ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
مريضه ولازمها راحه والدنيا هناك زحمه جدا
ماتخفش يا ابيه انا والله بقيت كويسه
كان هذا صوت شذى التي اقتربت منهم بهدوء ولأول مره يتطلع على وجهها ويري ابتسامتها
ويا محلي تلك الابتسامه مع هذا الوجه البرئ
غض بصره سريعا قبل أن يسرح في ملامحها الجميله
وهو يستمع اليها
كنت عايزه اقولك اني اسفه يا ابيه على الطريقه اللي كلمتك بيها و متشكره يعني عشان تعبتك معايا طول اليوم وكمان لما جينا هنا.
ابتسم دون ارادته واجاب بهدوء
انا ماعملتش حاجه انتي اختي الصغيره ومافيش واحد بيشوف اخته واقعه في مشكله ومش بيساعدها مش كده برضو
رفعت رأسها له بفرحه جميله واجابته سريعا وهي تجذب يد والدتها وخالتها
كده كده طب يلا بينا بقى بسرعه عشان مش نتأخر يلا يا ماما يلا ياخالتو واقف ليه يا ابيه
وعلى كل يبدو ان هذا المنزل سيملئه المرح في الأيام القادمه وسيحدث ما لا يحمد عقباه على يد تلك الصغيره
سلم أمره الي الله ضاربا كفيه بجانبيه واتجه للخارج ليلحق بهم
عادو جميعا الي البيت الا هو لم يأتي معهم وظل هناك وفي طريق عودتهم رأته يذكر وسط الرجال وينشد مع الشيخ ياسين التهامي في حفل مهيب له
ولكن الشيخ حسان قرر ان يخرجها من شرودها هذا ويشركها معهم في الحديث
مالك يا شذى ساكته كده ومش بتشتركي معانا في الحديث
ها أبدا يا عمو انا قاعده معاكم اهو اومال هو ابيه مالك مارجعش معانا ليه
لاااا دا الدكتور مالك لسه قدامه لبعد الفجر علي ما يجي قومو انتو ناموا عشان الصبح تصحو بدري وياخدكم معاه المستشفي
أومئو جميعا له وصعدو الي غرفهم ودلفت هي ووالدتها تلك الغرفه التي خصصتها خالتها لهم وبدؤو في تبديل ملابسهم
تعرفي ياماما اني حاسه براحه كبيره اوي هنا
ياريت يا ماما مانسيبش البيت ده انا حاسه فيه بالأمان عكس بيتنا خالص
مافيش مقارنه بينهم اصلا يا شذى نامي يا بنتي
نامي ربنا يعمي عيون اهل ابوكي ويبعدهم عننا.
ده مش بعيد
اعتدلت والدتها هي الأخرى برهبه
بتقولي ايه لالالاء اكيد امه هاتمنعه انه يقرب مننا تاني نامي وماتفكريش في الموضع ده اوعي تقولي كده قصاد خالتك مش عايزين نقلقها معانا
حاضر يا ماما بس والله لو جيه هنا وقرب من ابيه مالك لكون ضارباه واموته واخلص منه بقي
حيلك حيلك انتي اللي هتوقفي لأشرف وكمان هتموتيه عشان مالك
ها اه طبعا مش كفايه انه دافع عننا وحمانا واخدنا من البلطجي ده وكمان
بس كفايه نامي بقى وإنشاء الله مش هيحصل حاجه
اطاعتها ورقدت بجانبها معطيه لها ظهرها وظلت تري طيفه امامها الي ان اغمضت عيناها وذهبت في نوم عميق
وعند بزوغ الشمس شعرت بالعطش واستيقظت من نومها التفتت حولها ولكنها لم تجد ماء فقررت ان
تترجل الي الاسفل لتأتي بزجاجة مياه تروى بها ظمئها
بحثت عن غرفة الطعام الي ان وجدتها وظلت بها لتجلب مطلبها
كان هو عائد من الخارج يتصبب عرقا اثر المجهود القوي الذي فعله مع ان الجو بارد جدا
سمع صوت ضعيف ومصباح غرف الطعام منير فظن ان والدته هي التي بها فذهب اليها
بتعملي ايه عندك دلوقتي يا أمي انتي مش بتريحي نفسك ابدا
تصنمت مكانها ملتفته اليه وهي تمسك بيدها زجاجة المياه
كما وقف هو أيضا مندهشا من رؤيتها أمامه بمانمتها الشتويه وشعرها المفرود على ظهرها كشلال من الشيكولاته وعينها الصافيه كمياه البحر الزرقاء
غض بصره سريعا وارتسمت ملامح الڠضب على وجهه
اااانتي بتعملي ايه هنا
ابتسمت هي فارحه برؤيته وحاولت ان تقترب منه فرجع خطوه للخلف مفسحا لها الطريق
مافيش يا ابيه انا بس كنت عطشانه فنزلت اجيب مايه
اشاح بوجهه متجنبا رؤيتها
طب ياريت تتفضلي على اوضتك وحاولي ماتخرجيش منها بعد كده من غير ماتكوني لابسه حجابك وحاجه واسعه عليكي
شعرت بالحرج منه وسريعا ما جرت من أمامه
ليوقفها هو
استنى!
وقفت على الدرج ولم تنطق
حضري نفسك على الساعه ١ كده تكونو صحيتو عشان هاخدكم معايا المستشفى اعملك شوية تحاليل
لم تلتفت اليه وجرت للأعلى وهي تهمس له
حاضر يا ابيه
ليهمس هو لنفسه وهو يرفع رأسه برفق حتى يتجنب رؤيتها
شكلك كده جايه هنا عشان توجعي قلب ابيه وتشيليه ذنوب يا شذي
وفي تمام العاشرة صباحا استيقظ من نومه أثرصوت
ذلك المنبه المزعج اغلقه بكفه وهو يستغفر ربه كعادته ويلعن الوقت
استغفر الله العظيم انا مش عارف بس يا ربي اشمعني وقت النوم اللي بيعدي بسرعه كده
اعتدل من علي فراشه واخذ منشفته واتجه للخارج مغلقا باب غرفته خلفه
وللمره الثانيه يتقابل معاها ومن الواضح انه سيكون دائم التعركل بها في هذا البيت
كانت مرتدية حجابها على عبائتها السوداء ومازال على عيناها أثر النعاس وهذه المره هي من ارتسم على وجهها الحزن
صباح الخير
احنت رأسها للأسفل وضمت كفيها في بعضهم
صباح النور يا ابيه
التمس هو نبرة صوتها الحزينه وربما علم ان حديثه معها باكرا هو ما ازعجها فقرر ان يحد توتره في حديثه الصارم معها
صحيتي بدري عن المعاد يعني
انا مانمتش اصلا من الصبح و مش عايزه اروح في حته
ليه مش عايزه تطمني على صحتك
لاء مش عايزه انا اصلا بكره نفسي وبدعي ان ربنا ياخدني عشان اريح كل الناس مني
ضم حاجبيه بغرابه على كلامها وطريقتها الطفولية وجرت هي من أمامه للأسفل قبل أن تنفطر أمامه في البكاء
توجه الي المرحاض وهو يفكر في هذه الصغيره التي ستجبره رغما عنه في التركيز معها
وفي طريقه استمع إلي والدته وخالته وهم يحاولون تهدئتها في غرفة الطعام
بټعيطي ليه بس تاني يا حبيبتي و ليه
لابسه الاسود في البيت
مافيش يا خالتو انا كويسه
طب قومي يا شذى اغسلي وشك وتعالي افطري معانا عشان تغيري عبايتك دي ونروح مع ابن خالتك تعملي التحاليل
لاء مش هاروح اعمل حاجه يا ماما واصلا مش هينفع اقلع العبايه في البيت انا لبسي كله بجامات ومش معايا حاجه واسعه البسها
طب ومش عايزه تروحي تكشفي ليه بقي
كده مش عايزه اتعب حد معايا
حزن هو بالخارج على حزنها هذه الصغيره لديها عزة نفس كبيره ولن تطيعه بالساهل
تفاجؤ بصوته عندما اقتحم جلستهم
مانتي لو اغمى عليكي تاني زي امبارح كده هتتعبينا كلنا معاكي ومامتك هاتفضل قلقانه عليكي
يبقى لازم تسمعي الكلام عشان تطمن عليكي
تحولت عيناها الي بركه من الدموع ارتفع صوتها رغما عنها
مش عايزه حد يقلق عليا ولو تعبت بعد كده ماتبقوش تسألوا فيا سيبوني في حالي بقي
حاولت الهروب من أمامهم ولكنه اوقفها بصوته الصارم
استنى عندك يا بنت انتي اسمعي انا ماليش في دلع البنات ده