اللبن هزت رأسها وخرجت سريعا لتلبي طلبه
جلس بمقابلتها يضع ساقا فوق الأخرى
خلصي أكلك يامدام عندنا ميعاد مع الدكتورة النسائية ظلت صامتة ولم تفعل شيئا نهض من مكانه حينما وجدها تعاني بهذا الشكل الموجع ألما مفرط اجتاح كل خلية بجسده روحه تتمزق عبراتها امامه تحولت إلى قطع قطع زجاج تشحذ صدره أغمض على جفنيه واقترب من جلوسها
باشمهندسة لو سمحت اهتمي بأكلك متنسيش إنك حامل جلس بجوارها على الفراش يدقق النظر لملامحها الباهتة التي التي أكثرت شحوبها وهمس يستعطفها
ليلى أمي بقت قعيدة واملها كبير في اللي بطنك يعني الولد مقابل حياة أمي عارف قسيت عليك بس دا ميمنعش إنك متسرعة ومبتحكيش عقلك في قرارتك
بصرها إليه
انا عملتلك ايه عشان أستاهل كدا أنا ماليش دعوة باللي حصل عارفة اني غلطت بس مكنتش أعرف قولتلك خليت والدتك تتصل وقالت انكوا في المزرعة ..اطبقت على جفنيها وأكملت
أنا مكنتش أعرف كل دا هيحصل أنا كنت مچروحة واحدة جوزها خاڼها في أول شهور جواز كنت مستني مني إيه ليه دايما بتحملني كل حاجة
خلاص مش هنتكلم في اللي فات دلوقتي لازم تهتمي بنفسك أكلك مش تاكليه غير من ايد مها اللي جبتلك الأكل دلوقتي ممنوع تخرجي من باب الأوضة دي وأنا مش موجود
نظرت إليه والدمع يترقرق من عينها
انا مش عايزة اقعد هنا كدا كدا هرجع بيت ابويا فبلاش أسلوب الجبروت بتاعك دا الجواز مش بالڠصب
مفيش خروج من البيت دا يامدام مش مستعد اموت امي عشان واحدة كرهتني في نفسي أنا شخصيا قالها وتحرك مغادر سريعا حينما جذبته بعيناها السوداء الساحرة بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة ضعف قلبه الذي فرض سيطرته بالكامل من قربها وحجر ثقيل يطبق على صدره كلما تذكر أنها ماهي إلا أرملة أخيه
مساء الورد يازوزو رفع كفيها يقبلها وجلس أمامها
إيه يازوزو عجبك قعدتك على الكرسي دا ياله ياماما عايز ارجع اشوفك واقفة على رجليكي من تاني
رفعت كفيها تمسد على خصلاته وأردفت
أنا كويسة ياحبيبي طول ماأنت واختك كويسين اكتسى الحزن ملامحها حينما تذكرت فلذة كبدها فهمست بصوتا متقطع
مراتك عاملة ايه إيه اخبار اللي في بطنها
جحظت عيناه پصدمة وأردف
مراتي!! إيه يازوزو ماانت عارفة أنا وحلا اطلقنا من زمان وهي سافرت امريكا وبعدين مش دا كان شرطك اني ابعد عنها عشان ترضي عليا وأكون راكان ابنك اللي ربتيه
ملست على وجهه ثم رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه
أنا مقصدش حلا ياراكان أنا قصدي ليلى !!
ذهل من حديثها فنظر إليها بشفتين فاغرتين مصعوقا وكأن ماقالته أدمى قلبه فشطره نصفين ظلت تمسد على خصلاته بكفيها مردفة
انت قولتلي اطلب وأنا عليا أنفذ وأنا مش عايزة منك غير كدا إن ليلى متخرجش من البيت دا لاني بشم ريحة ابني فيها
أطبق على جفنية بقوةحتى شعر بتمزق عيناه
فهمس بأنفاسا ثقيلة مرتجفة
كلمتها ياماما عرفتها أنها هتفضل معانا وطلبت منها الجواز
هزت رأسها منتظرة تكملة حديثه صمت لثواني يقاوم صړخة عبأت صدره حينما تذكر حديثها بأنها تتمنى المۏت ولا الجواز منه
قاطعت شروده زينب
قالتلك إيه ياحبيبي!
حمحم ناهضا من مكانه يواليها ظهره فأردف
مش موافقة عايزة تروح بعد العدة وطبعا باقي شهر وهتمشي من هنا
بحثت على هاتفها فقالت
انا هروحلها هتصل بسلين توديني عندها
أوقفها راكان قائلا بهدوء
سبيها دلوقتي ياماما بلاش نضغط عليها أنا حجزتلها عند الدكتورة هنروح نطمن على البيبي وبعد كدا ربنا يحلها من عنده
صاح على الممرضة
خليك جنبها اياك تبعدي عنها لحظة لحد مالباشمهندسة تيجي
قبل رأس والدته متجها للخارج ولكنه تسمر بوقفته عندما استمع لكلماتها
مردتش عليا يعني ياحضرة النايب لما سألتك وقولتلك إيه رأيك في ليلى كزوجة
ظل للحظات مواليها ظهره ورغم ذلك شعر بإنسحاب أنفاسه وكأن والدته تضغط فوق جرحه المتقيح فاستدار ببطئ ينظر إليها ثم أجابها
زيها زي أي ست وهي في الأول والآخر مرات اخويا