وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع
الشكوك فحقيقة الوضع حتى ولو كان يحق له الڠضب والأعتراض لا تستوجب كل هذا الجمود والتجهم بشرود وكأن الأمر.......
هذه المرة خرج قولها بانفعال حينما لم تجد تجاوبا منه
على فكرة بقى هي مش مستاهلة الزعل دا كله ايه قيمتها دي كمان عندك دا انا اللي هي اختي مش هاممني وعلى يدك سيبتها وخرجت عشان خاطرك..
الټفت رأسه پحده نحوها يحدجها بشرار عينيه وللمفاجأة وجدها تواجه بتحدي بل وزاد بعينيها شك جعله يعيد التفكير سريعا في الرد عليها بخبث
استطاع التأثير بالضغط على هذه النقطة الحساسة حتى بدا الاعتراض يعلو تعابيرها لتردف بكبرياء زائف
اصدر صوتا بزواية فمه يبدوا كنصف ضحكة ساخرة ليردف لها
ما هو دا اللي هي عايزاه يا اختي عشان بعد كدة لما تقش الجمل بما حمل ما يبقالكمش حق تطالبوا بيه.
حمق تفكيرها يساعده كثيرا في التفريغ عن غضبه بل ويجعله يكتشف مواهبه الخارقة في برمجتها لصالحه لذلك لم يفاجئه ردها
قابل انفعالها بضحكة مستهزئة زادت من غيظها لتباغته القول
بس عشان كمان نبقى عادلين ابوك هو اللي مشجعها مع الراجل الصعيدي طيب ابو ليلة واهو غريب ومش مننا انما ابوك بقى يعمل كدة ليه
ضغط بقبضتيه حتى ابيضت مفاصله ليردف كازا على أسنانه
ابويا راجل كبير وهي بتدخلوا من ناحية الصحبية اللي كانت بينه وبين ابوها عقله ميجبش لؤمها معاه ومع ذلك انا لا يمكن افوتها المرة دي لازم اخد موقف يعرفه اني مش موافق على عمايله دي ع الأقل عشان يقدر خاطركم بعد كدة.
يعني هتعمل ايه
اجابها بنزق
مش محتاجة سؤال انا النهاردة مش بايت فيها وبكرة لما اقابله مش هسكت له ان شالله حتى اټخانق معاه.
تطلعت أمامها نحو المنطقة التي توقفت بها السيارة منذ قليل لتردف بتفهم
اه عشان كدة بقى انت واقف قصاد المخزن الخلفي للدكان.
ايوة يا اختي فهمتيها لوحدك
قالها ثم انتبه عليها ليمشط بعينيه على وجهها بزينته المتقنة ثم هذا الفستان المحكم على منحانيتها المكتنزة رغم شعورها بوقاحة النظرات لكن ذلك لم يمنع أن تكتنفها دغدة لذيذة تعطيها الثقة بأنوثتها التي تؤثر به حاولت نهره فخرج صوتها مهتزا
ابتسامة خبيثة ارتسمت على ملامحه وقد كانت أمامه كصفحفة كتاب مفتوح فقال مستغلا ضعفها أمامه
بقولك ايه لسة محدش رجع من الخطوبة الزفت دي تعالي اقعدي معايا الشوية دول ونسيني على ما يجوا.
باعتراض واهي هزت رأسها تقول
لا يا ابراهيم مينفعش الدنيا ليل دلوقتي اخاڤ لتزودها معايا ما انا فاهمة اوي انت عايزني معاك ليه.
مدام عارفة ايه لزوم الرغي اخلصي ياللا هما دقيقتين مش هيزيدوا.
توقفت سيارة الأجرة على جانب الطريق ليترجل منها العم كريم بعد انتهاء نوبة عمله تاركا السيارة الفخمة لأصحابها كان حاملا على يديه متطلبات المنزل من فواكه وخضروات وبقالة يخترق الطرقات الملتوية الصغيرة من زقاق لاخر مسافة ليست ببعيدة ولكن ما يصعب الأمر هو الصعود والهبوط على الأرض الغير سوية بالإضافة إلى الظلام الذي يقابله كثيرا في عودته ليلا مما قد يجعله عرضة لقطاعي الطريق ومعتادي الإجرام.
يخطوا بتسارع وقد اصبح على مقربة من منزله ولكن وقبل أن يصل اليه بوغت بيد قوية تسحبه بسرعة البرق ليجد نفسه داخل منزل جاره المټوفي منذ سنوات عديدة والذي تصدعت جدارنه وتهدمت معظمها ليصبح مسكنا للأشباح
بسم الله الرحمن الرحيم انت مين
تمتم بها بصوت مرتعش يشعر ببوادر ازمة قلبية من الړعب الذي شل اطرافه وعقله يخبره أنه من أحدهم تكلم الاخر وهو يكشف عن وجهه الملثم.
أنا حامد يا عم اهدى بقى.
شهق العم الكريم يسحب أنفاس كثيفة بخشونة ليستعيد ثباته قبل أن يتمالك ليدفعه بكفيه محتجا
روح يا شيخ الله يلعنك كنت هتجيبلي سكتة قلبية بعبطك ده إنت اټجننت
ضحك بسماجة وهو يرخي قبضته عنه يقول باستظراف
معلش يا اسطا جات شديدة عليك دي بس اعملك ايه بقى ما انا ملقتش طريقة تانية عشان اقابلك ولا انت كنت هتوافق يعني لو دخلت استنيتك في بيتك.
بيت مين
هتف بها ليتابع موبخا رغم الزعر الذي كاد يشل اطرافه
طب كنت اعملها يا حامد عشان كنت بلغت عنك وخلصت من خلقتك انت ايه اللي جايبك اساسا
الهوا هو اللي جابني.
اردف بها حامد ساخرا ليضيف
دي برضوا مقابلة يا عم كريم تقابلني بيها وانا اللي اديتك الأمان عشان اجي اقابلك وابلغك باللي طالبه منك.
ازداد انفعال الرجل ليهتف بسخط
اسم الله عليك وعلى جمالك يعني انتي جاي تقطعني الخلف وليك عين كمان تطلب مني
تغيرت نبرة الاخير ليرد بلهجة راجية
ايوة جاي اطلب منك يا عم كريم عشان بصراحة بقى انا معنديش حد اثق فيه يوصل الأمانة دي لأهلي
ارتد الرجل للخلف بړعب فور أن وقعت عينيه على الظرف الممتلئ بالنقود ليزداد ارتجافه حتى خرج صوته بلعثمة وارتعاش
الله ېخرب بيتك انت انت اا عايزني أروح برجلي لبيت أهلك اللي متراقب والبس مصېبة انت طلعتلي منين يا واد انت
ضحك بخشونة مرددا
طلعتلك من الضلمة ولا انت مش واخد بالك
اكمل بضحكه الساخر ليزيد من حنق الرجل والذي يأس منه فتحركت أقدامه للخلف ينوي المغادرة قائلا
طب يا خويا خليك في الضلمة اللي جيت منيها أنا معايا عيال عايز اربيهم.
هم حامد أن يقطع عليه طريقه ولكنه تفاجأ بمجموعة من الرجال الضخام تشبه فرقة المۏت ټقتحم فجأة وتحاوطه هو والعم كريم والذي صړخ برجاء
انا مليش دعوة بالواد ده انا راجع لولادي.....
اوقفه كبيرهم بأشارة من كفه قائلا
احنا عارفين ومراقبين من بدري زوق عجلك انت يا عم كريم وبرضوا لا شوفت ولا سمعت بأي حاجة.
ابدا والله ما هتكلم عمري ما هتكلم .
ردد بالكلمات الرجل وهو ينسحب من البيت المظلم ليهرول هاربا إلى منزله والذي توقف بمدخله فور أن دلف إليه ليشرئب برأسه نحو الخارج بفضول دفعه للمعرفة ليصعق برؤية حامد محمولا على كتف أحد الرجال كخرقة بالية يذهبون به نحو سيارتهم التي كانت مركونة في مكان قريب مشهد اقشعر له بدنه وهو يعلم بما ينتظره.
تعالى اقعدي يا مودة.
تفوه بها الضابط عصام امرا بلطف فاستجابت له باحترام لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه والذي اشار عليه بيده منكسة الرأس پخوف أو ربما خجل تأملها قليلا قبل أن يقول
ارفعي راسك وردي عليا لما اكلمك انتي خلاص كلها يوم ولا يومين وتخرجي مدام صفاء المحامية بتعمل المستحيل عشان تخرجك.
ردت بصوت خرج كالهمس
عارفة يا