الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الزوجة الاولى بقلم شيراز القاضي

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

باقي الاطفال للمعلمة الاخري وذهبت نحوهم مبتسمة تتأمل ملابسهم الجميله بإبتسامة وهي تمطرهم بالتعليقات الجميله لينظر تيم بحماس الي شقيقته التي نظرت له بذات النظره لتخرج من الحقيبة التي كانت بيدها علبة هدايا كبيرة بعض الشيء وتعطيها لنبيله التي اتسعت عيناها پصدمه والتمعت الدموع بعيناها وهي تجد الصغيرين يقتربان منها يضمانها بحب يخبراها بصوت واحد
كل عيد ام وانت سعيده
بكت پصدمه وهي تضمهما اليها بحب فلم تري الذي توقف بعيدا يتابع ما حدث بإبتسامة بسيطه ليستدير راحلا الي المكان المخصص له
التاسعه
جنون
بدأ عرض الاطفال وجلس الجميع يتابعون اطفالهم المشاركين
كانت نبيله تقف خلف الكواليس تذكر الاطفال بالحركات اللازمه في الاستعراض فلم تنتبه ان الأشخاص الذين كانو يجلسون في الطرف الأيمن كانوا يرونها بوضوح منهم سامر الذي شاهدها تلوح بيدها تدور وهي تحرك رأسها للأطفال وحين يفعلون حركات صحيحه تصفق بحماس لهم جعله يبتسم دون ارادته
ظل يتأملها ليجد انها مازالت تمسك بيدها هدية أبنائه لها
طغي الحزن داخل عينيه حين تذكر شكلها وهي تحكي لمعلمتين منهم نها رفيقتها بحماس انها ولأول مرة تحصل علي هدية عيد الام لازال يتألم كلما تذكر التعليق الخسيس الذي أطلقه مأمون علي اذنها بلحظة ڠضب هوجاء وفكر انه ربما ان حصلت علي هدية في هذا اليوم فإنه يكون قد عوض لو جزء يسير من الچرح الذي سببته تلك الكلمات لها
انتهي العرض الذي جهزته نبيله لتنسحب من الكواليس وتذهب بإتجاه جلوس الضيوف وقفت تدور بعينيها في المكان لتجد سامر جالس بالقرب من المسرح والي جواره جلس ايمن زوج نها وطفله الاكبر
جيد! لقد وت سببا وجيها للذهاب إليهم!
اقتربت منهم وابصارها علي الصغير احمد الذي ابتسم لها بهدوء هو الاخر تسلم عليه ثم علي والده ثم حيت سامر فأفسحت نها لها مكانا للجلوس بجانبها وهي تهنأها علي العرض اللطيف الذي قدمه الاطفال تحت اشرافها
اتسعت ابتسامة نبيله تتحدث معها بحماس عن العروض ككل ثن نظرت نها للهدية بيد نبيله لتقول بصوت جاهدت لتجعله واضحا للجالسين !
الم تفتح هديتك العزيزة بعد !
نظرت نبيله للهديه بحب تضمها بيديها اكثر لتقول بصوت واضح هي الاخري حتي تتمكن نها من سماعها
اريد الاحتفاظ بغلاف الهديه وان حاولت فتحها هنا قد المره دون ان اشعر سأقوم بفكه بلطف في المنزل افضل
اومأت لها نها وهناك ابتسامة نصر تعلو شفتيها لم تفهمها نبيله ولكنها ابتسمت بإتساع كذلك بسبب ظنها ان ابتسامة النصر تلك هي ان سامر فكر بها مع أطفاله ليحضروا لها هديه
لكن الحقيقة ان نها انتبهت لإنصات الرجال الي حديثهما ثم تغير وجه سامر حين سمع تعليق نبيله العفوي!
نهضت نها وزوجها فجأة تودع نبيله وسامر فبقي الاثنان جالسين ينظران نحو المسرح بعقل شارد !
نظرت نبيله بطرف عينها جهة سامر لتجد ان ملامح الاجهاد واضحة علي وجهه وهو يحاول اخفائه بينما امتدت يده تدلك اعلي ساقه بخفه غير ملحوظه سوي لمن ينظر له عن كثب !
اقتربت وجلست الي جواره مباشرة لتقول بقلق
هل انت بخير!
تفاجأ هو بها الي جانبه لينظر لها للحظات قبل ان يقول بوجوم
انا بخير فقط كان يوما مرهقا
لا يبدو بخير ابدا ابدا !
تحدثت مجددا بحزن وتردد
هل هل مازالت تكلمك طوال هذه المده! اليس لها علاجا طبيعيا يخفف من هذا الام او ربما دواء ما مسكن!
لم ينظر لها وانما اجاب بإختصار
جلسات العلاج الطبيعي ما جعلني أقف علي قدمي مجددا لقد اخبرني الطبيب انها ما دمت حيا ستظل هكذا ولا ليس هناك مسكن لهذا الالم الان حين اذهب الي البيت وارتاح قليلا ستهدأ
أغرق الدمع عيناها دون ان يهطل من عينيها لتقول بإرتعاش
ه هل انادي الاولاد لترحلوا!
رفض رفضا تاما ليقول
لا لا ! كانا ينتظران هذه الحفله بشده ما ان تنتهي الحفل سنذهب ! لا بأس لقد اعتدت هذا الالم هو ليس بهذه الشده
كاذب هو يكاد يغشي عليه من شدة ما يشعر به ! تري ذلك بوضوح في عيناه !
نظرت حولها بتيه لا تعرف كيف تساعده وافلتت منها شهقة كتمتها بيدها بعد فوات الأوان فنظر لها فوجدها تنظر حولها بتفكير ليقول
ماذا هناك
لم تجبه فورا وانما وقفت فجأة تمد يدها له لتقول بصوت مرتعش
قم معي ! الحفل مازال بأوله لدي فكره
قطب حاجبيه ليجدها تتجه سريعا نحو احدي المربيات وتحدثت معها بضع كلمات فأومأت الاخري بطاعه وهي تتحرك عادت مجددا نحوه لتقول
هيا تعال معي
نهض خلفها بصعوبه وهو لا يدري ما الامر ! وجدها تتجه نحو مبني المدرسهاستمر بالسير خلفها ببطء من هول الالم وهو لا يفهم ما الامر ولا طاقة له بالسؤال
اتجهت نحو حجرة فتحتها بمفتاح لتطلب منه الدخول
كانت حجرة المعلمات وبها اريكة مريحه يمكن طيها وفردها لتصبح أوسع قامت بفردها لتقول له بسرعة وهي تتجه نحو باب صغير
اجلس ومدد ساقك هنا لا تقلق لقد اخبرت احدي المربيات الموثوقات ان تتابع تيم وهيام حتي اذهب لهم ولا تقلق منذ حاډثة ولاء والجميع ېخافون ان يخالفون اوامري !
كان يراقبها وهي تتحرك من حوله حتي وجدها تقف عند طاوله من هيئتها عرف انها لها وضعت عليها هديتها عليها بحرص شديد وهي ماتزال تنظر لها بذات الانبهار جعله يضحك ببؤس
نظرت له بقلق لتقول
تفضل هذه وسادة صغيره أضعها حول عنقي ستفيدك تمدد وضعها تحت رأسك دقيقة واحده
ورحلت مسرعة ومن حيث لا يدري أحضرت زجاجات بلاستيكيه لمشروبات غازية فارغه لتعود ركضا نحو الباب الصغير مجددا واكتشف حينها انه حمام غسلت الزجاجات التخرج نحو آلة تسخين المياه تدفيء الماء فقط وتضعه فب القارورتين اللتان معها
كانت بين الحين والاخر تنظر له بحزن وهي
تراه مازال مټألما يرفض النوم علي الاريكة فقط يجلس ويمد ساقه ارضا ورأسه للخلف ووجهه يتصبب عرقا
غزت الدموع عيناها من جديد لتتحدث بصوت مرتعش
انا حقا اسفه ! لا أجد كلمة اخري لأقولها لك ارجوك سامحني لولاي لكنت الان بكامل صحتك ولا تعاني بهذا الشكل ! انا لعڼة تحل علي كل من يقترب مني
رفع وجه لها ببطيء ليقول بصوت متعب
ما حدث ليس ذنبك انه قضاء وقدر يجب ان تعرف شيئا وتدركيه جيدا هذه هي الدنيا وهذا حالها لن تحصل علي كل شيء لقد فقدت القدرة
علي التحكم بقدمي بشكل السليم لكن الله رزقني من حيث لا احتسب واصبح وضعي أفضى بكثير من السابق لذا انا احمد لله لكن من كرم الله علينا انه يحرمنا شيئا فيعطينا بدلا منه اشياء كثيره فقط لنحمد الله علي ما لدينا الدنيا فانيه علي اي حال فلا داع للحزن عليها وعلى مافيها
فهمت هي ما يريد قوله لم يتحدث عن نفسه فقط بل بطريقة غير مباشرة اخبرها ان عقمها ليس نهاية العالم انه محق !
دون ارادتها شهقت باكيه لتقول
انت محق ! حمدا لله دائما وابدا لكن كلماتك اللطيفه لم تغير من عذابي شيئا لا تشغل بالك بشيء فقط استريح وهنا وضعت لك زجاجات الماء الدافيء لتضعهم حول ساقك وانت نائم ساعة واحدة علي الاقل لا تقلق ان تأخرت سآتي
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات