وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع
قائلا
يا بني هاتلي انا كمان عصير زي الانسة.
في الملهى الذي يجتمعان به كلما سنحت الفرصة للقاءهم ولج كارم بوجه متجهم ليأخذ مكانه على الطاولة المخصصة لهما القى التحية على عجالة يعلو الوجوم ملامحه وهيئته المتخفزة لا تبشر أبدا بالخير انهى عدي حديثه السريع مع إحدى مدراء فندقه يلقي عليه بعض التعليمات قبل أن يصرفه ويعطى انتباهه للآخر
شبك الاخر كفيه ليطقطق اصابعه پعنف قائلا
إنت بتقول فيها دي بتوجعني اساسا عشان كدة عايز افش غليلي واستريح بقى.
فهم عدي مقصده فسأله بصوت جعله منخفضا
هو انت لسة ملقتش الواد اياه ولا الست اللي كانت معاه
رد كازا على أسنانه
ابن الكلب اختفى ولا اكنه فص ملح وداب لا عند قرايبه ولا أي واحدة من اللي كان ماشي معاهم ولا الحقېرة التانية كمان طفشت وسابت أولادها لجوزها واخته يراعوهم بس مسيريهم هيقعوا في أيدي انا مش ههدى غير لما اخلص عليهم.
حقك طبعا تعمل فيهم اللي انت عايزه بس انا اللي مستغربله اللي اسمها جيرمين دي تعمل معاك كدة ليه عايزة ټنتقم من مراتك بالشكل البشع ده هي لدرجادي كانت بتحبك ولا انت هببت معاها ايه بالظبط
تغير وجه كارم ليردف بأنفعال غير قادر على السيطرة عليه
خلاص متحرقش اوي كدة في نفسك اللي انت عايزه هيكون الست دي او الراجل اللي معاها مهما اختفوا اكيد هيتجابوا ان مكانش من رجالتك يبقى بالبوليس او رجالة جاسر وطارق.....
لا طبعا انا مش عايز حد يجيبهم غيري.
هتف بها مقاطعا بحدة ليردف مشددا على كلماته
ما حدش هيجيبهم غيري انا بس اللي يخصني الأمر لا جاسر ولا طارق ولا أي زفت في الكون .
ماشي يا سيدي زي ما تحب خد بس اشرب وانا هطلب لي واحد تاني .
تناول منه ليرتشف محتويات الكأس بجرعة واحدة ثم يدفعها على سطح الطاولة پعنف قائلا
واطلبلي واحد تاني كمان انا لسة دمي بيغلي وعايز اهدى عشان افكر كويس.
اذعن عدي ليشير للنادل حتى يأتي بطلبهم ثم عاد إليه سائلا
اشتدت ملامحه ليرد كازا على أسنانه
رباب افتكرت ان ليها اخت دلوقتي يا عدي بتقولي ان اعصابها تعبانة وعايزة تقعد عندها بتسيبني أنا في الظرف الزفت ده .
رفر عدي واهتزت رأسه بسأم يعقب على كلماته
طب وفيها ايه بس ما هو شيء طبيعي ان اعصابها تتعب اللي اتعرضتلوا مش هين برضوا خليها تبعد شوية على ما تهدى.
هتف بعصبية ازدادت حدتها
وما تهدى وهي معايا تبعد عني ليه انا اللي اقدر اهديها وانا اللي اقدر اجيبلها كل اللي هي عايزاه انا اكتر واحد فاهمها دي مش مراتي وبس يا عدي....... دي .......
توقف يمرر بكفه على شعر رأسه للخلف مغمضا عينيه بتعب رمقه الاخر لعدة لحظات صامتا يرى الجانب المخفي من كارم هذا الجانب الذي لا يستطيع الفرد كبته مهما حاول ومهما كان متحكما او حتى مستبدا تفضحه مشاعره مع اول اختبار جانب ذكره بأمره وهذه الفتاة التي استحوذت على كل تفكيره فجعلت كل تركيزه منصبا حول الوصول إليها مهما كان الثمن طرد كتلة كثيفة من الهواء من صدره ليعاود النظر في سجل هاتفه والحيرة تعصف برأسه لماذا التأخير في الرد حتى الان ألم يعد يهمها أمر صديقتها!
في اليوم التالي صباحا
خرجت شهد من غرفتها بعد أن تجهزت للذهاب إلى عملها كالعادة القت تحية الصباح نحو المجتمعين على مائدة السفرة بدون انتباه وقد كان ذهنها مشتت ما بين اتصلاتها بمساعدها للاطمئنان على حالة العمل والإتمام بحقيبتها على بعض الأوراق الهامة التي سوف تحتاجها اليوم في المقابلة بخصوص التقديم لإحدى المشروعات الحكومية بمساعدة حسن الذي لا يكف عن استعجالها الان
يا عم والله نازلة اهو روح انت المصلحة بتاعتك واسبقني....... ايوة ما انا بقولك تسبقني هناك عند المدير المسؤل عن المشروع ظبط معاه لحد اما اجيلك......
قطعت بضحكة مرحة كعادتها كلما ألقى على اسماعها كلمات الغزل بخفة ظله التي باتت تعشقها لتعقب بيأس
انت مفيش فايدة فيك الست مجيدة دي طلعت فاشلة في تربيتها معاك......... ماشي ماشي يا مؤدب طب استناني بقى مش هتأخر عليك.
انهت المكالمة والټفت نحو الجالسات أمامها يتناولن وجبة الفطور لتبادرها رؤى بغمزة وتشاكسها
ايوة يا عم المشغول عقبالنا يارب.
استجابت لها بابتسامة قبل أن ينعقد حاجبها متسائلة بفضول
دي أمنية كمان لابسة النهاردة وراكي مشوار
ضحكت المذكورة لتنهض عن مقعدها قائلة
هو انتي نسيتي ولا ايه مش انا قولتلك ان انا جاية اشتغل معاكي وهامسكلك الحسابات بصفتي خريجة تجارة.
انتي بتتكلمي بجد
سألتها شهد بعدم تصديق فهي الأعلم بطبيعة شقيقتها الكسولة والإتكالية في كل ما يخصها من أمور وعلى نفس القناعة تدخلت رؤى ايضا قائلة بتهكم
يا نهار ابيض اختي أمنية هتشتغل دا باين الدنيا اتقلب حالها يا جدعان.
اخرسي انتي.
هتفت بها أمنية نحو شقيقتها قبل أن توجه خطابها لشهد
لما اتكلمت امبارح معاكي مكنتش بهزر عشان انا مصممة اتحمل المسؤلية زيك ولا انتي فاكرانا هنتسنى لما تتجوزي ونتوحل في الهم لوحدنا أو نستنى فضلتك علينا .
ليست كلماتها ولا تفكيرها هذا ما استنبطته شهد على الفور وهذا التحفز من ناحية الأخرى نحوها بتصميم على فعل ما تريد بالطبع لو واجهتها الان بما يدور بعقلها سوف تستغل بغباءها وتضخم الأمر وهي ليست بالحمقاء حتى تعطيها الفرصة هي ومن يدفعها لذلك.
اثناء صمتها تدخلت نرجس تلطف كعادتها
معنى كدة انها عايزة تساعدك يا شهد ربنا يخليكم لبعض ما انتوا اخوات وهي عايزة تشيل عنك.
بابتسامة جانبية ساخرة ردت توزع انظارها بين الاثنين
فعلا يعني انتي هتشيلي عني المسؤلية بجد يا أمنية
ردت بثقة الحافظ بعدم فهم
ايوة طبعا امال ايه لا اهو انتي فاكراني غبية يعني ولا مقدرش اتحمل زيك مثلا.
لا العفو طبعا يا حبيبتي.
قالتها شهد لتتابع بتحدي
وانا قبلت يا قلب اختك ومش هشغلك معايا في الحسابات وبس لا دا انا هدخلك معايا في كله
يعني ايه
سألتها وقد ارتسمت علامة استفهام كبيرة على ملامحها تجاهلت شهد لتردف بحسم وحزم
البسي شنطتك يا للا وحصليني انا هسبقك تحت اسخن العربية ياللا
في مقر عملها بداخل الحجرة التي تجمعها برئيسها في القسم والذي لا تعلم سر تغيره هذه الفترة معها