حلم ولا علم بقلم منى لطفي
من وشاح الزفاف الأبيض الهفهاف من قماش الشيفون
سارت مع والدها حتى وصلا الى السلم حيث هبطت الى الأسفل برفقته وسط زغاريد الفرح التي انطلقت من أفواه بعض النساء المدعوات وصوت موسيقى الزفاف يتبعها وهى لا تكاد تعي شيئا مما يقولون فصوت دقات قلبها قد طغى على كل ما عداها ثم رفعت نظرها ما ان وقف والدها أسفل الدرج وسقط نظرها عليه واحتبست أنفاسها أمعقول ما تراه هل هذا الامير الوسيم الذي يقف منتظرا اياها هو سها هي انها لا تصدق! لابد انه حلم ! وإن كان حلم فهي لا تريد الاستيقاظ منه !!
حين قام هو برفع الغطاء عن وجهها واحتبست انفاسه مما يرى من جمالها واشعاعها كالنجمة المضيئة
مبروووووك ثم تأبط ذراعها وو استعدادا للزفاف
دخلا القاعه وقد جلسا في المكان المخصص للعروسين وطوال الوقت لم يترك يدها حتى عندما صدح المطرب المر بأغاني الفرح رفض ان يترك يدها حيث جاءت صديقاتها التى قد دعتهم بناءا على تعليمات يوسف والذي أشار عليها بأسماء صديقاتها كي تدعوهن لحضور زفافها ولم يعلمن شيئا عن أمر فقدانها للذاكرة فهي لم تنفرد بهن الا قليلا ليجذبنها لتشاركهم الرقص ولكنه رفض وأصر
أمجد مش كدا انا بتكسف شيل عينك شوية تي تعبتني من كتر ما انا لوياها بعيد
فضحك بسعاده وقال
اشيل عيني طيب ولو شلتها عنك تحبي احطها على ميين اختاريلي انت واحده احطها عليها
انت هتبتديها من اولها لا يا عم ان كان كدا مش لاعبه ألف وارجع تاني !! انت حر آه هقولهم عيلة و غلطت ورجعت في كلامها
ضمھا اكثر اليه وقال ضاحكا بحب
تلفي ايه هو دخول الحمام زي خروجه لو هتلفي
يبقى هتلفي معايا نخرج احنا الاتنين من هنا مع بعض وبعدين تك تعبتك من كتر ما انت لاوياها هناك هاتيها هنا! خليني أمتع عيني بأحلى عينين شوفتها في حياتي
الرقصة وسط تصفيق من الحاضرين ثم انضم اليهما باقي الضيوف في الرقصة التالية
جاء وقت تقطيع كعكة الزفاف المكونة من عشرة أدوار حيث حضرت وسط دخان
كثيف ملون وقد تزينت بشرائط ملونة وقاما بصعود سلم صغير لتقطيعها حيث تبادلا بعد ذلك اطعام بعضهما البعض منها ثم افتتحا مائدة الطعام والتي كان تضم كل ما لذ وطاب وما خطړ ومالم يخطر على بال الحاضرين من اصناف شهية وحلويات
فوغزته في خاصرته حيث تأوه وقالت
لا والله دا بابا وانا بنته يعني ايه يعني
نظر اليها متوعدا وهو يقول
طيب يا بنت يوسف اما خليتك تبطلي لماضة ما بئاش انا!! لا وهعرفك كويس اووى يعني ايه يعني !
ورفع لها حاجبه بمكر في حين انها ارتبكت ولم تستطع الرد عليه
جاءت تسير بين المدعوين وهى تتمختر في فستان سهرتها الأسود كسواد قلبها حتى اذا وصلت الى العروسين اللذان كانا واقفين لتحية الضيوف انصرافهما وقفت خلف ضيف كان يقوم بتهنئة العروسين وما ان انصرف حتى ظهرت هي بكامل هيئتها والتي ما إن رآها أمجد حتى ماټت ابتسامة الترحيب على تيه وهو ينظر مذهولا غاضبا متسائلا فهو قد حرص على ألا يحضر الزفاف الا من كان معه بطاقة دعوه حتى نزلاء الفندق رفض حضورهم حفل الزفاف فكيف أتت
نظرت هبة اليه دهشة من وجومه ثم نظرت الى الفتاة التي وقفت امامها بكامل زينتها وهيئتها والتى لم تكن سوى ساااارة !!
لا تدري هبة لما انقبض قلبها فجأة عندما رأت هذه الفتاة واندهشت من أمجد الذي لم يقوم بعملية التعارف بينهما كما فعل مع باقي الضيوف حيث كان يميل هامسا في اذنها اسم الضيف حتى وان كان من صديقاتها وقد التقى بهم قبل الزفاف حتى لا يشعر اي شخص بأي شئ غريب مدت سارة يدها لمصافحة هبة والتي صافحتها وسط شها بالغرابة من نفسها وبهذا الاحساس الغريب الذي انتابها ما إن رأتها ولما هذا الش الذي كان يخالجها بأنها يجب أن ترفض مصافحتها!! ولكنها رمت ما توارد الى عقلها جانبا وشدت من قامتها وهي تحدث نفسها أن سبب شها ذاك هو عدم اخبار امجد لها بمن تكون
مدت سارة يدها بعد ذلك الى أمجد والذي نظر اليها شذرا ونقل نظراته الى يدها الممدودة أمامه لثوان وسرعان ما صافحها ضاغطا بقسۏة على يدها حتى أنها كتمت تأوها وقد خامرها الشك أنه يتمنى لو كان ها هو الذي بين يديه الآن بدلا من يدها!!
آثر امجد مصافحة هذه الافعى الملعۏنة ليس عن خوف منها ولكن حتى لا يثير الاقاويل في نفس هبة قالت سارة بابتسامة خبيثة ولمعة مكر في عينيها
مبروووك الف مبروك يا يس مبرووك يا هبة
ثم نظرت الى أمجد طويلا وتابعت
مبروووك يا موجي !! ثم ضحكت ضحكة سخرية صغيرة وابتعدت تاركة هبة وهي تقف غاية في الذهول والدهشة من طريقتها في مخاطبة أمجد مندهشة لا تعلم لما كان للقب موجي الذي نادته به هذه الفتاة هذا الوقع السيء في نفسها فهى تكاد تجزم انها سمعته قبل ذلك ولكن متى وأين لا تعلم!!
والتفتت هبة الى أمجد تسأله بجدية خفيفة
مين البنت دى يا أمجد شكلها مش مريح ! وايه حكاية موجي دي ممكن أعرف
نظر أمجد اليها وهو يحاول جاهدا ايجاد اجابة مقنعة فقد أفقدته مفاجأة حضور سارة سرعة بديهته في الرد على هبة في حين ظلت هبة واقفة في انتظار سماع جوابه وهي تنظر اليه نظرة مليئة بالشك أغلق أمجد عينيه وزفر عميقا وهو يدعو الله ان يلهمه الجواب الصائب
ترى ما سيكون جواب أمجد وهل ستقتنع هبة وما هي مفاجأة أمجد لعروسته في شهر العسل وماذا تخطط سارة لهدم سعادة العروسين وهل ستنجح في خطتها
الحلقة الثالثة عشر
استيقظ أمجد مع اولى خيوط الفجر وتطلع الى الوجه الملائكي الذي ينام بجواره لا يستطيع ان يصدق انها هنا بجانبه تنام ملئ جفنيها