حلم ولا علم بقلم منى لطفي
جميله فعلا طلعت فعلا فنان وانت يا هبة خسارة موهبتك دى انا حسيت اني بسمع ام كلثوم من تانى انا ماكنتش اعرف ان صوتك بالجمال دا!
ثم نظر الى والدها وتابع
فعلا عندك حق يا أ يوسف صوتها اروع من الكروان بجد
وفجأة دوى صوتا يقول بقوة
ولا انا كنت عارف ان صوتها بالروعه دي !!
التفتت هبة الى م الصوت فرأت امجد وقد ارتكز بظهره الى جذع شجرة فركضت اليه وفستانها يتطاير من حولها وخصلات شعرها تتطاير حول وجهها حتى اذا وقفت امامه قالت له بابتسامة حب
وحشتني
نظر اليها طويلا بغموض ليقول بعدها بجدية مفاجئة
معلهش اصلي كنت مشغول شوية انت عارفة بئالي فترة طويلة سايب الشغل خاالص ولازم ارجع انتبه لشغلى ولا ايه
قطبت هبة حاجبيها وقالت بدهشة
ايه يا امجد انت بتكلمنى كدا ليه
لا ابدا انت بتسألي وانا بجاوب
أومأت برأسها ونظرت الى أسفل وقالت بصوت خفيض حزين
عندك حق انا فعلا عطلتك كتيير عن شغلك من ساعة الحاډثة وانت معايا لازم تاخد بالك منه طبعا!! ثم رفعت نظرها وتابعت بهدوء محاولة تمالك نفسها
كفاية دلع لغاية كدا!
وهمت بالسير فقبض امجد على ذراعها نظرت الى يده
رايحه فين انا ما كانشي قصدي اللي فهمتيه!! انا قاطعته وقد وضعت يدها امام تيه وقالت بهدوء شديد
خلاص يا امجد ماتتعبشي نفسك في الشرح انت عندك حق عن اذنك
ثم تركته وانصرفت
لتستأذن من الجميع لتذهب الى غرفتها لتنال قسطا من الراحه
منع أمجد نفسه بصعوبة من اللحاق بها لا يريد أن يلاحظ الموجودون وجود خلاف بينهما ولكنه لم يستطع الصمود إلا
دخل الى غرفة النوم حيث وجدها تسبح في الظلام ووجد نورا صغيرا ينبعث من ضوء المصباح بجانب السرير دقق النظر فوجدها ملتفة حول نفسها تحت الغطاء سار حتى وقف بجانب السرير فابتسم في سره حيث علم انها مازالت مستيقظة لم تنم بعد ابعد الغطاء قليل عن وجهها ليقطب بهلع مما رآه حيث كان وجهها يسبح في دموعها مد يده ليمسح دموعها وهو يجلس بجانبها هاتفا پخوف
مدت يدها حيث ازاحت يده جانبا والت في جلستها وأجابته وهى تتناول منديلا ورقيا لتمسح دموعها
ماحصلشي حاجه يا امجد انا قولتلك انا مش زعلانه انت بتتكلم صح انت ضيعت وقت طويل اووي معايا ولازم تهتم بشغلك طبعا معلهش حقك عليا بس تقدر تنزل تشوف شغلك وانت مطمن وأوعدك انى مش هشغلك عنه تانى
يعني ايه
أجابته وهو تنهض فسارع بالإفساح لها
يعني زي ما سمعت الټفت لشغلك بأه اللي انا خدتك منه بئالك شهرين تقريبا وماتشغلش بالك بيا خالص
نهض أمجد بدوره ووقف خلفها ومال ناحيتها وقال بابتسامة خفيفة
اومال اشغل بالي بمين
وضع يديه على كتفيها وادارها اليه وتابع
ها اشغل بالي بمين حتى لو مش عاوز اشغل بالي بيكي مش هقدر انت عارفة ايه السبب انى قعدت المده الطويلة دي كلها على التليفون مع مدير الشركة في مصر
لم ينتظر سماع جوابها وتابع
انى كنت كل شوية اطلب منه يعيد كلامه تانى لأني طول الوقت وانا بفكر فيكي انت!! لدرجة انى قلت هو اكيد هيستغرب ويقول اكييد جالي زهايمر من كتر ما كنت بنسى واسرح منه واطلب منه يعيد تانى كلامه
نظرت اليه في دهشة قليلا فقال
وعاوزة تعرفي اكتر ايه اللي خلاني اسرح خۏفي عليكى!!
تساءلت بدهشة
ايه خۏفك عليا من ايه
أجابها بحدة طفيفة
انا طلبت منك انك تريحي انهارده في السرير ولا لأ ليه دايما تعاندى معايا ليه بتخضيني عليكي
هتفت وهى تبعد يديه من عليها بحدة قليلا
امجد انا فاقدة الذاكرة مش مريضة مرض جامد لا قدر الله ولا عندى القلب مثلا عايزني ارتاح في السرير علشان شوية صداع! خلي بالك اسلوبك دا بيخنوئني!
هتف تغراب
ايه بيخنوئك اهتمامى بيكي وخۏفي عليكي بيخنوئك يا هبة
أجابت وهى تبتعد بنظرها بعيدا عنه
دا مش قصدى وانت فاهم كدا كويس انا قصدي ما تعاملنيش وكأنى قاصر او صاحبة مرض انا بتضايق من كدا
ثم نظرت اليه وواصلت بجدية
ويا ترى هو دا السبب بقه ولا في سبب تانى لانه حتى المفروض اضعف الايمان بعد ما نزلت اتعشى معكم انك ماتبينش غضبك وقلقك حتى مامتك لاحظت
قال وهو ينظر اليها مركزا في عينيها
عاوزة الحق لأ ! مش دا السبب الوحيد فيه سبب تانى وقوي كمان
نظرت اليه تفهام فتابع وهو يمسك بكتفيها
السبب اني لاقيتهم كلهم متجمعين حوليكي وحسيت انك بعدت عني الاحساس دا بيخنؤني أنا بأه! ولما خلصت تليفون ورجعت ولاقيتك بتعزفي مع علاء وتغنى ماتتصوريش حسيت بايه ساعتها كنت ما بين إني عاوز اخدك في حضڼي من كتر الاحساس اللى وصلتيني ليه بصوتك وما بين انى عاوز اټخانق معاكى على انسجامك اللي كنت شايفه وانت بتعزفي مع علاء انا
سكت نظر في عينيها وتابع بهمس
انا بموووت من الغيرة يا هبة وبمووت من القلق عليك! مش قادر اتصور انك تبعدي عني ولو بالتفكير حتى! لما بتحسي بأي تعب بحس پخوف وقلق فظيع انا كنت هخسرك مرة قبل كدا يا هبة وماعنديش اي استعداد اني اكرر نفس الاحساس بالضياع دا تاني اللي حسيته ساعتها وللاسف لما بتحط في حالة من الاتنين سواء غيرة او قلق بتصرف بعصبية وڠضب وبقول كلام مقصدش بيه غير اني انفس عن جزء بسيط من ڠضبي واللى مستغربله انى ماكنتش كدا قبل كدا انا كنت هادي جدا ولا عمري اتسرعت لا في قرار ولا في كلام انما خۏفي اني اخسرك هو اللي بيخليني اتصرف كدا
وضعت هبة يدها على وجنته التي استشعرت خشونتها تحت راحتها الطرية وقالت بحب
اومال انا بأه تقول عليا ايه امجد انت الحاجه الوحيده في حياتي اللي مدياني امل في بكرة انا عيطت مش علشان زعلانك من كلامك لأ ! انا آه زعلت بس عادي لكن اللي رعبني انك تكون زهئت مني واللى كنت خاېفه منه حصل! فاكر لما جيت تقولى على معاد الفرح انا قلتلك ايه قلتلك بلاش تتسرع اخاڤ انك تزهق منى بعدين خلينا نأجل الفرح لما أخف وانهارده وانت بتقولى كدا حسيت ان اللى كنت خاېفه منه حصل علشان انا عندى استعداد اخسر اي حاجه يا أمجد الا حاجه واحده حبك
احتضنها بقوة بين ذراعيه وهو يقول
يا حبيبتي انا آسف آسف آسف ماكنتش اقصد معلهش سامحيني
ثم ابعدها عنه قليلا وتابع
ايه رايك أدفي لك شوية لبن علشان تهدي اعصابك وتعرفي تنامى وماتتريقيش عليا وتقوليلي يعني بتعرف! حالا هدوقك احلى لبن من ايدين الشيف امجد
ا بحب فوق جبينها وتركها واتجه الى المطبخ الأمريكي بجناحهم والمفتوح على صالة الاستقبال الواسعه حيث قام بتدفئة كوب من الحليب