الأحد 24 نوفمبر 2024

وبها متيم أنا بقلم أمل نصر الفصل الرابع

انت في الصفحة 10 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

تكتنفها بشدة تريد الأفصاح أو التحدث في هذا الأمر الثقيل على صدرها فعواقب ما ارتكبته على وشك الوقوع وزوجها لا يرحم.
طال صمتها في التفكير العميق مما جعل القلق يعصف بكاميليا لتعيد سؤالها بتوجس
أنتي في حاجة مخبياها عني يا رباب
مررت بكف يدها على جانبي رأسها لتزيح الشعيرات المتبعثرة حتى تعيدها للخلف وعقلها ما زال يدور بتفكير مضني حسمته فجأة بقرارها
أنا عايزة اقولك على سر.
بخطوات واسعة كان يخترق بقدميه لداخل القصر بعد استجابته للاتصال الذي وصله من والدته وهي تخبره بضرورة الحضور حالا وفورا وقد سبقه مجموعة من الإتصالات والرسائل التي غفل عنهم في غمرة نومه الذي والصدفة تأخر اليوم .
إيه في إيه 
صدر منه السؤال فور أن وقعت عينيه نحو الجالستين في بهو المنزل وكأنهن في انتظاره اشاحت بهيرة بأنظارها عنه وتكلفت نور برد خرج كتأنيب
اتأخرت ليه يا عدي دا احنا من الصبح قالبين الدنيا عليك
اقترب بوجه ازداد غرابة يجيب سؤالها بسؤال
وليه تقلبوا الدنيا بقى إيه المهم اوي عشان يستدعي اتصلاتكم الكتيرة أوي دي
طرقت بهيرة بالعصا التي تتحامل عليها هذه الأيام كثيرا بعد اشتداد وطأة المړض عليها لتصدر صوتا مزعجا على الأرضية وهدرت بوجه ممتقع لم يألفه عدي من قبل ذلك نحوه لتهدر به
وليك عين كمان تسأل وتتحاكى سايب مراتك وولادك وهربان في أحضان عشيقاتك من غير ما تعرف باللي بيجرالهم ولا اللي حاصل معاهم
زفر دفعة كبيرة من الهواء يقلب عينيه بسأم فقد وضح بعقله الان أن ما يحدث معه قد يكون بسبب ميسون التي بدأت تفتعل المشاكل هذه الأيام فقال باستخفاف
طيب ما تجيبوا من الاخر وقولوا الهانم عملت إيه بدال الفوازير دي.
زاد الڠضب بوجه والدته حتى اشتعلت عينيها بحريق نحوه فقالت نور بلهجة اسفة
الموضوع مش محتاج فوزاير يا عدي ميسون خدت الولاد وسافرت على تركيا بيهم وبتبلغك تبعتلها ورقة الطلاق يا إما تحصلها على هناك وتفترقوا باتفاق قانوني.
إيه انتي بتقولي ايه
تفوه بها بعدم تصديق بل هو لا يستوعب حتى انه اعاد السؤال بصيغة أخرى
ازاي يعني تاخد الولاد ازاي وتسافر بيهم هما اولادها لوحدها
أيوة أولادها لوحدها
هتفت بها بهيرة لتردف بتشفي
وانت ايه دورك في حياتهم غير ضيف بتيجي تقضي وقت حلو معاهم كل فترة بتعدي بالأسابيع.
هو الموضوع بجد ولا ايه يا نور ازاي جوزك يسمح بكدة سيبتوها خرجت ازاي من القصر بيهم دا مصطفى عزام بجلالة قدره.
بانفعال لم تقوى على كتمانه هتفت به هي الأخرى
وكنت عايزه يعمل ايه يعني جدها بعت واحد من طرفه عشان ياخدها هي والولاد ولما اتصل بيه مصطفى معرفش يلاحق في الرد ع الراجل ميسون كانت مخببة عن أهلها كل اللي بيحصل ما بينكم وهجرك ليها بالشهور لكن بقى لما فاض بيها بلغتهم بكل شيء وهما بقى ما تحملوش على بنتهم ودول ناس مش قليلين وانت أدرى.
وما بلغتونيش ليه أنا كنت اتصرفت مع الناس دي أنا أولي بيهم.
صاح بها بصوت عالي وقد خرج عن طوره الهاديء ردت نور بعصبية هي الأخرى
ما احنا بنتصل بيك من الفجر وانت مبترودش كنت عايزنا نعمل ايه
استمر بانفعاله يوزع النظرات بينها وبين والدته التي ظلت تطالعه بتجهم
ازاي يعني معرفتوش تتصرفوا يا نور الهانم تخرج من البلد بولادي قيمتنا ايه على كدة في البلدة دي
احنا قيمتنا أكبر من الأفعال الخسيسة دي يا استاذ عدي 
هتف بها مصطفى والذي كان عائدا من الخارج ليتلقفه شقيقه محتجا
ليه يا مصطفى تسيب الست دي تخرج بولادي
ناظره الاخير بقوة قائلا
دا انا مش سيبتها وبس لا دا انا كمان وصلتهم المطار.
وكأنها صاعقة ضړبته بقوة ليعود مرتدا للخلف بخطوة وقد ظن أنه على وشك الترنح قبل أن يتماسك ليرد پصدمة امتزجت بلومه
إنت يا مصطفى وهان عليك اخوك ولا اولاده اللي انت مربيهم أكتر مني.
حافظ على رباط جأشه ولم يظهر تأثرا في قوله
أديك قولت بنفسك يعني مش محتاج توصية عليهم ولادك مكنش ينفع أبدا يستمروا على الوضع ده ومراتك اللي انت فضلت راميها كان لازم يجي عليها اليوم اللي ټنفجر وفيه واحنا ولاد أصول ومنرضاش بالظلم. 
برفض للواقع وعدم تقبل لما حدث انتقض صارخا 
دا كلام فارغ انا لا يمكن اقبل بيه الهانم خيرتها يبقى تروح في داهية مش تهرب بولادي لدولة تانية ان كنت انت سكت ووافقتها انا لا يمكن اسكت فاهم يا خويا يا كبير لا يمكن اسكت.
ظل يردد بها حتى غادر القصر نهائيا تاركا شقيقه الذي كان يتبادل النظرات بأسى مع زوجته ووالدته التي بدا عليها الحزن الشديد لفراق الأحفاد والكنة المفضلة إليها.
بتثاقل شديد كانت ترفع رأسها عن الوسادة بصعوبة لتطفئ صوت الهاتف الذي كان يدوي باستمرار مزعج لورود المكالمات حتى أجبرت نفسها تتناوله لترى من المتصل انتفضت بانتباه فور ان وقعت عينيها على اسمه لتجيبه على الفور
ألوو يا ابراهيم صباح الخير يا حبيبي.
صباح الخير يا ختي.
قالها بقرف ثم استطرد بغيظ
هو انتي لسة نايمة يا بت
اعتدلت بجذعها لتجيبه بارتباك وقد ذهب عنها النوم إلى غير رجعة
وفيها ايه يعني لما انام يا ابراهيم هو انت كنت طالب مني حاجة وانا نسيتها
صاح بها بصوته العالي
حاجة ايه يا بت الهبلة انا بتكلم عن شغلك اللي اتأخرت عليه دا الساعة داخلة على تسعة دلوقتي ولا تكوني عملتي اللي في دماغك وصرفتي نظر عنه يا أمنية عشان تبقى ليلتك طين.
زفرت ببعض الإرتياح رغم ضيقها من تهديده المستمر لها في هذا الأمر بالإضافة إلى التوبيخ المتعمد فردت بهدوء
لا يا ابراهيم لا انا صرفت نظر ولا هو في شغل اساسا المحروسة واخدة أجازة النهاردة وعبد الرحيم بيتابع الشغل في الموقع مع نفسه.
سألها باستغراب شديد
ليه بقى الأجازة لا احنا في اخر الأسبوع ولا هي أجازة رسمية
لأ يا ابراهيم مهياش أجازة رسمية بس يا حبيبي النهاردة هي مش فاضية المحروس وامه هيعدوا عليها بعد شوية عشان يجيبولها الشبكة واخد بالك يا حبيبي.
يعني هتلبس دبلته.
دمدم بها وكأنه يحدث نفسه تكتنفه حاله من عدم التوازن لا يستوعب بل لا يتقبل من الأساس أوغر صدره پحقد دفين ومراجل الغليل بداخله قادرة على إحراق الأخضر واليابس حتى أنه اغلق ينهي المكالمة بعدم اكتراث أو استأذان ليترك غرفته متوجها إلى الشرفة والتي وقف بها يمرر بأطراف أصابعه على جانبي فكه شاردا بنقطة ما في الفراغ وقد عاد بذاكرته لعدة سنوات مضت وقت الوعود ثم الإخلال بها وقت أبيها العم ناصر الدكش والذي دفع حياته ثمنا لعدم الوفاء بوعده!
في جلستها معها وقد تركت صغيرها على فراشها في غرفتها ليتم الحديث بأريحية على انفراد بينهما هنا في غرفة المعيشة فتحدث اللسان بما عجز عنه طوال الفترة الماضية
10  11 

انت في الصفحة 10 من 44 صفحات